كتبت:لُجين مجدي تحتفل بطريركية الاقباط الأرثوذكس بالاسكندرية, اليوم السبت, بتذكار وجود رأس القديس يوحنا المعمدان و هو أحد أبرز الشخصيات التاريخية التي حفظها كتب التراث القبطي و حفظها كتب آدب الشخصيات والشهداء أحد فروع فن الادب الذي يتناول سيرة القديسين و الشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عبر العصور. يعتبر يوحنا المعمدان أو يحيى المعمداني هوالنبي الذي عمّد يسوع المسيح في نهر الأردن و أصبح منذ ذلك الحين التعميد ضمن أسرار الكتاب المقدس واندرج بعد هذه الواقعه ضمن التقاليد المسيحية وهو أحد أهم الطقوس القبطية لكل مسيحي منذ المهد حتى الممات و تقوم الكنائس بالتعميد بإستخدام المياة و الميرون المقدس نسبةً لتعميد السيد السيح داخل نهر الأدن و نُسب طقس التعميد بإسم النبي يوحنا المعمدان وهو إغتسال الجسد بالمياة ليبدأ الحياة الإيمانية مغتسلًا من الذنوب معترفًا بالايمان. و ذكرت الكتب التراثية القبطية روايات عدة حول نقل رأس القديس يوحنا المعمدان فقد أمر الامبراطور هيرودس الرابع، بقطع رأس القدّيس يوحنا المعمدان بعدما وبخه القديس , فأخذت زوجة الامبراطور"هيروديا" رأس القديس على صحن قديم ودفنته في مكان بالقرب من قصر هيرودس, و ظل يتوافد المؤمنين على قبر القدّيس يوحنا المعمدان الذي استمر حتى القرن الرابع داخل السامرة موضع إكرام المؤمنين ثم دكّه يوليانوس الجاحد وبعثر عظامه، لكن بعض المسيحيين تمكّنوا من إنقاذ ما أمكن، وأتوا به إلى القدس، وقام فيليبوس رئيس أحد الأديرة آنذاك بنقل الرفات إلى القدّيس أثناسيوس الإسكندري، غير أن الحج إلى المدفن في سبسطيا استمر بضعة قرون. وقد روت بعض الكتب الأرثوذكسية أنة حين وصل رهبان المشرق إلى فلسطين بقصد السجود للأماكن المقّدسة فظهر لهما القديس في حلم الليل، كلاً على حدة، وقال:"توجّها إلى قصر هيرودس فتجدان هامتي تحت الأرض".و قاموا بنبش الرأس ادراجها من حيث أتيا, ثم التقيا في الطريق بفخاريًّا من أصل دمشقي كان بائسًا وترك موطنه سعيًا وراء الرزق, و يبدو أن السابق ظهر له في الحلم وعلى الأثر خطف الهامة وعاد إلى حمص هناك تيّسرت أموره ببركة السابق ولمّا كان الفخاريًا مشرفًا على الموت، جعل الرأس في صندوق وسلّمه إلى شقيقة له، طالبًا منها ألا تفتحه إلا بأمر المودع فيه وأن تسلمه متى أتت الساعة إلى رجل تقي يخاف الله. و بعد مرور العصور انتقل الرأس إلى كاهن أرثوذكسي وبقى لديه إلى أن جاء الأمبراطور ثيودوسيوس الكبير وأخذه ليجعله في كنيسة بهيّة في حي أبدومون بناها خصيصًا لتحتضن الهامة, و في عهد الحروب الصليبية قاموا ببناء مزارًا يحمل أسم القديس يوحنا المعمدان و بعد الحروب تدمر حتى مطلع القرن السابع عشر قاموا الرهبان الفرنسيسكان بترميم المزار و أصبح مكانًا للعبادة .