أكد وفد مصر برئاسة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية للقمة الإسلامية الاستثنائية التي اختتمت فعالياتها فجر اليوم الخميس بمكة المكرمة علي الرفض التام للاعتداءات التي يقودها نظام بشار الأسد ضد المدنيين، مطالبا بضرورة الحل الفوري للأزمة. كما طالبت العالم الإسلامي بضرورة التحرك الفاعل للضغط علي حكومة "ميانمار" لوقف الاعتداءات علي الأقلية المسلمة. وشددت القمة الإسلامية في بيانها الختامي الذي أقره قادة العالم الاسلامي علي ضرورة نبذ كل أسباب الفرقة والشقاق السياسي والتشرذم الطائفي والالتزام بالعمل الإسلامي المشترك. وقررت القمة تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي وكل الأجهزة المتفرقة والمتخصصة لعدم التوصل لنتائج لتنفيذ مبادرة المبعوث الأممي لحل الأزمة. اكدت القمة علي ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها وأدان بشدة إراقة الدماء في سوريا وأدانت إسقاط سوريا لطائرة عسكرية تركية معتبرا هذا العمل أنه يشكل خطرا كبيرا على الأمن في المنطقة. ودعا البيان الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف وعدم استخدام العنف ضد المدنيين العزل. وأكد البيان أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية، وإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدسالشرقية والجولان السوري واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من باقي الأراضي اللبنانية المحتلة، يعتبر مطلبا ضرورى للأمة الإسلامية. وحث المشاركون على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي على قطار غزة واضطلاع مجلس الأمن بمسئولياته في حفظ وصون الأمن والسلم الدولين والتحرك الفوري لرفع الحصار وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها المستمر ضد الشعب الفلسطيني. وأدان إسرائيل لاستمرارها في اعتقال آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجونها وتعريضهم لشتى صنوف التعذيب وحرمانهم من حقوقهم الأساسية. شدد مؤتمر القمة على أهمية تعزيز التعاون والحوار مع الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون التي تتواجد بها مجتمعات وجماعات مسلمة، وكذلك الممثلين له المجتمعات بما يحفظ حقوقها ومواصلة مراقبة أي تطور عن كثب واستنكر سياسة التنكيل والعنف التي تمارسها حكومة اتحاد ميانمار ضد جماعة الروهينجيا المسلمة. كما استنكر التهميش التاريخي لجماعة الروهينجيا المسلمة في ميانمار ودعا سكان ميانمار لاعتماد سياسة تشمل جميع مكونات شعبها، بما في ذلك المسلمون في البلاد وندد بأعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة. ودعا القادة الدول الأعضاء التي ترتبط بعلاقات سياسية ودبلوماسية ومصالح اقتصادية مع حكومة ميانمار إلى استخدام هذه العلاقات لممارسة الضغط عليها لوقف أعمال التنكيل والعنف ضد مسلمي الروهينجيا. كما تطرق البيان الختامي لقضايا التضامن مع السودان والصومال وأفغانستان وجامو وكشمير والعراق واليمن وساحل العاج واتحاد جزر القمر وقبرص التركية في التصدي للتحديات التي تواجه هذه الدول وأكد أن الإسلام هو دين الوسطية والانفتاح ويرفض كل أشكال الغلو والتطرف وشدد على إدانة الإرهاب بجميع أشكاله باعتبار أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا ترتبط بأي دين أو جنس أو لون أو بلد مع ضرورة تضافر الجهود الدولية لمكافحة هذه الظاهرة. وأعرب البيان عن عميق قلقه أمام تصاعد ظاهرة الربط بين الإسلام والإرهاب، التي تستغلها بعض التيارات والأحزاب المتطرفة في الغرب للإساءة للإسلام والمسلمين، وأكد ضرورة العمل الجماعي لإبراز حقيقة الإسلام وقيمه السامية. وفي المجال الاقتصادي دعا البيان الى الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والطبيعية والاقتصادية المتوافرة في العالم الإسلامي والاستفادة منها في تعزيز التعاون بين الدول الاسلامية ، ورحب القادة بزيادة حجم التجارة بين الدول الأعضاء في المنظمة ودراسة إمكانية إنشاء مناطق للتجارة الحرة بين الدول الأعضاء. وفي كلمته في افتتاح القمة رحب الملك عبد الله بن عبد العزيزخادم الحرمين الشريفين بقادة الدول الإسلامية وسأل الله أن يوفقهم على فهم الأمور وأسباب الضعف الذي يتعرض له المسلمون وسبل الحفاظ على تماسكهم ووحدتهم. وقال إن الإسلام يعيش اليوم حالة من الفتن التي بسببها تسيل دماء أبناء الأمة في هذا الشهر الكريم، وأضاف أن الحل الأمثل لكل ما يحدث لا يكون إلا بالتضامن والتسامح والاعتدال والوقوف صفا وإن انتصرنا للوسطية حاربنا الغلو فاستحلفكم بالله جل جلاله أن نكون على قدر المسئولية وأن نكون جديرين بتحملها. واقترح اقامةمركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقره الرياض، وأعضاؤه من منظمة التعاون الإسلامي وهو ما اقرته القمة. و اكد اكمل الدين احسان اوغلو الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي في كلمته علي أهمية ان يرتبط اي نظام حكم برغبات الشعوب مشيرا إلي ثوارت الدول الاسلامية و ثورات الربيع العربي كخير دليل . وقال انه سيتم توقيع الامانة وثيقة اتفاقية المقر مع وزارة الخارجية السعودية وبناء مقر دائم لمنظمة التعاون الاسلامي وهي هدية من خادم الحرمين للدول الاسلامية .