يمر اليوم 29 عاماً على رحيل أحد أجمل الأصوات في تاريخ الأغنية العربية، كروان الشرق فايزة أحمد صاحبة الصوت الشجي ولدت فايزة أحمد في سوريا 1930، ظهرت موهبتها وهي في سن مبكرة وجاءت الى مصر في منتصف الخمسينيات، وجذبت ملايين المستمعين عندما غنت «يا امه القمر على الباب، وتمر حنة، ويا حلاوتك يا جمالك، وحيران، وأنا قلبي إليك ميال». وفي بدايات الستينيات ارتبطت عاطفيا وفنياً مع رفيق العمر الموسيقار محمد سلطان ومن أبرز أغانيها في الستينيات «الأيام تراهني، يا حبيبي يا خويا» ورائعتها الخالدة «ست الحبايب» و»العيون الكواحل»، وفي عام 1969 قدمت أولى أغانيها الطويلة «قول لكل الناس» وكانت بالطبع ألحان محمد سلطان. ومع بداية السبعينيات بدأت فايزة أحمد مرحلة شديدة التألق مع رفيق العمر محمد سلطان وأبدعا أروع الأغنيات الكلاسيكية منها «غريب يا زمان، لقيتك فين، ياما انت واحشني» وقصيدة «رسالة من امرأة» تأليف نزار قباني، و«تعالى شوف» وفي عام 1976 غنت من ألحان الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب وتأليف الشاعر الراحل حسين السيد «وقدرت تهجر». وواصلت تألقها مع سلطان في أغنيات «خلينا ننسى، ونقطة الضعف، وأحلى طريق في دنيتي، وعلمتني الدنيا، وأيوه تعبني هواك». كانت فايزة أحمد عاشقة لمصر وغنت لها في الانتصار والانكسار من أبرزها «شارع الأمل، فاتوني، بحبك يا مصر، يا صباح النصر، الله على المستقبل» وهى آخر أغانيها وغنتها في احتفالات ذكرى عودة سيناء في ابريل 1983. شاركت فايزة أحمد في بطولة عدد قليل من الأفلام منها: «تمر حنة، المليونير الفقي، ليلى بنت الشاطئ، أنا وبناتي» رحلة طويلة لكروان الشرق صوت رائع بكل المقاييس ربما كان الشجن عنوان صوتها، والاحساس العميق بكل كلمة، كانت عاشقة للغناء حتى ولو كان يهدد حياتها، في عام 1975 كانت تستعد لحفل أغنية «تعالى شوف» وقبل الحفل بساعات قليلة ارتفعت درجة حرارتها ل 40 درجة مئوية، وأقر الاطباء باستحالة أن تغني ولكنها أصرت وذهبت لمسرح وسينما قصر النيل وهى ملفوفة بالبطانية، وصعدت للمسرح وأبدعت في الغناء، وبعد الحفل اكتشف الاطباء أن درجة حرارتها أصبحت 37 درجة مئوية، روى لي القصة الموسيقار محمد سلطان وهو مازال يعيش في رحاب ذكراها والأيام الخوالي رحم الله كروان الشرق التي رحلت عن دنيانا يوم 21 سبتمبر 1983.