صار حكم الإخوان على نهج النظام السابق فى الدفع بأهل الثقة لتولى المناصب القيادية بالدولة، وعلى طريقة الفنانة القديرة سهير البابلى فى مسرحية ريا وسكينة عندما غنت «نسبنا الحكومة وبقينا حبايب» بعد ارتباطها بالشاويش عبدالعال، جاء تعيين المحافظين الجدد والقياديين فى الجهاز الإدارى وأعضاء المؤسسات التى شكلها مجلس الشورى. الصحف الصادرة يوم الجمعة أمس الأول قدمت تغطيات مختلفة عن الأسرار الخفية لهذه التعيينات التى رجحت الانتماء للإخوان على الخبرة ومناسبة الشخص للمنصب، صحيفة الأخبار تناولت نفى قرابة محافظ المنوفية الجديد الدكتور محمد على بشر لزوجة الرئيس محمد مرسى، وأعلن حزب الحرية والعدالة أن «بشر» تربطه علاقة نسب مع الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان، وقالت المصرى اليوم إن الدكتور أسامة الحسينى رئيس «المقاولون العرب» إخوانى من عائلة عسكرية، وقالت روزاليوسف إنه صديق الدكتور مرسى رئيس الجمهورية وتزاملا فى كلية هندسة الزقازيق. وقالت الوطن: إن الدكتور محمد صفوت عبدالدايم أمين عام مجلس الوزراء كان مشرفاً على رسالة الدكتوراه للدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء. علاقات النسب السياسى وتقديم أهل الثقة على أهل الخبرة ليست وليدة هذه الفترة، فترة حكم الإخوان، فقد زاعت خلال حكم مبارك، حيث اجتمع وزراء ولاد خالة فى حكومة واحدة، كما تزوج المال بالسلطة ومن أشهر هذا الزواج عائلة الرئيس مع رجال الأعمال، وحالياً هناك علاقة نسب بين رئيس مجلس الشورى ورئيس الجمهورية بدأت قبل وصول الإخوان للحكم، وعلاقة نسب حديثة جمعت عائلة الكتاتنى مع المجلس العسكرى، وصاحبتها انتقادات حادة عنوانها، الإخوان ناسبوا العسكرى» رغم أنه لا توجد مشكلة فى هذا التقارب العائلى الذى يجب أن يبقى بعيداً عن السياسة، الفنان عادل إمام مثلاً مناسب الإخوان ومازال على موقفه، وعلق على اللقاء الأخير للرئيس مرسى مع الفنانين بكلمة واحدة «كويس» وطالب بتداول السلطة، وتعرض عادل إمام لهجوم شديد من الجماعات المتشددة أدى إلى صدور حكم ضده بالسجن. وبعد تفجر أزمة «بكار» صائد الوظائف غير عبدالعاطى صائد الدبابات فى حرب أكتوبر نادر بكار مجاهد أيضاً فى حزب النور، بدأ بكار يقارن بين أسباب قيام الإعلام بانتقاده لأنه تولى عدة مواقع، فى الوقت الذى لم يكتب فيه صحفى كلمة واحدة عن ماريان كمال التى كانت نائبة معينة فى البرلمان المنحل، وتم تعيينها فى تأسيسية الدستور وفى المجلس القومى لحقوق الإنسان، يتساءل بكار عن أسباب تركيز الأضواء عليه، ويقول ما السر وراء ماريان كمال!! ويضيف بكار المتحدث الرسمى لحزب النور أن هجوم النشطاء والإعلام عليه جعله يعتذر عن عدم قبوله عضوية المجلس الأعلى للصحافة، بعد تفكير واستخارة الله، بكار أسلوبه عذب، والطلب أصبح عليه مثل الملح الذى يدخل فى كل طعام،ولأن الوظائف فى ظل الإخوان ومحاولتهم إرضاء السلفيين وخفة ظل بكار وسهولة اسمه فى النطق والتذكر جعلته يدرج فى جميع قوائم التعيينات، بكار قارن نفسه بزميلته السابقة فى البرلمان «ماريان»، ولم يقل مثلاً لماذا أصبح سعد الحسينى محافظاً لكفر الشيخ وإلا كان سمع ما لا يرضيه، فسعد خلص على الليلة من أول لقاء له مع أهالى كفر الشيخ واعتبر نفسه انه أفضل عند الله من أى واحد منهم، عندما قال للأهالى يشرفنى أن أكون إخوانياً لأن أكرمكم عند الله أتقاكم؟ أما الإجابة عن سؤال بكار لماذا ماريان فأقول له: تقبل المناصب على أهل الثقة، كما تُقبل الدنيا على أهل الهوى، وأحياناً تكون المناصب للترضية، أو الطائفية أو الانتماء الإخوانى، أما أهل الخبرة والكفاءة فابعد يا شيطان!!