أبرأت لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين ذمتها، ورفعت إلي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ورقة عمل تضمنت أهم الأولويات والإجراءات التي يجب اتخاذها خلال الفترة المقبلة للنهوض بقطاع السياحة في مصر. ركزت الورقة التي شارك في وضعها رؤساء وأعضاء مجالس إدارات جمعيات الاستثمار علي عدد من المطالب العاجلة تأتي في مقدمتها توجيه رسالة طمأنة إلي دول العالم المصدرة للسياحة إلي مصر وضرورة التأكيد علي احترام الحريات الشخصية للسائحين من حرية المأكل والملبس والمشرب، علي أن تكون الرسالة موجهة من إحدي المدن السياحية (الغردقة أو شرم الشيخ). وشددت اللجنة برئاسة أحمد بلبع علي ضرورة التركيز علي استعادة التواجد الأمني وتكثيفه بأكبر قدر ممكن داخل المدن السياحية والطرق المؤدية إليها خاصة محافظة جنوبسيناء والتعديات التي حدثت خلال الفترة السابقة علي المشروعات السياحية. وطالبت ورقة اللجنة بإعادة تشكيل المجلس الأعلي للسياحة برئاسة الجمهورية علي أن يمثل من مستثمرين سياحيين وخبراء متخصصين بالمجال في مصر، علي ان يعقد بصفة دورية لدراسة الموقف السياحي والموضوعات المتعلقة بالقطاع والتأكيد علي عدم إصدار أي قرارات قد تؤثر علي منظومة العمل السياحي من أي جهة أخري دون المجلس الأعلي. وشملت المطالب أيضا إعادة تفعيل قوانين حوافز الاستثمار لتشجيع سرعة عودة الاستثمارات المحلية وبالتالي الأجنبية للاستثمار في القطاع السياحي والتي تمنح إعفاًء ضريبياً لمدة عشر سنوات وذلك للمشاريع التي يتم افتتاحها خلال أعوام 2012/2013/2014 علي الأقل، (لما لهذا القرار من تحفيز للاستثمار وعودة التنفيذ السريع للمشروعات تحت التنفيذ). ودعت الورقة إلي البدء في تخطيط مناطق صناعية وزراعية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بجوار المدن السياحية (شرم الشيخ - الغردقة مرسي علم - خلافه) وتسليمها للشباب بتمويل من الصندوق الاجتماعي علي ان تكون تلك الصناعات هي الخامات والمواد والزراعات المطلوبة للفنادق والمشروعات السياحية - مما يؤكد نجاح التسويق للمنتجات. وكانت ردود الأفعال داخل الأوساط السياحية قد تباينت بعد الخطاب الأول الذي ألقاه الرئيس محمد مرسي في ميدان التحرير وخطابه الثاني بجامعة القاهرة وتأكيده في الخطابين علي أهمية السياحة. البعض اعتبر هذا الاهتمام خطوة إيجابية ومطمئنة فيما اعتبرها آخرون رسالة غير كافية خاصة أنها لم يتضح منها طمأنينة للسائح في الخارج ومنظمي الرحلات الأجانب بأنه لا مساس بحرية السائح سواء في ملبسه أو مأكله أو مشربه.. وهناك من تخوف من تدخل التيار الديني المتشدد بالضغط علي الرئيس وفرض قيود لاستجابة لمطالبهم من منطلق مساندتهم للرئيس في الانتخابات الرئاسية. واجتمعت جميع الآراء علي مطالبة الرئيس بضرورة عودة الأمن والاستقرار للشارع المصري. الخبير السياحي أحمد الخادم مستشار وزير السياحة أكد أنه إلي ان يثبت العكس علينا ان تطمئن لكلام الرئيس. بينما اعتبر الخبير السياحي سامح حويدق أن الرسالة التي وجهها الرئيس في خطابه غير كافية خاصة أن الكثيرين فهموا الرسالة إنها موجهة للعاملين فقط ولم نوجه إلي العالم ومنظمي الرحلات في الخارج لطمأنتهم بعد التعرض لحرية السائح مشيرا إلي انه لتحقيق 30 مليون سائح سنوياً فلا مجال لتحقيقها سوي بالسياحة الشاطئية التي تمثل 85٪ من الدخل السياحي فعلي الرئيس أن يحافظ علي الإعفاءات الجمركية والتسهيلات الممنوحة للقطاع السياحي وزيادة المطارات وتوسعة شوارع المدن السياحية والاهتمام بالبنية التحتية فلا يعقل ان مدينة سياحية مثل الغردقة يتم قطع الكهرباء بها يومياً إضافة إلي المعاناة التي يتعرض لها السائح في طوابير انتظار مطار الغردقة. وأعرب حويدق عن تخوفه من ضغط السلفيين علي الرئيس لتسديد الفواتير مقابل مساندتهم للرئيس في انتخابات الرئاسة علي حساب القطاع السياحي. ويتفق في الرأي الخبير السياحي وسيم محيي الدين مؤكدا أن رسالة الرئيس للقطاع السياحي مطمئنة للداخل فقط وعلي الرئيس أن يؤكد حماية الحريات الخاصة للناس سواء في الداخل أو الخارج لان من الصعب أن يعطي حرية للخارج ولا يوجد حرية بالداخل. فعلي الرئيس ان يطمئن الخارج بعدم المساس بحرية السائح سواء في ملابسه أو مأكله أو مشربه خاصة أن الرئيس أعلن في خطابه عدم التدخل في زي المرأة. وطالب محيي الدين الرئيس بأن يلتقي مع العاملين بالقطاع السياحي لبحث القوانين المعوقة للسياح ومنها ضرورة منح تأشيرات للسائحين داخل المطارات والإسراع في عودة الأمن والأمان ومراجعة منظومة القوانين المعونة للسياحة. أما الخبير السياحي إلهامي الزيات رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية أكد أن رسالة الرئيس للقطاع السياحي خطوة إيجابية وكافية ولكن يجب تكرارها بشكل مستمر. وطالب الزيات الرئيس بضرورة الإعلان عن احترام حرية السائح وأن يترك السياحة لأهل السياحة لتشغيلها وعودتها لأفضل مما كانت عليه. ويري الخبير السياحي حسين فوزي رئيس غرفة فنادق وجنوبسيناء أن خطاب الرئيس غير كاف وكان عليه أن يطمئن الخارج بعدم المساس بالحريات خاصة أن السائح لا يبحث سوي عن السياحة الشاطئية التي تمثل أكثر من 80٪ من دخل السياح. ويري الخبير السياحي عادل عبدالرازق عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية أن تأكيد الرئيس علي أهمية السياحة وطمأنته للعاملين بالقطاع السياحي مؤشر صحيح وجيد لمقدمات نقول فيها لا تقل لي شيئا بل دعني أر. وطالب عبدالرازق الرئيس بأن يصدر رسالة طمأنة للعالم الخارجي ومنظمي الرحلات الذين يتساءلون عن مدي حرية السائح في مصر وأن يؤكد عدم المساس بالحريات حتي لا يتجه السائح إلي دول أخري، كما طالب بإعادة تشكيل المجلس الأعلي للسياحة. ويتمني عبدالرازق أن يقوم الرئيس بزيارة لإحدي المناطق السياحية ولكن شرم الشيخ أو الغردقة ويقوم بالإفطار مع السائحين ويقضي معهم بعض الوقت بحضور الاتحاد المصري للغرف السياحية ومنظمي الرحلات الأجانب لتكون رسالة منه لتشجيع السياحة الشاطئية.