على الرغم من هدوء الأحداث السياسية وقلة وتيرتها، واختفاء المليونيات عن ميدان التحرير "ميدان الثورة" وغيره، تظل رسوم الجرافيتى زينة لجدران وأسوار الميدان وعدد كبير من مبانيه الحكومية والخاصة. ميدان التحرير أصبح لوحة فنية تستخدم رسوم الجرافيتى لتوثيق الأحداث التى شهدتها تلك المنطقة ومناطق أخرى، تبعث الثوار على الفخر بمنجزاتهم، وتحثهم على استمرار النضال لتحقيق ماهو أسمى وأهم. وتزين رسوم الجرافيتى جدران مبنى الجامعة الأمريكية وشوارع الفلكى ومنصور والشيخ ريحان ومحمد محمود، جعلت من تلك الشوارع متاحف فنية، حيث تجد الجرافيتى على الحوائط وطالما استخدمه الالتراس للتعبير عن الانتماء لناديهم والاحتجاج على شخصيات وسياسات فى الدول. ومن ابرز رسومه الموجودة على أسوار مدرسة "الليسيه" بشارع محمد محمود الشهير، والتى تقدم التحية للثوار الذين فقدوا أعينهم خلال أحداث محمد محمود فى نوفمبر من العام الماضى. وعلى الرغم من اعتبار رسم الجرافيتي على الاسطح العامة اوالخاصة دون حصول على اذن من المالك نوعا من انواع التخريب الذي يعاقب عليه القانون في معظم دول العالم، إلا أنه وسيلة لنقل الرسائل الاجتماعية والسياسية, وايضا يعتبر من أشكال الفن الحديث. وكلمة جرافيتى من اصل ايطالى (graffiato ) وتعنى الخدش اما عند اليونانيين (graphein ) تعنى الكتابة. ويعتقد البعض ان فن الجرافيتي بدأ نيويورك او اوروبا, لكن في الواقع نشأ الجرافيتي قبل ذلك بكثير ما قبل الميلاد وهي تتطور مع مرور الاجيال ولكن تم اطلاق كلمة جرافيتي في عام 1920م, بمعنى ان هناك فرصة جيدة ان يكون الجرافيتي من أقدم شكل من اشكال التواصل الكتابي الى وقتنا الحاضر.