دعا مسلمو فرنسا إلى مقاطعة الحزب الحاكم حتى يوقف مهزلته السياسية الداعية لطرح قضية الإسلام والعلمانية للمناقشة فى مؤتمره السنوى الذى سيعقد الشهر القادم . واعتبر المسئولون المسلمون طرح الإسلام للنقاش ، تهديدا للهوية بناء على التمييز الدينى و تهدد بتحويل المسلمين الفرنسيين إلى كبش فداء. ودعا الشيخ دليل بوبكير خطيب المسجد الكبير بباريس الرئيس الفرنسى إلى إلغاء هذا المحور من جدول أعمال مؤتمر الحزب, وطالب المسلمون خلال اجتماعهم بالمسجد بتجميد عضويتهم بالحزب الحاكم . وقام عبد الله ذكرى المسئول عن المسجد الكبير بباريس ورئيس لجنة الثقافة الإسلامية بالمجلس الفرنسى بتمزيق كارت عضويته بالحزب الحاكم أمام كاميرات التليفزيون ، ودعا جميع المسلمين أعضاء الحزب أن يحذوا حذوه . وأشار عبد الرحمن دهمان مستشار الرئيس لشئون التنوع والاختلاف ووزير الدولة لشئون الهجرة بالحزب الحاكم، الى أن حزب اتحاد الحركة الشعبية الحاكم برئاسة جون فرانسوا كوبيه أصبح كالوباء للمسلمين , ودعا جميع المسلمين الاعضاء بالحزب الحاكم إلى تجميد عضوياتهم به ما لم يلغ الحزب عملية طرح الإسلام كقضية مؤتمر الحزب. وقارن موقف المسلمين الحالى بموقف اليهود خلال الحرب العالمية الثانية . ووصف الحزب بإعادته للنازية التى قررت طرح الإسلام للمناقشة . وطالب مسلمو الحزب الحاكم برفض الطرح العنصرى والنازى و مواجهته بكل الفخر و الكبرياء, اتهم دهمان ، نيكولا ساركوزى بتصفية حساباته الحزبية على حساب المسلمين. وأصدر المجلس الفرنسى للثقافة الإسلامية بيانا رسميا أعرب خلاله عن قلقه من طرح قضية الاسلام للمناقشة, وأكد البيان احترامه للعلمانية التى تمثل حجر الزاوية للتعايش السلمى، لكنه تساءل عن طرح هذه القضية فى ذلك الوقت قبيل الحملة الانتخابية و مع انشغال الرأى العام العالمى بحركات التحرر العربية الاسلامية ، ومع محاولات التشكيك فى الهوية الوطنية التى يقودها المتطرفون الفرنسيون على جميع المستويات. وأعرب محمد موسوى عن اندهاشه من المقدمات المطروحة حاليا قبل بدء المؤتمر ، حول الممارسات الثقافية الإسلامية خاصة استخدام اللغة العربية فى أداء الشعائر الدينية وهو ما يتعارض مع مبادئ العلمانية .