مثلما ثار سكان " الخانكة" وطالبوا بتغيير اسم منطقتهم التى ارتبطت فى أذهان الكثيرين بمستشفي الخانكة للأمراض العقلية، مما كان يتسبب لسكان المنطقة بالكثير من الحرج، والأذى المعنوى، يعترض سكان حارات وشوارع كثيرة فى مصر تحمل أسماء تلك الشوارع والحارات معان محرجة، أو مؤذية، تتنافي مع أبسط قواعد الذوق العام، التقرير التالى يحكى عن بعض من هذه الحارات وأسمائها الغريبة. حارة قميص النوم كانت تسمى حارة قميص النوم ولازالت تسمى بهذا الاسم، إنها إحدى حوارى شارع باب البحر بحى باب الشعرية، التى قرر الاهالى بعد اكثر من نصف قرن من الزمن تقديم طلب للحى لتغيير اسمها لتصبح حارة الفرن، ولكن لازال كل ابناء حى باب الشعرية لا يعرفون عنها سوى أنها حارة قميص النوم ! على مشارف حارة " قميص النوم " التقت البوابة الإلكترونية للوفد ب جمال محمد حسن "سائق " – 52 سنة، الذى أوضح ان تاريخ تسمية الحارة بهذا الاسم يعود إلى أكثر من 100 عام، نسبة الى ترزى " تطريز متخصص فى تطريز قمصان النوم"، يقع محله فى اول الحارة، وكان هذا الترزى يجيد تطريز قميص النوم لدرجة أنه كان يضاهى فى هذا الوقت بيوت الموضة العالمية، ويقلد النماذج الموجودة فى الكاتالوجات الأجنبية التى كانت تثير الرجال والنساء على حد السواء ولهذا كان عليه اقبال شديد من السيدات المتزوجات. ويضيف حسنين حسين موظف اليتلفزيون بالمعاش وأحد سكان حارة قميص النوم : كان هذا الترزى يتفنن فى تفصيل قمصان النوم فى تلك الفترة لدرجة أنه من كثرة ما كنا نسمع من اهالينا عن حرفيته وابداعه فى تطريز قمصان النوم بالورود والريش يقول البعض عنه انه كان يطرز قميص نوم اقوى فى تأثيرة على الرجال فى ذلك الوقت من تأثير الفياجرا الآن! ويقول علي عوض، نجار 45 سنة أحد سكان شارع باب البحر الكائنة به حارة قميص النوم لا يوجد اندهاش أو كسوف من هذا الإسم لأن الناس تعودوا على هذه الحارة بإسمها منذ أكثر من 50 سنة لدرجة أن النساء والفتيات من كل أبناء باب الشعرية لا يلقبونها بإسمها الحالي حارة الفرن ولكن هي حارة قميص النوم، وتؤكد أيضا فوزية حسن علي 55 سنة بائعة خضار أنه لا غرابة فى اسم حارة قميص النوم، ومن يستغرب الاسم فهو من الغرباء فقط، والضيوف ، إلا أننا نعطي العناوين ونتحدث في التليفونات على أساس أننا من حارة قميص النوم وكذلك الشباب يتواعدون على مقهى قريبة من الحارة ويتحادثون تليفونيا ويقولوا لبعضهم البعض نتقابل اليوم على مقهى حارة قميص النوم بشكل عادي ناتج عن التعود. أما تامر محمد زكي 36 سنة- خراط وأحد سكان الحارة يقول عندما يسألني أحد عن عنواني أو عملي أقول له إني من حارة قميص النوم وبكامل الثقة وبدون أي إحراج ولكن يكون لدي بعض التحفظ عندما أكون في أماكن عامة ولكن في النهاية لست خجولا من حارتي فأنا من حارة قميص النوم وأهلي وأصحابي وعشيرتي كلهم من نفس الحارة ويتفق معه في ذلك سيد نصر- 40 سنة- أحد سكان حارة قميص النوم أيضاً. حارة .. الناشف! وإذا كان البعض لا يري ضيراً فى اسم " قميص النوم" فإنك لا تكاد تغادر هذا لاسم حتى تصطدم أذناك باسم آخر أكثر غرابة وأشد أذى، إنها حارة " الخرة الناشف" فى حى باب الشعرية أيضاً، وهنا لم نجد أحدا استطاع التعرف على سبب تسمية الحارة بهذا الاسم من سكان هذه الحارة على الرغم من قدمها، وتغيير اسمها بناء على طلب الأهالي وحتى يكف البعض عن التلامز على سكان هذه الحارة استجاب حي باب الشعرية لتغيير اسمها إلى حارة.."القرافي"! ويقول الحاج محمد عبد المعطي-60 سنة- صاحب محل فراخ بالحارة: منذ أكثر من 60 سنة ولا زال اسم الحارة هو "الخرة الناشف"وعلى الرغم من تغيير اسمها إلى"القرافي"إلا أن سكانها وكل باب الشعرية لازالوا يسمونها بهذا الإسم "الكريه"، ويري أسامة محمد عبد المعطي-40 سنة أن الناس تعودوا على هذه الحارة باسمها الكريه وهذا لا ينفي تعرض أهالي الحارة إلى التلامز من الجيران بالحواري الأخرى أو الضيوف أو الغرباء الذين حين يسمعون الاسم يصابون بحالة من الذهول والاشمئزاز. حارة سوق البقر وفى باب الشعرية أيضا حارة أخرى غريبة الاسم هى حارة "سوق البقر" وهي من أقدم حارات باب الشعرية ويعود سبب التسمية إلى أنها كانت مقرا"لسوق البكر "، وظل الناس يكررون في الاسم بعد أن سكن هذه الحارة مجموعة من السيدات الأقوياء اللاتى يعملن فى تجارة الخيوط والبكر، و كانت لهن صفات الفتونة وعقد الجلسات العرفية وظللن هكذا حتى سيطرن على الحارة التي أصبحن يفترشن فيها موائد الطعام ويحكمونها بقوة وأخلاق"أولاد البلد"، وهذا ما قاله لنا عم مصطفى عواد 60 سنة-"بقال"على أول حارة "سوق البقر"،وأضاف عم مصطفى:كانت الحارة وقتها تعيش في أمن وسلام تحت سيطرة هؤلاء النسوة الأشداء لدرجة أنهن كن يطبقن الأحكام ولا يسمحن للحكومة بالدخول إلى الحارة ولا إهانة أحد من سكانها ولأن سمعتهن كانت جيدة نجحن في السيطرة على الحارة، وكن يمتلكن عمائر في الدقي والمهندسين وأنجبن وكلاء نيابة وأطباء ومهندسين وكن من مزاياهن ارتداء الحلي والذهب بكثرة في أيديهن ويرتدين العباءات السوداء ويضعن الإيشاربات المعقودة فوق رؤوسهن، وكن يعملن في تجارة البكر والخيوط وهن لسن في حاجة إلى البلطجة أو فرض الجزية رغم أنهن سيطرن على الحارة بل كن يحمين الحارة وأهلها ولكن الحاقدين من الحارات المجاورة قالوا وقتها إن هذه الحارة يسيطر عليها"النسوان الغجر"فأولوا الاسم من حارة "سوق البكر"إلى حارة"سوق الغجر"وأخيرا أصبحت حارة"سوق البقر"! شاهد الفيديو