"حيل وتكتيات وخداعات" كانت وراء رفع راية النصر في حرب 6 أكتوبر المجيدة، حيث لجأ إليها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لخداع القيادة الصهيونية بل العالم بأكمله. فاستطاع المصريون حينذاك دك العدو وإلحاقه بهزيمة ساحقة، لتتفاجئ جميع الدول بقوة الشعب المصري وقدرته على استعادة أرضه وتراب وطنه، ورفع راية النصر، ليرفرف العلم المصري على أراضينا من جديد. ونسرد في هذا التقرير أبرز الحيل، التي استخدمها السادات قبيل شن الحرب على العدو الصهيوني اللدود. طرد الخبراء السوفييت، وفتح باب الحج والعمرة للقوات المسلحة، وفساد محصول القمح، إخلاء المستشفيات بسبب تلوثها بميكروب "التيتانوس"، استيراد مضخات المياه للاستصلاح الزراعي، إصابة الدبابات بأعطال. طرد الخبراء السوفيت اتجه السادات لطرد الخبراء السوفيت كمحاولة منه لخداع العدو، حيث أدرك العالم أجمع بما فيه الشعب المصري، أن قرار الطرد هذا، ما هو إلا ترجمة حرفية لعدم وجود نية مطلقة للبدء في الحرب. وعلى الرغم من شيوع هذا الخبر في جميع أنحاء العالم، إلا أنه لم يطرد كل الخبراء السوفيت، بل قام بترحيل النساء والأطفال وعدد من الخبراء وبقي على كبارهم الذين شاركوا بالفعل في حرب أكتوبر. فساد محصول القمح قام السادات بتسريب شائعة تفيد بأن أمطار الشتاء قد غمرت صوامع القمح، مما أسفر عن فساده، وأن مصر أصبحت بحاجة ملحة لاستيراد كميات معينة من القمح لسد العجز، وعلى أثر ذلك استطاعت مصر توفير مخزون استراتيجي من القمح، تحسبًا لصعوبة الاستيراد خلال الحرب. فتح باب الحج والعمرة للقوات المسلحة كما قامت الدولة تالمصرية بفتح باب رحلات الحج والعمرة، أمام ضباط وجنود القوات المسلحة، في مقتبل شهر أكتوبر، ليكون أيضًا جزء من المناورة؛ للتعمية عن وجود أية نية للخوض في معركة ضد العدو الصهيوني. تلوث المستشفيات بميكروب "التيتانوس" ونظرا لحاجتنا لإخلاء عدد من المستشفيات، لاستقبال جرحى ومصابين الحرب، تم نشر شائعة تلوث مستشفى الدمرداش بميكروب "التيتانوس"، الأمر الذي يستوجب إخلاؤها من المرضى لتطهيرها، ومن ثم صدر قرار بالتفتيش على باقي المستشفيات، للتأكد من وصول التلوث لها أم لا، وأسفر هذا التفتيش عن إخلاء ما يقرب من 12 مستشفى، بحجة انتشار التلوث، وهو العدد المطلوب إخلاءه تحسبًا للطوارئ. استيراد مضخات المياه للاستصلاح الزراعي والحيلة التي جاءت متنافية تمامًا مع فكرة الاستعداد للحرب، قيام مصر باستيراد مضخات المياه من ألمانيا، بحجة الاستصلاح الزراعي، إلا أن تلك المضخات كان لها عظيم الفضل في عبور خط بارليف بعد 4 ساعات بدلًا من 12 ساعة. إصابة الدبابات بأعطال قامت القوات المصرية، بنشر أخبارًا تُفيد بإصابة بعض المعدات الثقيلة كالدبابات وغيرها بأعطال، الأمر الذي دفعها إلى نقل الدبابات في طوابير متتالية إلى الجبهة، وذلك حتى لا يُثير الأمر انتباه إسرائيل.