بين صفوف المتاجر المتراصة على جانبي أحد الشوارع الموازية ل "مصطفى النحاس" بحي مدينة نصر، يقع متجر صغير يتلألأ بأضواء كلاسيكية متراقصة تشي بهويته الارستقراطية العتيقة. على درجات سلم رخامي فخم تستقبلك لافتة خشبية تدعو المارة لتناول كوب من الشاي الإنجليزي التقليدي في جو أوروبي خالص. وما إن يفتح جاليري "فورمينا" أبوابه حتى تهل عليك روائح الزمن الجميل، يقف مالكا المكان، "إسلام عادل" وشريكته؛ زوجته "نورهان ربيع" للترحيب بحفاوة بالزائرين يقودونهما إلى جو مفعم بالدفء والألفة. نورهان ربيع أميرة من زمن فات على أنغام " Perhaps"، تشدو بها صاحبة الصوت الملائكي "دوريس دا"، تتنقل "نورهان" كأميرة من العصور الوسطى خرجت لتوها من كتاب تاريخ تتنقل بإطلالة ارستقراطية نموذجية وتتفقد وضع الدمى من العرائس المتراصة على المقاعد وترتب شعورهن كفتياتها المدللات، هانم ترتدي ملابس الأميرات وتتصرف مثلهن. فورمينا مقصد كل من يبحث عما هو نادر وأنيق وبين قبعات "الشابوه" والحلى والقلائد ذات التصميمات العتيقة والمرايا الموشحة بالزخارف وقفازات الدانييل الموشية بالورود وقبعات، لاتجد شبيهتين من الهدايا على أرفف جاليري فورمينا الذي تسعى صاحبته لتلبية ذوق جمهور من نوع خاص يفضل كل ماهو نادر وشحيح الوجود، فتنقب "نورهان" كباحثة تحف متمرسة عن كل ماهو أنيق وكلاسيكي بين متاجر الصين وتايلاندا في رحلات تخوضها سنويًا تعود منها محملة بالمفاجآت لزبائنها المخلصين. البهجة والألفة عنوان المكان وبينما تمتزج ألحان "موزارت"، الصادرة عن علب الموسيقى بصوت فرانك سيناترا الذي يصدح بالمكان يعيش رواد المكان فورمينا حالة من البهجة الفريدة بينما يتناوبون على إعداد الشاي الإنجليزي الفاخر بأنفسهم الذي يرتشفونه فيما يتناولون قطع الكيك ويأخذون جولة في أرجاء المكان. نورهان وإسلام يجتازا بالحب كافة التحديات عبر فجوة زمنية تناهز ال 200 عام، يأخذك "نورهان" و"إسلام" بديكورات متجرهما الأنيق في جولة بالماضي حتى تصل إلى أعتاب العصر الفيكتوري. ثمرة رحلة من التحديات بدأت بضعف رأس المال وتحديات التنفيذ على مدى شهرين كلفتهم خلاها مبالغ باهظة واضطرا في الكثير من الأحيان للإستغناء عن الفنيين ووضع اللمسات الفنية على الديكور بأنفسهما، بجانب صعوبة العثور على ديكورات تضاهي جمال المعروضات، حتى جاءت النتيجة مبهرة لتتوج شهور من الكد كان الشغف والحلم فيها رفيقا الزوجين. تصميمات "نورهان" تحول الزبائن لأميرات تلتف مجموعة من الزبائن حول دولاب خشبي، يتطلعن مشدوهات إلى عالم البلورات الزجاجية الساحر حيث راقصات البالية قابعة داخلها بجوار العازفات على القيثارات. تقابلهن "الكارسوب" المزين بالأحصنة وحيدة القرن الخيالية، رواد "فورمينا" وزبائن نورهان المخلصين منذ 4 سنوات، اللواتي أكدن: "بنحب تصميمات نورهان بتحسسنا أننا أميرات .. بنشتري منها أجمل الهدايا"، اتفقن على روعة الهدايا من المعروضات وحسن التعامل والضيافة بالمكان. سميرة وجراي أشهر رواد للمكان لايفتح "فورمبينا" أبوابه لاستقبال الزبائن والرواد فقط، فحتى قطط الحي تجد في دفء أجوائه مستقر وملجأ، سميرة وجراي، تحولا إلى "أصحاب مكان" بالمتجر، أول زبائن تستقبلهما "نورهان" في الثانية عشر، ظهرًا، من على باب الجاليري يقضيان اليوم سويًا بين تناول الطعام والخلود للنوم بأريحية على المقاعد والأرائك قبل أن يغادرا المكان مع موعد غلق أبواب "فورمينا" في تمام الساعة العاشرة مساءً. اقرأ أيضًا: شاهد.. العثور على صور نادرة من العصر الفيكتوري جاري إعداد الفيديو