أكد العالم المصرى الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس أن تزوير الانتخابات يؤدى الى العنف للشعور بالظلم والاحباط قائلاً: »بعد كل انتخابات يتعرض الكثير الى الاكتئاب الذى قد يؤدى الى العنف ففى الريف الاكتئاب يصل الى نسبة »39٪« وفى المدينة بنسبة »28٪« وذلك بعد كل انتخابات«. أضاف عكاشة أن العنف يزداد فى حالات عدم احترام القانون وبطء العدالة ووجود الظلم الأمر الذى يؤدى الى قيام الناس بأخذ حقها بيدها وقال »أصبح الناس فى مصر كلها بياخذوا حقهم بأيديهم الآن مفيش حد خايف من حد سواء كان فى الريف أو المدينة«. جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقدته دار الأوبرا المصرية بمسرح سيد درويش بالاسكندرية للعالم المصرى الدكتور أحمد عكاشة وأداره الكاتب الصحفى أسامة هيكل مساء أمس الأول »الأربعاء« تحت عنوان »تحليل الشخصية المصرية وظاهرة العنف« ضمن سلسلة ندوات صالون الأوبرا الثقافى. وفى سياق متصل أشار العالم المصرى أستاذ الطب النفسى إلي أن الأمن الحقيقى هو الأمن السياسى الذى يؤدى غيابه الى افتقاد الناس هيبة القانون لافتاً الى أن مركز دعم القرار رصد نسبة »84٪« من المصريين لا يثقون فى المؤسسات الأمنية أو السياسية أو الاجتماعية. وعن المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التى شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة قال عكاشة: »المسئولون سمحوا للمعارضة بالزعيق وبيعملوا اللى هما عاوزينه«. استنكر عكاشة أسباب المظاهرات والوقفات الاحتجاجية الحالية مقارنة بنظيراتها التى كانت تحدث فى الخمسينيات والستينيات قائلاً »المظاهرات والاحتجاجات مش بتحصل عشان حاجة عامة فالكل عاوز يزود مهيته.. فالمصرى متمركز حول ذاته وأسرته وده عيب شديد بسبب غياب الهدف القومى عند المصريين عكس زمان كان هدفهم طرد الانجليز أو إسرائىل«. واستطرد قائلاً: »زمان العنف كان فيه أخلاق عكس الآن فمثلاً عملية قتل بطرس باشا غالى كان حيقوم بها شاب آخر مسلم ولكن عريان سعد هو اللى ضحى بنفسه وقتله لأنه فضل إن اللى يقتله مسيحى زيه عشان متبقاش فتنة طائفية«. أشاد الدكتور أحمد عكاشة بتجربة الرئىس الفرنسى ساركوزى فى الانتخابات عندما أخذ طلبات الناس وجعلها سياسة حكومته دون النظر الى مقياس النمو لمعرفة الناس مبسوطة ولا لأ لافتاً الى أن منظمة الصحة العالمية اكدت ان الصحة ليست الخلو من المرض ولكن الجودة النفسية والاجتماعية. ونوه عكاشة بأن ظاهرة العنف الموجودة فى الشارع المصرى والتى ظهرت فى السنوات الأخيرة جعلت مصر تحقق أعلى نسبة عنف مقارنة بأى دولة أخرى نتيجة القصور فى إدارة الغضب بالاضافة الى أن التغير أصبح فى العالم كله بعد ظهور العولمة. وضم مثالاً بالأفلام المصرية لحديثه عن التغيير فى الشخصية المصرية وقال »الأفلام زمان كانت بتجسد المروءة والشهامة وفى الآخر بتنتهى بالزواج، أما الافلام الحالية بتقدم عنف واغتصاب وسلطة ورجال أعمال«. وحذر من خطورة مشاهدة الأطفال لمشاهد العنف التى قد تصيبهم ب»التنميل« فى الاحساس نتيجة مشاهداتهم لتلك المشاهد الأمر الذى انعكس بالسلب عليهم. وأرجع عنف الاطفال فى المدارس الى الفساد فى العملية التعليمية قائلاً: »التلميذ شايف المدرسة مكان للتسلية وأنه بياخذ دروس خصوصية فالفساد فى العملية التعليمية هو الاساس والملايين اللى بتتصرف على التعليم مش عارف بتروح فين..! وأنا شفت تلاميذ فى الريف مش بيروحوا المدارس عشان معتمدين على الدروس الخصوصية«.. وفى رده على التغير فى الثقافة المصرية قال: »ثقافتنا اصبحت ثقافة أغانى وطرب مقابل القصور فى الثقافة العلمية وحب المصريين للكورة بيعطى لهم احساس بالشفافية والعدالة وتبادل السلطة بأن اللاعب اللى بيغلط بيطرد ويعاقب حتى لو كان كابتن الفريق«. ونادى عكاشة بضرورة الحوار مع الآخر بتجديد الخطاب الدينى من أجل التعايش وذلك بضبط النفسى والتسامح العقلانى وتوقع خلال ال»50« سنة المقبلة وصول الشعب المصرى الى عالم الاقزام بسبب قلة نوم الاطفال التى تمنع افراز هرمون النمو اثناء الليل لجلوسهم امام التليفزيون أو الكمبيوتر محذراً من تحول المصريين الى انسان آلى نتيجة سوء استخدام الانترنت مشيراً لأن مخترع الانترنت يمنع اولاده من الجلوس امام الانترنت أكثر من ساعة والنصف. ورصد عكاشة بعض الاحصائىات منها أن »60٪« من البنات يعانين من فقر دم والأنيميا مما يؤدى الى شعورهن بالخمول وقلة والنشاط وانعدام الحب الذى ينتج عن العقل وليس القلب و»9.8٪«.. من المصريين جربوا تعاطى المخدرات من منطلق الترفيه أو المناسبة بينما »1.5٪« منهم مدمنون. وأضاف أن »30٪« من الجنايات تأتى بواسطة ناس عندهم بطالة وأن »78٪« من جرائم هتك العرض والاغتصاب تبحث بواسطة عاطلين أيضاً. كما أشار الى أن كل سيدة من بين »3 سيدات« فى مصر تتعرضن للضرب من زوجها بينما »6.5٪« من الأزواج بيضربوا من زوجاتهم ضرب مبرح..!!