قبل أكثر من عام كتبت هنا عن قطعة أرض بمساحة 80 فدانا تتبع هيئة الطيران المدنى، تم تأجيرها بعقد حق انتفاع لمدة 59 سنة لنادي وادي دجلة الرياضي، تم تأجير المتر للنادى بجنيه واحد، تقع قطعة الأرض فى منطقة شيراتون المطار بجوار محطة بنزين وطنية، عقد الانتفاع سمح لشركة وادى دجلة ببناء وتأجير مطاعم ومولات ومحلات على سور النادى، وقلت أيامها فى المقال: إن هذه الصفقة تضيع على الدولة مليارات الجنيهات، وطلبت من المجلس العسكرى والنائب العام التحقيق فى الواقعة وإعادة هذه الأرض مرة أخرى، خاصة أن وزيري الطيران السابق والحالى قد خالفا القانون فى تأجيرها، حيث تم تحرير عقد الانتفاع بالأمر المباشر وليس عن طريق المناقصة العامة، بعد نشر هذه الواقعة استقبلت مكالمة من أحد المسئولين بشركة وادى دجلة، وأكد أن عقد الانتفاع لمدة 30 سنة وليس 59 سنة، وأنه تم تأجير المتر بجنيه واحد فى الشهر، وأن هذا العقد يعد فرصة لوزارة الطيران، حيث يدخل خزانتها عدة ملايين، وأشار إلى أن هذا العقد تم بموافقة رئيس الوزراء الأسبق (أحمد نظيف)، بعد أيام دخلت البلد فى دوامة الاعتصامات والمطالب الفئوية والشكاوى والبلاغات الكيدية. قبل أيام تلقيت رسالة من القارئ عمر أحمد، أرفق مع الرسالة خطاباً حكومياً تسلمه من مدير مديرية الشباب والرياضة بتاريخ ( 5/2/2012)، ذكر فيه الأخير أن شركة وادى دجلة تمتلك عدة نوادٍ، هى: النخيل بالتجمع الخامس، والروضة ب 6أكتوبر، ووادى دجلة بالمعادى، ونادى المعادى ليس له فروع اخرى، وأكد حق الأعضاء فى الانتفاع بالمنشآت وفقا للعضوية المتبادلة، بمعنى أن اعضاء نادى المعادى يحق لهم التمتع بخدمات النخيل أو الروضة أو العكس، لماذا؟، لأن الأندية تمتلكها جهة واحدة وهى شركة وادى دجلة، وهى الجهة الوحيدة التى يحق لها السماح بتبادل العضوية، وخطاب مديرية الشباب والرياضة الموقع من وكيل الوزارة، مدير مديرية الشباب والرياضة محمد محمود سويلم، لم يشر إلى فرع وادى دجلة المقام على أرض مطار القاهرة بمنطقة شيراتون، هذا مع العلم أن الشركة فتحت باب العضوية فيه منذ أكثر من عام، وسمحت بتسديد قيمة العضوية بالتقسيط عن طريق بنك مصر، لماذا تجاهل مدير مديرية الشباب بالقاهرة هذا الفرع مع أنه يقع تحت ولايته؟، وهل يجوز إقامة أندية رياضية على قطعة أرض إيجار؟، وهل من المنطقي تأجير المتر بجنيه فى منطقة شيراتون؟، وماذا ستفعل إدارة النادي مع الأعضاء إذا رفضت وزارة الطيران تأجير قطعة الأرض بعد انتهاء العقل؟، هل سيهدمون المنشآت والملاعب وحمامات السباحة؟، هل سيردون للأعضاء قيمة العضوية؟، وهل من المقبول أن يظل إيجار المتر المربع فى مصر الجديدة بجنيه واحد لمدة 59 سنة قادمة؟، وهل يحق للنادي أو الشركة بناء مولات ومحلات على سور النادى وبيعها لآخرين؟، وهل يجوز قانونا ان يؤجر المحلات لآخرين وهو مستأجر؟، وهل يجوز أن يؤجر بأعلى من القيمة التى أجر بها متر الأرض؟، وهل الزيادة فى قيمة الإيجار ستدخل خزينة النادي أم خزينة وزارة الطيران؟، ولماذا تقيم شركة وادى دجلة انديتها على أراض بالإيجار؟، ولماذا توافق وزارة الشباب والرياضة على هذا؟. السؤال الأهم هو لماذا لم يتم التحقيق فى تأجير هيئة الطيران المدنى هذه الأراضى بهذه الأسعار المتدنية؟، ولماذا قامت بتأجيرها كل هذه السنوات؟، ولماذا إذا لم تطرحها للبيع؟، ولماذا لم تطرح عملية التأجير فى مناقصة عامة؟.