قبل حلول عيد الأضحى.. ندوات في المنيا عن أهمية ذبح الأضاحي داخل المجزر    عاجل - قوات الاحتلال تطلق قنابل عند مدخل بلدة الرام شمال القدس    وسائل إعلام تابعة للحوثيين: قتيلان و10 جرحى في العدوان الأميركي البريطاني على محافظة الحديدة    ملف رياضة مصراوي.. حكم ضد نجم الأهلي.. إيقاف لاعب بيراميدز.. وقائمة ريال مدريد    محمد شحاتة: انتظر مباريات القمة أمام الأهلي.. وجسمي قشعر عند رؤيتي جماهير الزمالك في نهائي الكونفدرالية    محمد رشوان: الشحات رفض التصالح مع الشيبي بعد الحكم الصادر ضده.. ولاعب الأهلي عرض السفر للمغرب لتقديم الاعتذار    أحمد حمدي يتغنى ب عبدالله السعيد ويكشف كواليس رفضه عرض بيراميدز    يورجن كلوب يكشف حقيقة اعتزاله التدريب عقب رحيله عن ليفربول    الداخلية تكشف حقيقة زيادة رسوم استخراج رخصة القيادة    تنسيق الثانوية العامة الوداي الجديد.. اعرف نتسيقك بالثانوية العامة 2024    عمر خيرت يهدي محبيه حفلاً موسيقياً مجانياً احتفالاً بمرور 40 عاماً على مسيرته    «مسار إجباري» يشعل حفل المتحف الكبير    عيار 21 بعد الانخفاض الأخير.. سعر الذهب والسبائك اليوم الجمعة 31 مايو بالصاغة    البابا تواضروس يستقبل وفدًا رهبانيًّا روسيًّا    خالد أبو بكر يقاطع وزير التعليم: بلاش عصا إلكترونية باللجان.. هتقلق الطلاب    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 31 مايو في محافظات مصر    الإفتاء توضح مرحلة انتهاء كفالة اليتيم    حج 2024| تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين.. الإفتاء تجيب    «الحرمان من الامتحان و7 سنين حبس».. وزير التعليم يحذر من الغش في الثانوية العامة    شولتس لا يتوقع صراعاً مع روسيا    دار الكتب تنعي والدة وزيرة الثقافة    5 معلومات عن زوج الفنانة ياسمين رئيس    بوليتيكو: بايدن وافق سراً على استخدام كييف للأسلحة الأمريكية    عمر كمال: لست في خلاف مع حسام حسن.. وتحت أمر المنتخب    ضبط مصنع أعلاف بدون ترخيص بمركز القنطرة غرب بالإسماعيلية    عاجل - قرارات جديدة بشأن حصة الفرد من الخبز المدعم    مصر في 24 ساعة| حقيقة رفع الدعم عن الوقود والكهرباء.. ورسائل عاجلة لطلبة الثانوية العامة    رفسة حصان تتسبب في كسر جمجمة طفل في الدقهلية    ضبط عاطل استولى على 750 ألف جنيه من 4 أشخاص لتوظيفها في تجارة الأخشاب بسوهاج    صحة الدقهلية تحذر المواطنين من تناول "سمكة الأرنب" السامة    «مواصفات الامتحان».. تصريح مهم للتعليم بشأن امتحانات الثانوية العامة 2024 (فيديو)    «ناتو» يرحب بالشركات العميقة مع الدول في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ    إدانة دونالد ترامب ب34 تهمة فى محاكمته الجنائية بنيويورك    أحمد حمدي يكشف سر احتفال دعم فلسطين في نهائي الكونفدرالية    كيف يمكن للكواكب أن تساعدك على اختيار المسار المهني المناسب لك؟    انطلاق مهرجان روتردام للسينما العربية بحضور بشرى وهشام ماجد وباسل الخطيب.. تكريم دريد لحام.. المهرجان يوجه التحية للقضية الفلسطينية.. وروش عبد الفتاح مدير المهرجان: نبنى جسرا بين السينما العربية وهولندا.. صور    أحمد الجمال يكتب: دراما السفّاح    بحضور وزير الرياضة وعلام، منتخب مصر يخوض ثاني تدريباته استعدادا لمواجهة بوركينا فاسو (صور)    رسميا.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 31 مايو بعد الانخفاض في البنوك    «الإفتاء» توضح فضائل الحج.. ثوابه كالجهاد في سبيل الله    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    شاهندة عبدالرحيم تهنئ الإعلامية آية عبدالرحمن بحصولها على الماجستير في الإعلام التربوي    فردوس عبد الحميد : الفن ليس له علاقة بالإغراء أو الأعمال الشهوانية (فيديو)    بالصور.. إنهاء خصومة ثأرية بالمنيا بتقديم 2 مليون جنيه شرط جزائي    في اليوم العالمي للتدخين.. لماذا ينجذب الشباب لأجهزة التبغ المسخن؟    لمدة تتخطى العام ونصف.. طريقة حفظ الثوم في الفريزر والثلاجة    بعد رفع سعر رغيف الخبز المدعم .. أفضل طريقة لعمل العيش البلدي في المنزل    الصحة والحيوية.. فوائد تناول زيت الزيتون «على الريق»    وزير المالية: 60% تراجعا بإيرادات قناة السويس.. وعلينا مسئولية أمام الله والمواطن    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء في ختام الأسبوع الجمعة 31 مايو 2024    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن موعد الامتحان الإلكتروني للمتقدمين ب3 مسابقات للتوظيف    أخبار × 24 ساعة.. وزير التعليم: تطوير مناهج الثانوية العامة خلال عامين    إبسويتش تاون يربط مدرب سام مرسى بعقد جديد لمدة 4 مواسم    حدث بالفن| حفل زفاف ياسمين رئيس وفنانة تنتقد منى زكي وبكاء نجمة بسبب والدها    بعد جدل سرقة سيف تمثاله.. كيف ألهمت تجربة سيمون زعماء التحرر من الاستعمار؟    مديرية العمل بالمنيا تناقش اشتراطات السلامة والصحة المهنية    «الإفتاء» توضح شروط الأضحية في الحج بالتفاصيل    رئيس جامعة كفر الشيخ يترأس لجنة اختيار عميد «طب الفم والأسنان»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء فؤاد علام : 25 يناير.. كارثة على أمن مصر
نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق ل«الوفد»:
نشر في الوفد يوم 05 - 06 - 2019


فؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد دمث الخلق
سيد قطب كان شديد الدهاء ويجيد «الاستهبال» وآخر جملة له وهو يشير إلى رأسه: «هى ديه اللى فاضله خدوها»
تقربت من الإخوان لمعرفة أفكارهم وساندنى بعضهم فى مجابهة تيار «القطبيين»
مخطط الإخوان منذ التسعينيات يهدف لضرب جهاز الشرطة وعلى رأسها جهاز أمن الدولة
حسن أبوباشا أفضل من تولى وزارة الداخلية
هو أحد الرموز الوطنية، يمتلك خبرة أمنية وثقافية جعلت منه أحد أهم رجال الأمن فى مصر، وأبرز الخبراء الذين تصدوا للإخوان، وخاض ضدهم أشرس معاركه التى كشفت المستور عن التنظيم السرى.
إنه اللواء فؤاد علام، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق وعضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب والتطرف الذى فتح قلبه ل«الوفد» فى حوار امتد لساعات، وقدم فيه خلاصة خبرة السنوات سواء فى ملف تيار الإسلام السياسى وتنظيم الإخوان، أو حياته العملية بما فيها بداياته، وأفراحه، وأحزانه، وأوجاعه، وتعرضه للظلم، ومخطط استهداف أسرته ومحاولة خطف بناته وإلى نص الحوار:
فى البداية نريد أن نتعرف على نشأتك؟
- أنا ولدت فى قنا عام 1935م، وكان والدى رئيس مباحث مديرية أمن قنا، وقيدت فى المنوفية مسقط رأس الوالد، وكنت لصيق بوالدى وكان يتنقل كثيرًا، بسبب وزارة الوفد كونه صديقاً شخصياً لإبراهيم باشا عبدالهادي رئيس وزراء مصر الأسبق بالرغم من أنه كان من محبى مصطفى باشا النحاس زعيم حزب الوفد ورئيس وزراء مصر الأسبق، فانتقلت معه للعيش فى أسيوط، وبورسعيد، ولعل هذا كان سبب رئيسى فى حبى للعمل الأمنى، وكنت أسعى أن أكون مهندساً بحرياً، لحبى للهندسة والأمور العملية، وأحب الرياضة كعلم.
فى التوجيهى كان لى قريب متخصص فى مجال الكيمياء، وحرص هذا الرجل على تدريسى للكيمياء، وفى الامتحان كانت إجاباتى على مستوى أكاديمى عالى جدًا، وكانت المفاجأة رسوبى فى مادة الكيمياء، بالرغم من نجاحى فى كل المواد، اعتقادًا منهم أننى قمت بالغش، وكانت هذه الحادثة السبب فى تغيير مسار حياتى.
ويأتى هذا التغيير بسبب إصدار وزير التربية والتعليم طه حسين، قرار بمنع دخول الطلبة الممتحنين لدور ثانٍ، من دخول كلية الهندسة والطب، فكان أصدقائى الذين كنت أذاكر لهم الرياضة، التحقوا بهذه الكليات بمجموع 50 %، وأنا مجموعى من غير الكيمياء 60%، وقضيت عام فى كلية التجارة، لكن الغريزة التى زرعها الوالد بداخلى دفعتنى فى العام التالى للتقديم لكلية الشرطة، على غير رغبة كل الأسرة.
وأحد أسباب حماسى لكلية الشرطة أن الدكتور أحمد سلامة وزير الحكم المحلى وقتها كان معيدًا فى كلية الشرطة، وأعتقد أنى سأستغل هذه العلاقة، فكان «يناغشني» خلال المحاضرات، هو الأمر الذى دفعنى للمذاكرة بجد واجتهاد، وتخرجت بنتيجة جيد جداً، وفى التخرج كان أحد الامتحانات هو السباحة، وأنا كنت أخاف من الماء لتعرضى من قبل للغرق، فسقطت فى السباحة لرفضى العوم، وتم احتجازى مع اثنين آخرين لمدة 15 يومًا بعد التخرج لتعليم السباحة، وبالرغم من ذلك لم أتعلمها.
وعقب تخرجى فى كلية الشرطة تم تعيينى فى السويس، كونى من المتأخرين فى التخرج، ولكن الحظ لعب معى، فبعد عملى لمدة 48 يوما فقط ضابطاً نبطشياً فى قسم الأربعين بالسويس، تم استبعاد ضابط مباحث القسم، وكان فى السويس قرابة 25 ضابطاً، فكانت هناك مشكلة فى اختيار ملازم ثانٍ، وكان مفتش المباحث آنذاك اللواء محمود الدواخلى.
وبالرغم من أنى لم تزد مدة خدمتى فى السويس عن قرابة الشهر، إلا أننى كنت قمت بعدد من الابتكارات والأفكار المتميزة، وتم ترشيحى كضابط للمباحث الجنائية، بعد فترة وجيزة من خدمتى، لعب الحظ مرة أخرى، كون السويس بلد محدودة وعدد الضباط محدودين وكنا نلتقى فى نادى الشرطة، وكنا نتناقش وتدور بيننا حوارات، وأنا كنت غاوى قراءة، فكان هذا واضح من خلال النقاشات، ولفت هذا نظر مفتش المباحث فى السويس، المرحوم محمد عبدالعزيز، فرشحنى للمباحث العامة الذى تغير أسمها فيما بعد إلى «مباحث أمن الدولة».
وفى نادرة لأول مرة أتحدث عنها، كان لى قريب هو المرحوم كمال الحديدى، وكان على علاقة بقائد الحرس الجمهورى اللواء فؤاد صادق، فطلب منه أن يرشحنى للحرس الجمهورى، فى نفس الوقت الذى تم ترشيحى فيه للمباحث العامة، لدرجة أنه تم استدعائى وسؤالى أنت أيه الحكاية هو أنت علشان أبوك ضابط شرطة وكانت هذه أول مرة يقال لى هذا الكلام فيتم ترشيحك لأكثر من مكان وجاءت الأولوية للمباحث العامة اللى هى الأمن الوطنى حاليًا.
ولعب معى الحظ للمرة الثالثة، عندما كشفت شبكة تجسس لحساب الحلف الأطلنطى، وكان أحد المتهمين فيها راهب فى إحدى الكنائس.
وتم نقلى لفرع لقاهرة، وكان المفتش وقتها المرحوم اللواء حسن طلعت عبدالوهاب، وهو من الشخصيات النادرة فى وطنيتها فى إيمانه وعلمه وأخلاقه، وكان عمل مع والدى فى بورسعيد وهو حديث التخرج، وعندما نقلت كان هو فى إجازة، وكان المسئول خلال هذه الفترة هو المرحوم صلاح حلمى، وعندما أخبرته بسبب نقلى، قال لى سيتم إلحاقك بقسم الأجانب.
وعند عودة اللواء حسن طلعت من الإجازة، تصور أن هناك واسطة من والدى، لأن العادة عند النقل يجب أن تبدأ من أول السلم التحريات والمراقبات، والتدرج حتى الوصول إلى أحد مكاتب النشاط، ولكن تجربتى فى كشف خلية السويس هى التى أهلتنى للعمل فى مكتب نشاط الأجانب، فقال لى أنت ترجع تنزل التحريات، ونزلت بالفعل التحريات والمراقبات.
وفى فترة قصيرة من عملى تمكنت من ابتكار أمر جديد فى التحريات والمراقبات، وكان سبب هذا الأمر أن شخص تتم مراقبته دخل عمارة لها أكثر من باب، وقام هذا الشخص بالدخول من باب وخرج من الناحية الثانية، فقام بتضليل فريق المراقبة، فقمت بعمل خريطة للضباط التى ستتولى المراقبة، أوضحت فيها العمارات التى بها بابان، يتم بالاستعانة بشخصيات يمكن أن تتم الاستعانة بها فى المراقبة أو التحريات.
وعندما قمت بعرض الأمر على اللواء طلعت، قال لى أنت لازم تطلع مكتب النشاط، وبالصدفة التقيت بشخص مهم أعطانى معلومات عن الإخوان المسلمين، فكتبت تقرير بهذه المعلومات، فكانت مسار إعجاب المسئولين داخل الجهاز المرحوم اللواء محمود زهدى، الذى أصبح فيما بعد وكيلًا للجهاز، والمرحوم محمود الغمراوى، وتم اختيارى للتحقيق فى قضية الإخوان المسلمين عام 1965م.
ومنذ هذة اللحظة توليت ملف الإخوان، وتدرجت فى العمل حتى نائب مدير للجهاز ونقلت فى عهد اللواء أحمد رشدى، وزير الداخلية الأسبق، لشرطة السياحة، وفى عهد اللواء زكى بدر، وزير الداخلية الأسبق، تم نقلى لبورسعيد ولحسن الحظ، أنهم يتحدثون حتى الآن عن ما قمت به هناك، رغم مغادرتى لها عام 1987م، ولكن حتى اليوم مازال يذكرون ما قمت به، وهذا اختصار شديد عن حياتى.
ارتبط اسمك بمواقف وطنية خاصةً ضد جماعة الإخوان ولك معها صولات وجوالات هل تحدثنا عن أبرزها؟
- كلما توافرت فى الإنسان صفات الإخلاص، وحب العمل، سيقدم لبلده الكثير، وأنا لم أكن أعرف الإخوان المسلمين، ولكن هناك واقعتين فى حياتى قبل تولى مسئولية ملف الإخوان، الواقعة الأولى أنا من قرية كان فيها بؤرة إخوانية كبيرة جدًا وكان أحد أبناء القرية هو محمود الحمساوى، وهو الشخص الذى قام بإخفاء جزء من أسلحة الإخوان فى قضية 54 فى المقابر الخاصة بالقرية، وكان والدى حريص على زيارة القرية فى كل عام، وكان عمرى آنذاك حوالى 10 أعوام، كان طابور الجوالة يجوب القرى، ويقوم بقرع الطبول أثناء المرور، ويخرج الأطفال يركضون وراء هذا الطابور، وبعد الانتهاء من جولة الجوالة، يدخل شعبة الإخوان ويسألك عن اسمك واسم عائلتك ويمنحك قميصاً عليه شعار جماعة الإخوان، فأنا لبست القميص وذهبت به إلى المنزل، فرأى والدى هذا القميص فكانت الكارثة، وعنفنى بشدة، وكان هذا أول موقف لفت نظرى لخطورة هذه الجماعة.
وكانت الواقعة الثانية هى أثناء دراستى فى كلية التجارة، وانتخابات الطلبة يرددون: أنتخب «عنانى وخاطر»، فسألت شخص، فقال لى هؤلاء ناس سيئون، انتخب سمير صبرى، اللى أصبح بعد ذلك سفيراً فى الخارجية فيما بعد، وعند خروجى من اللجنة وجدتهم يعتدون على بعض الأشخاص، وكانت الحكاية أن هناك داخل اللجنة شخصاً تابعاً لهم، يراقبك أثناء التصويت، فإذا انتخبت شخص غير عنانى وخاطر، فيعلم على ضهرك بالطباشير، دون أن ما تحس، وفور أن تخرج يعتدون عليك.
ودارت الأيام، وأنا أحقق مع الإخوان عام 1965م، وإذا بمحمود عنانى وجلال خاطر، ضمن المعتقلين وطبعًا ذكرتهم بالقصة، وكانت معاملتى لهم مثل كل زملائهم، ولكن كانت القصة مسار ضحك، وهى التى ساعدتنى فى البداية أن أكسب قناعة هؤلاء الناس بالتعاون معى، هما الاثنان، والدكتور وائل شاهين، أدركت وقتها أهمية أن أبحث عمن يكون هؤلاء الناس.
وائل شاهين كان من أسرة تقيم بجوار خالتى فى المنصورة، وكان هذا الأمر بداية بأن أجلس معه جلسات مطولة، أتعرف فيها على فكر الإخوان، عن قرب وأدرس معتقداتهم، واكتشفت أن الدولة لم تكن تعرف من هم جماعة الإخوان وقتها ولا ما هى أهدافهم فقمت بعمل دراسات وتعمقت فى الأمر، حتى نفهمهم ويفهمونا، ولابد من أن يكون هناك نقاط إلتقاء حتى نتقارب، وحتى لا تكون هناك تبادل اتهامات وإجراءات غير منضبطة من الطرفين، وكانت هذه البداية التى مكنتنى من تكوين علاقات مع قيادات الإخوان، ومن خلال هذه العلاقات تمكنت من مكافحة الإخوان وفضحهم وتعرية أفكارهم أفضل بمائة مرة من الإجراءات الأمنية العادية.
ما هى ذكرياتك عن الرحلة الطويلة فى الملف الإخوانى وكواليس اغتيال الرئيس السادات؟
- قبل اغتيال الرئيس السادات كان هناك خلاف بينى وبين بعض القيادات فى الجهاز والوزارة، وهذه أول مرة أعلن فيها عن هذه الأمور، لأنه فى الحقيقة آن الأوان لذكر هذه الأمور، للأسف الشديد جمدتنى القيادة فى الجهاز عن العمل، قرابة العام تقريبًا أوقفت عن العمل، وللأمانة أن مدير الجهاز وقتها طلب نقلى، وكان وزير الداخلية آنذاك اللواء نبوى إسماعيل، فأشر على الطلب بأن هذا الضابط له تاريخه، وأنصح بعدم نقله، وبعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات كانت لى علاقة قبلها بعام بالمرحوم اللواء حسن أبوباشا الذى تولى وزارة الداخلية فيما بعد وبسبب الخلافات هو أيضًا تم نقله مساعدًا للوزير لمنطقة الوسطى، وبعد مقتل السادات، أمر الرئيس الأسبق حسنى مبارك بإعادة حسن أبوباشا للجهاز، ليتولى مهمة التصدى للتنظيمات الإرهابية.
وأذكر لك واقعة مهمة جدًا يوم 6 أكتوبر 1981 اتصل بى مفتش مباحث أمن الدولة فى أسيوط، ممدوح كدوانى، يستنجد بى لأن الجماعات كانت تُحاصر مكتبه، وتهدد بقتله فى أى وقت، وحاولت التواصل مع القيادات لنجدته، واستنجدت بمكتب المشير أبوغزالة وزير الدفاع وقتها وكان شقيق ممدوح كدوانى كان مسئول بالمخابرات الحربية فى أسيوط، وتمكنا من التواصل معه، وبالفعل تم إنقاذه من الحصار بإعجوبة.
ويوم 16 أكتوبر فى قرابة الثانية بعد منتصف الليل كنت فى منزلى، اتصل بى حسن أبوباشا، ونزلت لمقابلته، واتفقنا على عدد من الأمور الفنية، كتشكيل مجموعات لتولى التحريات والتحقيقات، وتمكنا بعون الله خلال أسبوعين من بناء تصور كامل، وكان لابد من اتخاذ قرار حيال من تم ضبطهم عشوائيًا، وهذه الواقعة حضر فيها المرحوم اللواء فاروق الحينى والمرحوم اللواء عبدالكريم درويش، وكانا مديري مكتب حسن أبوباشا، وقد تعجبا من مطالبتى بالإفراج عن المقبوض عليهم عشوائيًا بأسرع وقت، وقلت لهم بحكم الخبرة والتجربة أنه حين تم احتجاز أشخاص لفترة وهم بعيدون عن هذا العمل يتأثرون بأفكار الجماعات المتشددة، ويكونون أكثر خطورة من أى عضو تنظيمى داخل هذة الجماعات، المهم قمت بتنفيذ المتفق عليه وأفرجت عن هؤلاء الأشخاص خلال 3 أسابيع، بالرغم من الإختلاف الشديد مع وزير الداخلية وقتها السيد النبوى إسماعيل،.
ما هى علاقتك مع سيد قطب عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان الذى تم إعدامه؟
- لم يكن لى علاقة نهائيًا بسيد قطب، وقد رأيته مرتين فقط، الأولى بعد اعتقاله بساعات وكان يحقق معه المرحوم اللواء محمود مراد عبد الحى، وكيل فرع القاهرة، وأنا كنت هناك لتسليم المعتقل
محمد فريد عبدالهادى، وكانت لى علاقة طيبة بمحمود مراد، وجلست معه قرابة النصف ساعة، اشتركت معه فى استجواب سيد قطب وكان شديد الدهاء، وفى نفس الوقت، لم يكن شخصاً طبيعياً، فكان أحيانًا يقوم بعمل بعض حركات «الاستهبال والاستعباط»، وأحيانًا أخرى يقوم بخفض صوته والتكلم برقة شديدة جدًا.
والمرة الثانية كانت يوم إعدامه، حيث كنا مجموعة من الضباط المكلفين باصطحابه وبرفقته اثنان، لتنفيذ حكم الإعدام، وكنت أنا مكلف باستلام سيد قطب، واستلمناهم من السجن الحربى، وحاولت أن أتحدث معه أو أفتح معه حديثاً وكان هو لا يستجيب، وكان فى تقدير ى أنه يعتقد أنه فى طريقه للإفراج عنه، لأن الرئيس العراقى الأسبق عبدالرحمن عارف، كان قد توسط للإفراج عنه فى القضية الأولى، وكان يسعى للإفراج عنه مرة أخرى فى هذه القضية لذلك تم اتخاذ قرار تنفيذ حكم الإعدام قبل قدوم الرئيس العراقى إلى مصر، وعند وصولنا إلى سجن الإستئناف أدرك أن المسألة ليست إفراجاً كما كان يعتقد لأنه نظر إليَّ وأشار إلى رأسه، وقال «هى ديه اللى فاضله خدوها» بصراحة الموقف كان بالنسبة لى غريب، ولم أستطع الدخول إلى غرفة الإعدام، وعندما يتم سحب دراع طبلية الإعدام يُصدر صوت صعب جدا، فكنت واقفًا بالخارج سمعت صوت سقوط الطبلية.
ما هى الأساليب التى لجأت إليها للتعامل مع الإخوان؟
- فى البداية النقاش، وبعد ذلك طورتها، إلى حوارات مع المتخصصين والذى شجعنى على ذلك الدكتور عبدالعزيز كامل مسئول قسم الأسر فى الإخوان، وأيضًا كان هناك شخص مهم أوى، وهو أحد الخبراء القلائل فى تفنيد فكر التكفير، كان اسمه محمد على عوض، وشهرته محمد على الأسود، كان مسئول تنظيم سرى الإخوان بمحافظة الشرقية، فى قضية تنظيم 1954، استعنت بهم لمحاورة بعض المجموعات، وأيضًا الدكتور عبدالعزيز كامل وزير الأوقاف فى عهد عبدالناصر واحد ممن ضحك عليهم حسن البنا مرشد الإخوان الأسبق ثم انشق عنه بعد اكتشافه خداعهم قام بدور مهم جدًا فى محاورة الإخوان.
هو من أفضل الرجالات التى تولت وزارة الأوقاف فى عهد الراحل جمال عبدالناصر، وأنا بدأت هذه الفكرة فى الستينيات بمجهود شخصى، ثم بدأت الاستعانة ببعض الإخوان، ومنهم رشاد المنيسى، ثم ذهبت للدكتور أحمد خليفة رحمة الله عليه، وقلت له إن فى جماعات جديدة تنتهج «التكفير» وحمل السلاح وقام بتكلفة عدد من الباحثين لإجراء دراسة، وكانت النتيجة تُشير إلى ضرورة إجراء حوار فقهى سياسى يكشف لهم نقاط التضليل، وبدأ ذلك منذ 1966، ثم تم تطويرها، وكان لمحمد على الأسود دور مهم فى الرد على الحاكمية والتكفير.
ومحمد على الأسود كان قائد التنظيم السرى فى الشرقية، وعندما اختلط بالقادة فى السجون والمعتقلات، عرف مدى كذبهم وخداعهم، فأقام أبحاثاً ودراسات على أفكارهم، وأصبح من أقوى الذين يردون على أفكار التنظيم، وخاصةً أصحاب التيار القطبى، والتكفيرين، وبعد ضبط أعضاء التكفير والهجرة، بدأت فى إجراء حوارات معهم، وكانت كلها داخل المعتقل والسجن.
بعد استشهاد الرئيس السادات وتولى اللواء حسن أبوباشا وزيرًا للداخلية، اقتنع بأن استمر فى هذه المسيرة، وأقمت بعض الحوارات فى التليفزيون ببرنامج «ندوة للرأي» الذى كان يقدمه الإعلامى حلمى البلوك، وهذه التسجيلات تعتبر كنز لمواجهة فكر التكفير والتطرف، للأسف التليفزيون المصرى لم يحتفظ بها، بعض هذه التسجيلات موجودة فى الدول العربية، استمرت هذه الحوارات، حتى خروج اللواء حسن أبوباشا من وزارة الداخلية، والذين تولوا بعده لم يقتنعوا بالفكرة، وجمدوا الأمر شيئًا فشيئًا، حتى انتهى هذا الأمر تمامًا، ونام الأمر حتى خروجى من الخدمة، وأحد المسئولين الذين خلفونى المرحوم اللواء رؤوف خيرت رئيس ملف النشاط داخل أمن الدولة والذى كان على اتصال بى كونه من أولادى وكان قطع شوطًا كبيرًا فى هذا الملف والذى اغتالته يد الإرهاب الآثم ثم تولى من بعده اللواء أحمد رأفت، وأقنعته أيضًا باستكمال هذا البرنامج، ولم أبخل عليهم بالنصيحة، حتى قررت الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد نبذ العنف، وأعلن أحد قيادتهم فى المحكمة قرارهم بنبذ العنف.
وبعد ذلك بدأت عمليات الإفراج تتم، بعد دراسة معينة، وهذه الفكرة كان لها مؤيدون ومعارضون، وللأسف أحد الإعلاميين الجهلاء، مُقدم برنامج حاليًا يتحدث بدون علم وبدون خبرة أيضًالكى يقلل مما حدث من مجهود ضخم تم فى ذلك الوقت وكان أثره واضح على تراجع معدلات الحوادث الإرهابية فترة التسعينيات وبداية الألفية، هذه النوعية من الإعلاميين تُسيئ للدولة، وتُسى لفكرة التعامل مع هذه الجماعات، ويشكك فى مبادرة نبذ العنف، بدليل أنه قرابة 90% من معتنقى هذه الأفكار عدل عن رأيه، والذين يضرب بهم المثل مثل الهارب عاصم عبدالماجد أوالذين هربوا إلى تركيا، لم تكن المبادرة هى التى أفرجت عنهم، بل إن الذى أفرج عنهم المعزول محمد مرسى، والمبادرة كانت ناجحة جدًا، وده السبيل الأمثل بأنك تجعل هؤلاء الناس يعدلون عن هذه الأفكار المتطرفة وينخرطون فى المجتمع مرة أخرى.
ما رأيك فى مبادرات «التوبة» التى خرجت من بعض شباب الإخوان فى السجون؟
- أنا لست متابعاً لها، فأنا لا أدرى إن كانت مثل التى اتبعت من قبل مع التكفيريين أم لا، ولا يوجد أى جهة رسمية أصدرت بياناً رسمياً عن هذه المبادرات، وأتمنى من الجهات المختصة أن تعلن عن الأمر حتى نتمكن من عرض آرائنا، وعلينا التعامل مع مراجعات شباب الإخوان بجدية، والاهتمام بالأمر لأنهم سيطرحون أفكاراً مخالفة لقادتهم، والدولة ستستفيد من ذلك الأمر، ويجب الاستفادة من هذه المراجعات حتى لو كانت تهدف للخروج من السجن.
وللعلم أنه عندما بدأت مبادرة «نبذ العنف»، كنت متحفظاً فى إبداء الرأى، صحيح نجحت هذه التجربة، لكن لابد أن يخرجوا ويعرضوا علينا لماذا اقتنعوا بنبذ العنف؟ وما هى الأسانيد الفقهية التى كانوا يرتكزون عليها، أو ما هى الأسباب الفقهية التى وجدوا فيها الأخطاء، ويكتبون هذا الكلام، لكى نصدق أنهم عدلوا واستجابوا، وقد صدر حوالى 35 كتاباً لجماعات نبذ العنف يبينون فيها الأخطاء التى وقعوا فيها، وتقديم صحيح الإسلام فى فهم الأدلة التى استندوا عليها.
ما رأيك فى دعوات المصالحة التى يطلقها البعض بين الحين والآخر مع تنظيم الإخوان؟
- لا يجوز أبدًا أن تتصالح مع جماعة غير شرعية، لازم نعمل على تصليح الأفكار المغلوطة لهؤلاء الأشخاص، وإعادتهم للمجتمع، ولن يجدى مبدأ المصالحة وفقًا لمبدأ «خد كذا وهات كذا».
فى رأيك ما هو الحل الأمثل للتعامل مع معضلة المتعاطفين مع تيار الإسلام السياسى بوجه عام والإخوان بوجه خاص ولم يحملوا السلاح؟
- العبرة فى كيف نصل إلى هؤلاء بالعدول عن الأفكار المغلوطة سواء حملوا السلاح أو غير حاملين للسلاح يجب تصحيح المفاهيم التى ليست من صحيح الدين الإسلامى، ووقتها يمكن اندماجهم فى المجتمع مرة أخرى، فإستراتيجية مواجهة الإرهاب تكمن فى كيفية تصحيح المفاهيم المغلوطة والعدول عن هذه الأفكار المسمومة، وإعلان رفض العنف بشتى صوره والعودة للحياة الطبيعية.
هل تعتبر أن جهاز أمن الدولة كان مظلومًا؟
- للعلم كل ما قيل من جماعة الإخوان عن الجهاز كان مخططاً منذ التسعينيات لضرب جهاز الشرطة، بوجه عام وجهاز أمن الدولة بوجه خاص وهذا كان واضحًا من إعلامهم والمنتديات والحوارات التى يقدمونها، وقد حذرت من ذلك كثيراً من خلال الإعلاميين والمثقفين وأصحاب الرأى، لكن للأسف الشديد كانوا متأثرين بأقوال الجماعة بأنهم ظلموا فى السجون وآخرين عن طريق مفاهيم الحرية والديمقراطية، وللأسف نجح الإخوان فى خلق حالة كراهية لجهاز مباحث أمن الدولة، وللأسف أيضًا الجهاز لم يدافع عن نفسه، ولكن بعد 25 يناير 2011 واقتحام مقرات الجهاز، تبين كذب وادعاء هؤلاء، وكان أبلغ رد على من زعم أن هناك مقابر تحت مقرات الجهاز، وأنه مات عدد كبير داخل المقرات، كلها شائعات وافتراءات وأعتقد أن الشعب المصرى شاهد بعينه الحقيقة، وعرف أنه كان مخطط إخوانى للإطاحة بالداخلية ومحاولة كسر شوكة جهاز أمن الدولة.
هل تأثر جهاز أمن الدولة بعد 25 يناير2011؟
- جهاز أمن الدولة بعد موت الرئيس عبدالناصر وتولى الرئيس السادات رحمة الله عليهم، تمت لكل كوادر كبيرة داخل الجهاز، ولا أعرف ما سببها، وهو ما أثر على عمل الجهاز خلال تلك الفترة.
وأقص عليك أمراً بسيطاً، فى قضية التكفير والهجرة، كان أعضاء هذا التنظيم يقومون بتفخيخ الشقق التى يختبئون بها، حتى تنفجر أثناء أى عملية اقتحام، وهو أمر تم فهمه بالتجربة، وكنت أول من أكتشف هذا الأمر قبل حصول أى انفجار، وعندما تحدد مكان شكرى أحمد مصطفى أمير التكفير والهجرة وأحد القيادات الخطرين جدًا كان بعض كبار المسئولين يرغب فى الذهاب والقبض عليه مباشرًا وكنت أنا أصر على ذهاب خبير المفرقعات، أولًا، وهنا تأتى خبرة التجربة، وعندما تأخر خبير المفرقعات ولابد من الاقتحام فورًا، فقمت بفصل الكهرباء عن الشارع كله، وقاومت بشدة الاقتحام قبل فصل الكهرباء، والحمد لله لولا فصل الكهرباء لكان نُسف الشارع بأكمله، لأنهم كانوا وضعين قرابة 15 كيلو متفجرات عند فتح الباب.
هل أسهمت السينما والدراما فى بناء الصورة الذهنية السيئة عن أمن الدولة؟
- بالطبع، للأسف كان التناول الدرامى كلاماً فارغاً، مرة يصور رجل الشرطة بأنه أهبل ومرة أخرى متخلف ومستخبى وراء جورنال، أو متجبر وظالم وكنت التقيت بعدد من المنتجين وأقنعتهم بأنهم لابد أن يقدموا دراما ترد على هذه الأشياء غير الصحيحة وبالفعل اقتنع منهم البعض وكان من أشد المتحمسين للفكرة المخرج الراحل عاطف الطيب، وكذلك الكاتب الكبير وحيد حامد والفنان الكبير عادل إمام، وكذلك الفنان الكبير نور الشريف رحمة الله عليه.
وليس فقط الفن.. يجب أن تكون هناك إستراتيجية لتحريك قوى المجتمع من أوله لآخره، سواء المؤسسات أو المسئولون، وأنا يعجبنى جدًا الدكتور عبدالراضى عبدالمحسن عميد كلية دار العلوم، هذا الرجل صاحب تجربة خرافية، فكلية دار العلوم، كانت أحد معاقل إفراز الإخوان المسلمين والتطرف فى مصر، وفى دول العالم، وقد نجح خلال سنتين فى تحويل هذا الفكر، بل أصبحوا معه بنسبة كبيرة جدا، حتى أنه ينظم لهم حفلات موسيقى ويحاول تنمية مواهبهم، وبذلك يتم تقوقع الإخوان داخل كلية دار العلوم، التى كانت مركز إفراز الفكر المتطرف.
هل تطالب بتعميم هذه التجربة؟
- نعم، يجب أن تعمم هذه التجربة، وأتمنى إلقاء الضوء عليها إعلاميًا، كما أنه يفضل أن يكون هذا الرجل مديرًا للجامعة، وأن تُعمم تجربته.
هل هناك وقائع أخرى مشابهة ترفضها سواء إعلاميًا أو غير ذلك؟
- أنا لى ملاحظات على الإعلام، وأتمنى أن يُعد مقدمو البرامج والمحاورون، ويتم تأهيلهم عبر دراسة ويمنح شهادة بأنه يصلح كمحاور، والأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، يحاول ذلك، خاصةً أنهم يقودون الرأى العام والمجتمعات، ويشكلون وعى المجتمع والمجتمعات العربية.
هل ترى أن هناك بعض الإعلاميين الذين يسيئون للدولة؟
- بالتأكيد، حين يكون هناك إعلامى لا علم له، ولا خبرة له، ولا ثقافة، ولا وزن وكل يوم يخرج للناس، فالمؤكد أكيد أنه يضر بمصلحة البلاد، ويسيء للنظام، ويورط الدولة.
هناك من يُهاجم الخبراء الأمنيين ويقول إن بعضهم يورط الدولة أيضًا؟
- بلا شك، وحان الوقت لمن لديه الخبرة الكافية أن يتحدث أو ليصمت فهناك خبير أمنى لم يعمل قط فى مجال الأمن السياسى، ولا مواجهة التطرف والإرهاب ولا تنظيم الإخوان، ولا عمل دراسة، فيقدم آراء خاطئة تضر بالمجتمع والدولة والجهازالذى يمثله ويتصيدها أعداء الخارج على هؤلاء ليقولوا هؤلاء الخبراء الأمنيون، لذلك يجب أن يتحدثون فى تخصصاتهم السابقة.
هل نقول إنه حان الوقت لتنظيم هذه الفوضى؟
- أتمنى ذلك وفورًا، يجب ألا يعمل مقدماً أو خبيراً إلا بعد إعداده جيدًا، على سبيل المثال كان التليفزيون المصرى فى بداية نشأته، تحت إشراف الإعلامى الكبير سعد لبيب، أول رئيس للتليفزيون المصرى رحمة الله عليه، لا يُقدم أى مذيع أو مذيعة إلا بعد إتقان اللغة العربية فى البداية، وكان يخضع المذيع للامتحان والتدريب، ويُحاسب المذيع على الخطأ حساب عسير، وكل فترة كان يخضع المذيع لتدرب مرة أخرى، وكان لا يخرج على الشاشة إلا بعد فحص وتدقيق وثقافة لم تكن «سداح مداح» كما يحدث الآن بوسائل الإعلام المختلفة.
ولكن هناك رداً بأن القنوات الخاصة سوق مفتوح يخضع للعرض والطلب؟
- «هذا حق يراد به باطل» هل يجوز أن يزاول أحد مهنة الطب من غير دراسة الطب، والحصول على تصريح بمزاولة المهنة، وكذلك الضابط والمهندس والإعلامى أيضًا يجب أن يكون مهنة لها ضوابط وقواعد تحكمها، وإعداد وتأهيل، وما هى الجهة المتخصصة فى إعداد مقدمى برامج أو محاورين، وهذا علم يجب أن يحترم ويكون له قواعد ومعايير وضوابط صارمة، الإعلام أخطر سلاح لأنه مسئول ثقافة المجتمعات أو تغييب العقول.
هل يرتبط فى أذهان الناس أسماء بعض وزراء الداخلية؟
- أنا مقتنع أن أفضل وأعظم وزير داخلية شاهدته كان زكريا محيى الدين، أول ذاكرة لى عندما عُين وزيرًا للداخلية نظم مقابلة مع ضباط المباحث العامة، وكان لى معه حوار لا يُفيد ذكر تفاصيله، إنما رد عليه رد مقنع جدًا، فضلًا عن أن أداءه بُنى على رؤية علمية متفردة.
زكريا محيى الدين مثقف جدًا، وقارئ جيد، وهناك قصة أتذكرها، أنه عمل معه فى مرة صول من الذين كانوا فى القلم المخصوص، وكان اسمه محمد عقرب، وخلال هذه الفترة عمره كان يتجاوز الستين، ويتم تمديد خدمته عاماً تلو الآخر، واكتشفت أنه كان أرشيفاً، فى الماضى كان يتم البحث عن الأسماء عن طريق الأرشيف الورقى وهو أمر صعب ويحدث معه بعض الأخطاء، ففى مرة من ذات المرات طلبت تحريات عن شخص وجاء الرد أنه ليس له أى نشاط، وأنه غير مطلوب على ذمة قضايا، ففوجئت به يقول لا يا فندم، الراجل ده متهم فى كذا وكذا، واتمسك فى قضية كذا، وتكرر هذا الأمر أكثر من مرة، فعرفت أن هذا الرجل يوجد فى ذاكرته خبرة غير عادية، فكنت أسمع منه يوميًا معلومات ليست موجودة فى كتب أو أرشيف، وهذه المعلومة وصلت بطريقة أو بأخرى لزكريا محيى الدين وهو رئيس وزراء فطلب عقرب فى مكتبه ليكرمه إلى جانب مواقف أخرى كثيرة.
وأيضًا من الأمور التى تدل على ذكاء هذا الرجل، كيف كافح المخدرات؟ حيث إنه كلف 80% من ضباط الشرطة بالنزول على المقاهى برفقة معامل تحليل متنقلة، وكل مقهى يبان فى التحليل أن فيها نسبة متعاطين، يتم اتخاذ إجراءات فورية من ضبط واعتقال، ومصادرة أموال، ففى أقل من أسابيع تم القضاء على المخدرات فى مصر، وكان يتابع يوميًا معنا ويُعطى توجيهات وتكليفات، تجعلنى أقول إنه أعظم وزير داخلية فى مصر.
وما رأيك فى اللواء حبيب العادلي؟
- هو أحد تلامذتى، ومع طول الوقت جعل المسألة روتينية، وفى ملحوظة مهمة جدًا، أنه كان معه اثنان من خيرة رجال الشرطة، رئيس المكتب الفنى اللواء أحمد أبوالسعود، واللواء حمدى عبدالكريم مساعد الوزير لقطاع العلاقات والإعلام، وهما الشخصان اللذان كان لهم الدور الهام فى التوجيه السليم، إنما طول المدة جعلته يفقد الكثير، الجلوس على المنصب طويلًا غير صحى للمنظومة بوجه عام.
ما هى ذكرياتك عن اختيارك للتفاوض مع 1500 من الشخصيات العامة بعد اغتيال الرئيس السادات وهناك قصة شهيرة بينك وبين الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس؟
- كانت من أصعب الأيام التى واجهتها فى حياتى، فأنا كنت صاحب هذا الاقتراح بالتقاء الرئيس الأسبق مبارك بهؤلاء الأشخاص، وفتح صفحة جديدة معهم، وكنت لا أتخيل كيفية إقناعى لمثل هذه الشخصيات الكبيرة، ولكن توفيق الله عز وجل بالتأكيد أن تتم الاستجابة لى، وكانت البداية من حوار كمال الإبراشى، طبيب أسنان، وكان معتقلاً فى قضية مع عبدالسلام الزيات، وكانت هذه بداية المادة التى أتحدث فيها عن مرحلة جديدة.
ومن ذكرياتى أن المرحوم فؤاد باشا سراج الدين زعيم الوفد كان من الشخصيات الدمثة وعلى خلق غير عادى، وكان يبدو عليه عدم رغبته فى الحديث، وأنا كنت رأيته قبلها بعام فى معتقل القلعة، بسبب أحداث جنازة مصطفى باشا النحاس رئيس وزراء مصر الأسبق، وكان له تعليق على أدائى، والمرحوم إحسان عبدالقدوس كان قد طلب منى أن يطمئن أسرته، وجعلته يتصل بهم ولكنه أنكر ذلك فيما بعد.
ماذا قدمت لمصر وهل تعتبر نفسك ظُلمت؟
- أنا أؤمن أن كل شيء بقدر، وكنت متأثراً لطريقة أبعادى من جهاز أمن الدولة، من أحد الأشخاص التى كانت تربطنى به علاقة قوية جدًا، وبعد اغتيال المرحوم اللواء رؤوف خيرت، رئيس النشاط بجهاز أمن الدولة، قلت سبحان الله كان من الممكن أن أكون أنا مكانه، ذلك لأنهم كانوا يستهدفون رئيس القسم المختص، فما بالك بى أنا الذى عملت سنوات طويلة فى هذا الملف حتى وصلت لنائب رئيس الجهاز،كان من الممكن أن أكون بديل لرئوف خيرت، رحمة الله عليه، وبالتأكيد أراد الله لى خيرًا، وأنا كنت ممن يؤدى عمله بأمانة شديدة، ولعلى أذكر أنه فى قضية «الشيخ الذهبي» أنا قعدت فى المكتب 12 يوماً، كنت بنام تقريبًا ساعة، ساعة والنصف بالكثير، وبعد هذه المدة ذهبت للمنزل لتغيير ملابسى، وعندما اقتربت من المنزل، كان هناك ثلاثة أوكار تمت مداهمتهم ووجدنا خطة منهم لنسف منزلى، وخطة أخرى لخطف بناتى، والخطة الثالثة استهداف سيارتى، بالرغم من أنه يتم تبديل السيارات.
وكانت أكثر مخاوفى فكرة خطف بناتى، وأنا أسوق سيارتى وهيئ لى أن هناك شخصاً يصوب نحوى مدفعاً، عدت للخلف بالسيارة مسرعًا للجهاز، واصطحبت قوة وقمنا بتفتيش المنزل، وحدث هرج ومرج، ويبدو أن زوجتى شعرت بالأمر، ووجدت زوجتى فى حالة رعب، وهذه القصة تبين لك كم تعرضنا فى حياتنا لمواقف صعبة وتهديدات سواء معنوية أو جسدية.
هل شخصية ضابط أمن الدولة يجب أن تكون مختلفة عن أى شخص آخر؟
- لابد أن يكون ذكياً، وقادراً على مواجهة مواقف غير محسوبة، وأحيانًا يجب أن تتخذ قراراً فورًا، وسأقص عليك قصة محمد حسن الجمل، هو مازال حى يرزق، وأنا أراجع ملفات المعتقلين، اكتشفت أنه معتقل على أنه تم اعتقاله فى الأربعينيات، وهو يبلغ من العمر 14 عاماً، معنى هذا أنه لم يكن قد ولد بعد، فى خلال 3 دقائق قررت أنى أقوم بالإفراج عنه فورًا، ويحدث ما يحدث، ذلك كون قرار الاعتقال يجب أن يعتمد من وزير الداخلية وقرار الإفراج أيضًا يجب أن يعتمد من وزير الداخلية.
وأنا ذاهب إلى مكتبى بعد أن أفرجت عنه ظننت أننى سأتعرض لإجراء عنيف من قبّل اللواء حسن طلعت رحمة الله عليه مديرى وقتها، وإذ بى أنه يعطينى مكافئة 15 جنيهاً وكان يعتبر فى هذا الوقت مبلغاً كبيراً.
منذ خروجك من الخدمة لم تبتعد عن الإعلام والناس.. ما السبب؟
- فى الأمر قصة، إننى كنت فى مؤتمر بمركز أحمد خليفة بعد بلوغى سن المعاش، وكنت أنا واللواء حسن أبوباشا فى هذا المؤتمر، الذى ناقش أنه سيتم السماح للإخوان بتنظيم حزب سياسى، وكنت وقتها مبتعداً عن كل شيء، وكنت بدأت أن أكتب شوية ذكريات، وعندما سمعت هذا الكلام جن جنونى، خاصةً وإننى من أكثر الناس خبرة فى مجال تنظيم الإخوان وأدرى مدى ما قاموا به وارتكبوه من جرائم وفظائع، حاولنا فى النقاش الرد على الفكرة ولكن القرار كان تم اتخاذه، فبعد انتهاء الاجتماع اتصلت بأحد كبار المسئولين فى هذا الموضوع، فقال لى إنه بعيد عن هذا الأمر واعتذر، ففكرت كيف أثنى الدولة عن هذا القرار، وكان رحمة الله عليه الصحفى الكبير محمود السعدنى، نتحدث عن الأمر فقال لى اكتب مقالاً وأقول فيه كل ما أريد، والتقيت بالفعل بالكاتب الصحفى كرم جبر رئيس مجلس إدارة روزاليوسف وقتها، وبدأت فى كتابة المقالات ونتبادل النقاش فيها، ونقوم بتعديل بعض الأشياء، وبدأت أنشر هذه المقالات، وكان الخط الذى انتهجته كشف الإخوان أخلاقيًا وتنظيميًا وعقائديًا وما قاموا به من عمليات اغتيال وقتل، ونشرت هذه المقالات فى روزا اليوسف وكانت هذه البداية، ومع الأخذ والرد والنقاشات أكملت الطريق خاصةً وأنا الوحيد فى هذا الوقت وأحيانًا اللواء حسن أبو باشا، كنا القادرين على كشف وتعرية الإخوان، وكانت مقالاتى أحد أسباب انشقاق أبوالعلا ماضى عن الإخوان، وغيره الكثير وعندما نشرت الوثائق والوقائع عندما حدثت محاولة اغتيال جمال عبدالناصر، والجواب الذى وجد فى منزل مسئول السلاح فى تنظيم الإخوان عند القبض عليه وكان مكتوباً للمسئولين عن عملية الاغتيال يعاتبهم على أنهم اتخذوا القرار.
فى إجابات سريعة.. الحب والمرأة فى حياتك؟
- من حظى أننى لم أمارس الشباب كما يجب، فأنا التحقت بالمباحث الجنائية وهو أمر صعب جدًا، ولذلك لم يكن لدى وقت، وبعد أقل من عام التحقت بالمباحث العامة، وبعدها بعام ذهبت للقاهرة ثم تسلمت ملف الإخوان، ومن حسن الحظ أن الله عز وجل وفقنى لأتزوج من حفيدة أحمد باشا عبدالغفار، وأحد شهود العقد المرحوم الرئيس أنورالسادات بحكم علاقته بأحمد باشا، وهذا توفيق من عند الله.
أسعد لحظات حياتك؟
- هناك لحظات كثيرة كلما يتم نجاح فى موضوع معين أو قضية معينة، مثل قضية أحمد سيف الإسلام البنا، بتُدرس فى أجهزة أمن كثيرة حول العالم حتى اليوم، لأنى قمت فيها بجهود غير عادية، فهو كان مقيمًا فى منطقة وسط البلد، فى العقار الموجود به محطة الإذاعة الفلسطينية، والمحطة ستتسبب فى عرقلة الجهاز اللاسلكى، ونجحنا فى عمل جهاز يتخطى هذه العقبة كانت بمثابة معجزة، وكانت من أسعد أيام حياتى.
لحظة بكى فيها اللواء فؤاد علام؟
- بكيت مرات قليلة، أكثرها وفاة والدتى، وهى كانت مصابة بالسرطان، وكنت إلى جوارها بصفة مستمرة، فهى كانت من المربيات الفضليات، ولها تأثير كبير جدًا على شخصيتى، وهى أحد العوامل فى تكوين شخصيتى.
صاحب فضل عليك؟
- المرحوم الوزير حسن أبوباشا، وأذكر لك أنه عندما وجد نفسه يعمل مع عدد من الضباط حاملى الليسانس، أصر على الدراسة وهو فى موقع نائب رئيس جهاز أمن الدولة، وحصل على ليسانس الحقوق بدرجة جيد جدًا، كان ينتهى من عمله فى الجهاز الساعة 11 مساءً ويبدأ المذاكرة حتى الساعة الواحدة صباحًا فى مكتبه، وأعتبره خليفة زكريا محيى الدين فى الإبداع والابتكار والأخلاق.
شهادتك على جماعة الإخوان المسلمين؟
- لقد ذكرت لك كيف تعرفت عليهم وكيف تكونت بينى وبين بعضهم علاقات واسعة بحكم عملى، وعلى رأسهم مرشدهم السابق عمر التلمسانى، وأؤكد لك أن العديد من قياداتهم والمغرر بهم لا يعلمون شيئًا عن انحرافات الجهاز السرى لهم، ولكن كل من عاصر حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان يؤكد أن له كاريزما خطيرة جدًا فى التأثير على من حوله، وعندما تتناقش مع الشخصيات المحترمة منهم تكتشف أنهم مضللون، وعمر التلمسانى لم يكن يعلم شيئًا عن التنظيم السرى حتى قدمت له أدلة تثبت ذلك، وكذلك محمد رشاد، كمال عبدالرازق، الدكتور عبدالعزيز كامل، وأصبحوا هم أدواتى فى مواجهة التنظيم السرى، ولو كان التلمسانى يمتلك الصحة لكان تخلص من مصطفى مشهور وشلته، لكن صحته تدهورت.
وأؤكد لك أنه حتى بعض القيادات مضللون، وسأذكر لك شيئاً مهماً جدًا الإخوان تقول إن قتل المستشار أحمد الخازندار خطأ فردى، بالرغم من إن أحد المنفذين والمخططين أحمد عادل كمال، اعترف أنه لم يكن خطأً فردياً، وكذلك عبدالعزيز كامل، عندما نشرت نجلته مذكراته قال القصة التى كان ذكرها لى من قبل، وهى أن القيادات لم تكن تعلم إذا كان حسن البنا هو من أمر بقتل الخازندار ولا عبدالرحمن السندى قائد التنظيم السرى المسلح أو قتله من تلقاء نفسه، مما أستدعى عبدالعزيز كامل مسئول قسم الأسر فى الإخوان للذهاب لمواجهة حسن البنا، فى حضور عبدالرحمن السندى، وقال السندى للبنا أنت قلت لى إن هذا الرجل مفترى يقصد «الخذندار» وربنا يخلصنا منه فاعتبرت أن ده تصريح منك لقتله، ومذكرات عبدالعزيز كامل، انقلب على البنا عندما عرف ما فعله البنا بالجهاز السرى، نفس الشيء أحمد حسن الباقورى، وخالد محمد خالد.
وأذكر لك تصريحاً طريفاً عندما سئل مرشد الإخوان حسن الهضيبى كيف ستتخلصون من الإنجليز فى مصر؟ رد قائلًا: قراءة القرآن قادرة على إنهاء الاحتلال، فرد عليه البعض هيهات، هيهات، وسخروا من هذا التصريح، والخلاصة أن قيادات الإخوان مضللون، وعندما فكر التلمسانى فى أن يكون للإخوان ذمة مالية خاصة بدأ رجل الأعمال الهارب يوسف ندا فى فرض نفسه على قيادات الجماعة فى الخارج، منهم إبراهيم صلاح، صاحب مصنع ساعات مهم جدًا فى سويسرا، وكذلك عبدالحليم توفيق خواجة الذى ترجم القرآن لعدة لغات أجنبية وكان مقيماً فى ألمانيا، وعندما رفضا دفع أمولاً ليوسف ندا تمكن من النيل من خواجة بمساعدة بعض الإخوان فى ألمانيا، وتمت مشاهدته وهو يشحت فى دبى وتشردت زوجته وأولاده، لأنه لم يسمع كلام الجماعة ولا ننسى سيد فايز الذى قتل بسبب الصراع على قيادة التنظيم.
وماذا تحب أن يقال عنك؟
- يكره التكبر، ومتواضع، وبعض الزملاء يقولون مدرسة لفؤاد علام داخل الجهاز.
أخيرًا بيت شعر كنت ومازالت دائمًا تردده؟
- فى بداية حياتى العملية تانى يوم استلامي العمل فكنت بحضر حفل توديع الزملاء المنقولين من السويس، فكان فيه زميل النقيب صلاح أركان حرب المديرية، ويبدو أنه كان على خلاف مع بعض الزملاء فقال بيت الشعر هذا
«وأعز ما يبقى ودادٌ دائم... إن المناصبَ لا تدوم طويلًا» ومنذ هذه اللحظة وأعتبره شعاراً لحياتى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.