أعرب الناطق الرسمي بوزارة خارجية السودان عن أمله في التوصل إلى اتفاق إطاري أو خارطة طريق في مفاوضات اليوم مع جنوب السودان، فيما اتهم مسؤول جنوبيالخرطوم بأنها وراء إطالة أمد المباحثات. وقال السفير العبيد مروح، الناطق الرسمي باسم وزارة خارجية السودان، في تصريحات صحفية، إن الاجتماع الخامس لقمة الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس جنوب السودان سلفاكير، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ركز بالدرجة الأولى على منطقة أبيي الحدودية، وأن النقاش سيستمر حولها. وأضاف مروح: "نعتقد أن مسافة الخلاف حول 14 ميلاً (منطقة سماحة) قد بدأت تضيق شيئًا فشيئًا"، بحسب ما نقلته عنه وكالة أنباء السودان "سونا"، اليوم الأربعاء. ومنطقة (الميل 14) عبارة عن شريط غني بالمراعي الخصبة تتمسك به قبيلة الرزيقات وهي من أكبر القبائل في إقليم دارفور المتاخم للجنوب. وقال مروح إن :"هناك أملاً في الوصول إلى نتائج إيجابية للمباحثات، ربما اليوم الأربعاء، واصفًا المباحثات بأنه "صعبة جدا وذات موضوعات معقدة". وفي هذا الصدد، توقع أن يوقع الجانبان اتفاقًا إطاريًا حول المسائل السياسية والاقتصادية، وإذا لم يتم ذلك فمن المرجح أن تتجه الوساطة لوضع خارطة طريق لما يتبقى من قضايا معلقة بين الطرفين. وقال إن هذا الأمر يحدده اجتماع اليوم الأربعاء بين الرئيسين، وإن الطرفين يبذلان جهدًا كبيرًا للوصول لاتفاق نهائي اليوم. ووفق المسؤول السوداني فإن: "الإرادة السياسية منعقدة بين الطرفين للوصول إلى اتفاق"، مستدلاً على ذلك بأن البشير ألغى كثيرًا من ارتباطاته وأجَّل سلفاكير سفره إلى نيويورك من أجل الاجتماع سويا والوصول إلى حلول نهائية. وعقد البشير وسلفاكير جولة خامسة من المباحثات، مساء الثلاثاء، في إطار القمة المنعقدة بين الرئيسين منذ مساء الأحد حول مسائل الحدود والأمن تحت إشراف وساطة الاتحاد الأفريقي. من جانبه، اتهم عاطف كير، المتحدث باسم وفد جنوب السودان، الخرطوم بأنها: "ترفض التفاوض حول المناطق المدعاة التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2046"، في إشارة إلى مناطق إيبي وجنوب كردفان والنيل الأزرق وغيرها. وبحسب تصريحات أدلى بها "كير" للإعلام فإن:" اجتماعات البشير وسلفاكير تأجلت عدة مرات بسبب أن الخرطوم كانت قد وعدت بأنها سترد كتابة حول مقترح الوسيط الأفريقي لحل قضية منطقة أبيي". وقال كير إن:" قضايا الحدود والأمن والمنطقة العازلة إلى جانب ملف منطقة أبيي هي التي من المنتظر أن يتم فيها اتخاذ قرارات من البشير وسلفاكير". وأَضاف: "على كل حال الكرة في ملعب الخرطوم"، مشددا في نفس الوقت على أن نقاط الخلاف يجب أن تٌحل عبر التفاوض. وانتهت السبت الماضي مهلة مجلس الأمن للطرفين للتوصل لاتفاق شامل مع التهديد بفرض عقوبات اقتصادية تحت الفصل السابع، لكن خبراء يقولون إن إحراز تقدم في بعض القضايا يكفل تمديد المجلس لمهلته.