استضافت (بوابة الوفد) اليوم الخميس (كريس إليوت) Chris Elliott (محرر القراء) readers' editor في جريدة الجارديان البريطانية العريقة. ودار نقاش مثمر بين هيئة تحرير البوابة والصحفي الشهير حول أهمية وجود "محرر القراء" في الصحف لتعزيز مصداقيتها لدي القراء والرد علي تساؤلات القراء أو تصحيح أي أخطاء أو تجاوزات قد تقع من المحررين ما يكسبها مصداقية أكبر. أشاد "إليوت" بالنقلة الحضارية التي قامت بها الثورة المصرية وتنبأ أن تنعكس علي أداء الصحافة المصرية داعيا للنزاهة والأمانة الصحفية في كشف الحقائق التي تؤيدها المستندات والامتناع عن نشر أي أخبار مجهلة أو تطعن في آخرين بدون وجود مستندات وأن يكون معيار المصداقية هو احترام القراء ونشر الحقائق والاعتراف بالأخطاء لو وقعت والاعتذار عنها وهو ما تسعي البوابة لنهجه . وأكد "إليوت" أن حرص الصحف علي نشر الحقائق وأي تكذيب أو تصحيح لأخبار أو تقارير تنشرها يتبين أنها خطأ أو غير دقيقة، لا يقلل من مصداقيتها إطلاقا كما يتصور البعض وإنما علي العكس يعزز مصداقيتها وأن هذا هو ما نجحت فيه الجارديان التي تتميز بأعلي مصداقية بين الصحف البريطانية لاحترامها القراء والحرص علي مصداقية ما تنشره. ودار نقاش مهني وعلمي بين طاقم التحرير والمحرر البريطاني حول المشكلات التي تواجه الصحافة في العالم الثالث مثل عدم توافر مستندات برغم صحة نبأ ما وعدم رغبة بعض الصحفيين في الخضوع لنفس المعيار المتعلق بالنزاهة والمصداقية والصدق في حالة نشر أخبار عنهم تكشف فسادا أو تجاوزات بعضهم بدافع "الزمالة" . وكذا الضغوط التي يتعرض لها الصحفيون من قبل مسئولين ومتنفذين لعدم نشر أخبار أو وثائق تتعلق بفسادهم. وأبدي تفهمه للبيئة التي تعمل فيها الصحافة المصرية وعدم سهولة الحصول علي تدفق معلوماتي بشكل رسمي ، والتهديدات والمخاطر التي تواجه الصحفيين. وحرص الصحفي "كريس إليوت" علي توضيح الفارق بين (محرر القراء) الذي يتفاعل مع ما يرسله القراء من شكاوي أو مشكلات أو ملاحظات علي ما ينشر في الصحيفة وتحقيقه في مدي مصداقيته والرد عليه ، وبين (محرر بريد القراء ) في العالم العربي، الذي يقتصر دوره علي نشر أبرز تعليقات القراء فقط وأشار إلى أن من أهم ما يميز (محرر القراء) أنه يكون معينا من قبل ملاك الجريدة، لا رئيس التحرير كي يكون مستقلا في عمله ويحرص علي نشر الحقائق وتصحيح الأخطاء التي قد يقع فيها المحررون أو توضيح الحقائق للقراء، حتي لو أغضب هذا زملاءه المحرريين، لأن المعيار هو المصداقية مع القراء ، وهو ما يدفع بأي جريدة تعتمد علي فكرة محرر القراء بحرفية ومهنية إلي الصدارة في قبول الجمهور لها واحترامها. وأشار لأن من يتولي هذه الوظيفة يجب أن تكون لديه خبرة طويلة في مجال التحرير ويعرف الصحفيين جيدا وأن يكون ملما أيضا بالجوانب القانونية المتعلقة بالصحافة وباهتمامات القراء وأن تكون لديه قدرة كبيرة علي استقصاء الحقيقة دون مجاملة وبحيادية بين القراء والمحررين والمصادر التي قد تتضرر من نشر خبر ما وقد تضغط لنفيه وتكذيبه. وتوقع "إليوت" أن تشهد الصحافة المصرية بعد الثورة الشعبية تطورا كبيرا، داعيا الي السير في خطوات الاعتماد علي فكرة محرر القراء مستقبلا برغم تفهمه لمسألة أن غالبية الصحف العربية إما مملوكة لحكومات أو أشخاص أو رجال أعمال وأحزاب ما يكبل فكرة عمل (محرر القراء) في حالة تواجده في العالم الثالث عموما .