داوود عبد السيد أحد أهم المخرجين المصريين الذين يملكون تاريخاً طويلاً من المشاركة فى المهرجانات المصرية والعربية، ويعتبر من أكثر الفنانين الذين تم اختيارهم كأعضاء لجان تحكيم فيها، ودائما ما كانت له مواقف واضحة تجاه اختيار المهرجان المحترم الذى يليق باسمه. * سألته فى رأيك لماذا لا تحظى المهرجانات المصرية بنفس الاهتمام الذى تحظى به المهرجانات العربية من قبل الفنانين؟ - الإمكانيات هى السبب الوحيد لتفسير ذلك، لأن المهرجانات العربية لديها ميزانية كبيرة، بالإضافة إلى أن حجم الاستضافة للأعمال وللفنانين وقيمة الجوائز كبيرة جداً، فالميزانيات الموضوعة للمهرجانات المصرية كلها لا تزيد على 30 مليون جنيه وهى لا تقدر بنسبة واحد على عشرة من ميزانية مهرجان واحد فوضعهم فى مقارنة حرام، لأن أكبر مهرجان مصرى وهو مهرجان القاهرة السينمائى الدولى لا تتخطى ميزانيته 12 مليون جنيه فى حين أن مهرجان دبى أحدث مهرجان تتخطى ميزانيته ال 30 مليون دولار بدون أجور الفنانين، وهو ما يجعل المقارنة بين المهرجانات ظالمة للغاية. * لهذه الأسباب يلجأ الفنان المصرى لعرض فيلمه فى المهرجانات الدولية؟ - أعلى جائزة يعطيها مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للفيلم الفائز هى 100 ألف جنيه والمهرجانات العربية، وأقل جائزة فيها أكثر من 100 ألف دولار، والفنان فى المهرجانات العربية يمكن أن يحصل على أكثر من جائزة فى مهرجان واحد ويعرض فيلمه فى أكثر من مهرجان عربى ويحصل على نفس الجوائز لكن فى القاهرة السينمائى الدولى يعرض الفيلم مرة واحدة. * البعض أكد أن اختلاف مواعيد المهرجانات المصرية ووضعها فى نهاية العام هى السبب فى ذلك؟ - المهرجانات هى أسواق للبيع، وللتبادل التجارى، وهى صنعت خصيصاً لذلك، وما ينقص كل المهرجانات المصرية والعربية أنها تتحول كمهرجانات للدعاية لاسم الدولة ونفوذها واقتصادها أكثر منها مهرجانات فنية، وهذا لا يتحقق فى اى مهرجان بشكل صحيح الا اذا نظم بشكل جيد، وهناك فرعيات فقط التى يمكن أن يحتاجها المهرجان مثل العروض الثقافية وهى أن يتيح الفرصة للجمهور فى مصر أن يشاهدوا أفلاماً أجنبية، وإن كان هذا لم يعد يحدث بعد سوء التنظيم الذى يحدث فى مصر. * وما السبب فى فشل المهرجانات المصرية؟ - لا نملك سوقاً داخل المهرجان، يكون به عمليات بيع وشراء للأفلام، فعندما نحضر مهرجانات حقيقية هناك عادة بعد عرض الفيلم سواء حصل على جائزة أو لم يحصل على جائزة، يباع الفيلم على هامش المهرجان، ويمكن للفيلم أن يحقق بيعاً من خلال فتح أبواب العالم له والتفات الجميع لمشاهدته، وله موزعون يشترون ومنتجون يذهبون للمهرجانات لشرائه فقط فيكون هناك ميزة لحضور المهرجان. * هل مستوى الأفلام المصرية أصبح أقل من أن تشارك فى مهرجانات؟ - فى رأيى أن السينما المصرية فى أزمة فى إنتاجها لأن الغالبية إنتاج تجارى، والمهرجانات عادة لا تهتم بالأفلام التجارية ويهمها الفيلم الذى يقدم فكرة، أن يكون فيها إضافة ولا تكون أفلاماً تقليدية، فالسينما المصرية للأسف فى جزء كبير منها يقدم سينما رخيصة لا تقدم أى جديد فقط الفيلم لا يقدم قيمة فنية وهذا لا يشجع على أن الأفلام الموجودة يهتم بها العالم. * هل لجان التحكيم عامل مؤثر فى أهمية المهرجانات؟ - أعتقد أن لجان التحكيم قوتها وضعفها يأتى على أساس قوة المهرجان وكلما زاد مستوى المهرجان كان اختياره لمستوى المحكمين أفضل. * ما وسيلة الارتقاء بالمهرجانات المصرية؟ - فتح سوق كبير خاص بمصر التى بها 90 مليون مصرى جميعهم مهمشون من مشاهدة السينما فبالنظر لإيرادات السينما المصرية التى لا تتعدى 200 مليون فى السنه لو تم تقسيمها على المصريين يصبح القسمة أن كل مصرى يذهب للسينما على الأكثر مرة واحدة فى العام، وهنا السوق فى مصر للاسف غير مفعل ولدينا كتل بشرية غير مستهلكة للسينما، وبالتالى نحن غير قادرين أن نصل بسلعتنا للجمهور المحلى فكيف نصل إلى الجمهور العالمى.