تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن شكل العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر الجديدة تحت حكم الرئيس محمد مرسي، مشيرة إلى أنها سوف تتغير تماما عما كانت عليه في عهد النظام السابق، حيث يجب على واشنطن اعتماد علاقة اساسها الاحترام المتبادل، خاصة أن الرئيس الجديدة وجماعة الإخوان مستاءين جدا من علاقة التبعية التي كانت واشنطن تنتهجها مع مصر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقال الكاتب "ميشيل دن" في مقاله بالصحيفة :إن"علاقة اساسها الاحترام المتبادل" سوف تكون أفضل طريقة في التعامل مع مصر الجديدة، في ظل استياء الرئيس مرسي من علاقة التابع التي كانت تعتمدها واشنطن مع الرئيس السابق حسني مبارك، ، مشيرة الى ان مرسي ليس الاعب الوحيد الذي ستتعامل الولاياتالمتحدة معه، فهناك القادة العسكريين الذين يديرون البلاد منذ الاطاحة بالرئيس مبارك في فبراير 2011، وتقاسمت السلطة مع الرئيس مرسي. وتساءل كيف تتعامل الولاياتالمتحدة "على أساس من الاحترام المتبادل" مع هذه الحكومة الجديد وسط صراع على السلطة بين الرئيس الإسلامي والقادة العسكريين المصممين على الاحتفاظ بالسيطرة على الأقل حتى يكون هناك دستور جديد يحمي مصالحهم؟". وأجاب إن اظهار الاحترام للمصريين يعني اعادة التوازن في العلاقة المصرية الأمريكية بشأن حرية التجارة والاستثمار خاصة وأن مصر في حاجة ماسة لتوفير فرص العمل بعيدا عن حزمة المساعدات العسكرية الكبيرة نسبيا والتي يستفيد منها عدد قليل، فمن الناحية المثالية ينبغي على واشنطن التي لديها علاقات ممتازة مع عسكر مصر، ألا يكون ذلك على حساب مصالح السكان المدنيين، وهذا يعني الابتعاد عن المساعدات العسكرية لمصر والمستمرة منذ عقد من الزمان، وبدلا من ذلك، ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تقرر حجم المساعدات التي يجب أن تعطيها سنويا، على أساس احتياجات مصر للدفاع حقيقي وإلى أي مدى الجنرالات سيسمحون ببناء ديمقراطية حقيقية. وأوضح إن هناك طريقة اخرى لإظهار الاحترام للمصريين هو الوقوف إلى جانب القيم الديمقراطية بشكل أكثر وضوحا مما تفعله إدارة أوباما الآن، فمنذ أكثر من عام كان كبار المسؤولين الأميركيين تقريبا صامتين تماما، في حين أن قادة الجيش يقومون بكوارث بقيادة خلال المرحلة الانتقالية حيث اتسمت بانتهاكات حقوق الإنسان، وبعد فرض الكونجرس شروط على المساعدات الأميركية العسكرية أواخر العام الماضي، وتنازلت الإدارة عن هذه الشروط، معربا عن ثقته في حكام مصر العسكريين التي تبين أنها في غير محلها. وإذا كان الاحترام المتبادل هو طريق ذو اتجاهين، فما الذي ستفعله مصر؟ فقد وضعت كلينتون بعض التوقعات في مقابلات أجريت مؤخرا حول تطلعاتها للديمقراطية بمصر، أولها أن الرئيس مرسي سيدافع عن حقوق جميع المصريين، بمن فيهم النساء والمسيحيين، وأنه سيشكل حكومة تضم شخصيات غير إسلاميه، ما يعنيه هذا هو أن الولاياتالمتحدة تتوقع من مصر احترام لبعض الحقوق الإنسانية العالمية، فضلا عن الاتفاقات الدولية، مثل معاهدة السلام مع إسرائيل كجزء من علاقة جديدة. وتأسيس الاحترام المتبادل يعني أيضا حل قضية المنظمات غير الحكومية الأمريكية الملفقة من قبل الحكومة العسكرية، إنها لا تزال ترزخ في المحاكم وتعرقل كل المساعدات الأميركية الاقتصادية والديمقراطية في مصر. ويمكن لمرسي تصحيح هذا الأمر بسهولة ودون التدخل في القضاء، وذلك ببساطة عن طريق الإيعاز إلى الوزراء المعنيين للموافقة على طلبات تسجيل المنظمات الأمريكية التي قدمت منذ سنوات.