في روايتها " أنتِ مني" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية ، ترصد نور عبدالمجيد العلاقات الاجتماعية المتشابكة، والتي تتنوع بين الحب والحقد والندم والنفاق والعناد، وتعد امتدادا لمشوار اختارته الكاتبة منذ سنوات، وحققت من خلاله نجاحًا ملموسًا في عالمي الكتابة والدراما التلفزيونية. فبين الفيوم والقاهرة ونيويورك ومونتريال ودبي، تدور أحداث الرواية التي تقع في 454 صفحة من القطع المتوسط، حيث تبدأ أحداثها في مدينة الفيوم، التي تحيا بها بطلة القصة زينب، تلك الفتاة الفقيرة يتيمة الأب التي رسبت في الثانوية العامة لأكثر من مرة، مع أمها حميدة بائعة الطيور. و يراها ذات يوم صدفة المنتج والمخرج ناجي الكبير، وهي جالسة إلى جوار أمها في السوق، ويعرض عليها التمثيل، لكن الأم تصده بعنف وتطرده. ثم تقع في يد ناجي الكبير قصة من تأليف شاب مغمور يتحمس لها جدًا، ويقرر العودة إلى الإخراج بعد توقف سنوات طوالا بتحويلها إلى فيلم على أن تكون بطلته تلك الفتاة القروية زينب. ينتظر طويلاً دون أن تطرق الفتاة بابه، لكنها في النهاية تهجر أمها وتلقي بكل شيء خلف ظهرها من أجل بداية جديدة، فتذهب إلى المؤلف الشاب ناير البدر الذي يؤويها في بيته، ويحتويها ويسكنها معه هو وأمه. لتبدأ بعد ذلك تطورات سريعة ومتقلبة في حياة ابنة بائعة الطيور، وتحولها إلى نجمة من نجمات الصف الأول، تصيغه المؤلفة بسلاسة ودقة متناهية مزيحة الستار عن كواليس عالم مليء بالحقد والغيرة والخبث والنفاق، تصف فيه بحرفية كيف تتحول البراءة إلى سلعة تباع على الشاشات، وما يصاحب ذلك من تغيرات سيكولوجية وآثار مدمرة لنفسية زينب. تزخر الرواية بقصص حب لا تكتمل بين زينب وناير، وابنة ناجي الكبير وزميلها بالجامعة، وعلوي شاكر حارس زينب الشخصي وطليقته، هي دائمًا قصص ناقصة، وهو ما تعبر عنه المؤلفة في مقطع من الرواية: "هل تظن أن الجريمة هي الشيء الوحيد الذي لا يولد كاملاً؟! أحمق من يظن هذا!! جرائم كثيرة وكبيرة كاملة لهذا لم نعرف أو نسمع عنها شيئًا.. الناقص دوما هو السعادة! هو الفرحة التي تنتظرها وتعمل من أجلها كثيرًا.. ناقصة ونقصانها نعمة كبرى.. نحن إن اكتفينا انتهينا!!".