تحت عنوان " بينما تزداد الحرب فى سوريا اشتعالا، يزداد دور الجماعات الجهادية هناك "، نشرت صحيفة " نييويورك تايمز" الامريكية تقريرا حول الازمة السورية. وقالت الصحيفة إنه بينما لا يلوح أى حل فى الافق للازمة المتصاعدة فى سوريا ، بدأ السوريون المشاركون فى العمليات القتالية ضد الجيش النظامى التابع للرئيس السورى "بشار الاسد" يشعرون بالقلق من تزايد نفوذ عناصر الجماعات الاسلامية الجهادية وتنظيم القاعدة ، خصوصا ان هذه العناصر تحاول فرض اجدندتها على جدول اعمال المعارضة السورية . الجهاد المقدس واضافت الصحيفة ان هذه الوضع الذى حول المقاومة الشعبية الى ما يسمى بالجهاد المقدس ، ادى الى فتور الحماس لدى بعض جماعات المعارضة الرافضة لهذه الاجندة . اجندات خارجية فى حين يرى آخرون ان السبيل الوحيد للحصول على تمويل من الخارج هو ان يرفع شعار " الجهاد ". واشارت الصحيفة الى ان الجماعات الجهادية ترفع راية سوداء فى القتال مكتوب عليها " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، بدلا من العلم السورى وهو ما اغضب الكثيرين، وقد ظهر ذلك بوضوح فى محافظات مثل "ادلب" فى الشمال وغيرها من المدن الشمالية . ورغم ان الجيش السورى الحر المعارض يحاول الاستفادة من تلك الجماعات فى القتال ، الا ان هناك حالة من الرفض للاجندات الخارجية . واضافت الصحيفة ان الواقع على الارض يعزز ادعاءات الحكومة السورية بأن من يحارب فى سوريا جماعات ارهابية جهادية ممولة من الخارج . أمريكا لا تدعم الأرهاب ورأت الصحيفة ان احد الاسباب الرئيسية التى تجعل ادارة الرئيس الامريكى "باراك اوباما" متحفظة فى تقديم الدعم العسكرى للمعارضة السورية ، هو مخاوف الادارة من وصول هذه الاسلحة الى الجماعات الارهابية المتشددة ، واكتفت الادارة الامريكية بتقديم دعم لوجستى ممثلا فى اجهزة اتصالات ، الا ان الشىء المؤكد ان تلك الجماعت تحصل على ما تريده من تمويل ودعم من دول اخرى . الانتفاضة تحولت الى صراع واكدت الصحيفة ان الانتفاضة الشعبية التى انطلقت العام الماضى ضد نظام الرئيس السورى "بشار الاسد" قام بها العلمانيون الليبراليون ، الا ان تلك الثورة تحولت الى صراع مسلح بسبب دخول عناصر خارجية على الخط . فقد ظهرت شرائط فديو مؤخرا تظهر وجود جماعات ارهابية وعناصر من تنظيم القاعدة على الحدود السورية التركية تحديدا عند معبر "باب الهوى" . كما ان هذه الجماعات اعلنت بشكل واضح انها ترغب فى اقامة دولة اسلامية فى المنطقة . وترفع شعارات اسلامية فى المعركة وتطالب المواطنين بالجهاد من اجل الاسلام . وقالت الصحيفة ان قادة المعارضة السورية انفسهم يعترفون بوجود عناصر من الجزائر وبلدان عربية واسلامية اخرى تقاتل فى سوريا . ووفقا لناشطين معارضين ، فأن عدد المقاتلين الاجمالى فى سوريا يصل الى 50 الف مقاتل ، منهم الف اجنبى فقط ، فى حين تقول مصادر اخرى ان عدد الاجانب يتجاز 10 آلاف مقاتل . ونقلت الصحيفة عن "توماس بيريت " المحاضر حول الاسلام السورى المعاصر فى جامعة " ادنبورج " قوله :" ان المحاربين الاجانب فى سوريا ليس كلهم من الجهاديين ، فهناك على سبيل المثال " مهدى الحارثى " وهو ايرلندى من اصل ليبى قاتل فى معركة تحرير طرابلس العام الماضى ، ثم شكل مجموعة من المحاربين المتطوعين وتوجه الى سوريا للقتال هناك ، وهو يعتبر نفسه ثورى ليبيى وليس جهادى ". الدعم السعودى القطرى للسلفيين ورأت الصحيفة انه رغم معرفة الجيش السورى الحر وجماعات المعارضة السورية الاخرى ان الجماعات الجهادية لها اجندتها الخاصة الا ان لا تستغنى عنها فى القتال ، لأن الدعم السعودى القطرى السلفى الوهابى يوجه الى هذه الجماعات بشكل مباشر وهو ما تفتقد اليه المعارضة الوطنية فى سوريا . ويرى بعض السوريين ان المعارضة مضطرة لهؤلاء فى ظل عدم جود دعم من الغرب . وختمت الصحيفة ان الخوف الاكبر ليس من وجود الجهاديين فى هذه المرحلة ولكن وجودهم فى مرحلة ما بعد سقوط "الاسد" واثر ذلك على الوضع الطائفى المعقد فى سوريا ، وعلى المنطقة باكملها .