خالد الذي يعمل مديرا في كبرى صيدليات العاصمة دمشق أكد هذه الاحصائيات، مضيفا أن الفئة التي كانت تستهلك هذه النوعية من الأدوية بشكل غير سليم ولأغراض التعاطي قلت أعدادهم على حساب من يشعرون بتوتر حقيقي بسبب الأزمة السياسية في سوريا، قال خالد: "النساء اكثر استخداما لهذه الأدوية بحوالي 90%". وأضاف خالد أن "الأدوية المهدئة باتت غير متوفرة ذلك أنها تتعرض للسرقة، فهناك من يراقب سيارات نقل الأدوية المهدئة ويقوم بسرقتها". الدكتورة إيمان حجار أكدت ما ذهب إليه خالد معتبرة أن حالة التوتر والقلق التي يعيشها المواطن السوري سببت زيادة الطلب على هذه الأدوية ، مشيرة الى أن "الطلب على المهدئات زاد بشكل ملحوظ بعد الشهر السابع من الازمة السورية، وكلما طالت الأزمة كلما زاد استهلاك المهدئات أكثر، ومن كان يأخذ عيار ضعيف من هذه الأدوية ضاعف العيارات". وعند سؤال الدكتورة إيمان عما إذا كانت تستخدم هذه المهدئات، قالت ضاحكة: "بعد الأزمة زاد استهلاكي نوعا ما للمهدئات" لكن الدكتورة إيمان تتعامل بحزم تجاه بيع هذه العقاقير، وترفض صرفها للزبائن من غير وصفات طبية . نسرين سيدة متزوجة ورغم أنها تعيش في منطقة آمنة بعيدة عن الأحداث إلا أنها باتت تفكر جليا باللجوء لهذه المنومات، وقالت: "لولا أنني سيدة مرضعة لكنت تناولت المهدئات منذ وقت طويل". من جهته أكده الدكتور هيثم علي اختصاصي الطب النفسي أنه " في أوقات الحروب تنتشر حالات اضطرابات الشّدة ما بعد الصدمة وكانت تسمى سابقا ب"عصاب الحرب"، مضيفا أن هذه الاضطرابات تنشأ بشكل أساسي بعد رؤية المشاهد الكارثية وخاصة عندما متابعتها بشكل يومي". وأشار د.علي أن "تداعيات الأزمة السورية على نفسية المواطنين ستظهر بشكل أوضح بعد الازمة"، موضحا أن "الناس مشغولون بحل أزماتهم وتأمين احتياجاتهم الآن، ولكن ما يعيشونه ويمرون به يخزن في العقل الباطن ما يؤدي الى ظهور حالات القلق والاكتئاب بعد الأزمة".