ألمح المبعوث الأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي إلى إن الهدنة التي يعمل عليها بين النظام السوري والمعارضة، مرهونة بوقف دمشق إطلاق النار في ضوء موافقة المعارضة المبدئية عليها شريطة التزام النظام السوري بها. وأوضح في مؤتمر صحفي بالعاصمة اللبنانية بيروت اليوم الأربعاء: "حاولنا العمل على هدنة في أيام عيد الأضحى يبدأ الجمعة 26 أكتوبر الجاري وتعهدت أقطاب المعارضة أنه إن أوقفت الحكومة استعمال القوّة فإنهم لن يلجأوا إلى العنف. وتابع نعمل على تحقيق هذه الهدنة، ولعلها بداية لعودة سوريا من الوضع الخطير الذي انزلقت إليه لنستطيع الكلام مع الأطراف الداخلية والخارجيّة لمساعدة السوريين على الخروج من أزمتهم. وشدد المبعوث الأممي الذي وصل بيروت في وقت سابق من صباح اليوم على انه لا يمكن أن تبقى هذه الأزمة داخل الأراضي السوريّة إلى الأبد، وهذا ما سمعناه من المسئولين في لبنان.. فإما أن يتم معالجة هذه الأزمة وإما أنها ستزداد لتأكل الأخضر واليابس. وتابع: "كل خطوة -مهما كانت صغيرة- نقوم بها، هي من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة، ووقف تدفق الأسلحة من الخارج، وإيجاد حل سياسي للأزمة". ولفت المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا إلى أن "هناك إجماع دولي على أن الوضع في سوريا غير مقبول وشلال الدم هذا يجب أن يتوقف، إلا أن الاختلاف يكمن في تحديد المسؤوليات"، مردفاً "ولكن أياً كانت الاختلافات دعونا نعمل من أجل إخراج سوريا من تخبطها، وعلى السوريين أنفسهم العمل على حل مشاكلهم بالتعاون مع الأممالمتحدة وجامعة الدول العربيّة". ووصل الإبراهيمي اليوم إلى بيروت في إطار جولة بدأها مؤخراً شملت طهران والعراق وتركيا والقاهرة، لبحث الأزمة السورية المتفاقمة منذ نحو 19 شهراً، والتي أسفرت حتى الرابع من الشهر الجاري –بحسب حصيلة تقديرية لمركز التواصل والأبحاث الاستراتيجية السوري المستقل- عن مقتل 36453 شخصاً، بينهم 2591 طفلاً، و 2836 من النساء، وأكثر من 1032 تحت التعذيب، واعتقال حوالي 216 ألف شخص، ونزوح ما يزيد عن 317 ألف سوري إلى دول الجوار، فيما بلغ عدد المفقودين 76 ألف شخص.