ملتقى جديد خرج من رحم منتدى شباب العالم الذي عقد في نوفمبر الماضي بشرم الشيخ، الذي جاء في إطار حرص القيادة المصرية الحكيمة برئاسة السيسي على توطيد علاقاتها بالقارة الأفريقية، إذ تستضيف مدينة أسوان ملتقى الشباب العربي الأفريقي، السبت المقبل، الذي تستمر فعاليته ثلاثة أيام. ويعد الملتقى الذي تحتضنه أسوان هو الأول من نوعه، حيث تدور أجندته حول العديد من القضايا والموضوعات التي تهم الشباب العربي والأفريقي، وتنفيذا للأجندة التي تتبناها مصر في الاتحاد الأفريقي لتكون للبناء والسلام في القارة السمراء. وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن ملتقى الشباب العربي الأفريقي الذي سيعقد بأسوان، السبت المقبل، لأول مرة يعد جزءا من توصيات منتدى شباب العالم الذي عقد في نوفمبر الماضي بنسخته الثانية برعاية الرئيس السيسي، وحرصه على توطيد علاقات مصر بدول أفريقيا من خلال اتخاذ أسوان عاصمة للشباب الأفريقي، مشيرا إلى أنه مهم لنقل رسالة مصر لأفريقيا والعكس. وأشار فهمي، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، إلى أن الملتقى يمثل صورة جيدة للتفاعل بين الشباب العربي والأفريقي، ويعكس اهتمام مصر بالقارة السمراء، مؤكدا أن اختيار أسوان لعقد المؤتمر يسهم في الترويج السياحي والثقافي لها، فضلا عن أنها قريبة من القارة الأفريقية، مؤكدا أن المؤتمر يمثل فرصة لتبادل وجهات النظر والرؤى ونقل الخبرات بين الشباب العربي والأفريقي. وذكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن ملتقى الشباب العربي الأفريقي بأسوان هو حوار مفتوح بين الشباب لمناقشة قضايا العالم، ومعرفة وجهات نظرهم تجاه تلك القضايا، فضلا عن مناقشة كيفية تحقيق التنمية في القارة الأفريقية، على حد تعبيره. ورأى الدكتور جمال أسعد، المحلل السياسي، أن ملتقى الشباب العربي الأفريقي الذي تحتضنه أسوان يعد بداية حقيقية لتوطيد العلاقات المصرية الأفريقية على مستوى الشباب باعتباره جيل المستقبل، وأيضا للتأكيد على توجه السياسة المصرية لتوطيد علاقاتها مع أشقائها الأفارقة. وأضاف أسعد، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الملتقى يؤكد أن العلاقات المصرية الأفريقية ليست مرحلية ولاسيما مع ترأس مصر للاتحاد الأفريقي هذا العام، مشيرا إلى أن الملتقى يعد فرصة للمشاركين لإتاحة مختلف الموضوعات التي تهم الشباب العربي والأفريقي من أجل تعزيز التعاون بين الدول العربية والأفريقية. وأكد المحلل السياسي، أن المؤتمر الشبابي يعد الأول الذي تستضيفه أسوان بهدف إقامة علاقات شبابية بين مصر وأفريقيا، مناشدا بضرورة عمل لجان لمتابعة وتنفيذ توصيات المؤتمر على أرض الواقع من أجل توحيد الرؤى الواعدة التي تخدم الشباب العربي والأفريقي، على حد قوله. ولفت السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن ملتقى الشباب العربي الافريقي بأسوان يعكس اهتمام القيادة المصرية برئاسة السيسي بالقارة الأفريقية ولاسيما الشباب باعتبارهم مفتاح المستقبل وجسر التواصل بين الشعوب لتأسيس علاقات قوية بين الشعوب العربية الأفريقية. وأوضح حجازي، أن اختيار أسوان لتكون عاصمة للشباب الأفريقي، نظرا لأنها تعبر عن الثقافة العربية والأفريقية باعتبارها الأقرب جغرافيا من القارة، فضلا عن أنها المدخل الحقيقي الذي اختارته مصر لتحقيق طموحاتها مع الشعوب القارة. وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الملتقى يبعث برسائل تآخي وتسامح بين الشعوب العربية والأفريقية للعالم، ولتحقيق مزيد من التوافق والتواصل بين الشباب، وإتاحة الفرصة لتوحيد القواسم المشتركة بين الشباب العربي والأفريقي.
