وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية، بأنه يوم تاريخي في تاريخ مصر الحديث، حيث اصطف الملايين من المصريين في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع منذ الصباح الباكر للإدلاء بصوتهم في سلاسة كبيرة تجعلنا نعتقد ونصدق أن المصريين يستحقون الديمقراطية. ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب وليام جي دوبسن جاء فيه إنه :" رغم انعدام الثقة الذي يشغل حيز كبير في الشارع المصري، وخوف شباب الثورة من اختطاف ثورتهم، إلا أن عملية الاستفتاء شهدت طوابيرا طويلة وبالملايين". وأضافت الصحيفة أن:" مصر في بداية طريق طويل، وقد وافق الجميع أن بناء جوهر الديمقراطية ستشكل تحديا كبيرا بعد رحيل مبارك، والكشف عن تعاطي الجيش مع السلطة، ليست سوى الفصل الأول في مرحلة انتقالية خطرة للتخلص من عقود من الديكتاتورية". ويرى الكاتب أنه ينبغي أن يحتفل المصريون بيوم 19 مارس 2011 على أنه يوم عظيم في تاريخ مصر الحديث، وإذا كانت هذه التعديلات الدستورية ستمر أم لا، فإن المصريين شهدوا تجربة نزيهة بكل ما للكلمة من معنى". وطرح الكاتب سؤلا على الناشط في حقوق الإنسان جاسر عبد الرازق ما هو الفارق الأكبر بين مصر الجديدة والقديمة، فقال:" هذا سهل... أصوات تشارك لأول مرة، ونحن لن نعود إلى الوراء". وأضاف الكاتب أن هذا الاستفتاء أيقظ الحياة السياسية في مصر، فلا حديث في القاهرة، إلا عن موضوع التصويت، الأصدقاء يناقشون التعديلات الدستورية. وينقل الكاتب حديث بعض أفراد العائلات التي تحاول في إقناع بعضهم البعض بالتصويت ب"نعم أو لا". وقال: عندما وصلت إلى مطار القاهرة الدولي الأسبوع الماضي، سائق سيارة أجرة سألني، "هل هذه هي أول زيارة لمصر؟" أجبته :" لا هذه هي المرة الثالثة". فتوقف ثم قال مبتسما : "ربما هي المرة الأولى في مصر." إنه قد يكون على حق.