فيديو.. عضو اللجنة العليا للحج والعمرة يحذر من برامج الحج الوهمية: لا تلقوا بأنفسكم في التهلكة    بعد تشغيل أول قطار تجريبيا.. تفاصيل شبكة القطار الكهربائي السريع    متحدث كتائب القسام: وفاة محتجز يحمل الجنسية البريطانية متأثرا بإصابته جراء قصف إسرائيلي    لماذا يهاجم المستوطنون الإسرائيليون منظمة الأنروا؟.. خبراء يجيبون    الهلال يتوج بطلًا للدوري السعودي للمرة ال19 في تاريخه    بعد حادث الدائري.. توجيهات عاجلة من النائب العام للنيابات ضد مخالفي السرعات المقررة    فيديو.. مسلم يطرح أغنية واحد زيك سادس أغاني ألبومه الجديد    سلمى أبو ضيف: والدي تاجر القماش سبب حبي للموضة    "الصحفيين" ترفض قرار "الأوقاف" بمنع تصوير الجنازات.. وتؤكد: اعتداء على حق الزملاء في أداء واجبهم    حياة كريمة فى الإسكندرية.. قافلة طبية مجانية ببرج العرب غدا    السكة الحديد: عودة مسير القطارات في الاتجاهين بين محطتي «الحمام و الرويسات» غدًا    واشنطن بوست: الولايات المتحدة تعرض على إسرائيل دعما استخباراتيا بديلا لاقتحام رفح الفلسطينية    تيسيرًا على الوافدين.. «الإسكندرية الأزهرية» تستحدث نظام الاستمارة الإلكترونية للطلاب    سر الأهلي.. هل ينهي الزمالك خطيئة جوميز مع جروس؟    تكريم الصاوي وسلوى محمد علي.. تفاصيل الدورة الثالثة ل«الفيمتو آرت» للأفلام القصيرة    وزير الشباب: إنشاء حمام سباحة وملعب كرة قدم بمدينة الألعاب الرياضية بجامعة سوهاج    رمضان عبد المعز: لن يهلك مع الدعاء أحد والله لا يتخلى عن عباده    أوكرانيا تحبط هجمات روسية جديدة على الحدود في منطقة خاركيف    الرقابة الإدارية تستقبل وفد مفتشية الحكومة الفيتنامية    السفير ماجد عبدالفتاح: حديث نتنياهو عن الإدارة المشتركة لقطاع غزة حلاوة روح    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى العزازي للصحة النفسية    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى العزازي للصحة النفسية وعلاج الإدمان    خنقها برباط حذائه.. الإعدام لعامل بناء قتل ابنة شقيقه بسوهاج    سلوفينيا: ممتنون لمصر لمساعدة مواطنينا في غزة على العودة    وزير الرياضة يطمئن على لاعبة المشروع القومي بعد إجرائها عملية جراحية    كنيسة يسوع الملك الأسقفية بالرأس السوداء تحتفل بتخرج متدربين حرفيين جدد    شراكة بين بنك القاهرة وشركة متلايف لتقديم خدمات التأمين البنكي عبر 150 فرعا    فيلم السرب يواصل سيطرته على شباك تذاكر السينما.. وعالماشي يتذيل القائمة    بكلمات مؤثرة.. إيمي سمير غانم تواسي يسرا اللوزي في وفاة والدتها    «جوالة جامعة الزقازيق» تُنظم دورة تدريبية عن الإسعافات الأولية    وزير الأوقاف يحظر تصوير الجنائز بالمساجد مراعاة لحرمة الموتى    عمرو الورداني للأزواج: "قول كلام حلو لزوجتك زى اللى بتقوله برة"    إحالة أوراق طالب هتك عرض طفلة للمفتي    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة محملة بطيخ بقنا    محافظ القليوبية يناقش تنفيذ عدد من المشروعات البيئة بأبي زعبل والعكرشة بالخانكة    خالد عبدالغفار: وزارة الصحة وضعت خططا متكاملة لتطوير بيئة العمل في كافة المنشأت الصحية    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    بالصور- سانت كاترين تستقبل 2300 سائح من مختلف الجنسيات    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    إلغاء جميع قرارات تعيين مساعدين لرئيس حزب الوفد    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة العالم للإسكواش 2024    جيش الاحتلال الإسرائيلى: نحو 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح الفلسطينية    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    قروض للشباب والموظفين وأصحاب المعاشات بدون فوائد.. اعرف التفاصيل    بعد ثبوت هلال ذي القعدة.. موعد بداية أطول إجازة للموظفين بمناسبة عيد الأضحى    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    المشاركة ضرورية.. النني يحلم بتجنب سيناريو صلاح مع تشيلسي للتتويج بالبريميرليج    مباشر مباراة المنصورة وسبورتنج لحسم الترقي إلى الدوري الممتاز    على مدار 3 سنوات.. الدولة تسترد 2.3 مليون متر مربع أراضي زراعية    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 11-5-2024    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبوسنة : ثورة 30 يونيه أنقذت مصر
نشر في الوفد يوم 01 - 01 - 2020


أنا محظوظ لأننى درست فى الأزهر
الشعر حياتى.. ومقولة «زمن الرواية» زائفة
أرفض الرؤية الدينية فى الفن.. ولا يوجد أدب إسلامى
الصحافة تبتعد عنى.. والنقد يستخف بالشعر
الحرية أساس الإبداع فى نفوس الموهوبين
ولد الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبوسنة فى مركز الصف بمحافظة الجيزة عام 1937؛ حصل على ليسانس كلية الدراسات العربية بجامعة الأزهر 1964؛ وهو عضو اتحاد كتاب مصر والمجلس الأعلى للثقافة؛ «أبوسنة» ألف العديد من دواوين الشعر أبرزها «قلبى وغازلة الثوب الأزرق» و«تأملات فى المدن الحجرية» و«البحر موعدنا» وترجمت العديد من أعماله إلى لغات عدة؛ كما حصل على منحتين للتفرغ الأدبى عامى 1968و1976 كتب خلالهما مسرحيتين شعريتين هما «حمزة العرب» و«حصار القلعة»، حصل الشاعر الكبير على العديد من الجوائز أبرزها الزمالة الشرفية من جامعة أيوا الأمريكية 1980؛ ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1984وجائزة الدولة التشجيعية فى الشعر 89؛ وجائزة كفافيس 1990 عن ديوانه «رماد الأسنة الخضراء» وجائزة أندلسية للثقافة والعلوم 1997عن ديوانه «رقصات نيلية»؛ جائزة جامعة شتيرن بألمانيا عن كتاب «العرب والأدب المهاجر» 2008.
«أبوسنة» قامة كبرى من قامات الشعر فى مصر والوطن العربى؛ قال عنه رفيق دربه الشاعر عبدالمعطى حجازى؛ كنت أقرأه من قبل متأثرا بانطباعاتى عن شعره الأول الذى كان ينبئ عن شاعرية دون أن يمثلها وفى اعتقادى الآن أن «أبوسنة» احتل مكانة فى الطليعة من الشعراء المصريين والعرب ابتداء من أواخر السبعينيات؛ أما لويس عوض فيرى أن أبوسنة آخر الكبار فى كوكبة الشعر المصرى الحديث من جيل الستينيات؛ أما الناقد الأدبى الكبير الدكتور محمد عبدالمطلب فيصف «أبوسنة» بأنه شاعر الوضوح المراوغ ما إن تقترب منه معتقدا أنه سهل تكتشف أن هناك ما لم تفهمه بعد.«الوفد» التقت شاعر مصر الكبير «أبوسنة» وهذا نص الحوار.
بداية.. ماذا يمثل لك الشعر؟
الشعر هو حياتى وهو الفضاء الذى تحركت فى أبعاده منذ كنت صبيا ومنذ كنت أتعلق بهذه اللغة الجميلة التى درستها فى الأزهر؛ والتى فى الوقت نفسه أحببتها فى القصائد التى قرأتها سواء فى المناهج الدراسية فى الأزهر الذى درست فيه أو فى القراءات الحرة التى كنت دائما أطلع عليها من خلال ترددى على المكتبات خصوصا دار الكتب فى باب الخلق؛ فالشعر هو حياتى وأظن أننى رغم طبعا اهتمامى بمسيرتى العلمية والتعليمية والعملية فإننى لم أجعل لشىء بديلا لهذا الشعر؛ كان الشعر يخطط أو يرسم آفاق أبعاد حياتى منذ كنت شابا صغيرا.
وكيف بدأت تجربتك الشعرية؟
طبعا هناك بدايات تجريبية أو تدريبية عندما تتفتح الموهبة ويكتشف الشاعر فى وجدانه هذا التعلق بهذا اللون من التعبير الذى هو شعر؛ فليس هناك بداية حاسمة وإنما هناك بدايات الاقتراب من الشعر؛ ثم بعد ذلك هناك بداية جادة عندما يبدأ الإنسان فى نشر قصائده؛ فبدأت أنشر القصيدة الأولى؛ فى فبراير عام 1959 والآن مرت ستون عاما على نشر القصيدة الأولى وهى «القارة الغاضبة» فى الملحق الأدبى لجريدة المساء الذى كان يشرف عليه الدكتور على الراعى فى ذلك الوقت؛ ثم بعد ذلك تستطيع أن تقول إن البداية أيضا بداية معرفة العالم أو الحياة الثقافية بتجربتى فى بيروت فى الدار العصرية أو المكتبة العصرية فى صيدا وبيروت فى عام 1965 وهو الديوان الأول الذى صدر لشاعر من شعراء الستينيات وهو أكبر دواوينى وأنا مدين بنشر هذا الديوان لصديق لبنانى كان مفكرا مرموقا فيما بعد؛ كان أستاذا فى كلية الآداب قسم الفلسفة ثم توفاه الله هو المفكر اللبنانى الكبير الراحل معنى زيادة.
صدور هذا الديوان كان ميلادا جديدا أننى ولدت ولادات مختلفة عندما استمعت إلى الأبيات الأولى من فم أم كلثوم وهى تتغنى بقصائد أحمد شوقى وإبراهيم ناجى والقصائد العربية «بوفراس الحمدانى»؛ هذه بداية التعلق باللغة الشعرية؛ وكما قلت هناك بداية عندما نشرت القصيدة الأولى وهناك بداية أخرى عندما نشرت الديوان الأول.
هل هناك اختلاف بين ميلاد قصيدة وأخرى وأكثر الدواوين المقربة إلى قلبك؟
الحقيقة أعود أحيانا لقراءة دواوينى لاختبار هذه القصائد على وقع الزمن؛ هل هذه القصيدة، وهذه الدواوين قادرة على الصمود أمام التحولات الشعرية واللغوية والثقافية والواقعية أيضا فى هذا العالم طبعا؛ فى هذه الدواوين معظمها أو كلها مقربة إلى نفسى ولكن فى كل مرحلة كنت أحاول أن أتخطى المرحلة السابقة؛ فالديوان الأول «قلبى.. والثوب الأزرق» امتزجت فيه الواقعية بالرومانسية؛ وفى هذا الديوان حاولت بنوع من الجرأة أن أستخدم الأساطير اليونانية والأساطير الفرعونية فى قصائدى، وكان هذا أسلوبا شائعا لدى شعراء المدرسة الحديثة؛ وأنا لا أقول إننى كنت أقلد أحدا فى هذا الأسلوب وإنما لأننى كنت واسع الاطلاع على الثقافة الأجنبية؛ ولك أن تعرف أننى فى البدايات وأنا فى المرحلة الأولى فى دراساتى فى كلية الدراسات العربية كنت أقرأ الأساطير اليونانية «الإلياذة والأوديسة» على سبيل المثال وكثيرا من الأعمال الدرامية الأدبية كان هناك نوع من التعلق بكسر هذا الفضاء المغلق الذى وجدت نفسى فيه وهو فضاء تقليدى فى الأزهر؛ فتستطيع أن تقول إننى فى كل مرحلة كنت أنتهج أسلوبا جديدا؛ المرحلة الأولى امتزاج الواقعية بالرومانسية ثم بعد ذلك حاولت أن أتطور من هذا الأسلوب إلى أسلوب درامى؛ وقد عرفت الدراما الخالصة عندما كتبت مسرحيتين شعريتين فى الستينيات، هما مسرحية «حصار القلعة» ومسرحية «حمزة العرب».
دائما تشعر بغربة المدينة على حد تصريحاتك كثيرا فلماذا؟
بالفعل أشعر بغربة؛ وهى غربة وجودية ليست فقط غربة مكانية ولا زمانية؛ وإنما هى غربة وجودية؛ لأننى منذ اطلعت على مصير الإنسان وبؤسه فى القرية التى ولدت بها ثم انتقلت إلى القاهرة واصطدمت بهذه المدينة التى من الصعب أن نجد فيها صديقا حميما؛ الوجه الحميم الذى ألفته؛ فقد تركت القرية وأنا فى العاشرة من عمرى، ولك أن تتصور فتى غريرا يمكن أن يغادر أحضان قريته وأحضان أهله إلى مدينة شاسعة لا تعرف إلا الأساليب الخاصة بها واصطدمت بأشياء فى المدينة جعلتنى أعمق هذه الغربة؛ لكن بعد فترة ألفت هذه المدينة وأصبحت من أبنائها وعندما أسافر إلى أى مدينة فى العالم فإننى أحن إلى القاهرة حنينا طاغيا؛ أحب هذه المدينة وأحب هذا الوطن ولكن الغربة كما–قلت – غربة وجودية وجدت أن الإنسان محاصر بمصير غامض منذ ولادته خصوصا حين يفقد أعز أقربائه؛ فقد فقدت أمى وأنا فى السابعة من العمر، ومنذ فقدت أمى ربما تستطيع أن تقول إننى فقدت كل الإحساس بالحنان بالرقة؛ بالحب؛ بالجمال؛ وبقيت أبحث عن هذه القيم لدى الآخرين ولكن لسوء الحظ أن الحياة فى المدينة بإيقاعها السريع وبتقلباتها وعدم الحميمية فى العلاقة الإنسانية جعلتنى أحس بأن هذه المدينة هى مدينة حجرية كما أسميت ديوانا من دواوينى «تأملات فى المدن الحجرية».
ماذا عن صورة المرأة فى شعر محمد إبراهيم أبوسنة؟
المرأة هى الكيان الأكبر فى هذا الشعر؛ لأننى – كما ذكرت – منذ فقدت أمى وأنا أبحث عما فقدته لدى الأخريات؛ وطبعا أنا كرجل وشاب كنت أتعلق بالجمال وكان الحب مفتتح عالمى الشعرى فى مرحلة الصبا؛ فلن تصدق أننى عرفت الحب وأنا ما زلت صبيا صغيرا؛ وهذا الاحتياج إلى الحب كان تعبيرا عن فقد الأم إلى حد كبير؛ ومنذ تعلقت بهذه الفتاة
الصغيرة التى عرفتها وأنا فى العاشرة من عمرى وكنا نتراسل بالإشارات وننزل إلى الشارع لنلتقى ونلعب كأطفال؛ وما زلت أذكر اسم هذه الفتاة؛ وكثيرا ما كنت أتمارض ولا أذهب إلى المدرسة لكى أذهب إليها وألعب معها.
ترجمة الشعر هل يمكن أن تحقق التأثير نفسه فى الثقافة واللغة المترجم إليها؟
الترجمة تحتاج إلى شروط؛ لا أقول الشروط الكلاسيكية وهى أن تكون على معرفة يقينية وحقيقية وعميقة باللغتين؛ اللغة التى تنقل منها واللغة التى تنقل إليها؛ لكن هناك خصوصا فى الشعر؛ فهذا ينطبق على الدراسات؛ على الأفكار؛ على الفلسفة؛ على الأساطير؛ لكن فيما يتعلق بالشعر نتوقف أمام ما معنى الترجمة؛ الترجمة فى الشعر هى نوع من إعادة الإبداع؛ أى أنك تبدع شعرا من جديد فى اللغة الأخرى؛ وهذا لا يحدث كثيرا إلا مع الشعراء؛ الذين أخلصوا؛ نستطيع أن نقول أحمد رامى فى ترجمته لرباعيات الخيام كان مبدعا؛ أعاد – ليس الترجمة – إنما إبداع شعر جديد هو ينتسب فى جوهره ومعناه وأفكاره إلى الخيال ولكن فى تكوينه الجمالى ينتسب إلى اللغة العربية؛ فالحقيقة أن الترجمة الشعرية ترتبط بالمترجم وأفضل المترجمين للشعر هم الشعراء؛ وكان لى صديق أرمنى أستاذ اللغة الإنجليزية فى كلية الآداب جامعة طنطا؛ وعرض على أن يترجم هو ترجمة حرفية لمختارات من الشعر الأرمنى وعلى أن أصوغ من جديد هذه الترجمة؛ وبالفعل جلست وانقطعت لهذه الصياغة لمدة عامين؛ وأصدرنا كتابا كبيرا صدر فى طبعتين الأولى أصدرتها الجمعية الأرمنية الخيرية والثانية أصدرها المجلس الأعلى للثقافة؛ هذه كانت فكرة ممتعة بالنسبة لى أن ألتصق وألتحق بعالم شاعر آخر فى لغة أخرى؛ واكتشفت حقيقة أن جوهر الشعر فى كل اللغات واحد؛ فالجوهر هو الخيال؛ هذا الخيال يفرض على الشاعر انتقاء الصياغة اللغوية.. كيف يختار لغته أو ألفاظه؛ وهذا الاختيار ليس فقط لمجرد نقل المعنى وإنما لبناء جمالى جوهره الموسيقى.
هل يصلح الشاعر أن يكون نجما ما رأيك فى ظاهرة الشعراء النجوم الآن؟
أولا الإنسان لا يصنع من نفسه نجما؛ الذى يصنعه هو الجمهور؛ هل هناك شاعر يطاول نزار قبانى الآن؛ والمسألة ليست نجومية بقدر ما هى تأثير؛ من هو الشاعر المؤثر؛ هناك شعراء أنت تعرفهم جيدا يبسطون ظلالهم على الصحف وعلى الإذاعات والتليفزيونات؛ والفيس بوك؛ ويملأون العالم ضجيجا؛ لكن هل هؤلاء مؤثرون؛ هذا هو مربط الفرس؛ إن الشاعر بقيمته الحقيقية بمدى تأثيره وبقائه فى الوجدان عندما تستدعيه مرة ومرتين؛ حين أقول لك محمود درويش لابد أن تتذكر دواوين محمود درويش ولغته وخياله وقضيته وأفكاره وثقافته وبراعته فى صياغة القصيدة؛ القضية ليست الإلحاح الإعلامى يصنع – لا أقول – نجوما وإنما هياكل شعرية؛ ولكن هل هذه الهياكل مجوفة؛ أم ممتلئة بالمعنى.
كيف ترصد المشهد الثقافى الآن فى مصر والبلاد العربية بشكل عام؟
من حيث الإبداع هناك تدفق حقيقى للإبداع الشعرى لدى الأجيال المتعاقبة؛ وهناك شباب موهوبون موهبة حقيقية؛ وهذا تستطيع أن تجده فى الشعراء الذين جاءوا بعد شعراء الرواد؛ لك أن تتصور أن شعراء الرواد فى الخمسينيات وهناك شعراء آخرون فى الستينيات وشعراء فى السبعينيات؛ هناك تتابع وتعاقب للأجيال وتعاقب لهذا الفيض من الشعر الحقيقى الموجود فى مصر وموجود فى البلاد العربية؛ المشكلة هى هذا التشتت فى الحركة الشعرية؛ أولا فى مصر هناك صراع بين الأجيال؛ وهذا الصراع أثر على تأثير الشعر فى الجمهور؛ بحيث انصرف الجمهور عن هذا الشعر؛ لأن هناك بعض الشعراء أو الذين يظنون أنفسهم شعراء استسهلوا فكرة قصيدة النثر؛ قصيدة النثر فى جوهرها شعر حقيقى ولكنها فى الصياغة اللغوية هى صياغة نثرية أو سردية؛ ونجد هذا على سبيل المثال عند محمد الماغوط؛ وهناك بعض القصائد عند أدونيس؛ وأنا شخصيا خضت تجربة واحدة فى كتابة قصيدة النثر؛ وكنت أتصور أننى سوف أتابع هذه التجربة وأكتب ديوانا كاملا من قصيدة النثر لا تحتمل سوى قراءة أو قراءتين أم القصيدة الشعرية التى فى جوهرها تعتمد على الإيقاع تحتمل قراءات متعددة وكلما عدت إلى قراءة القصيدة وجدت نفس اللذة والمتعة والبهجة التى يبعثها الشعر فى الوجدان والنفس والقلب؛ فهناك خصوصا فى المرحلة التى نعيشها مشكلة الهبوط اللغوى المدمر؛ فالشاعر الحقيقى يعرف كيف يكون لغته وكيف يبنى جمالياته اللغوية والإيقاعية؛ فتستطيع أن تقول إنه فى كل جيل هناك شعراء حقيقيون وهناك شعراء مزيفون.
فى زمن الإخوان رأى البعض أن الثقافة تراجعت ولم يعد هناك ثقافة فاعلة فى المجتمع؟
أنا شخصيا ضد الرؤية الدينية فى الفن؛ هناك أناس أطلقوا شعارات ما يسمى ب«الأدب الإسلامى» لا يوجد شىء اسمه الأدب الإسلامى؛ بل الأدب الإنسانى؛ فكل أدب حقيقى هو أدب إنسانى وليس أدبا إسلاميا ولا مسيحيا ولا يهوديا.
إذاً أنت ضد هذه التصنيفات؟
أولاً أنا ضد التصنيفات، ثانيا الرؤية الإسلامية هى رؤية محدودة تركز على الماضي؛ بينما الرؤية الإنسانية تنفتح على المستقبل؛ ولذلك أعتقد أن الثقافة الآن فى حالة شتات خصوصا فى العالم العربى؛ لأن العالم العربى أصلا ممزق سياسيا وممزق من خلال هذا الصراع الهمجى الفوضوى اللامعقول؛ حيث تنخرط الأمة فيما يسمى بالانتحار القومى؛ نحن فى مواجهة الانتحار القومى؛ هذا الانتحار تنساق إليه بنوع من الغباء السياسى وافتقاد للقادة الحقيقيين الذين يستطيعون أن يوقفوا بشخصياتهم وأفكارهم هذا الفيضان الدموى.
برأيك هل أثرت الثورات العربية على الثقافة كما أثرت على الشعوب؟
بالتأكيد أن هذه الثورات أفرزت بالطبع رؤية ثقافية سياسية جديدة للواقع ولكن للأسف الشديدة حدث نتيجة لاضطراب هذه الثورات وعدم ارتكازها على رؤى ثقافية وفكرية كبرى كانت النتيجة أنها تشتت؛ فبالنسبة للشعر؛ كان الشعر تعبيرا عن الواقع الذى أفرزته هذه الثورات؛ فهذا التعبير هو تعبير تستطيع أن تقول إنه مأساوى إلى حد بعيد؛ فالنظرة التى صبغت الشعر بعد هذه الثورات هى صبغة؛ أو رؤية مأساوية إلى حد كبير؛ لأن الثورات لم تفرز قادة حقيقيين؛ فى هذه الثورات العربية؛ وبالتالى هذه الثورات لا ترتكز على فكر حقيقى وإنما مجرد شعارات سياسية؛ كان ينبغى أن تترك هذه الثورات لتنضج وتكتمل وتقدم صورة جديدة للواقع؛ الشعر الآن فى مرحلة نتيجة التأثير بهذه الثورات يعانى من الإحباط والنظرة المأساوية والحزن؛ فهذه الرؤية المأساوية تنعكس على الشعر
فى اليمن والعراق وسوريا وربما اتجهت بعض الأصوات الشعرية إلى الخروج من ساحة الشعر نفسه؛ البعض اتجه إلى التصوف أو البعض ترك الشعر أصلا إلى الرواية؛ وأنا هنا أتهم النقد؛ لأن النقد سلط أضواء زائفة وسهاما نافذة إلى صدر الشعر فى المرحلة الماضية خلال عشر سنوات والنقد يقوم بالاستخفاف بالشعر وعدم الاهتمام بالشعر؛ بل إعلان المدوى أننا فى زمن الرواية ولم نعد فى عصر الشعر؛ بالطبع هذا الإعلان أولا أنا فى رأيى أنه إعلان زائف؛ لأن الشعر لا يموت أبدا؛ الشعر موجود فى كل نفس إنسانية؛ وهناك أجيال جديدة وشعراء حقيقيون ولكن المشكلة أن هذه الأجيال الجديدة لم تفرز نقادها الحقيقيين الذين يعبرون عن جوهر الأصالة فى هذه التيارات الجديدة والأصوات الجديدة.
كيف نظرت إلى ثورة 30 يونيه وهل ترى أن هناك مخططا بالفعل لتفتيت الأمة العربية؟
أرى أنه منذ 11 سبتمبر كان هناك اتجاه غربى انتقامى من الثقافة الإسلامية ومن العالم الإسلامى وبدلا من أن يقاوم العالم الإسلامى هذه الاتهامات ويتماسك فى وجه هذه الرؤية انخرط هو نفسه فى ذبح نفسه وكأنه ينفذ ما يريده الأعداء؛ ورأيى أن ثورة 30 يونيو كانت إنقاذا للوطن من براثن الرؤية الماضوية؛ وأنا شخصيا ضد هذا التفكير الدينى فى السياسة؛ ولابد من الفصل بين الدين والسياسة؛ 30 يونيو كانت فى هذا الاتجاه؛ ولكن هل نحن الآن فعلا فصلنا الدين عن السياسة؛ أرى أن الدين مازال متغلغلا نتيجة ضعف الثقافة؛ الثقافة تعانى ضعفا شديدا فى مواجهة هذا الواقع.
اللغة العربية تتعرض لموجات ضعف وانكسار وتعانى جحودا من أهلها كيف ترصد حالة «لغة الضاد» وما السبيل لاستعادة مجدها مرة أخرى؟
أولا اللغة هى وعاء الحضارة وهى صورة عافية الأمة؛ والثقافة هى العقل المعبر عن المرحلة التى وصلت إليها هذه الأمة؛ فنحن لا نتحدث عن تراجع اللغة بل تراجع الأمة؛ هذه هى المشكلة؛ فالمشكلة ليست تراجع اللغة وإنما تراجع الأمة ككيان حضارى؛ فنحن نتراجع على كل المستويات؛ وبالتالى فاللغة غير قادرة إلا أن تعبر عن هذا الهبوط.
ما رأيك فى الأدباء الشباب اليوم، وهل من الممكن أن يخرج منهم أدباء وشعراء أمثال القامات «أبو سنة» و«شوشة» و«جويدة» و«نزار قبانى» ومحمود درويش؟
بالتأكيد هناك شعراء حقيقيون وأجيال جديدة؛ ولابد أن نتذكر وأنا أرى أنك كان يجب أن تذكر فى سؤالك المرأة الشاعرة أيضا؛ فأقول إن هناك شعراء مثل أحمد بخيت وحسن شهاب الدين وعبدالرحمن مقلد، وفى النساء هناك شيرين العدوى؛ وسلمى فايد وشريفة السيد؛ وهناك شعراء كثيرون أفرزتهم الموجة الجديدة بعد 30 يونيه.
دراستك الأزهرية هل كانت يوما ما عائقا من عوائق التحامك بالشعر وما الواحة التى تستريح بها؟
أولا: كان من حسن حظى أننى درست فى الأزهر؛ فقد حفظت القرآن الكريم قبل أن ألتحق بمعهد القاهرة الدينى الابتدائى والثانوى؛ حفظى القرآن الكريم وضع أساسا لغويا راسخا وقويا ومتينا تتكئ عليه موهبتى الشعرية؛ فموهبتى الشعرية تغذت من هذه الدراسة ثم إن دراستى فى الأزهر كانت دراسة متشعبة، فيها دراسة فى الفقه والفلسفة الإسلامية ودراسة أدبية فى الوقت نفسه وبعض النصوص الشعرية التى كنا نقرأها منذ العصر الجاهلى؛ فاستفدت شعريا بكل تأكيد من هذه الدراسة ولكن كانت هذه الأعمال الأدبية التى أدرسها تحاصرنى فى الوقت نفسه؛ بجاذبيتها؛ فكان من الممكن أن أعود إليها وأصبح ظلا أو صدى لها ولكننى كنت أريد أن أعبر عن عصرى الذى أعيش فيه وليس عن عصر المتنبى ولا أبى نواس ولا بشار بن برد؛ وهؤلاء الشعراء وأبو تمام؛ والشريف الرضى وهؤلاء الشعراء وأبوفراس الحمدانى؛ هذه الدائرة من الجاذبية الشعرية كان من الممكن أن تمتص طاقتى وحيويتى؛ وأصبح صدى لهذه المواهب الكبرى؛ فكنت أقاوم هذه الجاذبية الكبرى لهؤلاء الشعراء أقترب منهم وأقرأهم وأعجب بهم، وما زلت مفتونا بأبى العلاء المعرى وأبوالطيب المتنبى وحتى شعراء الغزل فى العصر الأموى عمر بن أبى ربيعة وقيس بن الملوح وكثير بن عبدالرحمن وقيس بن ريح؛ ممتلء بالإعجاب بهؤلاء الشعراء ولكننى فى الوقت نفسه لا أريد أن أكون صدى لأصواتهم.
هل من الضرورى أن كل شاعر من الممكن أن يكتب شعرا مسرحيا؟
لا.. بالطبع؛ فالشعر المسرحى مرتكز على موهبة مسرحية أن يكون الإنسان قادرا على كتابة المسرح أصلا؛ لأن الشعر المسرحى أساسه المسرح؛ وبعد ذلك تضيف إليه الموهبة الشعرية فلابد من موهبتين؛ موهبة القدرة على الكتابة المسرحية والقدرة على الكتابة الشعرية؛ فلابد أن يكون الشاعر موهوبا أولا كشاعر ثانيا موهوبا قادر على بناء شخصية درامية ومسرحية درامية؛ ولذلك تأخر الشعراء العرب كثيرا قبل أن يكتبوا الشعر الدرامى إلى أن جاء أمير الشعراء أحمد شوقى وبعده عبد الرحمن الشرقاوى وصلاح عبدالصبور وبعض أبناء جيلى مثل أحمد سويلم وفاروق جويدة؛ وهناك عدد قليل الذين يكتبون المسرحية الشعرية.
فى رأيك ما أهم العقبات التى تقف فى وجه المثقف للقيام بدوره تجاه قضايا مجتمعه؟
افتقاد الحرية؛ فالحرية هى العنصر الأول فى تفجر الإبداع الحقيقى فى نفس الموهوبين والشعراء لو نظرنا إلى العالم سنكتشف أن معظم دول العالم تقيم مهرجانات حرة فى الشوارع وفى المدارس والحدائق للشعر؛ ورأيت ذلك فى كولومبيا وفى الولايات المتحدة الأمريكية وفى ماليزيا وفى يوغسلافيا القديمة؛ وهناك مهرجانات للشعر؛ الشعر أعظم الفنون الإنسانية ولكن أوجه هذا الكلام فى مواجهة الذين يقولون إننا فى عصر الرواية؛ أحب الرواية جدا ولكننا لسنا فى عصر الرواية؛ نحن فى عصر الفنون؛ هناك ربما كان أهم الفنون فى عصرنا هى السينما.
ماذا عن ذكرياتك بالإذاعة والبرنامج الثاني؟
هى ذكريات سعيدة؛ فقد كان من حسن حظى أننى اخترت هذه الإذاعة لأعمل بها؛ لأننى قمت بتقديم البرامج التى أحبها؛ كنت أعددت وقدمت برنامج « ألوان من الشعر» لمدة 25 عاما وقدمت من خلاله أصوات الشعراء جميعا فى العالم العربى بل قصائد مترجمة لشعراء عالميين وكنت ألتقى يوميا بالشعراء والأدباء والنقاد والمفكرين الكبار؛ كنت يوميا أتغذى من على هذا النهر الثقافى الهائل الذى كان متفجرا منذ الستينيات؛ فقد التحقت بالبرنامج الثقافى فى السبعينيات بعد أن قضيت فى الهيئة العامة للاستعلامات عشر سنوات؛ لكن هذا كان اختيارى؛ كان من الممكن؛ وأتيح لى؛ وعرض على؛ أن أنتقل إلى التليفزيون ولكننى رفضت؛ فقد كان هدفى وهمى فى هذه الحياة أن أتشبع بهذا الوسط الثقافى وأقرأ وأكتب كثيرا وأقدم لأصدقائى الشعراء قصائدهم فى «ألوان من الشعر» ولكن للأسف الشديد العمل الإذاعى هو عمل يتبخر فى الهواء.
هل أنت راضٍ عن تقديرك الأدبى بين أقرناك من الشعراء؟
أرى أن الصحافة تبتعد عنى والنقد لم يبتعد عنى؛ بل كتب عن شعرى كبار النقاد ابتداء من لويس عوض؛ عبدالقادر القط؛ شكرى عياد؛ محمد النويهى؛ ثم الجيل الذى جاء بعدهم صلاح فضل ومحمد عبد المطلب ويوسف نوفل وأحمد درويش والأجيال الجديدة أيضا؛ وأتيح لى أن أجد من النقاد من يهتم بعملى؛ ولكننى لم أجد فى الصحافة من يهتم بشعرى نتيجة أننى كنت فى الإذاعة؛ والإذاعة كما قلت تتبخر فى الهواء والذين لمعوا كشعراء هم الذين عملوا بالصحافة وليس الذين عملوا بالإذاعة.
بصراحة شديدة بعد صدور أعمالك الكاملة ماذا تأمل فى تحقيقه؟
أولا أتمنى الآن؛ لأن هذه الأعمال الكاملة قد نفدت؛ وأنا حزين لأنه لم أتلق عرضا؛ وأنا بطبيعتى لدىَّ قدر من الحياء وكنت أريد وما زلت أريد أن أعيد طبع هذه الأعمال بعد أن أصدرت بعض الدواوين؛ فقد أصدرت ديوانا بعد الأعمال الكاملة وهو «كأنما أتوا من الخيال» فى دار المعارف؛ أرجو من رئيس الهيئة العامة للكتاب أن يلتفت التفاتة كريمة لإعادة إصدار هذه الأعمال الكاملة مرة أخرى.
أخيرًا.. أى دور تطمح أن تؤديه فى الشعر وبواسطة الشعر وكيف ترى مستقبل الشعر فى العالم العربى وما السبيل للوصول لذلك؟
أولا.. أمل الآن وأتمنى أن تنطفئ هذه الحرائق التى تلتهم العالم العربى الآن من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله؛ لأن هذه النار تلتهم أجمل ما فينا وأفضل ما فينا؛ وأتمنى أولا وأرجو أن ينطفئ هذا الحريق القومى وأن تعرف الأمة العربية الطريق إلى سن الرشد وأن تتجه الآن إلى التماسك والعودة من جديد إلى تراثها وأن تستلهم قدرات شعبها وأن نعود من جديد إلى صفوف الدول المتحضرة؛ بالنسبة للشعر؛ فالشعر لا تستطيع أن تحدد له مسارا ولا أن تنتظر له موعدا؛ فهو مثل المطر لاتعرف متى تمطر هذه السحاب فكذلك هذه السحب التى تمتلئ بها صدورنا لا أعرف متى نعبر عنها أو متى تسقط هذه الأمطار؛ فدعنى أقول أنا أحب وطنى أولا وأحب العالم العربى كله وأنا رجل مؤمن بالحرية وبالتواصل الإنسانى؛ وأعتقد أن الثقافة المصرية والعربية لابد أن تنفتح على الثقافة العالمية، وأن نكف عن الادعاءات بأننا الآن نتعرض لغزو أجنبى؛ لدى قصيدة هى بعنوان «نحن غزاة مدينتنا»، فأظن أن هذا التعبير ينطبق الآن على ما نحن فيه أليس كذلك؟!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.