«رفيق المسن» مشروع جديد دشنته الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى لتقديم الرعاية للمسنين فى منازلهم، هذا المشروع يتم بالتعاون مع بعض منظمات المجتمع المدنى لتقديم الرعاية لكبار السن مقابل مبالغ رمزية بدلا من حالة الابتزاز التى يتعرض لها ذووهم من قبل الشركات والمكاتب الخاصة. توضح بيانات وزارة التضامن الاجتماعى أن مصر بها 168 دارا للمسنين تتبع الوزارة، تبلغ القدرة الاستيعابية لها حوالى 6000 مسن ومسنة، ويتواجد بهم ما يقارب 4000 مسن، وتقدم هذه الدور مجموعة من الخدمات الخاصة برعاية المسنين مقابل مبالغ مالية تختلف حسب الدار ومستوى الرعاية التى تقدمها، وبعض دور المسنين ملحق بها مراكز للعلاج الطبيعى، يبلغ عددها 52 مركزا، بالإضافة إلى 194 ناديا لرعاية المسنين، وهو مكان للتنزه به، وتلقى الخدمات الثقافية والرعاية النفسية، و27 مكتب خدمة، وهو ما يقدم ويسهل خدمات كبار السن، كما أن هناك 15 دارا تقدم خدماتها للمسنين بالمجان. وأصبحت معاناة المسنين وذويهم واضحة للجميع مما أدى إلى تم توقيع بروتوكول تعاون لتفعيل مشروع «رفيق المسن» بين وزارة التضامن الاجتماعى ومعهد علوم المسنين بجامعة بنى سويف، وعدد من الجمعيات العاملة فى مجال رعاية المسنين، وهى جمعية الصالحات الباقيات وجمعية الرعاية بالمحبة وجمعية الرعاية الاجتماعية بكرموز الإسكندرية. ويستهدف البروتوكول الذى وقعته الدكتورة غادة والى مع مسئولى الجمعيات ايجاد منظومة موحدة للتعامل مع خدمة رفيق المسن من خلال الوزارة والجمعيات الاهلية الشريكة ذات الخبرة فى مجال رعاية كبار السن. ويهدف المشروع إلى الحفاظ على الترابط والتماسك الأسرى وإبقاء المسن وتقديم الرعاية له فى مسكنه الذى قضى فيه مشوار حياته، وتوفير البديل للرعاية المؤسسية للمسنين، حيث يقوم المشروع بتوفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية للمسنين داخل اسرهم او بداخل المؤسسات الإيوائية، مع توحيد المعارف والمفاهيم الخاصة بالمسنين وخصائصهم، كذلك وضع تصور تنظيمى قانونى لمهنة رفيق المسن بما يضمن حقوق المسنين، اضافة الى تدريب شباب الخريجين من الجنسين على خدمة المسنين فى اطار منهج تدريبى منظم وموحد وشامل لإعداد وتأهيل جليس المسن، مع تشجيع الجمعيات على العمل فى المشروع، وتوفير قاعدة بيانات متكاملة لتوفير خدمة رفيق المسن وتأهيل وتدريب 150 شابا على هذا العمل. ووفقا لبنود البروتوكول تلتزم وزارة التضامن الاجتماعى بتجميع كافة الحقائب التدريبية الخاصة بتدريب رفيق المسن والتنسيق بين الاطراف المعنية لتدريب 150 رفيق مسن على مستوى النطاق الجغرافى للمشروع، كذلك التنسيق مع الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى واستحداث كود تأمينى جديد باسم رفيق المسن، مع اعتماد شهادة اجتياز البرنامج التدريبى من خلال معهد علوم المسنين بجامعة بنى سويف، على ان تلتزم الجمعيات المعنية باختيار وإعداد وتشغيل رفيق المسن بإتاحة البرامج التدريبية ليتم مراجعتها وتوفير فرص العمل لمن يتم تدريبهم. وتمتد مدة تنفيذ البروتوكول ل3 سنوات، على أن يتم تنفيذه فى 3 محافظات كمرحلة اولى وهى محافظاتالقاهرةوالإسكندرية والجيزة. كانت اللجنة العليا لكبار السن التى تم تشكيلها من وزارات التضامن والصحة والثقافة والداخلية وكافة الجهات المعنية بالمسنين، والتى تختص بتحسين جودة الخدمات المقدمة لرعاية كبار السن فى مصر، قد أوصت بتفعيل مشروع رفيق المسن والذى يستهدف تقديم خدمة للمسن غير القادر صحيا على رعاية نفسه وتحقيق احتياجاته الأساسية وتوفير الرعاية المنزلية للمسن داخل الاسرة باعتبارها افضل من الرعاية داخل المؤسسات الإيوائية. وأكدت غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى أثناء توقيع البروتوكول أن مشروع رفيق المسن يأتى تنفيذاً لسياسة الرعاية التى توليها وزارة التضامن الاجتماعى لرعاية المسنين، والذى يأتى كمشروع قومى يستهدف توفير الرعاية للمسن فى مسكنه فى ضوء تغير مفهوم الاسرة الممتدة وارتفاع متوسط الأعمار وتزايد الاعباء، وانه يضمن حقوق رفيق المسن فى التأمينات والمعاشات كذلك الحفاظ على الترابط الأسرى، مشيرة الى ان هناك اتجاها نحو التوسع فيه على مستوى المحافظات. وأضافت أن مهنة رفيق المسن تحتاج الى مسار مهنى وتدريبى واعتماد يضمن إقبال الشباب عليها وانها ستتضمن توفير التأمين الاجتماعى والمعاش لضمان استمراريتها وستتضمن 3 مراحل لتوفير الرعاية المتكاملة وفقا لاحتياجات المسن من الأنشطة والتغذية السليمة والرعاية. وأشارت الدكتورة إجلال حلمى أستاذ الاجتماع بجامعة حلوان إلى أهمية هذه المهنة فى مجتمعنا حاليا، خاصة أن كبار السن يحتاجون لرعاية خاصة ويحتاجون إلى أفراد متخصصين ومدربين على رعاية هذه الحالات، لذلك لابد من التوسع فى هذا المشروع الذى يضمن لهم توفير متخصصين فى هذا النوع من الرعاية، وبما أن المشروع سيتم تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى، فبالتأكيد ستكون تكلفته أقل مما تدفعه الأسر للشركات والمكاتب الخاصة. وأضافت أن الاهتمام بكبار السن أمر ضرورى كنوع من رد الجميل لهم على كل ما قدموه لنا، كما أنه يقدم أسوة حسنة للأبناء والأحفاد للاهتمام بأجدادهم وتقديم الرعاية لهم، والحفاظ على قيمنا المجتمعية التى تؤكد على احترام الكبار. وتلتقط الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس أطراف الحديث، مشيرة إلى أن الاهتمام بكبار السن وتقديم الرعاية اللازمة لهم فى منازلهم أفضل لحالتهم النفسية، حيث إن بقاء المسن فى منزله وتحت اشراف أبنائه يساعده على التغلب على آلامه النفسية الناتجة عن إحساسه بالعجز عن الحركة، كما أنه يمثل مؤثرا ايجابيا لتحسن حالته النفسية والصحية، خاصة أن هناك عددا منهم يعانى امراض شيخوخة مرتبطة بالسن، أى لا يجدى فيها العلاج التقليدى دائما وإنما تكون الحالة النفسية للمريض أهم حتى لا تسوء حالته أكثر. وطالبت بضرورة التوسع فى هذا المشروع وتعميمه على كافة محافظات الجمهورية، خاصة انه مع انشغال الأبناء فى أعمالهم ومنازلهم يتطلب الأمر وجود أشخاص مدربين على رعاية هذه الفئة العمرية التى لم تحظ بالكثير من الاهتمام، كما أنه وسيلة لتوفير فرص عمل للشباب.