عاد مسلسل قتل الأزواج ليلقي بظلاله المفزعة على المشهد الاجتماعي في مصر، ففي أقل من أسبوعين وقعت 8 حوادث قتل بين الأزواج بعضها كانت على خلفية المشاكل المالية والأسرية والبعض الآخر جاء بسبب الخيانة الزوجية. حيث أنهى عامل بمنطقة الطالبية حياة زوجته بسبب خلافات أسرية لأنه كان دائم التعدى عليها بالضرب، وأنه تشاجر معها وضربها حتى فارقت الحياة، ووجه شقيقها لزوجها اتهاماً بالتسبب فى وفاتها، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق. كما لقيت "هيام أبو عيطة " - 33 سنة - بائعة ملابس، مصرعها بأسيوط على يد زوجها ، ابن عمها، بعد أن طعنها عدة طعنات فى رقبتها نظرا للخلافات المستمرة بينهما. وفي الإسكندرية لقيت زوجة مصرعها عقب قيام زوجها ،أحمد عبد الوهاب 41 عاما سباك ، بالتعدي عليها وضربها لوجود خلافات زوجية بينهما، مما أدي إلي إصابتها ووفاتها وتم ضبط الزوج واعترف بالجريمة. وفي مدينة السلام وقعت جريمة قتل بشعة، حيث قامت زوجة باستئجار بعض البلطجية للتخلص من شريك العمر بطريقة وحشية، حيث عثرت أجهزة الأمن بمدينة السلام على جثة مفصولة الرأس ملقاة فى منطقة المصرف الصحى بالسلام، وبها آثار لطلق ناري وعدة إصابات وآثار كدمات، وتبين أن زوجة المجني عليه وعشيقها وراء ارتكاب الحادث. ودلت التحريات والتحقيقات الأولية أن المجني عليه يعمل طبيبًا صيدليًا، وأن علاقة عاطفية جمعت بين زوجته وفنى تركيبات، وأنهما اتفقا على قتله ليخلو لهما الجو، وأن المتهمة وصفت لعشيقها خط سير المجني عليه، فاستعان ب3 بلطجية من القليوبية، ومنحهما 6 آلاف جنيه لإنهاء المهمة، وأنهم استوقفوا أوتوبيسا كان يستقله الضحية، وأنزلوه وأوثقوه بالحبال وأخذوه داخل سيارة، وأجبروه على تطليق المتهمة هاتفيًا، وسحبوا 6 آلاف جنيهًا من فيزا خاصة به، وارتكبوا الحادث. القتل بديل الطلاق ويشير علماء النفس والاجتماع إلى عدة أسباب لعودة هذه الظاهرة البشعة التي يقوم خلالها أحد طرفي العلاقة الزوجية المقدسة بالتخلص من شريك حياته بطريقة وحشية، بديلاً عن الحلول السلمية المتاحة سواء بالطلاق بالنسبة للرجل أو الخلع في حالة عدم رضا الزوجة عن حياتها مع الرجل. ومن بين هذه الأسباب أن العديد من الرجال لا يراعون منهج الله في معاملة الزوجات، فيتعمد إهانتها وإذلالها ويعتاد ضربها سواء كان ذلك أمام الأبناء أو الجيران أو حتى خلف الأبواب المغلقة، وذلك رغم أن الله تعالى رسم سبيل الإصلاح بينهما أو حتى الفراق بصورة لا تتضمن اعتداء أحدهما على حق الآخر في الحياة. كما تلعب المشكلات المالية دوراً خطيراً في إفساد العلاقة بين الزوجين، فما بين ضيق ذات اليد وكثرة متطلبات الحياة وتبادل الاتهامات بالتبذير أو التقصير يتحول عش الزوجية إلى حفرة من حفر النيران، فيدخل الشيطان بين الزوجين ويبث شروره بينهما بصورة تصل إلى حد القتل. ,يأتي عمل الغيرة الجامحة وغير المبررة بين الزوجين كسبب آخر للإيذاء البدني الذي يصل إلى حد الانتقام بالقتل، إلا أن الخيانة الزوجية تبقى الرقم الأصعب في هذه الجريمة البشعة، حيث تشير المعلومات أنها تقف وراء أغلب هذه الحوادث سراً وعلانية. وفي النهاية تبقى هذه الحوادث فردية، إلا أنها يجب ألا تمر بشكل عابر حتى لا تتحول إلى ظاهرة مفزعة، خصوصاً أن تكرارها يكسر كافة الحواجز لدى بعض الضعفاء فيصبح هذا أحد خيارات حسم الخلافت الزوجية وهذا مكمن الخطر الداهم.