خاص للوفد انطلاقا من سلطنة عُمان وصلت إلى مبنى الأممالمتحدة بنيويورك رسالة سلام وحضارة. نقلتها فعاليات معرض «رسالة الإسلام من عمان» الذى وصل فى محطته الجديدة فى أمريكا فى ضيافة الأممالمتحدة. رعيت احتفالية افتتاحه ماريا اسبينوزا فرناندا رئيسة الجمعية العامة بحضور عدد من الشخصيات الأممية ومن المندوبين الدائمين والسفراء العرب والأجانب ورؤساء المراكز الدينية والجاليات العربية والمهتمين والأكاديميين وعدد كبير من المدعوين فى المجتمع الأمريكى. أعرب رواده عن تقديرهم لإقامته حيث تصب دلالاته ونتائجه فى صالح البشرية، مؤكدين على ضرورة استمراره امتداداً لمبادرات سلطنة عُمان الداعية إثراء حوار الحضارات. وقالت ماريا لويزا ريبيرو وكيلة الأمين العام إنه معرض عظيم ويعبر عن جذور التسامح الدينى والحوار فى عُمان. المعرض تم إطلاقه من قبل وزارة الأوقاف والشئون الدينية عام 2010م وزار أكثر من سبع وثلاثين دولة وأكثر من مائة وعشرين مدينة حول العالم حتى الآن، ويحمل عنوان: (التسامح والتفاهم والتعايش - رسالة الإسلام فى سلطنة عُمان) ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين شعوب العالم وقد اكتسب المعرض قبولا متناميا فى الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية وأهمها منظمة اليونسكو والعديد من المراكز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان. اشتمل حفل الافتتاح على عرض حى لفن الرسم بالرمال قدمته الفنانة العمانية شيماء بنت أحمد، حيث أبهرت الزوار بمهارتها وقدرتها على التعبير بحبات الرمال والرسم بها وتقديم لوحات معبرة عن رسالة عمان للعالم. كما شارك الفنانون العمانيون بمواهبهم وإبداعاتهم، وأقيم على هامشه معرض للكتب العمانية المهتمة بالتواصل الحضارى وتعميق الفهم المشترك للقيم الإنسانية من أجل إبراز مساهمات وجهود العمانيين فى السياق العالمى للمعرفة والثقافة والعلوم. تمثل إقامته فى منظمة الأممالمتحدة دليلاً آخر على نجاح الدبلوماسية العمانية والتقدير الأممى الذى تحظى به السلطنة فى ظل دعوتها إلى دعائم العدل والمساواة والقيم الإنسانية المشتركة والإرث الحضارى والانفتاح التجارى والثقافى والتواصل القائم على تبادل المصالح بالإضافة إلى منظومة قانونية تحفظ الحقوق وتحقق كرامة الإنسان. اشتمل المعرض على لوحات من الفن التشكيلى العمانى والخط العربى بالإضافة إلى عرض التحف العمانية وملامح الحياة العامة فى السلطنة ماضيا وحاضرا. كما اشتمل على رسائل عالمية وهى حملة إعلامية تهدف إلى نشر ثقافة التعايش والسلام والتسامح والوئام عبر بطاقات تعبر عن هذه القيم فى وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الإلكترونية بمختلف اللغات. وتمثلت الحملة الأولى المصاحبة للمعرض فى عبارة «افعل شيئاً من أجل التسامح» وتهدف إلى تمكين كل شباب وفتيات العالم من ابتكار الأفكار والأطروحات والتجارب والجهود التى يمكن أن تسهم ولو بشكل بسيط فى نشر ثقافة التسامح فى المجتمعات الإنسانية وتقديمها كمبادرات فردية وجماعية ومؤسساتية يكون لها إطارها العملى فى المحيط. وجاء اختيار هذا الشعار إيماناً بأهمية قيمة التسامح فى ردم الهوة فى العلاقات المتوترة وتقريب وجهات النظر المختلفة وإيجاد مساحات مشتركة فى أجواء تمكن من الحوار والتفاهم وتحقيق السلام مع مناسبة هذا الشعار للأفراد فى محيط الأسرة وعلى مستوى المجتمعات والدول. وتم حتى الآن إصدار سبع بطاقات لهذه الرسائل الأولى تحمل رسالة «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» وهى جزء من آية كريمة تقرر سنة التعارف كأساس للتعاملات بين الشعوب والقبائل فهى ميزة إنسانية فى غاية الأهمية تأخذ أبعادها من كون الاختلاف والتنوع عوامل تكامل وانتظام لا عوامل تفرق وانتقام. وتحمل الرسالة الثانية «أحب للناس ما تحب لنفسك» وهى جزء من حديث نبوى شريف يعمق فى النفس الشعور بأهمية الأنفس الأخرى وتقديرها ويلفت نظر الإنسان إلى أنه ضمن مجموع إنسانى يتأثر ببعضه البعض، فإن كان يود لنفسه خيراً فليحب ذلك لغيره. وتحمل الثالثة: «خالق الناس بخلق حسن» وهى كذلك جزء من حديث نبوى شريف وتحمل مفهوماً إنسانياً بجعل الأخلاق محور التعاملات بين البشر، وأساسا للتعايش فيما بينهم، نظراً لما تمثله القيم والأخلاق من تأثير روحى ونفسى عميقين وعلى الخصوص لدى أتباع الديانات. أما الرسالة الرابعة تحمل عنوان «وبالوالدين إحساناً» وهى جزء من آية قرآنية كريمة تدفع الإنسان إلى تقدير الوالدين واحترامهما، وبذل الخير لهما، والإحسان إليهما بكل جميل ومعروف، وتم اختيار هذا الشعار ضمن حملة قيمة التسامح لارتباطها الوثيق بهذا الخلق. كما تحمل الخامسة عنوان: «أد الأمانة إلى من ائتمنك» من أجل تعزيز خلق الأمانة بين الناس، كقيمة مهمة فى التعاملات الإنسانية.