هو فعلاً زواج القرن، ولا زواج الأمير شارلز والاميرة ديانا في القرن الماضي.. وهو يعيد أيام وليالي ألف ليلة وليلة الي الاذهان، ذلك هو زواج الاميرة حفصة ابنة السلطان حسن البلقية سلطان بروناي علي موظف عادي في حكومة والدها. وهذا الزواج تكلف 40 مليون دولار لمدة أسبوع واحد وتكلف حضور المدعو الواحد 1000 دولار، أي 6000 جنيه مصري. والاميرة «الحاجة» حفصة عمرها 32 سنة أما عريسها سعيد الحظ فهو بنيجران حاج محمد عمره 29 عاماً وهي الابنة الخامسة للسلطان بلقية من زوجته الملكة راجا صالحة. وقد أقيم حفل العرس في قصر والدها السلطان: قصر الاستانة نور الايمان وهو مقر اقامة السلطان وأسرته ويضم 1700 غرفة ويكاد يكون أكبر قصر في العالم الآن.. ولاحظوا اسم القصر «الاستانة» تشبهاً بعاصمة الخلافة الاسلامية العثمانية في الاستانة العثمانية علي ضفاف مضيق البوسفور حيث قصور يلدز لار وطوب كابي وغيرهما. واذا كانت الصحف المصرية اختلفت في نقل اسم العروس إذ كتبته بعضها حفصة.. وكتبته أخري باسم حفيظة ولا يهم.. المهم ان العروس التقت بعريسها في مقر وزارة المالية في حكومة والدها السلطان، إذ انه يعمل بهذه الحكومة.. بينما العروس تعمل في وزارة المالية وهي حاصلة علي شهادة في ادارة الاعمال. وحفلات العرس التي استمرت أسبوعاً حضرها أكثر من 4000 شخص وتم عقد القران أمام عشرات المدعوين من الاهل والاصدقاء وذلك يوم الخميس الماضي وهو الحفل الذي نشرت تفاصيله صحيفة ديلي ميل ووصفته بأنه حفل الزفاف الاسطوري. إذ تكلفت فساتين العروس التي ارتدتها بواقع ثلاثة فساتين يومياً حوالي 420 ألف دولار بينما تكلف فستان الزفاف أكثر من 20 ألف دولار. بينما تكلف حفل زفاف شقيقها الاكبر - وريث عرش السلطة - خمسة ملايين دولار.. ولكن ذلك كان بأسعار عام الزواج.. عام 2004 كما قالت زميلتنا المجتهدة المتخصصة في نشر أخبار النجوم الزميلة نرمين حسن وهي تعشق حتي أدق التفاصيل. والسلطان حسن بلقية هو سلطان بروناي أقصي شرق آسيا بين جزر الملايو «ماليزيا» وجزر إندونيسيا وهي تقع شمال قارة استراليا. وهو أغني رجل أو حاكم في العالم بعد ملوك وشيوخ البترول العرب.. وكانت تحكمها بريطانيا عندما كانت امبراطورية لا تغيب عنها الشمس.. ولكن والحقيقة تقال ان سلطان بروناي يوزع كثيراً من ثروته علي الشعب وكل هذه الثروة جاءت من البترول. وكثيراً ما أقام حفلات زواج للعشرات من أبناء شعبه علي حسابه الخاص عندما كان يزوج أحد أبنائه أو بناته.. وكله علي حساب السلطان. ويذكرنا ذلك بما فعله الخديو اسماعيل عندما أراد تزويج ابنه الاكبر «محمد توفيق» إذ أجري الحفلات لتزويج العديد من أبناء الاسرة الحاكمة وأبناء الاثرياء والباشوات فيما عرف تاريخياً باسم «أفراج الانجال» وخرجت مواكب العرس هذه من قصر الوالدة باشا في جاردن سيتي مكان مجمع التحرير ووزارة الصناعة وعمارات إيزيس والسفارة الامريكية الي قصر القبة الذي قرر اسماعيل تخصيصه لاقامة ابنه وولي عهده الامير محمد توفيق.. وكانت مواكب العرسان يومها تطوف بشوارع مصر المحروسة علي الحناطير والمركبات الخديوية الي قصر القبة.. والي قصور العرسان الجدد. بل وجاء اطلاق اسم «السكر والليمون» علي أحد شوارع الانشاء لان هناك تم نصب طاولات تقدم شربات السكر والليمون، أي الليمونادة مجاناً للمواطنين.. بل وتم اطلاق اسم المنيرة علي الحي كله بسبب إنارته طوال ليالي احتفالات أفراح الانجال.. وهو الآن من أشهر أحياء القاهرة المواجهة لجاردن سيتي حيث قصور الامراء والاغنياء. ويعيد زواج كريمة السلطان حسن بلقية الي الذاكرة ذكري أشهر زواج في العصور الوسطي.. وهو زواج الاميرة المصرية «قطر الندي» علي نجل الخليفة العباسي فقد أراد أبيها حاكم مصر الغني ألا تحس ابنته بالغربة وهي في الطريق من مصر الي بغداد حيث مقر الخلافة العباسية فأقام لها استراحات وقصوراً تشبه قصور والدها في مصر لتنام فيها - وهي في الطريق - بل وحفر الآبار علي طول الطريق لتوفير المياه لها ولمرافقيها. ويتحدث المؤرخون عن تجهيزات عرس الاميرة قطر الندي وكيف أن معظم جهازها كان من الذهب الخالص حتي «الهُون» وحملت تجهيزات العروس قافلة طويلة من الجمال.. ولما رأي الخليفة العباسي جمال العروس.. وكذلك ما حملته معها من تجهيزات طمع فيها.. وقرر أن يتزوجها هو بدلاً من ابنه وهو ما حدث. وصار عرس قطر الندي الذي كان والدها حاكم مصر وأميرها أغني أمراء المنطقة حديث الناس عبر الزمن.. بل تحول الي أسطورة شعبية كان يرويها الرواة علي الربابة بداية من وصف احتفالات «ليلة الحنة» ومازال يتردد علي لسان المصريين الاغنية الشهيرة «الحنة.. الحنة.. يا قطر الندي».. وكان زواجاً هدفه توثيق العلاقة بين دار الخلافة العباسية.. وبين أمير مصر وحاكمها.. ولكنه كلف مصر وخزانتها أموالاً طائلة.. كانت من أسباب زوال الحكم عن هذه الاسرة. ولقد ركبت أكثر من مرة احدي طائرات شركة رويال بروناي.. وأقسم أن مفاتيح دورة المياه في الدرجة الاولي من الذهب أو علي الاقل مطلية بالذهب إذ كانت وسيلة للدعاية عن هذه السلطنة غاية الثراء.