قال الدكتور قيس العزاوي أمين عام مساعد جامعة الدول العربية لشئون الإعلام إن للإعلام دوراً محورياً هاما في مواكبة الفعل الإنساني سلبا أو إيجابا، نظرا لقدرته على تعبئة الرأي العام، مما يضعنا اليوم أمام مسؤولية جسيمة وخطيرة في نفس الوقت، وهي الحرص والعمل على أن يقوم الإعلام العربي والدولي، بدور بناء من أجل نشر ثقافة التسامح وتعزيز مبادئ التعايش والحوار، والتصدي لوسائل الإعلام التي تروج لخطاب الكراهية والتحريض والتطرف. وأضاف أن الجامعة العربية تولي اهتماما كبيرا لمد جسور التعاون بين الأديان والثقافات، ترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام، وتعمل على نشر هذه القيم، وفي هذا الإطار اعتمد مجلس الجامعة "الخطة الاستراتيجية العربية الموحدة لتحالف الحضارات"، وترتكز هذه الخطة على مبادئ الأديان السماوية، التي تدعو إلى السلام والتسامح والتعايش وقبول الآخر ونبذ العنف والتعصب، وتحرص الجامعة على مساندة المبادرات والمساهمات الفكرية المقترحة من دول أو حكومات أو منظمات دولية وإقليمية، ومثال على ذلك "مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات" بالأممالمتحدة. وربط العزاوي بين نجاح كل هذه الجهود والمبادرات وبين مواكبة إعلامية جيدة ومهنية، قادرة على مد الجسور بين صناع القرار والشعوب للمساهمة في تنوير الرأي العام وخلق مساحات للحوار والتفاهم والعيش المشترك، وتابع ومن هذا المنطلق فقد تبنت الجامعة العربية العديد من المشروعات الريادية التي استهدفت تحديث وتطوير الخطاب الإعلامي العربي، ليتحول إلى إعلام مؤثر وفعال. وأكد أن ماسبق يأتي في إطار إقرار الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب من قبل مجلس وزراء الإعلام العرب، ومواجهة التطرف والتمييز، نشر قيم التسامح والاعتدال، التصدي لحملة التشويه الموجهة إلينا، إطلاق حوار موضوعي بناء، وحوار حضاري حقيقي مبني على أساس وقواعد محكمة، يسمح بتحفيز طاقات التعاون، وفتح نوافذ للفهم فيما بين هذه الحضارات، ونبذ نظريات التمييز والصراع بما يحقق السلام والازدهار لكافة شعوب العالم. وشدد أمين عام مساعد جامعة الدول العربية، على أننا اليوم في أمس الحاجة إلى مبادرات لخلق مساحات للعيش المشترك والحوار بين مختلف الحضارات الإنسانية، استنادا إلى قيم المحبة والسلام والتسامح ونبذ الكراهية والتطرف ومختلف أشكال الطائفية. وأضاف العزاوي أن الثقافة هي قلب تقارب الشعوب، والحوار بين الحضارات هو أفضل وسيلة لضمان السلم والحوار بين الحضارات والثقافات على قاعدة التفاهم المتبادل والمساواة بين الجميع لتحقيق التصالح بين الشعوب والسلام بين الأمم.