في زمن تستكتب فيه الأهرام تامر حسني ليصف مشاعر الحب بين الزوجين وهو الذي زور وشرعن التحرش واستجمع كل عيوب الشخصية المصرية ولا يحسن يكتب سطرا واحدا لا تعتبوا على الوفد إقالته الأستاذ عادل. التقيت الأستاذ عادل قبل عامين تقريبا ومنذ الوهلة الأولى أسرتني أخلاقه الكريمة ونبله وتواضعه الجم ومهنيته الفريدة وعملت معه بقسم الترجمة الذي شرفت بالعمل فيه ضمن كوكبة من نوابغ لو أنصف أهل المهنة لما كفوا يوما عن الثناء عليهم لهذا الجهد العظيم الذي جعل بوابة الوفد محفلا علميا وأدبيا ولغويا لا يكف عن استقراء ما يدور في أدبيات الغرب اليومية ليس من تقارير ومقالات فقط بل وأبحاث قيمة من أكبر بيوت الخبرة. الأخلاق في الصحافة صدقوني أندر من بيض الأنوق، والأستاذ عادل أحسبه والله حسيبه كنزا من الأخلاق. وإذا كان الوفد ينهار حتى إني لأسمع بأذني من كل أطياف الشعب وطبقاته ذما وقدحا فيه يوما بعد يوم لدرجة أني إن ذكر أحد أني كتبت لديه سارعت مستدركا: لكني والله غير وفدي، فستكون إقالة الأستاذ عادل بداية الخسارة ولا عجب. فحتى لما حاول الوفد اجتذاب الناس للتصويت له أهان المصريين كلهم بإعلان سمج سخيف أستحي أن أذكره. مصر التي لا يبرز فيها إلا الأنصاف كما اشتكى جمال حمدان لا عجب أن تُصنع فيها النخبة على عجل وبأمر من أمن الدولة في دقائق في ذروة المشاهدة على إحدى الفضائيات فيما نوابغ كثر لا يجدون إلا الجحود والإقالة. كل عام وأنتم بخير، وهذه آخر مرة أكتب فيها ببوابة الوفد التي حرصت على الكتابة فيها محبة وتشرفا بكون الأستاذ عادل رئيس تحريرها.