استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم 24 مايو 2024    عاجل| جيش الاحتلال يكشف عدد ضحاياه في الحرب على غزة (رقم كبير)    الصين تتهم تايوان بدفع الجزيرة نحو الحرب    غارات إسرائيلية تستهدف عددا من المناطق جنوب لبنان    ندالا يبشر الأهلي قبل مواجهة الترجي في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا    أنشيلوتي يتحدث عن.. اعتزال كروس.. مشاركة مبابي في الأولمبياد.. وموقف تشواميني من نهائي الأبطال    محمد عادل: فرصة مصر قوية للتأهل لكأس العالم لكرة القدم للساق الواحدة    غدا.. 27 ألف و779 طالبا وطالبة يؤدون امتحانات الدبلومات الفنية ببني سويف    سياحة ومصايف الإسكندرية: نسب اشغال الشواطئ مرتفعة ورفع الرايا الحمراء في غرب    منتظرون بشغف: كل ما تريد معرفته عن موعد وقفة عيد الأضحى 2024    تعرف على موعد ومكان عزاء شقيق الفنان مدحت صالح    عائشة بن أحمد تكشف سبب هروبها من الزواج    صحة دمياط تنظم قافلة حياة كريمة في قرية أبو عدوي    تحرير 21 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: لا توجد مستشفيات تعمل فى شمال القطاع    حصاد البرلمان | إصدار قانون إدارة وتشغيل وتطوير المنشآت الصحية.. الأبرز    الاحتفال باليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم بطب عين شمس    قائمة أسعار الأجهزة الكهربائية في مصر 2024 (تفاصيل)    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من ميت سلسيل بالدقهلية    وزارة الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد.. معك في كل مكان" وتوجه قافلة إنسانية وطبية بجنوب سيناء    ضبط شخص بأسيوط لتزويره الشهادات الجامعية وترويجها عبر فيسبوك    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن منطقة هضبة الأهرام مساء اليوم    راشد: تصدر جنوب الجيزة والدقي وأوسيم ومديرية الطرق إنجاز المشروعات بنسبة 100%    هشام ماجد يكشف عن مفاجأة بشأن مسلسل "اللعبة"    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    «التنمية الصناعية»: طرح خدمات الهيئة «أونلاين» للمستثمرين على البوابة الإلكترونية    "طرد للاعب فيوتشر".. حكم دولي يحسم الجدل بشأن عدم احتساب ركلة جزاء للزمالك    تعشق البطيخ؟- احذر تناوله في هذا الوقت    نقيب المحامين الفلسطينيين: قرار محكمة العدل ملزم لكن الفيتو الأمريكي يمكنه عرقلة تنفيذه    السيدة زينب.. هل دفنت في مصر؟    في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا (4)    وزارة الثقافة تحتفي بأعمال حلمي بكر ومحمد رشدي بحفل ضخم (تفاصيل)    15 دقيقة لوسائل الإعلام بمران الأهلى اليوم باستاد القاهرة قبل نهائى أفريقيا    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    واشنطن تدرس تعيين مسئول أمريكى للإشراف على قوة فلسطينية فى غزة بعد الحرب    ظهرت الآن.. رابط بوابة التعليم الأساسي للحصول على نتيجة الفصل الدراسي الثاني 2024    4 أفلام تتنافس على جوائز الدورة 50 لمهرجان جمعية الفيلم    الإسلام الحضاري    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    جوميز يخطر لاعبي الزمالك بهذا القرار بعد التعادل مع فيوتشر    وزير العمل يشهد تسليم الدفعة الثانية من «الرخص الدائمة» لمراكز التدريب    مجلس أمناء جامعة الإسكندرية يوجه بضرورة الاستخدام الأمثل لموازنة الجامعة    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    أخبار الأهلي : دفعة ثلاثية لكولر قبل مواجهة الترجي بالنهائي الأفريقي    سول تفرض عقوبات ضد 7 أفراد من كوريا الشمالية وسفينتين روسيتين    17 رسالة من «التربية والتعليم» لطمأنة الطلاب    بوتين يوقع قرارا يسمح بمصادرة الأصول الأمريكية    «الحج بين كمال الايمان وعظمة التيسير» موضوع خطبة الجمعة بمساجد شمال سيناء    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    التموين تعلن التعاقد علي 20 ألف رأس ماشية    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللى معهوش ما يلزموش
ذبح الفقراء فى عيد الأضحى


الكل ينصت بقلبه لهمس السعادة الغائبة.
الكبار قبل الصغار «نفسهم يفرحوا»
على باب العيد غلبت الدموع «ليلى» لأن ابنها الكبير «غايب» وحشتها ضحكته ولمتها وسط عياله ساعة صلاة العيد..
وعلى بابه أيضاً.. تقف «صفية» باكية وهى تفتح كيس نقودها الخالى..لأن جوزها «ماقبضش لسه» والعيال نفسهم فى اللحمة!!
ومحروس «كان نفسه يعيد مع ولاده الأربعة فى شقة بدل عشة بناها اسفل الطريق الدائرى.. وياسر «شيال القصب» ولا ألف عيد «هيعوضه» عن حضن أمه وفطاره مع اخوته على «الطبلية» فى البلد..
أما عبير فستملأ الدنيا صراخاً.. لأن أباها لن يمنحها العيدية.. زي كل سنة بعد أن رفض صاحب الشركة منحه راتبه الا فى موعده.. بعد العيد!!
العيد فرحة.. وأجمل فرحة.. لكن الكثيرين منا لن تتاح لهم فرحة الأعياد..
فالسعادة مرتبطة ب«الفلوس» ويكذب من يدعى أن «الجائع» سعيد.. أو أن خالى الجيب «فرحان».
كنت أبحث عن بشائر السعادة فى وجوه الناس قبيل العيد بساعات..لكننى وجدت الحزن يملأ الوجه ويقاسم الكثيرين عيشتهم.. البعض يبكى «بجد» البعض «يصرخ فعلاً»..
هناك موظف لن يحصل على راتبه إلا بعد العيد وبعد العيد.. ما يتفتلش كحك» كما يقول المثل الشعبى..
«محمد مصطفى» موظف بعقد فى «السجل المدنى» يحتاج ان يشترى «2» كيلو لحم لتصنع «أم العيال الفتة» لكن «القبض للمعينين فقط» ومادون ذلك فعليه ان ينتظر.. وإن شا الله ما اكل لحمة».
صحيح أن مصالح كثيرة فى الدولة صرفت المرتبات قبل العيد لكن ذلك لا ينطبق على الجميع..وحتى من ينطبق عليه فسيواجه كارثة.. بعد ان تذهب «السكرة وتأتى الفكرة».. أى ان من فرح بالمرتب يوم 22 من الشهر فعليه ان ينتظر اطول شهر فى السنة بعد العيد كما تقول حنان «موظفة بالتربية والتعليم» فهى لا تفرح بالقبض المبكر وكله هيضيع فى اللحمة والعيديات لتعود لمصاريف الدروس والأكل والشرب بعد ان ضاع معظم المرتب فى «يوم».لكن الأمر كان مختلفاً لدى الحج مصطفى «موظف على المعاش لأنه سيحصل على راتبه يوم «10» فى شهر «11» أى بعد العيد..وهذا يعنى انه لن يستطيع ان يعطي العيدية لأحفاده كما تعود.. أما أكثر ما يضايق عم حسن عامل نظافة مؤقت انه لن يستطيع ان يسعد عبير ابنته الوحيدة التي انجبها بعد انتظار «14» عاماً.. فهو لن يحصل على «مكافأته» الا بعد العيد يعنى لا عيدية ولا فستان جديد لنور عينه عبير!!
أم رحمة لا يشغلها ان الحاجة فى السوق «نار» لا أن أرخص كيلو لحم ب «55» جنيهاً لكن همها أكبر من ان تزيله فرحة العيد وأى عيد سيسعد أسرة مكونة من أب تعيس و«4» أبناء «مشردين فى الشارع» وأم أكلها المرض من شدة الحزن.
كنت أسأل الزوج «محمد محروس» عن تدبير احتياجات العيد فيما كان يعد كوباً من الشاى لأحد سائقى الميكروباص.. أمام «نصبة شاي صنعها أسفل الكوبرى الدائرى بالوراق.. لم ينطق الزوج الشاب بكلمة.. قبل ان يخرج اربعة من الأطفال «زى الورد» من عشة «خيش وصفيح» خرجوا جميعاً وكل منهم يثنى ظهره لتفادي عرق خشب فى سقف العشة او قطعة صفيح صدئة فى جوانبها انطلق الكلام من الأب اشبه بصراخ مكتوم.. مين ليه نفس يعيد.. بقالى سنتين فى الشارع كنت عايش مستور فى بيتى فى «طناش» لحد ما الحكومة قالت «ازالة وما فيش بديل» ودخت على الحى والمحافظة وعيالى فى الشارع لا مدارس ولا غيره بناكل ونشرب من بيع الشاى تحت الكوبرى والشتا علي الأبواب أروح فين بعيالي؟!
ياسر وكريم شابان يبدو على ملامحهما اثر من الصعيد البعيد.. جاء الصديقان من زمن، كريم يمضى فترة الجيش بمدينة ناصر.. وهو الآن إجازة «10» أيام.. لم ينزل البلد.. فضل أن يعمل ليأتى بمصاريف اخوته الصغار، أما ياسر.. فيحمل القصب على كتفه يضعه فى السيارة تمهيداً لنقله لمحلات العصير.. وقلب كريم «عصير للهموم ترى الحزن يكسو وجهه وبشرته السمراء».
«أبويا عيان وأمى فى البلد هتموت علشان مش هعيد معاها..كنت ألبس الجلابية البيضا وأروح اصلى وأرجع أحضنها وأديها العيدية ونقعد سوى ع الطبلية ناكل أحلى فتة»!
السنة دى مافيش.
وما المانع ان تسافر مازال أمامك فرصة؟
أسافر ازاى.. التذكرة ب«50 جنيه.. ويا دوب اليومين على قد الأكل والسكن.. العيد مالوش طعم بعيد عن أمى»!
ضم الشابان حزم القصب كأن كلاً منهما يدارى همه أو يدفنه فى قلبه. كى لا يضعف صاحبه..صحيح أحلى ما فى العيد «لمة الأهل فإذا تفرق الأهل.. كيف يسعد الناس بالأعياد»؟!.
كانت تحمل شيئاً ما فوق رأسها.. «غير الهم» وكانت تحمل فى قلبها حزناً فاض عن قدرتها فبكت بمجرد ان بدأت كلامى.
كل سنة وانت طيبة ياحاجة.. وعيد سعيد... سعيد ازاى.. وابنى بعيد عنى.. ده الكبير بتاعى أول من رأت عينى».
خير ياست فيه ايه.. بتبكى ليه؟
ابنى سامى محبوس ظلم فى خناقة.. والله كان بيحوش عن صاحبه.. خدوهم كلهم عاطل فى باطل.
معلهش ربنا يرجعوا بالسلامة..
لم تستطع ليلى مقاومة احزانها رغم انها كانت تحاول أن تشترى أى شىء لأبناء سامى «أحفادها» لأنهم سيقضون العيد بعيداً عن أبيهم.
هَمْ غياب «سامى» هو السبب الأوحد لحزن ليلى.. فزوجها العجوز معاشه 380 جنيها «ولسه ميعاد القبض».. كان موظفا فى الحكومة وقام بتسوية معاشه.. لكنه الآن غير قادر على عمل بديل لأن المرض تمكن منه..وتواجه الأسرة الآن مأزقاً حقيقياً كيف نشترى أى شىء من لوازم العيد كيف تستطيع الجدة المسكينة ادخال السرور الى بيتها الذى عشش فيه البؤس.. ربما تستطيع تكبيرات العيد فى الصباح الباكر ان ترسى سفن احزانها على شاطئ الأمان ويلهمها الله الصبر على فراق حبيبها..لكن كيف ستطعم الأطفال؟!
كانت على الرصيف المقابل للسوق قد استطاعت ان تصنع لها مقعداً من الحجارة الملقاة فى الشارع وضعت يدها على خدها واخرجت كيس نقودها وأفرغتها فى وسط جلبابها لم ينزل شىء.. انفقت ثلاثين جنيهاً على كرنبة وشوية طماطم وخضرة محشى وكيلو أرز.
الطبيخ استطاعت تدبيره.، لكن الأهم فيه اللحمة؟! سألت نفسها اتصلت بزوجها بعد أن نهضت بسرعة وتوجهت للكشك على الرصيف بجوارها.. ليأتى الصوت من زوجها «لسه ياصفية مافيش قبض.. اتصرفى».
كانت قد حجزت كيلو لحمة لدى الجزار بالسوق على امل ان يعود زوجها بالقبض..لكن خاب أملها.. ودمعت عين الزوجة «الغلبانة» الوقت ضيق جداً.. ومافيش فرصة اتصرف ولازم العيال تاكل لحمة فى العيد.. كيف؟!
معاش عم «محمود» يكفيه والحمد لله لكن شيئاً كان يخفيه يجعله حزيناً.. فالمعاش يوم «4» لا يمكن ان يبكر عن هذا التاريخ.. المشكلة التى تحزن «المحارب القديم» انه حارب فى أكتوبر.. ولا يشعر انه «مكروم» لانه يحصل على مكافأة «50» جنيها فقط كل سنة يصرفها من بعد الثورة، كانت من قبل غير مقررة له هناك ايضاً «عائد الكويت» الذى يرى انه من حق امثاله ممن خدموا فى الحرب لكن لا يصرف له أيضاً.. يقول المحارب القديم أنا مصرى ولى حقوق فى وطنى يجب ان احصل عليها حتى أشعر بالسعادة الحقيقية فضياع الحقوق أقوى شىء يهزم الفرح داخل الإنسان.
الأرزقية ومن هم على باب الله «كثيرون» فى بلدنا هؤلاء لا ينتظرون راتبا يأتى آخر شهر أو اول الشهر الذى يليه.. هؤلاء.. إذا لم يعملوا..ماتوا من الجوع هم ومن يعولوا..
ولأن اشياء كثيرة تغيرت بعد الثورة فإن كثيراً من هؤلاء لا يرون منذ عامين الا «وقف الحال» وقلة الرزق وضيق ذات اليد مثل ياسين بائع «على باب الله» كما يصف نفسه فهو يأتى يومياً على عربته الكارو من صفط بالجيزة يبيع ما تيسر له.. يجوب الشوارع ليعود لخمسة ابناء أصر على تعليمهم جميعاً وهو يعانى مثل عموم المصريين من مصاريف المدارس والدروس الخصوصية «الاجبارية» ومافيش دخل..حتى لوضحينا باللقمة.. احياناً لا نجد ثمنها فبماذا نضحى؟!
افهم من كده ان مافيش لحمة السنة دى ياعم ياسين والله يابنتى بقينا نقف فى طوابير الدبح بعد الصلاة.. مدينا أدينا للمسلمين.. ما كلنا اخوات ناس كتير بتدبح فى الدقى و«الحتت الحلوة اللى يلف فيها قالولى ابقى تعالى ياعم ياسين وخد لحمة للعيال».
نظر الرجل الى الأرض ثم رفعها الى السماء نفسى ادبح زى الناس دى وأطعم الغلابة وسألنى: تفتكرى هييجي يوم علي الغلبان اللى زيى يقدر يدبح؟! كله على الله ياعم ياسين.. ماتشيلش هم وخليها على الله.
قبل ان ينتصف النهار جمعت «بهية» ماتبقى من بضاعتها كانت قد فرشت بعض حزم الجرجير فى السوق..و«جبرت» كان آخر يوم لها فى السوق لتبدأ اجازة العيد.
اذا حزمت كل اوعيتها فى «شوال» وحملتها فوق رأسها وفى يدها الأخرى اشترت «2» كيلو«جوانح» من الفرارجى جارها فى السوق لن تطبخ بهية اليوم بل ستنتظر حتى يصلى أولادها وزوجها صلاة العيد لتصنع له حبتين رقاق على مرقة «جوانح الفراخ» وكانت قد اشترت «ربع كيلو لحمة مفرومة» من الجزار.
كان نفسى اشترى اللحمة لكنى والله كان كل اللى معايا «30» جنيه مافضلش غير اجرة المواصلات عبرت الشارع لتسير الى سيارة ميكروباص.. وفاتتها فغضبت «أصلي» تعبانة قوى.. ورجلى شيلاني بالعافية صاحية من النجمة.. لكن كله يهون علشان العيال سألتها عن زوجها.. فقالت «الراجل عيان» كان فلاح بيشتغل بالأجرة.. يعنى عافيته والفاس رأس ماله لكن..«رقد» حتى العلاج بنجيبوا بالعافية..
زنقة عيد
زنقة عيد.. هذه الجملة سمعتها من كثيرين قابلتهم..لكن ما قاله لى عبدالقادر حسن عامل بالشهر العقارى.. كان مختلفاً نوعاً إذ قال «كل الأيام بقت زنقة مش على قد العيد واردف الرجل «يعنى كان الواحد يدبر حاله يدخل جمعية يشيل قرشين على جنب.. دلوقتى بتستلف من نص الشهر.. يبقى هتعمل ايه فى العيد وقالوا اللحمة هترخص.. والثورة قامت علشان الفقرا يعيشوا صح..طب الفقرا هيموتوا من الجوع.. ازاى الحال بقى؟
يعنى أنا اعتبر موظف محترم ب300 جنيه وعندى «3» عيال منهم واحد فى الجامعة وأخوه فى الثانوية العامة أعلمهم ولا اشترى «3» كيلو لحمة فى العيد.. ونغنى طول الشهر «ظلموه».
صراع الاسلاميين على كعكة صلاة العيد

على ميدان ساحات صلاة العيد تخوض القوى الاسلامية معركة عنيفة فيما بينهما لجذب أكبر عدد من المصلين إلى الساحات الخاصة بكل قوى وإلقاء خطبة العيد، حيث قامت كل من جماعة الاخوان المسلمين والقوى السلفية والجماعة الاسلامية بتجهيز ساحات للصلاة ينظمها القيادات فى المحافظات، وبدا الصراع عنيفا بينهما فى السيطرة على الساحات وتجهيزها.
وتسعى القوى الإسلامية الى مغازلة المصلين بالهدايا والاحتفالات لحثهم على سماع خطبة العيد بصوت مشايخهم لنشر أفكارهم والترويج لسياساتهم، وفشلت مساعى تلك القوى فى التنسيق فيما بينهما، حيث تسعى كل قوى الى الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من ساحات الصلاة فى المحافظات.
وفرض حكم حل مجلس الشعب حالة الصراع بين تلك القوى، خاصة مع قرب إجراء الانتخابات البرلمانية ووجد الاسلاميون فى صلاة العيد الفرصة فى الدعاية السياسية وكسب ود المصلين أملاً فى الحصول على أصواتهم، خاصة ان كل قوى من القوى الاسلامية استعدت بشيوخها وعلمائها وقامت بتوزيعهم على الساحات المختلفة لكسب أكبر عدد من الأصوات.
ورغم أن وزارة الاوقاف أعلنت عن تخصيص 3561 ساحة لأداء الصلاة واختارت كبار العلماء ودعاة الوزارة لإلقاء الخطب بحسب البيان الرسمى الصادر من الوزارة إلا ان الاخوان والسلفيين دخلوا فى معارك جانبية لاختيار ساحات أخرى وتنظيمها من أجل ترك الفرصة لقياداتهم لالقاء الخطبة على المصلين بما يتناسب مع أفكارهم.
الجماعة الاسلامية أعلنت عن استحواذها بشكل شبه كامل على ساحات صلاة العيد فى الصعيد، فى حين تركز القوى السلفية على الاسكندرية وبعض محافظات الوجه البحرى وتنافس جماعة الاخوان على محافظات القاهرة الكبرى وتتواجد الجماعة ايضا فى بعض المحافظات الريفية ووجه بحرى واضطرت الى الاعلان عن ساحات الصلاة الخاصة بها فى موعد مبكر لتقطع الفرصة على السلفيين وتفرض نفسها على معظم الساحات، وغازلت القوى الاسلامية المصلين أيضا بتنظيم احتفالات دينية خاصة مع توزيع جوائز وهدايا على الاطفال والشباب.
ويبدو الصراع محتدماً بشدة هذه الأيام، خاصة ان الانتخابات البرلمانية ستكون سيدة المشهد، حيث يسعى كل حزب إسلامى الى نشر الدعاية الخاصة به وترويج افكار ومبادئ كل حزب.
حزب الدستور سيدخل على خط الصراع بين الأحزاب الإسلامية خاصة بعد المعركة التى نشبت بينه وبين حزب الحرية والعدالة فى صلاة عيد الفطر الماضى بسبب توزيع شباب الحزب دعاية ومنشورات خاصة بهم على المصلين وهو ما اعتبره الدكتور حسن البرنس القيادى الاخوانى دفناً لمقولة لا سياسة فى الدين ونشبت معركة كلامية بين قيادات الحزبين، خاصة ان حزب الدستور قام بتوزيع ملصقاته فى معظم المحافظات.
وستدخل بعض الاحزاب الاسلامية الجديدة مثل حزب مصر القوية للدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح وحزب مصر للدكتور عمر خالد حلبة الصراع على كعكة ساحات العيد هذا العام، خاصة مع خوضهما الانتخابات البرلمانية القادمة.
أما التيار الشعبى الذى يخوضه حمدين صباحى فسيعلن أيضا عن وجوده أمام ساحات الصلاة وهو ما ينذر بمواجهات جديدة بين القوى المدنية والاسلامية أمام الساحات على غرار ما حدث فى التحرير اثناء جمعة كشف الحساب، خاصة ان الإسلاميين سيكونون هم المتحكمين فى السرادقات والخطب بينما سيكتفى التيار المدنى بالتواجد امام الساحات.
عاصم عبد الماجد المتحدث باسم الجماعة الاسلامية قال ان الجماعة ستشارك فى تنظيم صلاة العيد فى كافة المحافظات، وسيكون لنا خطباء مختلفون سيتم توزيعهم على الساحات وسيتم عمل لافتات ترحيب بالمصلين وسنصدر بيانات خاصة بالجماعة نعلق فيها على الاحداث السياسية وسنقوم بتوزيع الهدايا على الاطفال، بالاضافة إلى توزيع اللحوم على الفقراء وذبح الاضاحى، مشيراً الى أنه سيلقى خطبة الجمعة في احدى ساحات شبرا.
وقال الدكتور حمدى حسن القيادى بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان إن هذا العيد لن يختلف عن العيد السابق، وسنقوم بنفس ما فعلناه فى العام الماضى وسننظم احتفالات ونقوم بتوزيع هدايا على المصلين خاصة ان صلاة العيد لها قدسيتها.
وأشار إلى أنه لا يوجد توحيد فى الخطب وكل خطيب سيلقى الخطبة بناء على خبرته فى كافة المواضيع التى تهم العالم الاسلامى، ولن تكون بعيدة عن السياسة خاصة انه لا فصل بين الحياة اليومية والسياسة وكل ما يهم المواطن فما يحدث فى سوريا وفلسطين سياسة.
وأكد حسن ان الانشقاق بين القوى الاسلامية غير جيد، وينبغى ان يكون هناك حوار وتنظيم بحيث لا تكون الساحات قريبة من بعضها كما أن الوحدة بين القوى السياسية أمر جيد.
وقال ممدوح اسماعيل، النائب السابق فى مجلس الشعب عن حزب النور السلفى، إن القوى السلفية لن تأتى بجديد هذا العام، حيث ستكون متواجدة فى كل منطقة لتنظيم الساحات وإلقاء الخطب مثلما حدث فى العام السابق.
ولفت الدكتور محمد حبيب رئيس حزب النهضة أن الحزب لن يشارك فى تنظيم صلاة العيد بعد أن انفرط عقده لعدم وجود التمويل ولكن حزب الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح وعمرو خالد سيتواجدان بعد ان انضما اليهما أغلب كوادر حزب النهضة.
الغلابة يمتنعون
الأسعار نار والإقبال ضعيف
الجزارون: شوادر التيار الدينى تبيع المستورد بأسعار رخيصة
فى «عيد اللحمة» شهدت الأسواق المصرية ارتفاعاً ملحوظاً فى أسعار اللحوم الحية والمذبوحة، وتراوح سعر كيلو «الضأن» حية ما بين 32 إلى 34 جنيهاً، وارتفع إلى 75 جنيهاً بعد الذبح، بينما وصل سعر كيلو اللحوم الحية من العجول «بقرى» إلى 26 جنيهاً، والجاموسى 24 جنيهاً.
هذا الارتفاع فى أسعار اللحوم أدى إلى عزوف المواطنين عن الشراء حتى الشوادر التى تقيمها جماعات التيار الدينى لا يوجد عليها إقبال عند مقارنتها بالعام الماضى، لارتفاع أسعارها هى الأخرى، فبعد أن كانت تقدم اللحوم بسعر 35 جنيهاً للكيلو ارتفعت هذا العام لتصل إلى 40 جنيهاً للجاموسى والجملى أيضاً.
«الوفد» رصدت معاناة الجزارين والمواطنين من ارتفاع الأسعار فى «عيد اللحمة»..
شريف الشويخ «جزار بالوراق» يقول: إن السبب فى ارتفاع الأسعار منع استيراد اللحوم من الخارج، مشيراً إلى أنهم ملتزمون بأسعار موحدة طوال العام، فكيلو الكندوز والضأن 60 جنيهاً، أما البتلو فيصل سعر الكيلو إلى 42 جنيهاً.
وقال على شوقى: أسعارنا محددة ولا زيادة فيها منذ قيام ثورة 25 يناير والدوش والرقبة و200 جرام دهون بسعر 35 جنيهاً، بينما الريش والفخذ بسعر 50 جنيهاً والكتف ب 40 جنيهاً، أما الضأن فسعره 60 جنيهاً.
ويضيف: قبل الثورة كان البتلو يورد إلى شرم الشيخ وكانت الأسعار منخفضة، أما الآن فلا يوجد استهلاك وتظل الحيوانات حية لفترة حتى يتم ذبحها، مما يزيد من التكلفة، كما أن جزار اللحوم البلدى لا يستطيع العمل فى المستورد كما يفعل أصحاب الشوادر الذين يقومون ببيع اللحوم بسعر أقل لأن، جميعها لحوم مستوردة، مما يضعف الإقبال علينا ولكن لفترة بسيطة فكثيراً من المواطنين يذهبون إلى الأفضل حتى ولو كان غالى الثمن.
وهنا تقول إيمان محمد «ربة منزل» لا نشترى من الشوادر، لأننا لا نعرف مصدر اللحوم التى يبيعونها ولا نضمن سلامتها.
ويتدخل أيمن إسماعيل «جزار» فى الحديث قائلاً: نحن علينا رقابة شديدة من هيئة الطب البيطرى، أما الشوادر فتستعمل اللحوم المستوردة وإذا استعملوا اللحوم البلدى يشترون الحيوانات المصابة بأمراض أو كبيرة السن، لأن أسعارها تكون منخفضة.
ويتفق معه علاء المصرى «جزار» ويضيف: نحصل على الحيوانات من أسواق الفلاحين بأسعار منخفضة، ولكن محلات وسط البلد هى التى تقوم برفع الأسعار رغم أنهم يحصلون على اللحوم من عندنا فهم يضيفون عليها العمالة وتكاليف النقل.
ويقول هانى على صاحب شادر بخاتم المرسلين لدى محل جزارة فى فيصل ولكنى فى أيام الموسم أحصل على تصريح من مجلس المدينة برسوم 1000 جنيه لمدة عشرة أيام، وأقوم بعمل شادر هنا، لأن لى زبائن فى المنطقة تعودوا على شراء اللحوم منى كل عام.
ويرى حمادة إبراهيم أن الثورة هى السبب الرئيسى فى ارتفاع أسعار اللحوم لأنه بمنع الاستيراد من الخارج رفع سعر اللحوم البلدى، بالإضافة إلى الحالة الاقتصادية هذا العام أقل من العام الماضى، فالإقبال ضعيف جداً فما أبيعه هذا العام نصف ما كنت أبيعه قبل الثورة.
وفى مرارة، يقول شوقى حسن «بالمعاش»: كل حاجة بقت نار يعنى هى هتيجى على اللحمة ولكن جشع التجار وحرصهم على جمع المال فقط دون الاهتمام بتقديم أفضل السلع هو السبب فيما نحن فيه الآن، بالإضافة إلى عدم الرقابة والمحاسبة لمن يخطئ.
وتقول سعدية محمد عاملة نظافة: عندى ستة أولاد وزوجى متوفى ومرتبى عايشين منه بالعافية، اشتريت لحمة من الشادر التابع للجماعات الإسلامية على أساس أنها أرخص ولكنها أخذت وقتاً طويلاً جداً فى الطهى، فأصبحت بدون طعم وقلت فى نفسى لن أكررها مرة أخرى وبدلاً من شراء لحمة من الشوادر مرتين فى الشهر أشترى لحمة بلدى مضمونة من عند الجزار مرة واحدة.
ومن جانبه، أكد محمد وهبة رئيس شعبة اللحوم بالغرفة التجارية أن أسعار اللحوم لن تتعرض للزيادة، ولكن قد تزيد أسعار اللحوم الضأن بنسبة لن تزيد على 10٪ نظراً للإقبال الشديد عليها لأن معظم المواطنين يفضلون الضأن فى عيد الأضحى.
البلطجية يسلبون التجار فرحة العيد
سرقوا الجمل.. بما حمل فى برقاش
«البلدى يوكل» والسودانى والصومالى «درجة ثانية» و«المصرى» ما يسبشى حقه لو بعد 100 سنة

أدى الجمل وأدى الجمَّال!!
وصحيح أن أحدهما يبيع صاحبه.. لكنها التجارة.. والتجارة شطارة فى سوق برقاش للجمال.
إحساس بالاختلال.. بمجرد أن تخطو خطواتك الأولى من البوابة الكبيرة فى السوق الواسع كل شىء هنا «غير ما اعتدت عليه» رحابة المكان تكاد تكون بداخلك مساحته التى لا تزيد علي «25» فداناً.
عشرات من التجار والمربين و«الرعيان» والسماسرة.
جمال عديدة مختلفة الأحجام لكنها تبدو فى اتساق مع المكان..ورغم اصواتها يبدو الهدوء سمة غير متوقعة.. ربما لأنها ساعات قليلة تفصلنا عن العيد وكثير منهم قد بدأ بالفعل الاستعدادات للعودة.. جبر منهم من «جبر» بما جاء من جمال وأحمال.. ومنهم من لم يوفقه الحظ وسيضطر الى ترك بعض مما أتى به أمانة فى السوق.. بعضهم أيضاً لا يعلم كيف سيعود وقد سرقوا منه الجمل بما حمل.
فقط طال الانفلات الأمنى سوق برقاش وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما تعرضت «قوافل» البعض لانقضاض قطاع الطرق وسرقة الجمال بالسيارات التى تحملها.. وبعض التجار انتظره اللصوص والبلطجية حتى باع وقبض ليستولوا على حصيلة تجارته و ليتركوه فى حسرة على ما هو فيه عندما دخلت سوق برقاش الذى يبعد حوالى «40» كيلو متراً عن القاهرة.. لفتت نظرى هذه الوجوه «الصعيدية» والعمامات ذات اللفات المتميزة والجلاليب التى تنوعت ألوانها ما بين البيج والكحلى الغامق لكن منهم من كان يرتدى جلباباً قصيراً وبنطلونا أبيض وعمامة عريضة من نفس اللون هم إذن اخوة من السودان وبعضهم مصريون من النوبة ويشبههم كثيراً أبناء أسوان فيما يلبسون..
المعلم او التاجر الكبير يجلس على أريكة خشبية وحوله «الصبيان» منهم الحمال والعلاف والرعيان.. وصاحب المكتب..
وما يلمحوا غريباً حتى يهرع الجميع اليه فيما يلزم المعلم او التاجر الكبير مكانه ليتولى العمال مسألة عرض الجمل أو استعراض مميزاته.. حيث يفتح فم الجمل ويريه أنه «كاسر جوز» وهذا هو«الجعود» ال «ثنى» وهذا أجمل جمل..
وهناك الصغير ال«حوار» وعمره من يوم ل«5 شهور» هذا بالطبع غير موجودبالسوق لأنه لم يصلح للبيع بعد.
أما الجمل «المفرود» فهو من عمر سنتين ل«4 سنوات» و«الرباع» أى كاسر «4 أسنان».
وبشكل عام فانه عليك ان تشترى جمل «لبنى» كما يقول المعلم احمد محمود من قنا «واحسن جمل هو البلدى ف«البلدى يُوكل».
لأنه تربى على الذرة الجيدى الرفيعة والذرة الشامى والبرسيم.
وهذا الجمل هو «مصراوى» ابن بلده ويعتبر أعلى الجمال سعراً وقد يصل الى«20» ألفا أيضاً الجمل الصومالى والسودانى وأسعارها تبدأ من «5»آلاف وتصل الى«13» و«15» ألفا حسب الحجم أيضاً.
سألت أحد التجار عن عملية البيع والشراء وكيف تم فقال «بالبركة».
«يعنى الجزار بيعرفه يعنى ممكن يصل الكيلو ل«20» جنيه «حي» أى قائم.
وقد تمت عملية الذبح داخل السوق..لكن كثيرا من الزبائن تفضل أن تأخذ الجمل وتذبحه بمعرفتها فى العيد.
لكن هناك مشكلة اثرت على حركة البيع والشراء هذا العام.. أكدها لى المعلم خالد.. إذ شكا هو وتجار كثيرون من انتشار عمليات السرقة للسيارات على الدائري وبطول الطريق فى الرحلة..
وكان لابد ان أسأل عن مسار هذه الرحلة. جلس المعلم القرفصاء مستنداً إلى عصاه وكأنه راو يعزف السيرة الهلالية على ربابته: جدى وأبويا كانوا بييجوا مشي من قبيلة الرشايدة.. كانت المال تأتى من السودان وجنوب مصر حتى السبعينيات كانوا يأتون سيراً على الأقدام وكانت الرحلة تستغرق شهراً من دارفور وتأتى أولاً على أبوسمبل اذا كانت من الغرب وشلاتين وحلايب اذا كانت من شرق السودان.
السوق فى البداية كانت فى امبابة تم انتقل الى البراميل ثم الى برقاش فى عام 1995 و«الطريق الرئيسى» طريق دارفور عبر الصحراء كان يسمى درب الأربعين وطوله اكثر من «1500 كيلو متر». وهناك طريق الصومال الذى يصل لميناء السويس عبر مراكب محملة بالجمال وهناك أيضاً سيارات تأتى براً سألته عن كيفية اطعام الجمال أثناء الرحلة فقال هناك محطات تستريح فيها وتأكل فيها الجمال الحشائش وترعى وهناك «التبن» أيضاً الذى يتم شراؤه من التجار واطعام الجمال به طوال الطريق.
قطع كلام المعلم صوت جميل كأنه غناء من نوع خاص «ياصلاة الزين.. صلوا عليه صلوا عليه وقع الجمل.. وقع الجمل».
وكلمات أخرى بصعوبة يمكنك تفسيرها لكن صوت «اسماعيل» كان مميزاً ورخيماً وكأن الجمل يفهمه فيأكل قال لى العامل الذى أخذ يربت على رقبة الجمل «انه يأكل كلما غنيت فهو يعلم جيداً اننى أحبه فأنا الذى أطعمه وأغنى له!! وكمان ما يمشيش إلا «بالغناوى»!
قلت للمعلم «حسن» هل صحيح أن أجود أنواع الجمال هو المصرى.. فقال بثقة حكيم: كل الجمال «طاهرة وده اطهر لحم.. النبى قال كده..ما تصلى عليه..و قلت بسرعة.. ألف صلاة عليك يانبى..
هذا اللحم خال من الأمراض.. وسألنى مش مصر كلها كانت بتصرخ من الحمى القلاعية قلت: نعم.. عندك حق.
قال: أهو الجمل ماتجيلوش قلاعية ولا دودة كبدية ولا غيره.
والجمل عزيز وعنده كبرياء ولو صاحبه ضربه يعضه لو بعد «100» سنة.. يعنى صحيح الجمل بيخزّن؟
«أيوه.. مش أكل بس.. وحقه ما يسيبوش بشرط يكون مصرى إيش مصرى.. يعنى معلوف فى بلده.. والرسول عليه الصلاة والسلام قال «رفقاً بالقوارير».. يعنى الجمال قلت له.. يقصد النساء ياعم.. لا يا ستى ماهى النساء كانت راكبة الجمال!! ويضحك..بصوت عال!!!
عن أحوال البيع والشراء هذا العام قال مصطفى السيد تاجر هناك رسوم على البوابة «31 جنيها» على الرأس.. والطريق وحش جداً وغير ممهد.. وهذا يؤثر جداً فى حركة البيع والشراء..والأخطر من كده.
اللصوص والبلطجية بيسرقوا السيارات بالجمل ويسرقوا الفلوس من التجار وبعد اغلاق وحدة التراخيص الملاصقة للسوق بعد الظهر يصبح الطريق غير آمن وأكثر من تاجز وزبون خرج عليه البلطجية بالسلاح والآلى وسرقوهم.
تاجر آخر شكا من عدم وجود مياه نظيفة سألت عن كثرة الحيوانات النافقة بجوار السوق والتى تتسبب فى انبعاث روائح كريهة فضلاً عن أكوام القمامة.. فتعددت شكاوى من بالسوق من إهمال المنطقة والتى تؤثر بشكل كبير على جذب الزبائن..
قارب الموسم على الرحيل والعيد بعد ساعات فماذا تفعلون بعد ذلك.. قال الحاج محمود بنروح بلادنا ونترك الجمال المتبقية لدى المكاتب لكن السوق بيشتغل كل جمعة وله زبائنه حتى فى غير أيام العيد.. تركت السوق.وكان كثير من التجار والعمال يشدون الرحال الى بلادهم..والخوف من السرقة لا يعارضهم ويخشى الجميع ان تذهب حصيلة الموسم فى جيوب البلطجية وقطاع الطرق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.