يعتبر الكثير من النجوم أن شهر رمضان هو الموسم الأهم للدراما؛ لما يتميز به من نسبة مشاهدة عالية؛ وأصبحت المحطات التليفزيونية تتباهى فيما بينها للإعلان عن كم المسلسلات الكثيرة التى ستعرضها؛ حتى تستحوذ على أكبر نسبة من الإعلانات. ومع وصول عدد المسلسلات لما يقرب من 62 مسلسلا؛ يكون السؤال البديهى هل هذا العدد الكبير يأتى فى مصلحة المشاهد أم المنتجين؟. فالموسم مربك ليس للمشاهد فقط ولكن للدراما أيضا؛ نظرا للكم الهائل من الأعمال التي يتم عرضها خلال السباق الرمضاني، ولكن هناك مشكلة أخرى هي الحيرة البالغة التي يقع فيها عشاق الشاشة الصغيرة؛ لتحديد الأعمال التي يتابعونها في ظل مشاركة عدد كبير من الفنانين بأعمال درامية خاصة نجوم السينما. ومنطق صناع الدراما أن هذا العدد الضخم من المسلسلات يجعل المشاهد يجد فرصة أكبر للاختيار، وتناسوا أن الشئ عندما يزيد عن حده ينقلب لضده، فانتشر الإنتاج التجارى الذى لايهتم بالرسالة الفكرية أو حتى المستوى الفنى. والكثير من هذه الأعمال يلهث خلف أرخص الطرق للإنتاج؛ سواء فى اختيار النص أو الفنانين؛ وهو فخ وقعت فيه بعض الأعمال الدرامية وشركات الانتاج التى قدمت كما كبيرا من المسلسلات؛ رغم ضعف إمكانياتها المالية والفنية، والنتيجة أن الأعمال تاهت فى زحام العروض الكثيرة وتشتت المشاهد , خاصة مع تكرار بعض الفنانين فى أكثر من عمل. وبذلك وجد الجمهور نفسه يُبدد وقته فى المتابعة؛ مع الوضع فى الاعتبار انحدار ذوق وفكر الأعمال المعروضة, فكثرة عدد مسلسلات رمضان بشكل كبير يمثل مذبحة للمشاهد لضياع يومه فى المشاهدة وعدم التركيز فيما يشاهده. وكان من الممكن أن يستفيد المشاهد إذا كان هناك مواسم عديدة بشرط إعادة تنظيم خرائط العرض فى القنوات التليفزيونية بشكل واضح؛ لأن المشاهد سينسق وقت متابعة الأعمال؛ وبالتالي سيستمتع المشاهد؛ ولكن ما يحدث الآن يعبر عن مناخ أزمة حقيقية وصراع اشتعل من عالم السياسة الى عالم الدراما التليفزيونية وهذا الصراع سوف يحرم المشاهد من فرصة اختيار الأفضل من الأعمال وفى نفس الوقت يحرم عددا من الأعمال الجيدة والمهمة أن تأخذ حقها من الاهتمام والمشاهدة ويحرم أيضا نجومها من ثمار جهودهم .