الأزمة التي تعاني منها الدراما التليفزيونية تكمن في عدم وجود نصوص بالقدر الذي يحتاجه السوق مما يدفع البعض أما في البحث في دفاترهم القديمة وإعادة تقديم أعمال سبق مشاهدتها مثل «الباطنية» و«العار» وأخيراً «الإخوة أعداء» الذي سبق تقديمه في السبعينيات وكان علامة فارقة في تاريخ بعض الممثلين المشاركين فيه وعلي رأسهم محيي إسماعيل الذي حبس نفسه داخل الدور أو ربما حبسه المخرجون فيه لأن أدائه كان مميزاً للغاية، وهذه أزمة يعاني منها بعض الممثلين الذين يجيدون في عمل إلي حد يجعل الجمهور يحصرهم فيه، إلي جانب ان المقارنة مع أي ممثل آخر يقوم بالدور تكون في الغالب ليس في صالحة وهو ما حدث مع أحمد رزق في المسلسل. الطريف أن الرواية التي أنتجتها هوليوود «الإخوة كرامازوف» بطولة يول براينر. وانتجتها السينما المصرية بعنوان «الإخوة الأعداء» للكاتب الروسي فيودور دوستويڤسكي وتعتبر تتويجا لعمل حياته.. فلقد أمضي قرابة عامين كتابه الإخوة كارامازوف، ونشرت في فصول في مجلة «الرسول الروسي» وانجزها في نوفمبر من عام 1880. دوستويفسكي كان ينوي أن يكون الجزء الأول في ملحمة بعنوان «قصة حياة رجل عظيم من الإثم»، ولكن ما لبث أن فارق الحياة بعد أقل من أربعة أشهر من نشر الإخوة كرامازوف. في أواخر الشهر الأول من العام 1881، أي بعد أسابيع قليلة من نشر آخر فصول الرواية في مجلة «الرسول الروسي» ولم يكمل تلك الملحمة التي كان يفكر فيها وإذا كان هذا العمل يصلح في تقديمه في السينما إلا أنني أجد غرابة في تقديمه كعمل تليفزيوني لأن به العديد من الافكار الغريبة تماما عن المجتمع المصري فرغم ان الإخوة كارامازوف عالجت كثيراً من القضايا التي تتعلق بالبشر، كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والدين وفوق كل ذلك مسئولية كل شخص تجاه الآخرين، وهلل جميع أنحاء العالم من المفكرين امثال سيجموند فرويد، وألبرت أينشتاين، ومارتن هايدگر، بنديكت السادس عشر باعتبار الإخوة كرامازوڤ واحدة من الإنجازات العليا في الأدب العالمي، إلا أن أسلوب المعالجة بعيد تماما عن المجتمع المصري, ولعل هذا هو السبب في الهجوم عليها عندما أصبحت فيلما بطولة يحيي شاهين ونور الشريف ونادية لطفي وميرفت أمين, ولا أعرف سببا لتقيمها في مسلسل رمضاني حتي ولو كانت الحجة قلة عدد النصوص. الغريب ان هناك من يدعي أن المسلسل مسروق من عمل له رغم أن القصة عالمية ومعروفة.