عندما نستعرض تاريخ المسرح والسينما فى مصر نجد أن الفنانة الكبيرة سميحة أيوب تعكس ظاهرة فنية مضيئة وعلامة فنية قل أن يجود بها الزمان، عطاء فنى غزير تجاوز السبعين عاماً، وهى بالطبع من سيدات المسرح المصرى على مدى تاريخه، لسنا هنا بصدد عرض تاريخها الفنى الطويل والمشرف ولكننا نتوقف عند ظاهرة فنية وموهبة نادرة، عرفها الناس بشكل ملموس عام 1950 عندما شاركت فى فيلم «شاطئ الغرام» مع ليلى مراد وحسين صدقى ومحسن سرحان. ووصلت لقمة الأداء والنضج مبكراً فى منتصف الستينيات عندما قامت ببطولة مسرحية «سكة السلامة» وجسدت دور «سوسو» المرأة المستهترة مع العمالقة عبدالمنعم إبراهيم وتوفيق الدقن وشفيق نور الدين وعبدالسلام محمد، وإخراج سعد أردش وتأليف الراحل سعد الدين وهبة. وهذه المسرحية عبرت عن العصر الذهبى للمسرح المصرى فى الستينيات، حدث ولا حرج حول عطاء سميحة أيوب فى المسرح المصرى حتى لقبت بسيدة المسرح، من ينسى مسرحيات «الوزير العاشق» و«السبنسة» و«دماء على ستار الكعبة» و«فيدرا» و«الناس اللى فى التالت» و«الخديو» و«ست الملك» و«العمر لحظة» و«مصرع كليوباترا» و«كوبرى الناموس». وفى مجال الدراما أبدعت العديد من المسلسلات منها «بنت الحتة» و«لسه بحلم بيوم» و«أوان الورد»، ولا ننسى بالطبع دورها الرائع فى مسلسل «الضوء الشارد» والتى جسدت دور الأم الصعيدية باقتدار شديد. حدث ولا حرج عن عطائها فى مجال السينما، بداية من «شاطئ الغرام» مروراً ب«امرأة فى دوامة» و«فجر الإسلام» و«بين الأطلال» و«رجل اسمه عباس» مع محمود المليجى و«سوق الحريم»، ودورها الرائع فى فيلم «أرض النفاق» و«رجل وامرأتان»، وأخيراً «تيتة رهيبة». نحن أمام ظاهرة فنية نادرة ما زالت تعطى بسخاء وتظل قيمة كبيرة للغاية فى عالم فن التمثيل المسرحى والتليفزيونى وحتى السينمائى، تحية على الدوام لسيدة المسرح المصرى والعربى.