اهتم الاعلام الاسرائيلى على مدار الأسبوع بتطور الاوضاع فى سوريا مع ترقب حذر من التداعيات المحتملة، وكيف سيؤثر ذلك على الجبهة الشمالية لها، حيث أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن تل أبيب تتابع بترقب شديد ما يحدث في سوريا، وأنها متخوفة من سيطرة الإخوان المسلمين على الحكم ومن استعانة النظام السوري بإيران وحزب الله اللبناني في قمع المتظاهرين. فكتب "عميت كوهين " فى صحيفة معاريف يقول: انه يمكن لبشار الاسد أن يستخلص الدروس من الثورات التي وقعت ولا تزال تقع في العالم العربي، فرئيسا مصر وتونس تركا الحكم تقريبا دون صراع وفي الطرف الثاني يوجد معمر القذافي الذي ضرب الثوار دون رحمة. ويقول انه يحتمل ان يؤدى الصراع الطائفى – على حد وصفه - في سوريا إلى انهيار النظام وفرار الرئيس بشار الأسد وأسرته إلى فنزويلا تاركا للإخوان المسلمين فرصة الصعود إلى الحكم. واعتبر أن النظام السوري أفلس في تحقيق الوعود ولم يجد نفسه قادرا على شيء سوى التصدي بالرصاص للمتظاهرين. اما صحيفة هآرتس الاسرائيلية اشارت فى افتتاحيتها امس الاثنين إلى ان الاوضاع فى سوريا لاتقارن بالوضع الليبى ولا ترتقى الى مستوى الاحداث، فيها واعتبرت ان ما يحدث الان فى سوريا قد ادى الى جدال سياسى داخلى فى اسرائيل حيث فوت على حكومة نتنياهو الفرصة لتحقيق السلام معها. كما ابدت الصحيفة تخوفها من ان تؤثر ازمة سوريا على الوضع الإستراتيجي لإسرائيل اذا لجأ النظام السوري إلى مغامرة خارجية للتخفيف عن الضغط في الداخل أو احتمال صعود نظام أصولي متشدد. واضافت ان ما يجري في سوريا يضع أمام إسرائيل تحديا كبيرا لأنه يمسّ دولة مواجهة تتمتع بقوة عسكرية كبيرة سعى فيها الأب حافظ الأسد وابنه بشار الأسد لتحقيق ما يسميانه بالتوازن الإستراتيجي مع إسرائيل. اما " إيلي أفيدار" فى صحيفة إسرائيل اليوم طالب الغرب بدلا من أن يوظف جهوده في الحرب القبلية في ليبيا بأن يشدد الضغط الدولي على دمشق ويؤيد المتظاهرين وقوى المعارضة السورية كي يوجدوا مستقبلا أفضل ليس لبلادهم فحسب بل للمنطقة بأسرها. كما انتقدت الإذاعة العبرية ما سمته ضعف الاحتجاجات الدبلوماسية في العالم على قتل متظاهرين في سوريا. وقال قائد الأركان الأسبق للجيش الإسرائيلي دان حالوتس للقناة العاشرة الاسرائيلية: إن تل أبيب مطالبة بترقب الوضع في سوريا بعين مفتوحة ويقظة لكن دون محاولة التدخل في شؤون هذه الدولة. وابدى حالوتس مخاوفه من استغلال "منظمات إسلامية متطرفة" الفراغ الناجم في حالة حصول فوضى. ومن احتمال قيام سوريا بتصدير مشاكلها للخارج وافتعال أزمة مع إسرائيل مباشرة أو من خلال حزب الله. كما عبرّ الخبير في الشأن السوري البروفسور ألكسندر بلاي هو الآخر في تصريح للقناة العبرية عن الخشية من سيطرة الإخوان المسلمين على الحكم في سوريا، مرجحا أن تشتد الاضطرابات في هذا البلد نتيجة اجتياز حاجز الخوف وأن تتم الاستعانة بحزب الله. وفي المقابل يستبعد رئيس الجناح الأمني السياسي في وزارة الدفاع الجنرال عاموس جلعاد وجود خطر على النظام السوري حاليا، وقال للإذاعة العبرية العامة إن ذلك ما زال بعيدا. ودعا جلعاد إلى مراقبة الأحداث بحذر دون التدخل فيها، مشيرا إلى أن الحدود مع سوريا آمنة وهادئة جدا منذ عقود، لكنه حذر هو الآخر مما سماه تصدير سوريا لمشاكلها الداخلية من خلال حزب الله. ويقول المحاضر والخبير بشؤون سوريا البروفسور موشيه معوز إن النظام السوري سيستخدم المزيد من القوة إذا اتسعت الاحتجاجات. وأشار معوز إلى أن بشار الأسد يمثل نظاما استبداديا من العالم الثالث ترتفع في ظله نسب البطالة والفقر والفساد والإدارة غير الصالحة وقال: إن الأسد يستخدم العصا والجزرة معتمدا على ما سماه القمع والإصلاحات الشكلية بهدف استمالة المتظاهرين.