اعلنت الشركة القابضة لكهرباء مصر ان قطاع الكهرباء يتعرض حاليًا لأزمة حقيقية والاسباب كما ذكرها تقرير الشركات الذى ناقشه الوزير امس مع قيادات القطاع ليست من داخل القطاع بل لعدة اسباب خارجية اجتمعت كلها لتضع القطاع على حافة الانهيار. الازمة حقيقية ومحسوبة بالارقام فالانتاج يعمل بكامل قدراته فيما عدا بعض المحطات التى تعانى من ضعف ضخ الغاز مثل محطة جنوبالقاهرة ومحطة الكريمات، ومحطات اخرى تعانى من نقص فى السولار واخرى من نقص المازوت, هذا من ناحية، واكد التقرير ان القطاع كان فى سبيله لضخ انتاج نحو 1800 ميجاوات على الشبكة القومية، تأخر دخولها على الشبكة بسبب الاعتصامات الفئوية امام المحطات ولرحيل الخبراء الاجانب بسبب الانفلات الامنى. لوحت امس الشركة القابضة لكهرباء مصر فى بيان لها بآخر الاوراق التى يمكن ان تضمن الاستقرار للشبكة القومية لكهرباء مصر خيرت الشركة المواطنين بين امرين اما ترشيد الاستهلاك فى فترات الذروة التى تبدأ من غروب الشمس وتستمر لمدة ثلاث ساعات، واما الرضاء بتنفيذ جدول تخفيف الاحمال الذى يعتمد على قطع التيار عن المناطق الساخنة، قال البيان: تناشد الشركة القابضة لكهرباء مصر المواطنين ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء، خاصة فى وقت الذروة الذى يبدأ بعد غروب الشمس لمدة ثلاث ساعات وأوضح المهندس محمود بلبع رئيس الشركة أن مركز التحكم قد يضطر إلى تخفيف بعض الأحمال لحماية الشبكة الكهربائية وقت الذروة. كما أوضح أن مركز التحكم سيقوم بهذا الإجراء لعدة أسباب منها تأخير تشغيل محطتى غرب دمياط وأبوقير بقدرات تصل إلى 1800 ميجاوات، كان مقرراً ربطها بالشبكة القومية للكهرباء فى بداية صيف هذا العام بسبب الإضرابات وحصار أهالى المناطق المجاورة للمحطات لطلب فرص عمل والمبالغة فى طلب التعويضات، بالاضافة إلى عدم توافر كميات السولار والغاز الطبيعى بالقدر الكافى لتشغيل كامل قدرات التوليد المتاحة بالشبكة. بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة بمعدلات غير مسبوقة نتج عنه بعض الأعطال بالشبكة الكهربية. كما أوضح أن الحمل الأقصى لاستهلاك الكهرباء قفز إلى أكثر من 12%، وذلك بسبب الزيادة الكبيرة فى أعداد المكيفات التى وصلت إلى حوالى 6٫5 مليون جهاز تكييف، والسرقات للتيار الكهربائى بأعداد كبيرة نتيجة الانفلات الأمنى، لذا فإن تعاون كافة المستهلكين من خلال ترشيد استهلاك الكهرباء يجنب الشركة اضطراها إلى تخفيف الأحمال مما يتسبب فى قطع التيار الكهربائى عن بعض المناطق بالتناوب. اكد المهندس بلبع فى تصريح خاص ل"الوفد" ان الاهالى منعوا اقامة 65 برجًا من ابراج الضغط العالى وتم تعويضهم عن الاراضى التى تمر بها، وطلبوا تشغيل ابنائهم فى قطاع الكهرباء وعطلو انهاء الاعمال مما اخر اضافة 1300 ميجاوات من محطة ابوقير، و500 ميجاوات من الخطة الاسعافية بمحطة غرب دمياط كان من المفترض ان ينضموا للخدمة اول مايو الماضى وسيتم ادخالهم على الشبكة قبل آخر شهر يوليو الحالى, وقال بلبع ان الوقفات الاحتجاجية مازالت تعطل عمل القطاع ففى محطة العين السخنة مازال العمال التابعون لمقاولى الانشاء يتظاهرون بالمحطة مطالبين بتعيينهم فى قطاع الكهرباء, علاوة على عجز الوقود الواصل للمحطات، فكميات السولار لا تكفى لتشغيل المحطات ساعة او ساعتين وكميات المازوت تكفى ليوم أو يومين وجميع خزانات المحطات خاوية من الوقود. المهندس مدحت رمضان، رئيس شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء اكد ان الانفلات الأمنى والاخلاقى كان سببًا فى تأخر تسليم محطات الانتاج الجديدة التى كانت تضمن استقرار التيار والنتيجة اننا اصبحنا امام امرين إما ان نقبل بالترشيد وعدم تشغيل اكثر من جهاز تكييف هواء، وتخفيف الانارة ومنع تشغيل الغسالات الكهربائية فى اوقات الذروة وفصل الاجهزة التى لا تستخدم وفصل شواحن التليفونات المحمولة طالما تم الشحن، وناشد رمضان اصحاب المحلات التجارية تخفيف الانارة واجهزة التكييف للحفاظ على استقرار التيار لباقى المواطنين. الدكتور اكثم ابو العلا، وكيل وزارة الكهرباء أكد ان فى مصر نحو 6٫5 مليون جهاز تكييف لو افترضنا اننا نشغل 3 ملايين فقط منها وان متوسط استهلاك الجهاز نحو 2000 كيلو وات لوصل استهلاكه لحوالى 6 الاف ميجاوات وبحسبة بسيطة نجد ان تكاليف انشاء هذه القدرات تصل الى 6 مليارات دولار اى ما يعادل 36 مليون جنيه مصرى، وقال اكثم ان الحمل الاقصى للاستهلاك امس الاول كان 26 الف ميجاوات منها على اقل تقدير استهلاكات اجهزة التكييف "6 الاف ميجاوات" نجد ان اجهزة التكييف تستهلك نحو 23% من الطاقة المستهلكة فى مصر، واضاف ان عدد أجهزة التكييف التى تنضم الى الشبكة ويتم تشغيلها يوميا يبلغ نحو 5 الاف جهاز تستهلك يوميا نحو 10 ميجاوات جديدة، اخيرا قال انه لابد من ترشيد الاستهلاك او القبول بجدول تخفيف الاحمال.