"موت وخراب ديار" هذه العبارة كانت تجسد واقع أسرة الشهيد عبده صابر وقت أن علمت بخبر وفاة ابنهم الأكبر عبده الذى يبلغ من العمر عشرين عاما ، فالأب رجل بسيط كان يعمل بمشروع المواقف وهو عمل خفيف بسبب بتر ذراعه فى احدى حوادث السيارات وتم وقفه عن العمل بسبب المشاكل التى تمر بها البلد والأم ربة منزل تدبر حالها وتقوم بدور وزيرة اقتصاد داخل منزلها البسيط حتى تمر هذه الأيام الصعبة ، فالابن سيتزوج فى شهر فبراير وبالتحديد فى ذكرى المولد النبوى والأب يحاول تدبير نفقات زواجه بكل السبل وعبده لم يقصر فى عمله فهو يعمل بإحدى الجراجات بالقاهرة ويحصل على رزقه يوم بيوم وأمه تحاول أن تستقطع اى جزء فى دخله لاطعام باقى اخوته وتجهيز شقة الزوجية. وفى خضم هذه المعركة الاقتصادية اليومية التى تحدث داخل الأسرة جاءهم خبر وفاة عبده ورغم أن الصدمة كبيرة على الأبوين الا أن الصدمة الأكبر التى رواها اهل القرية أن عبده مات فى المظاهرات ومنهم من قال (جمعة الغضب ) وصابر لايدرى ما الذى يحدث له من أمن الدولة والحكومة بعد وفاة ابنه وهو يقول لرئيس الجمهورية ارحل . جلس الرجل يحدث نفسه "كبيرها يوجهولى انا ووالدته تهمة قلب نظام الحكم وكان كل همه اكرام الميت ودفنه بأقصى سرعة حتى لايعلم أحد ان ابنه كان من المعارضين للحكومة حفاظا على باقى الأسرة ومرت الأيام الثلاثة الأولى على صابر ووالد الشهيد عبده وهو يتلقى عزاء ابنه حتى علم ان ابنه ليس هو الشهيد الوحيد وان هناك المئات سقطوا فى هذا اليوم وان الثورة نجحت وان ابنه كان احد شهدائها وبدأ أهل قريته يطالبون بتكريمه وتم تكريمه بقريته فرتون التابعة لمركز البدرشين بمحافظة اكتوبر على ايدى جماعة الإخوان المسلمين وبعدها تم تكريمه بمدرسة فرغوتة الثانوية وبالتحديد تم تكريم والدته يوم عيد الأم الموافق 21 مارس ولكن كان على صابر ان يثبت بالمستندات حقيقة وفاه ابنه فقام باستخراج التقرير الطبى المستخرج من مستشفى القصر العينى بتاريخ 28-1-2011 والذى يؤكد أن الوفاة كانت نتيجة طلق نارى بالجمجمة وتهتك بالمخ وتم عمل انعاش للقلب والرئتين ولم يستجب وحدثت الوفاة . هذا التقرير كان بمعرفة الطبيب محمد الوكيل مساء 28 يناير (جمعة الغضب ) والغريب أن عبده كان يطلق عليه مجهول رقم (3) قبل ان تتعرف عليه اسرته وتم استخراج شهادة الوفاة بتاريخ 28-1 وطاف صابر باوراق وفاة ابنه عبده ولكنه لايعرف لمن يذهب وماذا سيفعل بهذه الأوراق .. علم أن وزارة المالية ستصرف معاش 1500 جنيه لكل أسرة شهيد واطلاق اسماء الشهداء على الشوارع التى يقيمون بها ولكنه حتى الآن لم يصل صوته الى رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف والمشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليضع ابنه على اولى خطوات التكريم ونحن نضم صوتنا الى صوته لتحقيق أمنية والدته يوم عيد ست الحبايب . شاهد فيديو