أكد فضيلة الدكتور علي جمعة – مفتي الديار المصرية – على أهمية الحج كركن رئيسي من أركان الإسلام، وقال: إن الحج من مكفرات الذنوب, وإذا حج المسلم فإنه يرجع بصفحة بيضاء مع رب العالمين, لا يكون مثقلا بأي ذنب, فلو أذنب ما بين السماء والأرض, ولو رجع إلى الله بمثل تراب الأرض ذنوبا ثم جاءه تائبا لغفر له. وتناول المفتى في خطبة الجمعة، بالجامع الأزهر اليوم الأحكام الفقهية للحج والعمرة قائلا: أول أعمال الحج والعمرة الإحرامُ من ميقاته الزماني والمكاني، وبالكيفية المشروعة. ثم دخول مكة، ويقوم المعتمر بطواف الركن فيطوف سبعة أشواط بدءًا من الحجر الأسود، أو محاذاته تمامًا، وبحيث يكون البيت عن يساره، وكلما وصل على الحجر الأسود قبله أو أشار إليه، ثم يسعى بين الصفا والمروة، فإذا سعى حلق المعتمر شعره، أو قصر، وتحلل من إحرامه، هذه هي أعمال العمرة. وأضاف علي جمعة: إحرام الحج على ثلاثة أنواع: الإفراد: ويُسَمَّى المحرم به مفردًا، وهو أن يهل بالحج مفردًا عن العمرة. القران، ويُسمى المحرم به قارنًا، وهو أن يحرم بالحج والعمرة معًا، أو يحرم بالحج قبل الشروع في طواف العمرة، وكان ذلك في أشهر الحج، فتندرج أعمال العمرة في أعمال الحج، ويتحد الميقات والفعل، وعليه هدي إن كان من غير أهل مكة، ولو أحرم بالحج ثم أحرم بالعمرة لا يصح إحرامه بالعمرة. وأشار إلى التمتع فى الحج قائلا يُسمى المحرم به مُتَمَتِّعًا، وهو أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج من ميقات بلده، ويدخل مكة، ويفرغ من أفعال العمرة، ثم يتحلل بعد الفراغ من العمرة، ويحل له كل ما كان محظورًا عليه بسبب الإحرام، ثم ينشئ الحج من مكة ويحرم للحج، وعليه هدي لتمتعه إن كان من غير أهل مكة، بشرط ألا يعود إلى بلده بعد عمرته وقبل حجه. فإذا كان الحاج متمتعًا قصر شعره، وتحلل من إحرامه، وانتظر قدوم يوم التروية. أما القارن والمفرد فهما على إحرامهما إن قدما مكة قبل يوم التروية، ويطوف القارن والمفرد طواف القدوم تحية للبيت الحرام، ولهما أن يسعيا بين الصفا والمروة، وهذا السعي من أركان الحج، ولهما أن يؤخرا السعي إلى طواف الإفاضة، ويبقيان على إحرامهما. وأشار فضيلته إلى موضوع الذكر وأهميته في حياة الإنسان، قائلا: الذكر جزء من عقيدة المسلم وجزء من يومه وجزء من حياته وجزء من هويته. وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك من خلال برنامج يومي حرص عليه النبي ودعا الصحابة إليه لأهميته حتى يكون المسلم على صلة دائمة بربه .