منتجات بلاستيكية قاتلة.. وفرامل سيارات مغشوشة تسبب كوارث بضائع الرصيف أغلبها مجهولة المصدر رديئة الصنع، وراءها فى القالب منتجون ومصنعون ضمائرهم ميتة ، حولوا الشوارع والطرقات الى أسواق مفتوحة لترويج بضائعهم التى لا تلتزم بأية معايير صناعية ، ويحصدون أموالا طائلة على حساب صحة وسلامة المصريين ، هذه الصناعات العشوائية غابت عنها أجهزة الرقابة ، وحماية المستهلك ، رغم أنها سلع متدنية القيمة الغذائية كالمشروبات والحلويات ومصنعات اللحوم وعبوات الجبنة المثلثة والألبان البودرة وزيتون الطعام ، وغيرها من السلع الاستهلاكية المختلفة . «الوفد» تجولت داخل عدة مناطق لترصد عن قرب اماكن بيع المنتجات مجهولة المصدر والمصنعة تحت بير السلم فى الاسواق الشعبية وفى مقدمتها السيدة زينب والموسكى. بدأنا جولتنا بمنطقة السيدة زينب وتحديدا السوق المتواجد بجوار محطة المترو فوجدنا الارصفة المغطاة بكميات هائلة من سلع بعضها مدون عليه مدة الصلاحية والآخر لا يحمل اى علامة تجارية او تاريخ انتاج . شروق حسن موظفة بوزارة التربية والتعليم ، نقول أرصفة الشوارع تمتلئ بالبضائع المستوردة من الصين ، وباسعار اقل من المصنعة محليا فعلى سبيل المثال اوانى الطبخ والتى يتراوح سعرها ما بين 5 و 10 جنيهات بالاضافة الى لعب الاطفال التى يتراوح سعرها ما بين 20 و 40 جنيها حسب النوع ، الى جانب ماكينات الشعر والادوات المكتبية ، بالاضافة الى ان البائعين يقدمون عروضا للزبائن فى المواد الغذائية وهى الاكثر طلبا . اما عن خالد راشد بائع بالسوق اكد وجود مستوردين كبار ومعروفين بسوق التوفيقية وأسواق العتبة والموسكى ، يجلبون أدوات منزلية وأجهزة كهربية ولعب أطفال ونظارات وقطع غيار السيارات من الخارج .. وكلها رخيصة الثمن ورديئة الصنع ورغم ذلك هناك رواج لحركة البيع والشراء والأسعار تتراوح بين 5 جنيهات و 13 جنيهاً ، وأشهر هذه المنتجات الأدوات المنزلية وأكياس الأعشاب الطبية و الأطعمة ولعب الأطفال ، بالإضافة إلى الأدوات الكهربائية البسيطة. ويقول محمد عباس موظف واب لولدين «الحكومة لا تتوقف عن اطلاق تحذيرات من خطر الشراء من باعة الرصيف ومع هذا يتركونهم فى الشوارع امام اعينهم وهى تعلم جيدا أنهم يقومون ببيع المنتجات الاستهلاكية التى تصنع من نفايات ، ومع ذلك لم تلاحقهم، بل تترك المواطنين وجها لوجه أمام تلك النفايات، والاكثر من هذا ان هناك منتجات تكون منتهية الصلاحية او قاربت على الانتهاء بعد يوم واحد ونجد عليها اقبالا كثيفا وذلك بسبب انخفاض سعرها. التقينا احمد سعيد بسوق التوفيقية حيث تنتشر تجارة قطع غيار السيارات واكد ل «الوفد»: ان هناك قطعا اصلية واخرى مزيفة العجيب ان القطع الاصلية تباع بسعر رخيص وهو ما يعنى انها مزيفة باحترافية شديدة او مسروقة لذلك نتخوف من الشراء ولكن نلجأ الى الشراء من المحلات رغم ارتفاع اسعارها مؤكدا ان فى الفترة الاخيرة انتشرت «تيلات الفرامل » وهى المستخدمة فى السيارات وكانت مصنعة بطرق خاطئة وتسببت فى الكثير من الحوادث اما فى سوق العتبة فكان الزحام على شراء اجهزة التليفونات المحمولة هو الاكثر طلبا حيث انتشرت اجهزة تليفون مجهولة المصدر تباع بدون اى ضمانات ، اما عن باقى حركة البيع فكانت العطور واللمبات الموفرة متزايدا الطلب عليها حيث لجأ البائعون الى سرقة التيار الكهربائى من اعمدة الانارة لعرض منتجاتهم ، الى جانب الاطعمة التى كانت تباع باسعار مخفضة وعلى رأسها كان «الموز» والذى يباع باسعار تتراوح بين 7 و 8 جنيهات فى الاسواق إلا أن سعره فى العتبة 3 جنيهات فقط وحينما سألنا احد البائعين اخبرنا انهم يسرقون فى الميزان . الدكتور سيد عبد البارى ، أستاذ علم البوليمرات «البلاستيكات» بقسم الكيمياوى كلية العلوم جامعة المنصورة ، اكد ان هناك من المنتجات الاستهلاكية البلاستيكية رخيصة الثمن و المصنعة من نفايات العالم من القمامة خاصة النفايات الطبية . مؤكداً أن تلك السلع محظورة عالمياً . . واشار إلى أن خطوات صناعتها تبدأ بتجميع المواد البلاستيكية التى سبق استعمالها من القمامة ، ثم يتم غسلها بمواد صناعية رخيصة الثمن تضر بالصحة ، وهى مواد «البولى يورثيان» و«البولى ستبرين» و«البولى كربونات» وهى مواد تحتل المرتبة الثانية بعد ال «بى فى سى»، من حيث خطورتها على الصحة العامة ، يليها «البولى استر» الذى تصنع منه عبوات المياه المعدنية والمشروبات غير الكحولية والتى تحتل بدورها المرتبة الثالثة ، ويتبع ذلك «البولى إيثيلين» الذى يصنع منه أكياس المأكولات وهو اشد خطورة . وأكد «عبد البارى» أن الابحاث العالمية أثبتت أن أكثر من 90% من مركبات الفنالات موجودة فى تصنيع المنتجات البلاستيكية المصنوعة من ال «بى فى سى»، وهذه المادة الخطرة تلقى رواجا كبيرا فى صناعات التشييد والبناء مثل صناعة المواسير والحوائط والأرضيات وأوراق الحائط وتبلغ نسبة استخدامها أكثر من 50 % لسهولة التعامل معها ورخص ثمنها ، فهى سهلة التركيب والفك وتحل محل المواد التقليدية المستخدمة فى صناعات البناء مثل الأخشاب والخرسانة ، وبالرغم من أنها تبدو كمادة مثالية فى البناء ، فإن تأثيرها على البيئة ضار جدا ، وكذلك على الصحة العامة ، ويمتنع القائمون على تصنيعها عن إعلام المستهلك بذلك .