قال د.محمد بديع - المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين-, إن سعادة العالم وأمنه واستقراره لن تتحقق إلا إذا ظللته شريعة الإسلام الذي تكفل الله بحفظها؛ لتفيء إليها البشرية كلما أنهكتها الحروب والاحتلال والسيطرة على مقدرات الشعوب ونهبها؛ مشيرًا إلى أنه رحمة للشعوب من طغيان الحكام واستبدادهم، وهو سبيلهم الوحيد لتحقيق العدل والمساواة والكرامة والعزة والعدالة الاجتماعية". وأضاف بديع في رسالته الأسبوعية اليوم الخميس, أن المسجد الأقصى في حياة الأمة الإسلامية ليس مجرد ذكريات من التاريخ يمحوها الزمن برياحه العاتية، أو ينساه المسلمون بطول الاحتلال، لكن القدس والمسجد الأقصى محفور في أعماق المسلمين، وحبه وتقديسه يسري في شرايين المؤمنين، وعقيدة تملأ القلوب، ولا تقبل المساومة عليها، وتهون في سبيلها كل التضحيات بالنفس والمال، وفي سبيلها لن يبخل أي مسلم بروحه فداء لها، وإن هذا ليوجب على المسلمين أن تكون هذه المنطقة في حمايتهم ورعايتهم، وفي حوزتهم حتى يكون طريق المسجد الأقصى آمن، ومفتوح أمامهم، يشدون الرحال إليه، ولا يصدهم عنه أحد. وقال المرشد: "إن إجماع علماء المسلمين على أن القدس إسلامية وملك لجميع العالم الإسلامي، ولا يملك أحد الصلاحية في التنازل عن شيء منها، وأن الجهاد فرض على جميع المسلمين لاستردادها ويستوي في ذلك المسلم العربي وغير العربي، فالجميع مطالب بصيانة مقدساته، وفي مقدمتها أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي ومعراجه". ووجه مرشد الإخوان رسالة إلى العالم قائلًا: "أيها العالم أجمع.. أيها المسلمون في كل مكان.. أيها الصهاينة الغاصبون والمعتدون على مقدساتنا.. إن كل قطرة دم أريقت بيد الصهاينة على أرض فلسطين الحبيبة، سوف يقتصّ الله تعالى منهم بسببها مهما تطاول الزمن، أو مرت عليها السنون: دم مذبحة دير ياسين، ومذبحة الحرم الإبراهيمي، وقانا في جنوب لبنان، ودماء أسرى سيناء، والدماء على هضبة الجولان، وفي غزة والضفة، فما من شبر على أرض فلسطين إلا وقد رُوِيَ بدماء الشهداء، وإن هذه الدماء لا تضيع عند الله - عز وجل ". وأضاف : "لقد آن الأوان للأمة الإسلامية أن تجتمع على قلب رجل واحد من أجل القدسوفلسطين بعد أن طغى اليهود في البلاد وأكثروا في العالم الفساد، وأراقوا دماء العباد، وداسوا الحرمات والمقدسات، ودنسوا بأفعالهم حتى مقدساتهم هم، وزادوا في طغيانهم بأن جعلوا من المسجد الأقصى مُصلّى لليهود، ويريدون أن يقتسموه مع المسلمين، فإن قبلنا ذلك كانت الخطوة التالية بهدمه وبناء الهيكل عليه، ومكرهم هذا إلى بوار، وسيرتد إلى نحرهم ويخلص الله الأرض من رجسهم وفسادهم.. فأين هذا الإجرام من محافظة عمر بن الخطاب على مكانة المسجد الأقصى الحبيب". وأضاف قائلًا :"ليعلم المسلمون وليستيقن المؤمنون أن استرداد المقدسات وصون الأعراض والدماء من أيدي يهود لن يتم عبر أروقة الأممالمتحدة، ولا عبر المفاوضات.. فالصهاينة لا يعرفون غير أسلوب القوة، ولا يرجعون عن غيهم، إلا إذا أُخِذُوا على أيديهم، ولن يكون ذلك إلا بجهاد مقدس، وتضحيات غالية وكل صور المقاومة.. ويوم أن يستيقنوا من أننا سنسلك هذا السبيل، ونرفع علم الجهاد في سبيل الله، وسنتقدم إلى ميدان الجهاد، إن ذلك سوف يكفّ أيديهم ويمنع طغيانهم".