رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الحرب الأهلية المندلعة في سوريا تختبر مدى صلابة المجتمع العراقي الهش والديمقراطية الوليدة ومدى تفاقم التوترات الطائفية في البلاد، مما يدفع العراق أقرب إلى إيران ويكشف أوجه القصور الأمني بعد تسعة أشهر من انتهاء الغزو الأمريكي طويل المدى للعراق. وأوضحت الصحيفة أنه خوفًا من توحد المسلحين العراقيين مع المتطرفين في سوريا لشن معركة من جبهتين من أجل الهيمنة السنية في البلدين، أمر رئيس الوزراء العراقي "نوري كمال المالكي" الحرس الموجود على الحدود الغربية بمنع الرجال البالغين والأزواج والآباء والعائلات من العبور إلى الأراضي العراقية، حيث يقطن الآلاف من اللاجئين السوريين الفارين من المذابح والحرب الأهلية المندلعة في سوريا، وخوفًا من تصدير الحرب السورية داخل العراق الذي لم يكد يفيق من ضربات الأمريكان. وقالت الصحيفة إن مخاوف المسئولين العراقيين تزايدت في أقصى الشمال، حيث كثفت الطائرات الحربية التركية هجماتها على الجبال التي تأوي الأكراد المسلحين الذين لقوا من الحرب السورية حافزًا لهم للقيام ببعض أعمال العنف، مما يؤكد عدم قدرة العراق على السيطرة على مجالها الجوي. وذكرت الصحيفة أن "الأخضر الإبراهيمي" مبعوث السلام للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا أكد أمس الإثنين بنيويورك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن "الإنفراجة" في سوريا بعيدة جدًا عن أن تتحق في حين تتصلب مواقف الخصمين في البلاد وتزايد وتيرة العنف بين المعارضة والجيش السوري الحر وبين القوات النظامية التابعة للرئيس السوري "بشار الأسد". ولفتت الصحيفة إلى أن الأمر يزداد سوءًا في سوريا التي تشهد حربًا أهلية بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية التي تهيمن على زمام الامور في الدولة، في الوقت الذي تخشى فيه العراق التي يهيمن عليها الشيعة فوز السنة بالحرب في سوريا وتولي قيادة البلاد فضلًا عن تخوف إيران الشيعية من نفس السيناريو، لذا تقوم طهران بمساعدة النظام السوري وتحول دون إنجاح المفاوضات مع الرئيس السوري بالتنحي ومغادرة البلاد.