رصدت "بوابة الوفد" الإلكترونية المحطة الأخيرة فى انتخابات رئيس حزب الحرية والعدالة, الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين, والتى فاز بها الدكتور محمد سعد الكتاتنى, رئيس مجلس الشعب السابق, على مقعد الرئاسة، بعد منافسة مع الدكتور عصام العريان, مستشار رئيس الجمهورية, والتى جاءت بالتزامن مع مظاهرات "مصر مش عزبة" بميدان التحرير. وحصل "الكتاتنى" على ثقة 581 عضو من أعضاء المؤتمر العام للحزب فى مقابل حصول "العريان" على 283من أصل 864 وذلك فى الوقت الذى سيطرت أجواء الود والمحبة على أعضاء المؤتمر العام، أمام وسائل الإعلام، فى حين تتم المنافسات الداخيلة فى الباطن وسط محاولات للمطالبة باختيار الكتاتنى على حساب العريان. كانت البداية من انحصار المنافسة على رئاسة الحزب بين الكتاتنى، أمين عام الحزب ورئيس مجلس الشعب المنحل، والذي نجح في الحصول على تزكية 453 عضوا بالمؤتمر العام والعريان، نائب رئيس الحزب، والذي حصل على 109 بطاقة تزكية. وعقب ذلك بدأ توافد أعضاء المؤتمر العام بمقر المدينة التعليمية بمدينة 6 كتوبر وكان على رأس الحضور "العريان" الذى اصطحب زوجته ونجله، فيما حضر د.أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى, فى الوقت الذى حضر الكتاتنى فى وقت متأخر قبل أداء صلاة الجمعة, ويحمل فى جعبته نوع من الثقة الزائدة. وبمجرد وصول الكتاتنى احتشد الأعضاء خلفه مرددين هتافات:"هى لله... هى لله.. لا للمال ولا للجاه"، فى الوقت الذى قام بالتعانق مع الدكتور عصام العريان وسط استقبال حار من الطرفين وفرحة من الحضور بالجو الأسرى الذى ساد أجواء المؤتمر منذ صباح اليوم. فى السياق ذاته أعلن حسين إبراهيم, رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات أنه تقرر تأخير الانتخابات لمدة ساعتين, نظر لعدم استكمال النصاب القانونى على أن يتم فتح باب الاقتراع فى تمام الساعة الواحدة والنصف وذلك فى الوقت الذى قاما بأداء صلاة الجمعة ليتم بعد ذلك فتح باب الاقتراع وتبدأ العملية الانتخابية بمجرد اكتمال النصاب القانونى الذى وصل إلى حضور 820 عضو. وفى طوابير داخل مقر المدينة التعليمية، اصطف أعضاء المؤتمر العام ليختاروا رئيس الحزب الجديد لمدة تجاوزت الساعة، ليخرج بعدها النائب حسين إبراهيم ويعلن نتيجة الانتخابات دون اللجوء إلى جولة الإعادة ب "أعلنت اللجنة المنظمة لانتخابات رئاسة حزب الحرية والعدالة عن فوز الدكتور محمد سعد الكتاتنى برئاسة الحزب الذى حصل على 581 صوتا، بنسبة 67%، بينما حصل العريان على 283 صوتا بنسبة 33% من الأصوات". وعقب النتيجة جلس العريان والكتاتني، على مقعدين متجاورين ليتبادلا الحديث في محاولة من كليهما للتأكيد على أن المنافسة بينهما لا تفسد للود قضية، فيما ردد الحضور هتافات "الكتاتني والعريان.. إيد واحدة في كل مكان". وبالنظر إلى تصريحات المهندس سعد الحسيني، محافظ كفر الشيخ, المعروف بقربه من المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام, يتضح صدور تعليمات واضحة من مكتب الإرشاد لدعم الكتاتنى من أجل إقصاء العريان ذو الفكر الإصلاحى والمناهض لفكر المحافظين بجماعة الإخوان والذى ينتمى له الكتاتنى. قال الحسينى, الذى يشغل منصب محافظ كفر الشيخ , أنه أرسل أكثر من 1000 رسالة إلى أعضاء المؤتمر العام يبلغهم فيها بتأييده للدكتور سعد الكتاتني مشيرا "أن ما يتم الآن من انتخابات داخلية للحزب هو منافسة شريفة بين اثنين من الأصدقاء، مشددا على أنه لا يهم من سيكسب ومن سيخسر لأن العمل داخل الحرية والعدالة يتم على قاعدة روح الفريق وبشكل مؤسسى وجماعى". وتابع: "هناك أكثر من 10 أشخاص يصلحون لرئاسة 10 أحزاب مصرية مختلفة، ومن بين أعضاء الحزب 100 يصلحون كوزراء وأكثر من 50 شخصا يصلحون كمحافظين، مشيرا إلى أن الحزب والجماعة كان لديه اثنان يصلحان لرئاسة الجمهورية حُرم أحدهم من خوض الانتخابات - فى إشارة للمهندس خيرت الشاطر فى حين نجح الآخر وأصبح رئيسا. وفى محاولة من "بوابة الوفد" لتقصى الحقيقة حول دور مكتب الإرشاد والجماعة فى الانتخابات قال الكتاتنى, أن جماعة الإخوان جماعة كبيرة ولها تاريخ فى النضال ضد نظام مبارك مشيرا إلى أن الحزب يقوم بالمشاورات مع مكتب الإرشاد التابع لها فى العديد من القضايا التى تخص الحزب والدولة, مشيرا إلى أن المشاورات تكون من أجل المشورة فقط دون التدخل فى أعمالها أو فرض سيادتتها على قرارات الحزب. وأضاف الكتاتنى فى رده على ترشحه لرئاسة البرلمان للمرة القادمة أن القرار يخضع لرأي الحزب وترشيحه لشخصي من عدمه مشيراً إلي أن جماعة الإخوان المسلمين تدعم الحرية والعدالة إلا أن قراراته مستقلة ولا تتدخل فى شؤنه. من جانبه قال د. حلمى الجزار, القيادى الإخوانى, أن جماعة الإخوان لن تتدخل فى شؤن الحزب من قريب أو من بعيد ولكن رأيها استشارى وتوكل رأيها للحزب فى جميع القضايا التى تخص الحزب وغيره من القضايا التى تهم البلاد. وأضاف الجزار ل"بوابة الوفد" أننا لا نستطيع أن نجزم أن مكتب الإرشاد له أى وصاية على إجراءات الانتخابات أو غيره فى الحزب أو فى القرارات يتم إتخاذها بشأن القضايا التى تهم البلاد فى الفترات الحالية. وفى السياق ذاته قال د. أكرم الشاعر, عضو اللجنة المشرفة, ل"بوابة الوفد"أن مكتب الإرشاد له الحق فى أن يقول رأيه للمشورة دون التدخل من قريب أو من بعيد مشيرا إلى أن ما يردد أن هناك فكرا إصلاحيا وفكرا محافظا بالجماعة خطأ لأن الإخوان تسير بفكر واحد وثقافة واحدة مع إختلاف وجهات النظر
وفى تعليقه على فوز الكتاتنى قال د.محمد البلتاجى ، أمين الحزب بالقاهرة: إن كان يدعم الدكتور العريان لن إيمانه بالديمقراطية يجعله يمتثل لأمر الصندوق الانتخابى الذى أتى بالدكتور محمد الكتاتنى. وأضاف البلتاجى ل"بوابة الوفد" أنه يطالب الكتاتنى بالتفرغ الكامل لإدارة الحزب حتى يستطيع أن يعيد تريب البيت من جديد ويعمل على الوصل لتجربة جديدة تغذى الحياة السياسية المصرية. بوابة الوفد ترصد انتخابات حزب الحرية والعدالة