أسعار ورسوم جدية التصالح في مخالفات البناء بمحافظة بالمنيا    "أداب عين شمس" تشارك في احتفالية عيد الشجرة المصري    نائب رئيس «المؤتمر» يدعو المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لقبول الهدنة    محمود مسلم: مصر الأكثر خبرة وشرفا في التعامل مع القضية الفلسطينية    توفيق السيد يكشف صحة ركلة جزاء بيراميدز أمام فيوتشر ويطالب برحيل بيريرا    كاسونجو: لا توجد مشكلة لدي مع الزمالك .. وأرغب في مؤازرة الأبيض بنهائي الكونفدرالية    نقطة واحدة للتتويج.. الهلال يفوز على الأهلي في كلاسيكو الدوري السعودي    الزمالك: أخطاء فادحة للتحكيم في آخر 3 مباريات ولا يمكننا السكوت عنها    كانوا رايحين الجامعة.. ارتفاع مصابي حادث صحراوي قنا ل 16 شخصاً    محاكمة المتهمة بقتل زوجها بالجيزة    ظهور جذاب ل «هنا الزاهد» في أحدث جلسة تصوير    قافلة طبية مجانية بقرية الحنفي بكفر الشيخ يومي الثلاثاء والأربعاء    شبكة القطار السريع.. كيف تغطي جميع أنحاء الجمهورية؟    الأوقاف: افتتاح 21 مسجدًا الجمعة المقبلة    تعرف على أسباب خروج «ديانج» من حسابات «كولر»    الأحرار الاشتراكيين ل صدى البلد: الحركة المدنية تتخذ اتجاها معاكسا لمفهوم استقرار الدولة    مدينة برازيلية تغرق تحت مياه الفيضان    معركة موازية على «السوشيال ميديا» بعد القصف الذي تعرضت له مدينة رفح    اهم عادات أبناء الإسماعيلية في شم النسيم حرق "اللمبي" وقضاء اليوم في الحدائق    ليلى علوي تحتفل بشم النسيم مع إبنها خالد | صورة    محمد عدوية: أشكر الشركة المتحدة لرعايتها حفلات «ليالي مصر» ودعمها للفن    هل يجب تغطية قَدَم المرأة في الصلاة؟.. الإفتاء توضح    أدعية استقبال شهر ذي القعدة.. رددها عند رؤية الهلال    وزارة السياحة والآثار تشارك في سوق السفر العربي بالإمارات    لذيذة وطعمها هايل.. تورتة الفانيليا    تفاصيل التجهيز للدورة الثانية لمهرجان الغردقة.. وعرض فيلمين لأول مرة ل "عمر الشريف"    التيار الإصلاحى الحر: اقتحام الاحتلال ل"رفح الفلسطينية" جريمة حرب    قدم تعازيه لأسرة غريق.. محافظ أسوان يناشد الأهالي عدم السباحة بالمناطق الخطرة    غارة إسرائيلية تدمر منزلا في عيتا الشعب جنوب لبنان    إزالة 164 إعلاناً مخالفاً خلال حملة مكبرة في كفر الشيخ    تناولها بعد الفسيخ والرنج، أفضل مشروبات عشبية لراحة معدتك    موعد إجازة عيد الأضحى 1445 للطلاب والبنوك والقطاعين الحكومي والخاص بالسعودية    أرخص موبايل في السوق الفئة المتوسطة.. مواصفات حلوة وسعر كويس    بعد فوز ليفربول على توتنهام بفضل «صلاح».. جماهير «الريدز» تتغنى بالفرعون المصري    ضحايا احتفالات شم النسيم.. مصرع طفل غرقًا في ترعة الإسماعيلية    مائدة إفطار البابا تواضروس    زيادة في أسعار كتاكيت البيّاض 300% خلال أبريل الماضي وتوقعات بارتفاع سعر المنتج النهائي    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    طلاب جامعة دمياط يتفقدون الأنشطة البحثية بمركز التنمية المستدامة بمطروح    صانع الدساتير يرحل بعد مسيرة حافلة، وفاة الفقيه الدستوري إبراهيم درويش    قبل عرضه في مهرجان كان.. الكشف عن البوستر الرسمي لفيلم "شرق 12"    صحة الإسماعيلية.. توعية المواطنين بتمارين يومية لمواجهة قصور القلب    عضو ب«الشيوخ» يحذر من اجتياح رفح الفلسطينية: مصر جاهزة لكل السيناريوهات    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    برلماني يحذر من اجتياح جيش الاحتلال لرفح: تهديد بجريمة إبادة جماعية جديدة    فنادق الغردقة ومرسى علم تبتكر إبداعات لجذب السياح احتفالا بعيد الربيع    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    الصحة تعلن إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    في العام الحالي.. نظام أسئلة الثانوية العامة المقالية.. «التعليم» توضح    نانسي عجرم توجه رسالة إلى محمد عبده بعد إصابته بالسرطان.. ماذا قالت ؟    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    متى يُغلق باب تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء؟ القانون يجيب    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ساعات ويبدأ الشهر الكريم .. أهلاً رمضان

رمضان فرحة لكنها هذا العام فرحة منقوصة، الشهر الكريم يأتى فى أجواء غير مسبوقة حيث يفرض فيروس كورونا حصاره على الجميع، والطقوس الرمضانية التى كانت تضفى على الشهر الكريم بهجة ومتعة تم إلغاؤها، بدءا من صلاة التراويح فى المساجد، وحتى الخيام الرمضانية والتجمعات الدينية والأسرية أيضاً، مرورا بموائد الرحمن التى كانت تمتد فى كل أرجاء مصر منذ حوالى 1100 سنة، حتى زينة رمضان التى لم يكن يخلو منها شارع وحى فى مصر، توارت خلف جدران المنازل، والفوانيس الملونة اختفت من أيدى الأطفال، لتظهر على استحياء فى بعض النوافذ والبلكونات، وكأنها تقاوم الفيروس الذى أخفى معالم الشهر الكريم حتى حين.
ومع ذلك ففرحة رمضان ما زالت تقاوم لتنتصر على الوباء، فهناك أسر أصرت على تزيين المنازل بدلا من الشوارع، وزادت أعداد من قرروا مد يد العون للفقراء، بدلا من موائد الرحمن التى كانت ملاذهم الوحيد، فى حين أكد مراقبون أن شهر الصيام فرصة لن تضيع للرحمة والمغفرة، ولابد أن نستغلها بإطعام المزيد من الفقراء الذين زادت أعدادهم بسبب كورونا، أما صلاة التراويح فيمكن صلاتها جماعة فى البيت، وبذلك يصبح الشهر فرصة للتراحم داخل البيت وخارجه.
ليلة الرؤية وسط الحجر
«كورونا».. سارق الفرح
ليلة رمضان فى مصر كانت دائما بألف ليلة، لها طقوسها الخاصة، وسحرها الخاص، تحتفل الأسر فيها باستقبال الشهر الكريم، ولكن هذه الليلة مختلفة اليوم، فهى تأتى فى أجواء غير مسبوقة، حظر تجول، وإغلاق للمحلات والمطاعم، ووباء متربص بمن يخرج من بيته، وأجواء مختلفة تماما عما كان يعرفه المصريون طوال تاريخهم.
ليالى رمضان لها مذاق خاص فى مصر، الجميع يسهر حتى مطلع الفجر، وهناك أسر اعتادت على قضاء هذه الليلة فى الخارج وتناول السحور فى المطاعم، ومن لا يمارس هذا الطقس كان يتوجه لشراء الفول من أحد المطاعم القريبة، ويقضى السهرة مع أبنائه حتى موعد السحور.
الأطفال لهم طقوسهم أيضاً، حيث كانوا يقضون معظم ساعات هذه الليلة فى تعليق الزينة على العمارات وفى الشوارع، وبعد تناول السحور منهم من يقضى باقى الوقت فى لعب الكرة بالشارع خاصة فى الأحياء الشعبية التى لا تعرف النوم فى هذه الليلة.
وحتى العام الماضى كانت هذه الأجواء معروفة فى مصر، إلا أن هذا العام الوضع مختلف تماما، فكل هذه المظاهر اختفت، فالمطاعم والكافيهات مغلقة، وحظر التجول مفروض على البلاد، والجميع يخشى أن يخرج من بيته، حتى لا تنتقل إليه عدوى فيروس لا يرحم صغيرا ولا كبيرا.
ورغم كل المخاطر والأجواء الصعبة تظل فرحة رمضان تقاوم هذا الكابوس، والزينة التى اختفت من عدد كبير من الشوارع ظهرت فى عدد أكبر من المنازل، وتقول سهام مصطفى ربة منزل : أنا مصرة أن أفرح أنا وأولادى بهذا الشهر الكريم، وفقد اشترينا الزينات من أحد المحال القريبة من المنزل، وقمنا بتعليقها فى البيت، واشترينا فانوسًا كبيرًا لتعليقه فى البلكونة، وبدلا من الخروج لتناول السحور فى أحد المطاعم قمت بتدميس الفول فى المنزل، وأعددت البيض المسلوق والطرشى حتى لا يشعر أبنائى بأى شيء ناقص، وقضينا النهار فى تعليق الزينات داخل الشقة، وشاهدت الفرحة فى عيون أبنائى والحمد لله.
ليلة رمضان بالنسبة للأطفال لها قدسية خاصة، فهم يستعدون فيها للصيام مع احتفال بالزينة والفانوس الجديد، والسهر مع باقى أفراد الأسرة، ونظرا لاختلاف الظرف هذا العام قالت رغد هشام « كل سنة كنت بقضى ليلة رمضان فى تعليق الزينة فى العمارة مع جيرانى وأصدقائى، وكنا بنحتفل مع بعض، لكن السنة دى احنا مش بنقابل أصحابنا علشان خايفين من كورونا، وبنكتفى بمكالمات التليفون، لكننا مصرين على الاحتفال، علشان كدة علقنا الزينة فى الشقة، وجبنا فانوس كبير علشان نحطه فى البلكونة، وفانوسى الصغير هعلقه على باب الشقة.
وأضافت شقيقتها هنا هشام قائلة احنا بنحب السهر فى رمضان، وكنا بنتجمع فى بيتنا كل ليلة نلعب لحد السحور، لكن السنة دى ما فيهاش تجمعات، لكن احنا فرحنا بطريقتنا، علقنا زينة واشترينا فانوس كبير، وبسهر مع اخواتى وماما وبابا فى البلكونة، أو بنتفرج على التليفزيون، وأحياناً بنرسم وبنلون، وماما قالت اننا هنحفظ قرآن فى رمضان.
أسر كثيرة سارت على نهج هذه الأسرة فانتشرت الزينات فى البيوت، والفوانيس فى البلكونات وقالت أميمة السيد موظفة إنها لم تكن تهتم بزينة رمضان فى المنزل، وكانت تكتفى بالزينات التى يعلقها أبناؤها مع أصدقائهم وجيرانهم فى الشوارع، ولكن نظرا للأجواء التى تحيط بالشهرالكريم هذا العام قررت أميمة أن تزين منزلها، قائلة : الزينة مظهر من أهم مظاهر رمضان اتعودنا نشوفها فى الشوارع، وعلى العمارات، ولما اختفت من الشوارع شعرنا أن فيه حاجة ناقصة، فقمت أنا وأبنائى بقص أوراق الكراسات كما كنا نفعل ديما، وقمنا بتلوينها، وعلقنا جزءًا منها فى الشقة وعلى باب البيت، كما قمنا بتعليق الأنوار فى البلكونات، واشتريت مفارش رمضانية للسفرة وللترابيزات الصغيرة، لإضفاء جو من البهجة على البيت.
وأضافت قائلة : كلنا لازم نفرح برمضان شهر الخير، وإن شاء الله ربنا هيزيح الوباء، وهنحتفل برمضان والعيد.
وقالت مروة دسوقى إنها رفضت تغيير أى عادة من عاداتها هذا العام عدا الخروج من المنزل، واشترت أكوابًا وأطباق جديدة لتجديد المطبخ، وفى ليلة رمضان بدأت فى قراءة القرآن الكريم وصلاة التراويح فى المنزل، وأضافت مثلما أعمل للدنيا فأنا أستعد للآخرة أيضاً، فهذا العام قررت أن أستغل فرصة عدم الذهاب للعمل، وسأحاول أن أختم القرآن مرتين على الأقل، بنية رفع البلاء عنا، وأضافت لقد حاولت فى ليلة رمضان أن أمحو أثر الحزن عن أبنائى بسبب ما نحن فيه الآن، لذلك قررنا قضاء سهرة رمضانية أسرية، وسط الزينة التى قمنا بتعليقها فى المنزل، وتبادلنا التهانى مع جيراننا من البلكونة وفى التليفونات، واتصلت بأشقائى وشقيقاتي،وتبادلنا التهانى، وأضافت قائلة: «إن شاء الله ربنا هيستجيب لدعائنا وهيزيح الوباء».
«التراويح».. صلوا فى بيوتكم
صلاة التراويح هى أحد المظاهر الرمضانية التى عرفها المسلمون فى كل مكان، فهى من السنن المؤكدة التى كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤديها طوال الشهر الكريم باستمرار، ورغم أنه لم يسن صلاتها فى جماعة، بينما سنها الخليفة عمر بن الخطاب، إلا أنه ومنذ هذا التاريخ ظلت صلاة التراويح فى جماعة ظاهرة رمضانية يحرص عليها الكثيرون بما فى ذلك السيدات والشباب أيضاً .
وبما أن وزارة الأوقاف منعت كل صلوات الجماعة فى المساجد، بما فيها صلاة الجمعة، فقد أصدرت قرارا بمنع صلاة التراويح فى المساجد أيضاً، كإجراء احترازى ضد فيروس كورونا.
ولكن من المؤكد أن العبادة هى روح شهر رمضان المعظم، وهذه العبادات يمكن القيام بها فى أى مكان، فالصلاة ليست قاصرة على المساجد، والأهم الخشوع فيها وأداؤها على أكمل وجه.
فمن المعروف أن شهر رمضان هو شهر عبادة، صيام بالنهار وقرآن وتراويح فى الليل، وبينهما يحرص الإنسان على الصدقات والتقرب إلى الله بكافة الطرق، مع إخراج زكاة الفطر فى آخر الشهر الكريم، بل إن البعض يحرصون على إخراج زكاة أموالهم فى هذا الشهر الكريم للتفريج عن الفقراء والمحتاجين فيه، وبالتالى فرمضان ليس قاصرا على صلاة التراويح.
جدير بالذكر أن الرسول صلى اللى عليه وسلم كان أول من سن الجماعة فى صلاة التراويح فى المسجد، ثم تركها خشية أن تفرض على أمته، ففى الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى فى المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس، فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد ثم قال: أما بعد، فإنه لم يخف على مكانكم، ولكنى خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها، فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك.
وورد فى صحيح البخارى عن ابن شهاب قال: ثم كان الأمر على ذلك فى خلافة أبى بكر، وصدراً من خلافة عمر رضى الله عنه، ثم إن عمر
رضى الله عنه رأى أن يجمع الناس على إمام، فجمعهم على أبى بن كعب، واستمر عمل الأمة على ذلك.
ومن هذه الوقائع يتضح أن التراويح سنة مؤكدة، ولكن صلاتها فى جماعة أقرها أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب، بعد أن رفض النبى صلى الله عليه وسلم صلاتها فى جماعة باستمرار خشية أن يشق على الناس، وهذا من الناحية الدينية.
أما من الناحية الاجتماعية فقد أصبحت صلاة التراويح مظهرًا من مظاهر الشهر الكريم،فحتى من لا يصليها فى المسجد، يجد متعة فى الاستماع إلى أصوات أئمة المساجد التى تصدح بآيات الذكر الحكيم عبر ميكروفونات المساجد، حتى أن أصواتا ظهرت على شبكة الفيس بوك تطالب بأن تسمح وزارة الأوقاف لأئمة المساجد بصلاة التراويح منفردين فى المساجد، حتى لا تنقطع أصوات القرآن من المساجد خاصة فى هذا الشهر الكريم.
ورغم عدم منطقية هذا المطلب، لأن البعض قد يعتقد أن المساجد قد تم فتحها وستزداد أعداد من فيها يوما بعد يوم، إلا أن هذا يؤكد أن صلاة التراويح واحدة من الطقوس الرمضانية التى لا يتخيل البعض أن يمر الشهر الكريم دونها.
ولكن الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا أكد أن العبادة فى شهر رمضان ليست قاصرة على التراويح فقط، فهى صلاة تؤدى بعد صلاة العشاء ويمكن للمسلمين أن يؤدوها فى بيوتهم، وكان المسلمون يصلونها فى المساجد لكسب ثواب الجماعة، وللحفاظ على هذا الثواب يمكن أن يصليها الرجل بأهل بيته، فمن الأفضل أن يجمع كل رب أسرة زوجته وأبناءه ويصلوا التراويح جماعة، ومن الأفضل تأخيرها إلى الثلث الأخير من الليل، فوقت صلاة التراويح يبدأ من بعد صلاة العشاء وحتى الثلث الأخير من الليل، وهو الوقت الأفضل لأدائها.
وأضاف الشيخ أبو الحسن أن رمضان شهر للعبادة والروحانيات، وهذا لا يقتصر على صلاة التراويح فى المسجد، إنما لابد أن يراعى فى كل شئ، كما أن الصيام يجب ألا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، فيجب علينا الالتزام بكل الطاعات والحرص عليها، والتسبيح وذكر الله وقراءة القرآن الكريم آناء الليل وأثناء النهار، وزيادة البر والاحسان إلى الفقراء، والمحافظة على روحانيات الشهر الكريم، فهو فرصة لتكفير الذنوب والرحمة والمغفرة يجب ألا نضيعها .
وطالب الشيخ إبراهيم الأمين عضو لجنة الفتوى بالأزهر سابقا بضرورة التزام الناس فى بيوتهم، وصلاة التراويح فى جماعة داخل المنزل مع أهل البيت فهذا أفضل، لتشجيع الصغار على الصلاة والتزامهم بها، مؤكدين أن هذا الأمر سيشعر الأسر جميعا ببهجة وبركة الشهر الكريم.
واستشهد الشيخ الأمين بواقعة انتشار طاعون عمواس فى بلاد الشام بعد فتح المقدس أيام خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، حيث أمر الخليفة عمر بعدم خروج الناس من الشام وعدم الدخول إليها، وتم منع التجمعات حتى لا ينتشر الوباء بين الناس، وهذا هو الأصل فى الإسلام درءًا للمخاطر.
وأضاف أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فى الإسلام، حتى أن الرسول الكريم نهى عن أكل بصل أو ثوم في صلاة للجماعة، حتى لا يؤذى الآخرين، فإذا كانت الرائحة تؤذى الآخرين فما بالنا بوباء قاتل.
وأضاف أن جميع العبادات شُرعت لخير الإنسان، وبالتالى فإن كل ما يتعارض مع مصلحة الإنسان يصبح منعه واجبا، ولدينا بدائل أخرى مثل الصلاة فى المنازل جماعة أيضاً، وتجميع أفراد الأسرة لقراءة القرآن، أو قراءة كتب السنة والكتب الدينية وحفظ القرآن، فهذه كلها أشياء فعلها قد يفوق ثواب الصلاة فى جماعة وقت الخطر.
السهرات الرمضانية.. أحلى فى البيت
العزومات والسهر بمناطق الحسين والسيدة، كلها مظاهر رمضانية حرمنا منها هذا العام، فالإجراءات الاحترازية منعت كل مظاهر الاحتفالات الرسمية، وخوف الناس منع مظاهر الاحتفالات الشعبية كعادة كل عام، واستمرار حظر التجول جعل الأحياء العتيقة التى لم تكن تنام طوال هذا الشهر الكريم، تطفئ أنوارها مبكرا لتختفى أهم مظاهر شهر رمضان فى مصر.
ولكن للأزمة وجه آخر يمكن أن نجعله مشرقا، فيمكن أن تستفيد الأسرة من وجود معظم أفرادها طوال الوقت فى المنزل، ويستفيدوا من هذا الشهر الكريم فى تقوية الروابط الأسرية، والقراءة والاستفادة من الوقت، بدلا من إضاعة الشهر الكريم فى مشاهدة مسلسلات تقدم قيمًا سيئة لا طائل منها.
فكل عام كانت العديد من الأسر تحرص على استقبال بعضها البعض وإقامة عزومات تجمع أفراد العائلات الذين لا يتزاورون إلا من العام للعام، ويحلو السهر للكثيرين حتى مطلع الفجر، سواء فى البيوت أو خارجها، ولأن رمضان هذا العام مختلف، فكل هذا ممنوع هذا العام، حتى الأمسيات الدينية التى كانت تقيمها وزارة الأوقاف ممنوعة، وكل الأنشطة الدينية والثقافية التى كانت تشغل وقت البعض ممنوعة، لذلك سيجد كل أفراد الأسرة أنفسهم فى البيت ليس أمامهم سوى التليفزيون بإعلاناته التى تتخللها مسلسلات تقدم قيمًا ونماذج تضر بالمجتمع أكثر مما تفيده، أو شبكة الانترنت ومواقع التواصل الإجتماعى التى كانت سببا فى تفريق الأسرة المصرية.
ولذلك يرى الخبراء أن هذه الظروف يمكن أن تكون فرصة لإعادة لم شمل الأسرة المصرية، وإعادة الروح المفقودة وعلاج آفات المجتمع المصرى التى فتكت به مثلما يفعل كوفيد 19 بالبعض، فرغم أن الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس ترى أن تغيير المجتمع وتخليصه من آفاته دفعة واحدة أمر صعب، إلا انها ترى أن رمضان قد يكون فرصة وبداية للتغيير، بشرط وجود رغبة حقيقية ونية لدى الجميع لإحداث هذا التغيير.
وأضافت أننا أخذنا من الغرب أسوأ ما فيه، وأصبحت الأسرة المصرية الآن مشغولة بالانترنت والتليفزيون والأمور الاستهلاكية، ويتساوى فى ذلك الآباء والأبناء، ولابد من تغيير هذه العادات السيئة، فلماذا لا يجلس الآباء مع أبنائهم فى السهرة ويتحدثون فى الأمور التى تخصهم، وبدلا من الجلوس أمام التليفزيون تعود مرة أخرى السهرات العائلية، التى يتحدث فيها الآباء ويستمع الأبناء، ويتعلمون مما يقوله آباؤهم، وعلى الآباء أن يتعلموا أيضاً الاستماع لأبنائهم والتعرف على أفكارهم ومناقشتهم فيها، فهذه العلاقة المفقودة بين الآباء والأبناء، تعتبر أهم آفات المجتمع التى يجب القضاء عليها.
وأشارت إلى أن الأسر المصرية تشكو منذ فترة من انشغال الأبناء بالخروج مع أصدقائهم، والمرأة بعملها، والرجل مع أصدقائه على المقهى، وكل هذا لم يعد موجودا، فالجميع الآن فى مكان واحد، لذا علينا أن نستثمر هذه الفرصة، مع أجواء شهر رمضان الروحانية ونعيد الأسرة المصرية إلى ما كانت عليه من ود وتآلف وترابط.
من ناحية أخرى بدأت بعض المكتبات تعلن عن توصيل الكتب للمنازل، ومعظمها كتب دينية للشباب لتشجيعهم على القراءة، فى حين أعلنت بعض المراكز عن دورات أون لاين لتحفيظ القرآن خلال شهر رمضان، وخصص أحد المراكز دوراته للأطفال والمراهقين من سن 4 سنوات إلى 16 سنة، وكذلك للسيدات والأمهات، ومن بين هذه البرامج برنامج «آية ومهارة» المخصص للأطفال من سن 4 سنوات إلى 12 سنة، لمدة يومين فى الأسبوع، ومدة البرنامج ساعتين فى اليوم يتخللها استراحة وأنشطة حركية وتفاعلية.
كما خصص المركز برنامج «اخرج من كهفك» للمراهقين من سن 12الى 16 سنة، وتعقد المحاضرات أون لاين مرتين أسبوعيا، ومدة المحاضرة ساعتين فى اليوم، بالإضافة
لبرنامج «أخلاقيات» الموجه للسيدات والأمهات يومًا فى الأسبوع لمدة ساعة والنصف، لتعريفهم بالطرق المثلى لتربية الأبناء.
وأكد المركز أن الهدف من وراء هذه الدورات تخريج جيل «قارئ- فاهم- حافظ - عامل بالقرآن»، وتعليم الأبناء والأمهات بعضا من مهارات القرن الحادى والعشرين، من خلال ترتيل وتدبر آيات القرآن الكريم؛ وإحياء شهر رمضان بشكل مختلف.
وتهدف البرامج إلى تعليم الأبناء أهم المهارات مثل مهارات القيادة، وتشمل مهارات المرونة، التكيف، ضبط النفس والتواصل، كما تشمل البرامج محاضرات خاصة بأولياء الأمور، تحت عنوان: واجعلوا بيوتكم قبلة، وغيره من البرامج المماثلة التى أعلنت عنها مراكز لتشجيع الناس على قضاء شهر رمضان فى المنزل بشكل جيد ومثمر بدلا من إضاعة الوقت أمام مسلسلات التليفزيون.
وهو أيضاً ما تتفق معه خبيرة علم الاجتماع الدكتورة مها عبدالرحيم مشيرة إلى أن تواجد كل أفراد الأسرة فى رمضان تحت سقف واحد هو فرصة جيدة لتعود الأسرة المصرية إلى طبيعتها المترابطة التى افتقدناها منذ سنوات طويلة، وأضافت أنه يجب أن يحرص الآباء على إغتنام هذه الفرصة لغرس القيم الدينية فى نفوس أبنائهم، ويمكن تنظيم دروس فى حفظ القرآن بين الأبناء، فكل أعمال الخير تتضاعف فى شهر القرآن، ولتحفيز الأبناء على القيام بذلك يمكن تقديم مكافآت مالية لمن يحفظ أولا
وأضافت لابد أن نغرس قيم الود والمحبة والترابط فى نفوس أبنائنا، فيمكن إعادة العادات القديمة بإرسال طبق من الطعام لأقرب جيراننا، فهذا يعلم الأبناء الترابط الاجتماعى، وإذا كانت العزومات الأسرية لن تتم فى هذا العام، فيمكن إخراج تكلفة هذه العزومات للفقراء والمساكين، وعلينا إشراك الأبناء فى ذلك ولو من باب العلم بالشئ، حتى يتعلموا قيمة فعل الخير ومساعدة الفقراء.
أما العلاقات الأسرية والعائلية فلابد من الاستمرار فى المحافظة عليها ولو من خلال التليفون ووسائل التواصل الحديثة، فمعظم العائلات أصبح لها جروبات على الفيس بوك والواتساب، ويمكن التواصل بين الصغار والكبار والاطمئنان على جميع أفراد العائلة بشكل يومى، حتى يتعلم أبناؤنا هذه القيم الجميلة، فالشهر الكريم فرصة لاستعادة قيمنا الجميلة المفقودة.
فرصة ذهبية
وأوضح الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية أن شهر رمضان فرصة لمعالجة آثار كورونا والحظر الذى أدى لزيادة الخلافات الزوجية، وما نتج عن الأزمة من كرب واكتئاب واحباط وانتشار للأمراض النفسية، لذلك فرمضان فرصة للتعايش وعمل صيانة نفسية، ومن هنا ينصح الدكتور وليد بضرورة إحلال البهجة فى المنازل، بالزينة والفوانيس والاهتمام بجو رمضان، فرمضان هو شهر الفرحة، فرحة بالصيام والافطار وبالزكاة والعيد، وهذه الفرحة تزداد كل يوم فى رمضان، حتى أن الدراسات اثبتت أن إخراج الزكاة يساهم فى زيادة الإحساس بالسعادة.
وأضاف أن رمضان هذا العام لا توجد به صلاة فى المساجد وبالتالى فهو فرصة لاجتماع الأسرة على عمل واحد، والحرص على صلاة الجماعة خاصة صلاة التراويح، كما أنه فرصة لإعادة دور الأب القيادى مرة أخرى، وعودة روح الأسرة من جديد.
كما يرى الدكتور وليد أن رمضان هذا العام فرصة ذهبية لإزاحة الحواجز النفسية بين أفراد الأسرة، كما أنه فرصة لإنماء للنفس، لأننا نتخذ فيه قرار الصيام بأنفسنا ونتحمل تبعاته من جوع وعطش، لذلك تصبح الشخصية أكثر نضجا وقادرة على تحمل الضغوط، كذلك فهو فرصة للتخلص من العادات غير الصحية مثل التدخين، والإفراط فى تناول الصعام والشراب، خاصة أن فترة الحظر الطويلة جعلت الكثيرين يفرطون فى الطعام خاصة الحلويات وما نتج عن ذلك من زيادة فى الوزن، لذلك فالصيام فرصة ذهبية لاستعادة صورة الجسد لما كان عليه قبل الحظر.
وأشار إلى أن رمضان فرصة ذهبية أيضاً للقضاء على مشكلة القلق من الموت التى انتشرت بسبب كورونا، وهذا يتم من خلال قراءة القرآن، خاصة أن الدراسات النفسية أثبتت أن قرار منح النفس الهدوء والطمأنينة، وبذلك يتحقق قول الله تعالي«ألا بذكر الله تطمئن القلوب» .
وأضاف أن شهر رمضان فرصة لاستعادة الرحمة التى افتقدنا بعض مظاهرها خلال الفترة الماضية بسبب تفشى كورونا، فشهر رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وفيه نقرأ القرآن وكل سورة عدا التوبة فيها كلمة بسم الله الرحمن الرحيم، كما أننا نقرأ الفاتحة ونبدؤها ببسم الله 68 مرة فى اليوم فى الصلوات الخمس، وبذلك يستقر مفهوم الرحمة فى القلوب.
لأول مرة.. اختفاء موائد الرحمن
منذ أكثر من 1100 سنة، عرفت مصر موائد الرحمن، ومن وقتها وحتى يومنا هذا وهذه العادة لم تنقطع طوال الشهر الكريم، ففى كل الأحياء وفى كل محافظات مصر تنتشر لافتات موائد الرحمن، ولكن للمرة الأولى تختفى هذه العادة من شوارع مصر، ولكن المصريين لا يألون جهدا لإظهار التكافل الاجتماعى، خاصة فى رمضان شهر الخير والبركة، لذلك بدأ الكثيرون فى التفكير فى بدائل أخرى لضمان وصول الخير لمستحقيه.
يعود تاريخ موائد الرحمن فى مصر إلى عهد أحمد بن طولون حيث كان هو أول من أقامها فى مصر، وكان يقوم بجمع كبار التجار والأعيان فى مصر فى أول يوم من شهر رمضان على الإفطار، ثم يلقى عليهم خطبة يذكر لهم فيها أن الغرض من المائدة هو أن يذكرهم بالإحسان والبر بالفقراء والمساكين.
بعد ذلك أمر أحمد بن طولون أن تظل هذه المائدة موجودة طوال شهر رمضان، كما طلب من التجار وكبار الأعيان أن يفتحوا منازلهم، ويمدوا موائدهم للمحتاجين، واستمرت هذه العادة فى مصر بعد انتهاء الدولة الطولونية، وفى عهد الفاطميين كان يطلق على موائد الرحمن «سماط الخليفة»، وكان العاملون فى القصر يقومون بتوفير مخزون كبير من الطعام، ليكون كافيا لأكبر عدد ممكن من المصريين، واستمرت هذه العادة فى مختلف العصور الإسلامية وحتى يومنا هذا، بل أنها أصبحت مباراة فى الخير، تتبارى فيها المساجد والجمعيات الأهلية والأفراد فى كل مكان، بل ودخل بعض الفنانين حلبة السباق، وهناك بعض المساجد لم تقصرها على شهر رمضان، وكانت تمد هذه الموائد للمحتاجين طوال العام.
ولكن ظلت موائد الرحمن مرتبطة دائما بشهر رمضان، فهى أحد مظاهر التكافل الاجتماعى فى شهر رمضان، بالإضافة لشنط رمضان التى يتم توزيعها على المحتاجين والأسر الفقيرة كل عام.
ولكن كما اختلفت مظاهر رمضانية كثيرة هذا العام اختلفت طريقة التكافل الاجتماعى، فقد أصدرت وزارة الأوقاف قرارا بإلغاء موائد الرحمن لمنع التجمعات لمواجهة تفشى وباء كورونا، وحددت الوزارة بدائل لإلغاء الموائد وهى شنط رمضان والنقود، وأكدت الوزارة أن هذه الإجراءات أفضل لدفع الخطر عن الناس.
وتبع قرار وزارة الأوقاف قرارات مماثلة من وزارة التنمية المحلية ومحافظة القاهرة بمنع إقامة موائد الرحمن وكل ما له علاقة بالتجمعات، ومن هنا بدأ التفكير فى البدائل حيث توسعت الجمعيات الأهلية فى جمع التبرعات لصالح شنط رمضان، لزيادة أعدادها وتوسيع دائرة المستفيدين منها خاصة بعد أن تضرر عدد كبير من عمال اليومية من الإجراءات الاحترازية التى تم اتخاذها لتقليل انتشار الفيروس.
واقترح الدكتور عبدالهادى القصبى، ورئيس لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، عمل وجبات جاهزة وتوزيعها على غير القادرين والأسر المتضررة من أزمة فيروس كورونا، ودور الأيتام ورعاية المسنين، بدلاً من موائد الرحمن، وأوضح القصبى أن هناك أشخاصاً ممن ينظمون موائد الرحمن يريدون تطبيق الحديث النبوى الخاص بإفطار الصائم «مَنْ أفَطَرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِمْ مِنْ غَيْرِ أن يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا»، ولذلك يمكن عمل وجبات وتوزيعها على الأسر غير القادرة والفقراء والمحتاجين، أو توجيه المبالغ المالية المخصصة لموائد الرحمن لشراء سلع ومستلزمات غذائية أساسية وتوزيعها عليهم.
وأكد القصبى أن الوصول إلى هؤلاء المحتاجين فى منازلهم وتقديم المساعدة لهم أفضل من الناحية النفسية لهم بعد إحراجهم، كما أنه أفضل من الناحية الصحية لضمان عدم خروج الناس من منازلها لمنع انتشار الفيروس.
واتفقت الدكتورة إجلال حلمى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس مع هذا الرأى مؤكدة أن التكافل الاجتماعى صفة مصرية أصيلة، تزداد دائما فى رمضان، ومن أبرز مظاهرها موائد الرحمن وتوزيع الشنط والكراتين الرمضانية على الفقراء والمحتاجين، ونظرا للإجراءات الاحترازية لمنع تفشى الفيروس زادت أعداد الأسر المحتاجة، وبالتالى يمكن توجيه المبالغ المخصصة لموائد الرحمن لهذه الأسر، وتوزع الشنط على أكبر عدد ممكن من الأسر البسيطة، مع زيادة محتويات الشنطة لتكفى الأسر، ولا مانع من توزيعها أكثر من مرة خلال الشهر إذا كان الإنسان قادرا على ذلك.
وأضافت هناك شرائح جديدة أصبحت فى حاجة لمد يد العون مثل العمالة غير المنتظمة والذين تجب مساعدتهم فى هذه الأيام، بالإضافة إلى ضرورة التقارب بين العائلات والجيران، فهو نوع من التكافل الاجتماعى، ومساعدة المحتاجين منهم، أما غير المحتاجين فلابد من السؤال عليهم تليفونيا أو من خلال جروبات الواتس آب التى أصبحت أكثر نشاطا على مستوى العائلات والجيران، فهى وسيلة من وسائل التواصل فى ظل كورونا، بما يضمن الاطمئنان على الأقارب والجيران والأصدقاء دون إضرار بهم أو بصحتهم.
وجه آخر من أوجه التكافل الاجتماعى وهو تقديم الوجبات الجائزة لدور الأيتام ودور المسنين وما إلى ذلك، حيث اعتادت الكثير من الأسر القيام بهذه العادة فى كل رمضان، وكانوا يقومون بتوزيع الأيام فيما بينهم، لضمان تقديم الإفطار للمقيمين فى هذه الدور طوال أيام الشهر الكريم، ومع الإجراءات الجديدة ومنع الخروج من المنازل هل يختلف الأمر؟
أجابت السيدة «ح. م.» إحدى الناشطات فى هذا المجال منذ سنوات قائلة: هذه عادة لن نقطعها أن شاء الله، فهى تسبب لنا السعادة وللمقيمين فى هذه الدور أيضاً، لذلك اتفقنا هذا العام مع إدارة الدار التى نقدم لها الوجبات والتى تضم دارا للأيتام وأخرى للمسنين، على أننا سنقوم بتقديم الوجبات مغلفة لمسئولى الدار، وسنقوم جميعا باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية من تعقيم للمغلفات والأكياس التى سيتم وضع الوجبات فيها، مع ارتداء القفازات والماسكات أثناء تقديم الوجبات، وإدارة الدار ستتبع نفس الإجراءات الوقائية لحماية المسنين والأطفال المقيمين فى الدار
وأضافت: كورونا لن تمنعنا من تقديم الخير الذى اعتدنا عليه، سنعمل فقط على اتخاذ المزيد من الاحتياطات لمنع انتشار الفيروس، وأضافت أن هناك أسرا كانت تشاركنا فى هذا العمل، إلا أنهم فضلوا الاكتفاء بتقديم التبرعات لإدارة الدور التى يتعاملون معها، أما أنا فلا أريد أن أحرم نفسى من السعادة التى أشعر بها، لذلك سأتخذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية نفسى وأسرتى والمقيمين فى الدار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.