تصاعدت امس الازمة السياسية بين المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في السودان والحركة الشعبية لتحرير الجنوب الشريك في الحكم بسبب اتهامات الخرطوملجوبا بإيواء الحركات المسلحة في اقليم دارفور، فيما نفت الحركة الشعبية هذه الاتهامات التي تأتي قبل بدء الاستفتاء علي تقرير مصير الجنوب اوائل العام المقبل. فيما مدت مفوضية الاستفتاء التسجيل أسبوعًا آخر حتي يتمكن غالبية الجنوبيين من اتمام العملية. وكشفت مصادر سودانية عن لقاء جمع النائب الاول للرئيس السوداني عمر البشير رئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميار ديت مع رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور المدعوم من اسرائيل قبل مغادرته جوبا عاصمة الجنوب السوداني. ونقلت صحيفة الاهرام اليوم السودانية عما وصفتها بمصادر مطلعة أن سلفا كير أبلغ نور بضرورة تجميد العمل المشترك في المرحلة الحالية. وأرجعت المصادر ذلك الي تعرض حكومة الجنوب لضغوط قوية من الوسطاء الاقليميين بالسودان أشاروا خلالها الي أن احتواء جوبا عناصر الحركات المسلحة من دارفور من شأنه أن يعرقل عملية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بما في ذلك الاستفتاء علي حق تقرير المصير. وأضافت المصادر أن حكومة الجنوب وعدت بالابقاء علي أنشطة الحركات المسلحة من خلال مكاتبها، وكشفت عن تلقي مكتب حركة التحرير بجوبا دعما ماليا بلغ 5 مليارات جنيه سوداني. وقالت صحيفة »الانتباهة« السودانية إن رئيس حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم وصل لمدينة جوبا قادما من اوغندا في زيارة تستغرق عدة أيام بدعوة من الحركة الشعبية ورئيس حركة تحرير السودان - فصيل مناوي، وعقد خليل ومناوي، اجتماع ثنائي بمدينة »يي« بحثا خلاله جوانب التنسيق والتشاور للمرحلة المقبلة وعملية التفاوض الجارية بشأن سلام دارفور. اوضحت مصادر الصحيفة، ان خليل انتقل لاجتماع آخر لهيئة أركان الجيش الشعبي ومن المنتظر أن يعقد لقاءات أخري مع بعض قادة الحركة الشعبية في جنوب السودان وتعتبر حكومة الخرطوم زيارة الحركات المتمردة في دارفور الي جوبا اعلان حرب ومن المتوقع مناقشة هذه المسألة في اجتماع مجلس الرئاسة المتوقع أن يعقد في الخرطوم .وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان قد نفت بشكل قاطع قدوم أي من قادة الحركات الدارفورية الي مدينة جوبا. وقال باقان أموم الأمين العام للحركة إن التقارير التي تحدثت في الأيام الماضية عن نية عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان زيارة جوبا، لا أساس لها من الصحة.