ونقتطف من مقال فضيلة الدكتور على جمعة من مقاله القيم المرأة فى الحضارة الاسلامية الآتى مع تأكدى عن رضائه بهذا الاقتباس وشكرى له مقدما : ( ..لا نقصد بحكم النساء للبلاد أن يكون لهن التأثير والنفوذ وتسيير الأمور عن طريق زوجها الحاكم أو ابنها أو سيدها، فهذا الشكل لا يحصى، وقد كثر فى الدولة العباسية خاصة بشكل كبير بداية من الخزيران بنت عطاء، زوجة المهدى العباسى وأم بنيه الهادى وهارون، وقد توفيت سنة 173 ه، مروراً بقبيحة أم المعتز بالله (ت 264)، وفاطمة القهرمانة (ت 299)، وأم موسى الهاشمية قهرمانة دار المقتدر بالله، وأم المقتدر بالله شغب (ت 321)... وغيرهن الكثير ممن لا يحصى ولا يعد، إنما نعنى من حكمن البلاد وبعض الأقطار الإسلامية بطريقة مباشرة وواضحة. فلقد حكم النساء بعض الأقطار الإسلامية فى أزمنة مختلفة، وإن كانت لم تلقب امرأة فى الإسلام بلقب «الخليفة»، لكنها لقبت بألقاب دون ذلك منها: السلطانة، والملكة، والحرة، وخاتون. ويذكر التاريخ الإسلامى أن هناك أكثر من خمسين امرأة حكمن الأقطار الإسلامية على مر التاريخ، بداية من ست الملك إحدى ملكات الفاطميين بمصر، التى حكمت فى بداية القرن الخامس الهجرى، مروراً بالملكة أسماء والملكة أروى، اللتين حكمتا صنعاء فى نهاية القرن الخامس الهجرى، وزينب النفزاوية فى الأندلس، والسلطانة رضية التى تولت الحكم بدلهى فى منتصف القرن السابع الهجرى، وعائشة الحرة فى الأندلس، وست العرب، وست العجم، وست الوزراء، والشريفة الفاطمية، والغالية الوهابية، والخاتون ختلع تاركان، والخاتون بادشاه، وغزالة الشبيبة، وغيرهن كثير، لم تقتصر مكانة المرأة فى الاسلام على كونها أول مؤمنة فى الاسلام, شهيدة, وأول مهاجرة وأحب الناس الى النبى صلى الله عليه وسلم, فحكمت المرأة, وتولت القضاء, وجاهدت وأفتت,وباشرت الحسبة .. وغير ذلك الكثير مما يشهد به تاريخ المسلمين ... وتظل شجرة الدر هى أشهر النماذج النسائية بتوليها حكم مصر والشام، فهى ذات ادارة وحزم وعقل واحسان ...الخ .. ) ورغم حصافة الاسلام وتقديره للمرأة واعطءها قدرها من الاحترام وعدالته فى معاملة المرأة واعتبارها جزء من المجتمع .. ورغم أن الدين الاسلامى هو السائد فى مصر وأن المرأة هى نصف المجتمع لأنها الأم والزوجة والابنة .. الا أن الناس والحكام - حتى الآن - لا يعترفون بقدر المرأة ويعطوها حقها لا فى المناصب ولا فى المعاملة .. فقد اعتاد الشعب المصرى أن يتكلم ولايعمل وبقرأ وكأنه لايفهم أو لا يريد أن يفهم ولو نظرنا الى المجلس النيابى الأخير بشقيه لوجدنا نسبة المرأة ضئيلة جدا بالنسبة لعدد النساء فى مصر.. وان كان هناك تبريرا فى نفوس الناخبين لعدم انتخاب المرشح المسيحى فليس هناك أى تبرير لعدم انتخاب المرأة المسلمة عالية الثقافة والتعليم .. فعضويعتها فى المجالس النيابية فيه اثراء لهذه المجالس.. وحتى فى اختيار الحاكم للنساء فى المجالس النيابية فيه شحة غريبة لايتناسب مع عدد النساء فى مصر .. وحمدا لله أن بعض النساء قد دخلن القضاء فى الأعوام الأخيرة .. رغم أن بعضهن مثل المستشارة تهانى الجبالى القاضية فى المحكمة الدستورية العليا تلقى كثيرا من النقد الزائف من بعض الجهلاء رغم أنها سيدة مثقفة وكانت محامية ناجحة ولم يختارها المستشار الدكتور فتحى نجيب - الذى كان رئيسا للمحكمة الدستورية العليا - الا لكفاءتها وقدراتها فى عالم المحاماة .. وما زالت المواقع الرئيسية فى دواوين الحكومة تخلو من الجنس اللطيف .. وما لاحظته فى الولاياتالمتحدة من خلال عملى فى فض المنازعات .. أن المرأة لها قدرة غريبة على فض النزاع بطريقة سلمية ورقيقة ومهذبة .. وحسنا ما لجأ اليه المشرع المصرى حين أكثر منهن فى محاكم الأسرة .. تحياتى من كاليفورنيا ..