علي الإخوان المسلمين ألا يستهينوا بما يمكن أن أسميه «ثورة الصحفيين» الذين اقتنعوا بأن «جماعة الإخوان» أعلنت الحرب علي «جماعة الصحفيين» وأن حرية الرأي في مصر أصبحت في خطر! وعلي الإخوان أن يستمعوا جيداً إلي رسالة المؤتمر الوطني الذي أقامه الصحفيون في نقابتهم بمشاركة حشد من المثقفين والفنانين وشخصيات عامة مصرية لها وزنها وثقلها. الصحفيون لديهم تخوفات كثيرة من الإخوان، إنهم يعتقدون أن لدي الإخوان «ثأر بايت» عند جماعة الصحافة المصرية، وقد استشعروا ذلك، عندما تطايرت تصريحات إخوانية ضد الصحافة والصحفيين، وصلت إلي درجة أنهم سحرة، وأنهم أعوان فرعون والشيطان! وتأكد الصحفيون من هذا الإحساس والتخوف عندما وصلت التصريحات إلي تهديدات علي أعلي مستوي، بالانتقام من كل من يتجرأ علي المعارضة الصريحة أو الاعتراض علي رموز الجماعة، بل وتسربت أنباء عن نية الرئاسة نفسها في مقاضاة، من اتهمتهم من الإعلاميين، بأنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء! وتحولت الاتهامات بسرعة إلي إجراءات أخطرها ما حدث من تدخل مجلس الشوري في اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، وهو ما اعتبرته جماعات من الصحفيين محاولة «لأخونة الصحافة». ويقول هؤلاء الصحفيون إن جماعة الإخوان كشفت عن ضيقها ومعاداتها للحرية الحقيقية، وحق النقد وإبداء الرأي وأنهم يريدون تكميم الأفواه، والهيمنة والسيطرة علي وسائل الإعلام كلها، وليس الصحافة فقط! بل إن هؤلاء الصحفيين يرون أن هذا السيناريو قد اكتمل بتعيين وزير إعلام جديد، خارج من رحم جماعة الإخوان. ولا أعتقد أن هناك أحداً سعيداً بهذه المعركة بين أصحاب القلم، وأصحاب الجماعة، أو بمن سيفوز في هذه المعركة! أنا شخصياً لا يهمني من يكون الفائز، ما يهمني فقط ألا تكون مصر هي الخاسرة من هذه الصراعات التي تنهش في جسد الوطن المضطرب أصلاً، وألا تكون الحرية الحقيقية مجرد ساحة نزاع أو صراع. ارحمونا.. وارحموا مصر! يرحمكم الله! محمود صلاح