45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 17 مايو 2024    مدفعية الاحتلال تستهدف محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة    طائرات الاحتلال تطلق النيران بشكل مكثف على مناطق متفرقة في مخيم جباليا    قلق في إسرائيل بعد إعلان أمريكا التخلي عنها.. ماذا يحدث؟    غدا.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني للشهادة الإعدادية في البحر الأحمر    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    «الأرصاد» تكشف طقس الأيام المقبلة.. موجة حارة وارتفاع درجات الحرارة    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    باسم سمرة يروج لفيلمه الجديد «اللعب مع العيال»: «انتظروني في عيد الاضحى»    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. نور بين الجمعتين    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    عاجل - حالة الطقس اليوم.. الأرصاد تعلن تفاصيل درجات الحرارة في محافظة أسيوط والصغرى تصل ل22 درجة    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الجمعة 17 مايو 2024    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    وقوع زلازل عنيفة بدءا من اليوم: تستمر حتى 23 مايو    أضرار السكريات،على الأطفال    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    في خدمتك| تعرف على موعد تشغيل قطارات العلاوة الخاصة بعيد الأضحى المبارك    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات سابقاً ل "بوابة الوفد":
إسرائيل لا تستطيع احتلال سيناء حلف رئيس المخابرات اليمين لرئيس الجمهورية سابقة تاريخية لم تحدث من قبل
نشر في الوفد يوم 13 - 10 - 2012

أكد اللواء محمد رشاد الخبير الأمنى ووكيل جهاز المخابرات الأسبق أن تدهور الأوضاع الأمنية فى سيناء سببه الإهمال الشديد الذى عاشته سيناء فى ظل النظام السابق وعدم وجود تنمية حقيقية، ضاعف من خطورة الأمر انتشار الأنفاق، فأصبحت أرض الفيروز ملجأ وملاذاً لكل الهاربين من مصر وإسرائيل وغزة ومرتعاً خصباً لأصحاب الأفكار المتطرفة.
وأوضح المسئول عن ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية بالمخابرات سابقاً فى حوار شامل ل "بوابة الوفد" أن سيناء تتطلب الآن مشروعاً قومياً بشق قناة بحرية بين طابا والعريش. وذكر أن هذا المشروع يحقق الأمن القومى لمصر بالكامل ويقضى على خطر الأنفاق وينقل خط الدفاع المصرى من الممرات (متلا والجدي) إلى الحدود المصرية ويحد من استخدام إسرائيل قواتها المدرعة ويمنع نقل المعركة إلى سيناء إلى جانب العديد من المزايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التى يوفرها المشروع.
وحول حادث رفح الأخير قال رشاد إن السبب الرئيسى فى وقوع المجزرة هو قصور الإجراءات الأمنية لأن المخابرات لم تحلل المعلومات التى وصلتها، ونوه إلى أن إسرائيل لازالت تعتبر مصر القوة العربية الوحيدة القادرة على التصدى للمشروع الصهيونى.
استمرت حكومة قنديل بأدائها الحالى تعمل يوماً بيوم... وإلى الحوار:
ماذا يحدث فى سيناء؟
- سيناء الآن تفتقد الأمن تماماً، ولا توجد قاعدة معلومات أساسية عن النشاط المضاد فى سيناء، ولو تواجدت لكان من السهل أن تضع الدولة أيديها على العناصر المعادية، وأن تحدد أسلوب التعامل معها، بعد أن تعرف من هم؟ وكم عددهم؟ وما هى أماكنهم؟
وما هى تحديداً هذه العناصر المعادية؟
- سيناء مساحتها كبيرة جداً وأصبحت بها كل الأفكار المتطرفة مثل الجماعات الجهادية وكل مطارد فى القضايا الأمنية سواء من مصر أو إسرائيل أو غزة تجدهم هربوا إلى سيناء، فأصبحت بؤرة إجرامية ونشاطاً إرهابياً مضاداً، هذا إلى جانب كل الأنشطة المخالفة الأخرى.. بجانب أن معظم عرب سيناء يعملون فى تجارة السلاح والمدخرات، وهذا هو المتاح أمامهم لأن الدولة لم تتح لهم نظام معيشة مغايراً لهم.
من المسئول عن توافر قاعدة المعلومات؟
- قاعدة المعلومات الحقيقية عن سيناء مسئولية منظومة الأمن بالكامل سواء الداخلى أو الخارجى والاستراتيجى والتكتيكي، وثوابت المعلومات تقول من يملك المعلومات قادر على تحقيق أهدافه، وأى بداية بدون المعلومة لن تحقق الهدف، وتوفر المعلومة واستخدامها فى الوقت المناسب يحقق الاستقرار.
ما الذى أوصل سيناء إلى هذا الوضع غير غياب المعلومة؟
- أوصلها الفوضى وعدم وجود تنمية حقيقية، لأن نظام «مبارك» أهمل سيناء إهمالاً شديداً، وبالتالى عرب سيناء الآن ليس لديهم أى آمال أو ارتباط بالدولة وفقدوا الأمل والانتماء، فلابد من رعاية عرب سيناء وأن تدخلهم الدولة فى منظومة المواطنة، ومما زاد الطين بلة أن أجهزة الأمن تتعامل معهم بأنهم مواطنون درجة عاشرة، وبدأت تتعامل فى القضايا معاملة سيئة جداً وأفقدت رؤساء القبائل هيبتهم، ولابد أن تعرف الدولة أنه لن يوجد أمن فى سيناء دون غطاء قبلى، لأن أفراد القبيلة هم عيون أجهزة الأمن فى سيناء، ولابد من إعطاء واجبات ومسئوليات لزعماء القبائل وأن يدخلوا فى منظومة الأمن وبدون ذلك لن يتحقق الأمن فى سيناء، ولابد من إلغاء منظومة الأمن السلبى التى تعتمد على توسيع دائرة الاشتباه لأنه يزيد حالات الاحتقان.
ما تقييمك لدور المخابرات المصرية فى سيناء؟
- سيناء مثل الدولة، أولاً هناك جزء يعمل على المستوى الاستراتيجى الذى يرصد اتجاهات خارج الحدود وامتداداتها داخل مصر، والمستوى الثانى هو المخابرات الحربية المسئولة عن داخل سيناء، وهى مسئولة بوضع خطة للسيطرة على سيناء بعدة محاور توضع فى الاعتبار.. أولاً كما ذكرنا الاهتمام بزعماء القبائل ثم تنمية سيناء، وإحكام السيطرة على الحدود، وإعادة النظر فى اتفاقية كامب ديفيد الجزء الخاص بالمنطقة (ج) بزيادة القوات لضمان ضبط الحدود، وهذا لن يتم إلا بزيادة قوات من سلاح حرس الحدود بدلاً من قوات الشرطة المدنية، ووجود قوات حرس حدود ثابتة بأجهزة إنذار واستطلاع بالتعاون مع زعماء القبائل تحكم السيطرة على سيناء.
البعض يرى أن مصر لم تستفد من كامب ديفيد وأن إسرائيل هى التى استفادت منها؟
- الحقيقة أن الدولتين استفادتا من كامب ديفيد، مصر كان اقتصادها مستنزفاً وكان عليها أن تحصل على فترة توازن حتى يستعيد الاقتصاد عافيته، وإسرائيل استفادت بإبعاد مصر عن الصراع العسكرى وأخرجت القوة العسكرية المصرية من ميزان القوة العربية وقلصت دور مصر بالنسبة للقضية الفلسطينية، وهذا كان أهم هدف لإسرائيل حتى تمارس هوايتها بالضغط على أطراف القضية الفلسطينية والسورية لتحقيق أهدافها فى التوسع بالمنطقة.
ما يدور الآن يجعل البعض يتخوف من فكرة احتلال سيناء مرة أخرى؟
- إسرائيل قادرة على السيطرة لفرض الأمن على سيناء، لأن لديها حائطاً حدودياً، ووسائل إنذار قوية جداً ولديها طائرة بدون طيار، فهى قادرة على أن تحكم الحدود وهى موجودة فى حدودها، وإسرائيل لا تفكر الآن فى احتلال سيناء لأن هدفها الرئيسى هو القضية الفلسطينية، فلا يمكن أن تستفز مصر باحتلال سيناء لأنها تسعى إلى مشروع الاستيطان فى فلسطين، وهذا هو الهدف الإسرائيلى بالتوسع فى الضفة الغربية ثم تبدأ تتفاوض من خلال الأمر الواقع، ولو نظرنا إلى خريطة الضفة الغربية سنجدها جزراً منعزلة حتى لو أدى الأمر إلى قيام دولة فلسطينية متقطعة الأجزاء ومهلهلة.
هل ترى أن اتفاقية السلام مقيدة لمصر فى بسط سيطرتها على سيناء؟
- طبعاً الجزء الخاص بالمنطقة (ج) منزوعة السلاح لابد من إعادة النظر فيه تحت أى مسمى حتى نعيد السيطرة على هذا الشريط الحدودى بأى شكل من الأشكال لأنه يهدد الأمن القومى المصري، خصوصاً فى ظل وجود الانفاق، وبدون إغلاق هذه الأنفاق لا يمكن تحقيق الأمن القومى فى سيناء.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى هدد باحتلال سيناء مؤخراً؟
- كل ما يهم إسرائيل اليوم هو السيطرة على سيناء وإسرائيل ليست متخوفة من عرب سيناء، بل من عبور عرب غزة من سيناء إلى إسرائيل، ومن يتعاون معهم قد شاهدنا مؤخراً عملية التعدى على الدورية الإسرائيلية بثلاثة أفراد تخطوا الحدود وكان أحدهم يرتدى حزاماً ناسفاً لذا يعتبر أهل غزة أكبر مصدر للإرهاب ضد إسرائيل.
هل يوجد تخوف من تدويل قضية الإرهاب فى سيناء؟
- لا.. لأن هذا استفزاز لمصر وإسرائيل لن تستفز مصر أبداً فى هذه المرحلة لأنها تسعى بكل قوة نحو القضية الفلسطينية، وهذا سيشغلها عن هدفها الرئيسى، والآن تحاول أن تهادن مصر لهذا الهدف.
من المسئول عن مقتل جنودنا فى رفح؟
- حادثة «رفح» ومقتل جنودنا بسبب قصور فى الإجراءات الأمنية لهذا الموقع، لأن المفترض ألا يتواجد عسكرى فوق سطح الأرض والمفترض أن العسكرى يقوم بعمله وهو فى موقع تحت الأرض، وإذا لم يتوافر هذا يكون من خلف ساتر من الرمال، بالإضافة إلى أن الموقع به عربتان مدرعتان بقوة نيران هائلة جداً، وسرية المشاة لديها (3) مدافع ماكينة مثل الموجود على العربية المدرعة، يطلق 250 طلقة فى الدقيقة وقوة الثلاثة مدافع من العربتين المدرعتين تصد كتيبة معادية، كما أن القوات المصرية ترفع درجة الاستعداد مع أول ضوء وآخر ضوء.. وكان لابد من رفع درجة الاستعداد فى توقيت الحادث ،وهذا قصور فى تأمين الموقع.
من الذى يدير ملف قتلى الجنود المصريين؟
- هؤلاء القتلى بالطبع لابد من وجود جان، لكن لا يوجد جان حتى الآن(!!) ولم نستطع أن حدد هل هم جزء من عرب سيناء أم جزء من المنظمات الموجودة داخل «غزة»، وطلبت مصر من «حماس» أن تسلمنا هؤلاء المتهمين، وحماس بالقطع لا تريد أن تستفز القوى الأخرى من الحركات الموجودة فى غزة، وبالتالى قالوا نحضر التحقيق وحدث نوع من المماطلة، وفى النهاية لن نصل معهم إلى شيء.
هل تغيرت النظرة إلى سيناء بعد 25 يناير؟
- لا.. لم تتغير.. لأن التغيير لا يكون إلا بالتواجد وبإحكام السيطرة عليها وتنميتها، ولابد أن نضع هذا فى الاعتبار وأن توجد مجموعة مشاريع، والأهم وجود مشروع قومى لمصر كلها فى سيناء مثل مشروع قناة طابا - العريش والنظام السابق أهمل مصر كلها، ولم يهمل سيناء فقط لأن منظومة الأمن كرست كل جهودها للحفاظ على النظام، ومع هذا فشلت فى تأمينه، وأصبحت جزءاً من فساد النظام، وبالتالى لجأ النظام السابق إلى أساليب عفوية واستفزازية بزيادة دائرة الاشتباه لدى المواطنين والقبض العشوائى عليهم بصفة دورية، ليشعر المواطنون بوجود أجهزة أمنية، وبالتالى فقد المجتمع اتزانه نتيجة هذا الإجراء.
كيف تنظر إسرائيل إلى مصر وثورتها بعد 25 يناير؟
- إسرائيل تعتبر مصر هى القوة الوحيدة القادرة على التصدى للمشروع الصهيونى الذى يبدأ بالضفة الغربية والاستيطان، فهى تضع مصر فى الأولوية الأولى وتعتبرها القوة الرئيسية، ولهذا مصر هدف استراتيجى لإسرائيل بالنسبة للحصول على المعلومات، وبالتأكيد إسرائيل فقدت ركيزة المعلومات التى لديها بعد 25 يناير وبالتالى هى فى حاجة إلى بناء قاعدة معلومات تستطيع من خلالها تقدير الموقف وكيفية التعامل مع مصر خاصة بعد سقوط الحليف الاستراتيجى لإسرائيل وأمريكا رقم (1) وهو «مبارك».
ما المعادلة السياسية التى يجب أن تتعامل بها مصر مع إسرائيل؟
- لابد أن تغيير مصر الخطاب السياسى تجاه إسرائيل لأنه بدون حل القضية الفلسطينية فلا سلام فى الشرق الأوسط، أمن مصر يبدأ من غزة لأنها جزء من الأمن القومى المصرى لأنها دولة حدودية تؤثر سلباً وإيجاباً على أمن مصر، وعلى إسرائيل أن تفهم أن القوة الجديدة فى مصر يهمها تماماً حل القضية الفلسطينية، وهى حريصة على السلام وإسرائيل ليست حريصة عليه.
البعض يؤكد أن الأنفاق قضية إنسانية لغزة؟
- الفلسطينيون أقاموا عهوداً مع الدول الكبرى بعيداً عن مصر «أوسلو» تمت بعيداً عن مصر وعودة «ياسر عرفات» إلى غزة تمت بناء على اتفاقية «أوسلو» وكان لابد أن تكون مصر طرفاً فيها لأنها دولة حدودية ولكنهم تصوروا أن مجرد عودته ورفع علم فقد حلت القضية الفلسطينية، وبما أن «أوسلو» بعيداً عن مصر فلماذا نتحمل سلبيات الجانب الفلسطينى.
ما دور مصر فى المصالحة الفلسطينية؟
- المصالحة الفلسطينية لن تتم بسبب فتح وحماس التى بدأت تكتسب شعبية فى الشارع الفلسطينى انطلاقاً من الفساد الموجود فى منظمة فتح، والفلسطينيون انتخبوا «حماس» كرها فى فتح، وحماس تولت السلطة فى «غزة» وبدأت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ورئيس الوزراء الإسرائيلى تحايل على «أبو مازن» قائلاً: لا أستطيع التفاوض معك ويوجد جانب لديك يرفض السلام، وعليه أولاً أن يعترف بإسرائيل، وبدأ «محمود عباس» ينساق وراء هذا الكلام(!!) وطالب «حماس» بالاعتراف فرفضوا، فأقال وزارة حماس وبدأت المشاكل بينهما ولم يحققوا شيئاً، الهدف الإسرائيلى هو انقسام الكيان الفلسطيني، وحماس تعرف جيداً أنها فى الانتخابات القادمة لن تحقق النجاح الذى حققته بهذه الأغلبية، وبالتالى لن تتم الانتخابات والمصالحة معناها الانتخابات، ولن تتنازل حماس وتوافق على المصالحة، وأنا أعلنت هذا منذ تولى اللواء «عمر سليمان» هذا الملف، والموجود فى غزة الآن هو صراع على السلطة بين حماس وفتح فى ظل عدم وجود سلطة.
خطورة هذا الصراع على الأمن القومى المصري؟
- الحصار الإسرائيلى يؤدى إلى استمرار وجود الأنفاق، وإذا انتهى الصراع الفلسطينى - الفلسطينى سيتم التفاوض وترفع إسرائيل يدها عن عزة وينتهى الحصار، ونمدها بالمطالب الإنسانية حتى يتحقق لهذا الشعب بعض الاستقرار وهذا نوع من الأمن القومى المصرى.
ألا ترى أن المخابرات المصرية قصرت فى جمع المعلومات خاصة فيما يتعلق بمقتل الجنود المصريين؟
- المصريين التى حدثت فنية ومهنية، أى خبر تحصل عليه المخابرات عن نوايا عدوانية لابد أن يتم تحليله عن طريق قاعدة المعلومات غير الموجودة، وبالتالى تم تمرير الخبر خام بدون تعامل فنى ولهذا لم نستفد منه، وحدث ما حدث.
حدثت بلبلة داخل المجتمع المصرى لأن اللواء «محمد رأفت شحاتة» رئيس المخابرات العامة وضع يده على المصحف وأقسم ولاء اليمين للرئيس مرسي؟
- لم يحدث فى تاريخ المخابرات المصرية أن أدى رئيسها اليمين أمام رئيس الجمهورية(!!) لأن هذا المنصب يصدر له قرار، ويأتى المسئول ويتولى مهام منصبه، ونحن كضباط داخل الجهاز كان يوجد قسم مطبوع داخل الملف الشخصى للضابط يقرأه ويوقع عليه.. وما حدث من قسم اللواء (شحاتة) فهذا الموضوع ليست له سابقة.
خطورة الانفجار السكانى فى غزة على سيناء؟
- الفلسطينى مرتبط بأرضه ويرفض أن يتركها والفلسطينيون الذين يعيشون داخل غزة أفضل حالاً من الذين يعيشون داخل مصر، لأن الأنفاق تدر دخلاً لحماس فى حدود من 9 : 12 مليار دولار فى السنة، والذين يعيشون فى غزة يتلقون التبرعات من العالم كله ولهذا لن يتركوا غزة.
ما المشروع القومى الذى تحتاجه سيناء هذه الفترة؟
- المشروع القومى الوحيد الذى يستطيع أن يضبط الميزان الأمنى فى سيناء وفى أصعب منطقة فى سيناء هو إنشاء قناة بين طابا والعريش، وهذا المشروع سيحقق نهضة اقتصادية وتنمية فى سيناء، ويحقق الأمن القومى لأن له أبعاداً عسكرية وسياسية واقتصادية.
ما الأبعاد العسكرية؟
- هذا الممر المائى العملاق سينقل خط الدفاع الرئيسى من منطقة المضايق (متلا - الجدى) إلى منطقة الحدود، ويكون لدينا عمق بطول 170كم2 وبالتالى تستطيع مصر أن تناور فيها كما تريد، وسوف يحد من استخدام القوات الضاربة لإسرائيل وهو سلاح المدرعات، ويحد من نقل المعركة إلى أرض سيناء ويساعد فى غلق الأنفاق الموجودة بين مصر وغزة.
لقد ساهمت فى دراسة هذا المشروع.. فما هو الجانب الأمنى للمشروع؟
- الأمن القومى المصرى هو العامل الرئيسى والأساسى الذى يهيئ الظروف بالمجاملات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية، ويعمل على نموها وتعديل مسارها لكنه لا يتداخل معها حتى لا يفقد حيادته، وهذا المشروع يحقق المجال العسكرى والاقتصادى والسياسي، وبالتالى ينعكس على الجانب الاجتماعى من خلال التنمية التى ستنعكس على المجتمع ويحقق اتزانه.
ما الذى يعطل هذا المشروع؟
- الذى يعطله أنه لم يؤخذ بجدية من جانب المسئولين حتى الآن، مع أنه مشروع دولة وعليها أن تتبناه، فليس مشروع أشخاص.
هل من الممكن أن تضع إسرائيل العراقيل لهذا المشروع؟
- طبعاً ولو مصر زرعت شجرة فى سيناء ستقلق إسرائيل، ولابد أن تشعر إسرائيل بالإرادة المصرية، وفرض السيادة المصرية على كامل أراضيها.
ولكن إسرائيل تعرف جيداً مدى كره الشعب المصرى لسياساتها، فلن تدع هذا المشروع يمر بسلام؟
- أبعاد هذا المشروع السياسية عالية جداً لأنه مشروع عملاق، ومصر لم تهاجم إسرائيل أبداً، وميزان القوة يؤكد أن إسرائيل لديها القدرة العسكرية القادرة على التغلب على الدول العربية مجتمعة، فى ظل التسليح الأمريكى لمصر، فالتصادم مع إسرائيل فى هذا التوقيت غير وارد، وطالما تدخل مصر فى الكنف الأمريكى فإسرائيل مطمئنة أنه لا يمكن أن يوجد صدام ومع ذلك تحاول أن تضع مصر فى الموقف المذنب حتى تنفرد بالقضية الفلسطينية وتسوية الصراع الإسرائيلى السورى، وتحاول أن تحصل على أراض فى منطقة «الحمة» السورية حول بحيرة «طبرية» حتى تتحكم فى الهضبة وفى مياه البحيرة، وتحرم سوريا منها وهذا كله توسع استيطانى.
بخبرتك فى التعامل مع إسرائيل هل ستظل شوكة فى العالم العربى؟
- توليت الملف الإسرائيلى فى المخابرات طيلة أحد عشر عاماً، وإسرائيل داخل حدودها لابد أن تتمدد، المناخ لها الآن فى الضفة الغربية فى فلسطين، وفى منطقة «الحمة» وهو جزء من المشروع الصهيونى فى الشرق الأوسط.
هل ثورات الربيع العربى تمثل ضغطاً على إسرائيل لقبول السلام الشامل؟
- لا توجد قوة تستطيع التصدى للمشروع الصهيونى غير مصر، لا تونس، ولا ليبيا تستطيعان ذلك ولهذا إسرائيل تعتبر مصر هدفاً استراتيجياً لجمع المعلومات عنها خاصة بعد ثورة 25 يناير، وكل قضايا التجسس التى اكتشفت كانت لصالح إسرائيل، لأنها تخطط لعشر سنوات قادمة، ولهذا ترصد كل ما يحدث فى مصر لتتعامل معها بالشكل الذى يحقق الأمن الإسرائيلى.
الفيلم المسىء للرسول الكريم هل تم بعيداً عن الصهيونية العالمية؟
- الصهيونية العالمية أساسها إسرائيل ومصر الدولة الوحيدة القادمة على التصدى للصهيونية العالمية وما حدث من تصنيع أفلام مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وللإسلام مخطط ممنهج للصهيونية العالمية لبث الفوضى فى دول الشرق الأوسط، خاصة مصر لأنهم يعرفون أن مصر متعصبة جداً للإسلام، والفوضى من الممكن أن تتحول إلى همجية تسيء إلى الدولة أكثر مما تسىء إلى أفرادها وتفقد كل مميزاتها التى حققتها أو ستحققها، ورأينا قتل السفير الأمريكى فى ليبيا، والمظاهرات التى اشتعلت فى مصر أفقدتنا كل الإيجابيات التى حققناها فى الفترة السابقة، وسنبدأ من الأول.
هل من الممكن أن تستولى إسرائيل على القناة بعد إنشائها؟
- هذه القناة بمجرد أن تبدأ تسير فيها سفن العالم وتصبح داخل المجال العالمى لأنها ستصبح ممراً عالمياً والعالم مسئول عن الدفاع عنه، وأى ممر تستخدمه الدول ينطبق عليه هذه الشروط.. ثم أن مصر قادرة على أن تحمى سيادتها وتدافع عنها تحت أى ظرف.
ما الخطة الإسرائيلية التى ذكرتها والتخطيط لعشر سنوات قادمة؟
- إسرائيل تتبنى نظرية أمن جديدة لأنها متصورة أن حرب أكتوبر 1973 ليست آخر الحروب، والحرب قادمة لا محالة، ولهذا تحاول أن تتعاطى مع المعطيات الجديدة خاصة حرب الصواريخ وتحاول غزو الأسواق العربية، والآن توجد منافسة فى مجال التكنولوجيا، وإسرائيل ترى الوطن العربى والشرق الأوسط متنفساً لاقتصادها وبالتالى تسعى لغزو الأسواق العربية من الآن.. غزو اقتصادى وتوسع استيطانى ونظرية أمن جديدة والمجتمع الإسرائيلى غير متجانس وكان ما يفعله «نتنياهو» هو إشعار المواطن الإسرائيلى بوجود خطر خارجى حتى يحقق تماسك المجتمع مثل أمريكا عندما أخرجت الشبح الإيرانى وهى تعلم جيداً أنها لن تصنع القنبلة الذرية.. لكن أمريكا تريد أن تضع شبحاً لدول الخليج حتى تمد هذه الدول بالسلاح لمواجهة الشبح المزعوم.. وتعمل مصانع السلام الأمريكية وينتعش الاقتصاد الأمريكى على حساب دول الخليج.. وأمريكا وإسرائيل تعلمان جيداً أن إيران ليست خطراً عليها.
كيف ترى المشهد السياسى المصرى؟
- المشهد السياسى ضبابى وبدون أية معالم، لا توجد خطط محددة تستطيع الدولة أن تقدمها لمستثمر أو للشعب فما نراه بعض الأمريكان والإنجليز يأتون لمصر ويشربوا قهوة ثم يعودون.. والمفترض أن توجد ملفات تقدم لهؤلاء المستثمرين، ولابد من إعادة بناء الدولة من خلال خطة قصيرة أو طويلة الأجل، لكن لا يوجد هذا ولا ذاك، وبالتالى ندور فى دائرة مفرغة لا يمكن الخروج منها والاقتصاد يتهاوى والإدارة السياسية فى مصر تعيش يوماً بيوم، والخطط تحتاج معلومات، ومصر بدون قاعدة معلومات للشق السياسى والاقتصادى والاجتماعي، فكيف نقيم المستقبل وكيف نسير الحاضر؟! وفى ظل افتقاد المعلومة المفتقدة أساساً ستظل تتأرجح صعوداً وهبوطاً دون أى مؤشر للتقدم.
أين هذا الخلل تحديداً؟
- نحن فى احتياج إلى التنمية فأين خطط التنمية التى ستنطلق بها مصر؟! والأمن يحقق الاستقرار، فلا سياحة ولا استثمار بدون أمن، ومنظومة الأمن القومى لابد أن تعاد هيكلتها بالكامل وعلى جميع المستويات حتى نستطيع أن نضع الأمن القومى فى نصابه ثم نحقق أهدافه ويحدث استقرار داخلى ثم التنمية الاقتصادية الشاملة.
من أين يبدأ د. هشام قنديل وأى الملفات يأخذها فى أولوياته؟
- وزارة «د. هشام قنديل» بدون بداية نهائياً، وكنت أعتقد أن هناك لجاناً تدرس وتخطط وتجمع معلومات، وفى هذه الفترة كان المفترض أن تطرح علينا الوزارة خطة قصيرة الأجل ولكنهم يعملون يوماً بيوم، وإذا لم ننقذ ما يمكن إنقاذه سنتجه إلى الهاوية.
ماذا يقلق اللواء محمد رشاد؟
- يقلقنى أن المسئولين يعيشون فى بلد بدون أن يكون لديها تصور للموقف وخطورته وكل إنسان منغمس فى مجال عمله دون أن يكون له رؤية مستقبلية، وهذا يحتاج إلى تفكير وتصور للمرحلة القادمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ونحن افتقدنا المعلومة والخطة فماذا لدينا؟!
ماذا تطالب الرئيس مرسى؟
- أطالب «مرسي» بأن يضع النقط فوق الحروف ويكون لدى الدولة رؤية مستقبلية من خلال مجموعة من المسئولين القادرين على وضع هذا التصور، ومصر مليئة بالكفاءات، لكن لابد من وضع أهداف على المستوى القصير والبعيد، ويعمل المسئولون على كيفية تحقيقها، لأن من يملك المعلومة هو القادر على تحقيق الأهداف.
يوجد مستشارون للرئيس فماذا يفعلون؟
- الشعب ليس له علاقة بالمستشارين، وكل ما يريده هو النتائج التى تعلن عن مدى جدية وكفاءة هؤلاء والذى نحتاجه هو المنتج السياسى والاقتصادى والاجتماعى، والمجلس الاستشارى لابد أن شغله الشاغل تجميع المعلومات ثم وضع خطة تنطلق منها مصر للأمام فى كل المجالات، والمنظومة الأمنية فقدت ركائزها منذ تولى «عمر سليمان» المخابرات نتيجة وجود مشكلة فنية لأن العمل الأمنى يبدأ تصاعدياً من أسفل لأعلى، ضابط الموضوع، وضابط الملف، هو أقوى الأفراد والملف أقوى من الجميع لأنه يصبح ملفاً تراكمياً، لكن فى عهد «سليمان» وصل الأمر أن كان رئيس الجهاز أقوى من الملف ومن هذا ظهر الخلل، وكان يحتفظ لنفسه ببعض المعلومات التى لا تدخل الملفات، وكانت كارثة كبرى، وبالتالى نحتاج إلى عشر سنوات حتى نستطيع خلق كوادر جديدة تحقق الأمن القومى على المستوى الاستراتيجى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.