»إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر« هذه العبارة قالها الشاعر أبوالقاسم الشابي منذ قديم الأزل، ورأيتها تتحقق بالفعل في أحداث ثورة 25 يناير التي فجرها شباب مصر الواعد الذي يحلم ببلد حر مستقر خالٍ من الفساد، نحن جميعاً من أبناء هذه الأمة ونعلم جيداً أن الشعب المصري يتمتع بقدرة كبيرة علي الصبر والصمود، ولكن إلي حد معين، وعندما ينفجر، كما حدث في ثورة 25 يناير، فلا أحد يستطيع إيقافه أو إرجاعه عما يريد وحاول مبارك وحكومته وأزنابها إفشال هذه الثورة وإسقاطها عبر عدة محاور من أهمها: أولاً.. اتخاذ بعض القرارات والإجراءات لاجتذاب مشاعر الجماهير دون المساس بالتنظيمات الأساسية للنظام. ثانياً.. تقديم الرشاوي لمراكز القوي وأقطاب التأثير التي يمكن ضربها والتركيز علي بعض أحزاب المعارضة للسير في ركاب الحكومة. ثالثاً.. إلهاء السواد الأعظم من الشعب باللعب علي المطالب الفئوية كرفع الأجور وتثبيت العقود والوعود بحل الأزمات والمشكلات التي يعاني منها فئات الشعب المختلفة وهذه الأشياء كلها تحتاج إلي تعديلات قانونية وموافقات من مجلس الشعب. رابعاً.. المراهنة علي عنصر الزمن والتعويل عليه بهدف إخماد حماس الكتلة الثورية وتسريب اليأس إليها مع استمرار تعطل مصالح الشعب ولتنفيذ هذا المخطط، قامت الحكومة بتسريح قوي الأمن وتشكيل عصابات من المجرمين من ضباط الأمن لمهاجمة البنوك وإشعال النار في المصالح الحكومية وتعطيلها إلا أن الشعب المصري تغلب علي كل هذا بمساندة جيش مصر العظيم الذي كان علي علم مسبق بما سيتخذه من إجراءات لحماية هذا البلد وشعبه وقد رأينا التحام الجيش مع الشعب من أجل تنفيذ المطالبات المشروعة للثورة السلمية التي انطلق بها الشباب يؤازره ويشد علي عضده كل فئات الشعب المصري وقد تجسدت حضارة مصر في هذه الثورة التي غسلت وجه مصر وأعادت لها كرامتها المهدرة منذ ثلاثة عقود. في بيان السيد رئيس الجمهورية الأول تمت إقالة الحكومة واستبدالها بحكومة أخري تضم معظم أعضاء الحكومة السابقة، وإن كان قد ضاف إليها رئيس الوزراء أحمد شفيق، وزير الطيران قائد القوات الجوية السابق، وغرضه من هذا تسهيل تهريب الأموال المسروقة وخروج زبانيته بسهولة من المطارات.. كما احتفظ بالطيار أحمد أبوالغيط، وزيراً للخارجية، ولعلنا نعرف الآن كيف طارت وذهبت كرامة مصر ومكانتها الدولية أدراج الرياح. وتطبيقاً للثورة المضادة أعطي السيد الرئيس مبارك إجازة لمجلسي الشعب والشوري ليس غضباً عليهم ولكن من أجل أن يحشدوا مؤيديهم من الشعب ليكونوا ثورة جماهيرية مضادة لثورة الشعب المصري، ويبايعون الرئيس علي الاستمرار ولعل هذا يظهر جلياً فيما تحدث فتحي سرور عن التعديلات الدستورية، ومناقشتها في المجلس قبل حله بالطبع، وعبثاً حاول النظام وزبانيته البقاء علي بعض الرموز وخاصة من بعد القبض علي أحمد عز الطبال السابق. ولكن افتضح أمرهم واستطاع الشعب إفشال مخططهم، فكل أركان »مبارك« من الأغبياء والهليبة والنتاشين لا يعون نتيجة تصرفاتهم الحمقاء حتي كانت موقعة »البغال« في ميدان التحرير.. فقد أرادوا بهذه الموقعة إخلاء الميدان من الثوار والقضاء تماماً علي 25 يناير هذه الثورة العطية لكن الله خيب آمالهم بفضل جيش مصر العظيم، ويجب أن يتواصل مطالب الثوار حتي يرحل رئيس الوزراء أحمد شفيق، وتحديد موقف عمر سليمان وكذلك رحيل الطيار أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، لأنهم من قوائم النظام السابق، ومن قادة الثورة المضادة ويجب علي الشعب المصري أن يظل متمسكاً بمطالبه، كما يجب علي جميع الأحزاب مساندة الشعب المصري كافة في مطاردة فلول الحزب الوطني والنظام الفاسد حتي يتم محاكمتهم وإعادة أموال الشعب التي نهبوها وسرقوها في غفلة من الزمن. عضو لجنة الأمن القومي بحزب الوفد