"تعلم معنا"، تعليم الوادي الجديد تنظم مراجعات ليلة الامتحان لصفوف النقل    أسعار الدواجن والبيض في السوق اليوم الإثنين 6 مايو 2024    سكرتير عام سوهاج يبحث الاستعدادات النهائية للبدء في تلقي طلبات التصالح    الري تفتح الحدائق والمزارات أمام المواطنين في احتفالات شم النسيم    ننشر حركة تداول السفن والحاويات في ميناء دمياط    وزير الإسكان: استرداد مساحة 17990 مترًا بالسويس الجديدة..وقرار بإزالة مخالفات بناء ببني سويف    الخبراء يكشفون سيناريوهات اجتياح رفح.. تفاقم الكارثة الإنسانية لأهالي قطاع غزة.. وخسائر كبيرة متوقعة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي    أستاذ علاقات دولية يكشف الحالة الوحيدة التي تلجأ فيها روسيا للسلاح النووي    باحث فلسطيني: صواريخ حماس على كرم أبو سالم عجّلت بعملية رفح الفلسطينية    روسيا تعلن إسقاط مقاتلة "سو-27" وتدمير 5 زوارق مسيرة للقوات الأوكرانية    مانشستر يونايتد يفتح الباب أمام عودة سانشو في الموسم المقبل    كالتشيو ميركاتو: لاعب روما مهدد بالإيقاف بسبب التقاط الكاميرات تلفظه بعبارات غير لائقة أمام يوفنتوس    تعرف علي مواعيد مواجهات منتخب مصر الأولمبي فى أولمبياد باريس 2024    "الصيد والرحلات النيلية"، مظاهر الاحتفال بشم النسيم في المنصورة (فيديو وصور)    التعليم تعلن تعليمات عقد الامتحانات الإلكترونية للصفين الأول والثاني الثانوي    التفاصيل الكاملة لتبرع المؤرخة لطيفة سالم بمكتبتها للجمعية التاريخية    كيف دعم تركي آل الشيخ صديقه محمد عبده بعد إعلان إصابته بالسرطان؟    ختام فعاليات المؤتمر الرابع لجراحة العظام بطب قنا    قافلة طبية مجانية ضمن مبادرة "حياة كريمة" بقرى بغداد بباريس الوادي الجديد    إزاي تعرفي جودة الفسيخ    حبس المتهمة بقتل زوجها بسبب إقامة والده معها في الإسكندرية    وزير الشباب يشهد "المعسكر المجمع" لأبناء المحافظات الحدودية بمطروح    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    «الصحة»: إجراء 4095 عملية رمد متنوعة ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    جامعة أسيوط تنظيم أول مسابقة للتحكيم الصوري باللغة الإنجليزية على مستوى جامعات الصعيد (AUMT) 2024    الرئيس الصيني: نعتبر أوروبا شريكًا وتمثل أولوية في سياستنا الخارجية    "دور المرأة في بناء الوعي".. موعد ومحاور المؤتمر الدول الأول للواعظات    النادي الاجتماعي بالغردقة يستقبل 9 آلاف زائر خلال شم النسيم والاستعانة ب 25 منقذًا    متى يُغلق باب تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء؟ القانون يجيب    على مائدة إفطار.. البابا تواضروس يلتقي أحبار الكنيسة في دير السريان (صور)    إيرادات علي ربيع تتراجع في دور العرض.. تعرف على إيرادات فيلم ع الماشي    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    في ذكرى ميلادها.. محطات فنية بحياة ماجدة الصباحي (فيديو)    لماذا يتناول المصريون السمك المملح والبصل في شم النسيم؟.. أسباب أحدها عقائدي    مفاجأة.. فيلم نادر للفنان عمر الشريف في مهرجان الغردقة لسينما الشباب    وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة لسيدنا موسى غير صحيحة    5 ملفات تصدرت زيارة وفد العاملين بالنيابات والمحاكم إلى أنقرة    زيادة قوائم المُحكمين.. تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    استياء في الزمالك بعد المشاركة الأولى للصفقة الجديدة    طارق العشرى يُخطط لمفاجأة الأهلي في مواجهة الثلاثاء    هل أنت مدمن سكريات؟- 7 مشروبات تساعدك على التعافي    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    موعد عيد الأضحى لعام 2024: تحديدات الفلك والأهمية الدينية    إصابة أب ونجله في مشاجرة بالشرقية    مقتل 6 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    بالصور.. الأمطار تتساقط على كفر الشيخ في ليلة شم النسيم    أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    رئيس لجنة الدينية بمجلس النواب: طلب المدد من ال البيت أمر شرعي    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    مصدر مطلع: البيت الأبيض متخوف من تأثير عملية كرم أبو سالم على صفقة الرهائن    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قنديل: "العسكرى" اصطاد الثوار بالمليونيات
نشر في الوفد يوم 11 - 06 - 2012


[قنديل: "العسكرى" اصطاد الثوار بالمليونيات]
حمدي قنديل
أجرى الحوار - حسام عبد البصير:
منذ 1 ساعة 39 دقيقة
لحمدي قنديل أبناء كثر منتشرون على الخريطة العربية نجح في أن يخلق فيهم جين الثورة فكان النواة الأولي لنشر حالة السخط في البيوت العربية،على حكامها المنزهين عن كل نقص ففتح الباب قبل عقدين أمام رياح الحرية العاتية عبر برامجه لتهب على العواصم التي لم يكن لها نشاط يذكر سوى النوم وإنتاج قصائد المديح للحكام وقليل من الخبز لسد الأفواه الجائعة فلم تكن تسمع عن الحرية يوما إلا في افلام السينما والأعمال الأدبية.
لكن لحمدي قنديل أيضاً حكاما مستبدين كثيراً ما منحهم قبلة الحياة وشرعية البقاء في الوقت الذي كانت فيه شعوبهم تلعنهم في السر وتدعو عليهم في الصلوات الخمس وفي جوف الليل الآخر.. مثل حمدي قنديل ثنائية شديدة الجدل فقد كان المروج لفكرة الحرية في العواصم العربية ففي الوقت الذي كانت فيه تلك العواصم تأخذ الناس بالشبهات وتعد عليهم أنفاسهم نجح أن يكون مبشراً بالحرية وحمل الناس على أن ينسجوا أحلامهم بقرب بزوغ فجر الخلاص لكنه في ذات الوقت منح غطاءً شرعياً لعدد من الزعماء الذين جسدوا الاستبداد في أعتى صوره ومن هؤلاء بالطبع صدام حسين وبشار الأسد وحسن نصر الله.. ومن المدهش أن صانع الحرية الذي نجح في اختراق جدار الصوت في بلاط الحكام ومنازل الفقراء النائمة طيلة عقود بات بعد ان أصبحت الحرية عملة متداولة عاطلاً عن العمل بقصد أو بدون قصد.. في الماضي كانت الدوائر الدبلوماسية يدب فيها النشاط من أجل ملاحقة الرجل براً وبحراً وجواً لمنع ظهوره الآن بعد أن اصبح العديد من مطارديه من نزلاء سجن طرة أو من عداد الموتى أو المرضى أصبح غيابه يمثل لغزاً.. هل قررت إنفاق ماتبقى من ايام في الفرح بما أنجزته الثورة التي كنست ركام الماضي وغسلت الفضاء المصري من الطغاة.. من الطبيعي ان يكون سؤالي الأول معه حول شعوره الآن بعد ان اكتشف أن عدداً من الحكام الذين صنعهم ألحقوا بالأمة الهزائم وأذاقوا شعوبهم ألوان العذاب وهو الذي كان قد رفع هؤلاء الحكام لمرتبة المجاهدين وأولي العزم؟
قال لي حدد سؤالك.. قلت بشار الأسد أسبغت عليه المديح وحسن نصر الله جعلت الناس من المحيط إلى الخليج تهتف باسمه وتعلق صوره في المنازل والسيارات وصدام حسين بكيت عليه حياً وميتاً أليس هؤلاء من ساموا شعوبهم سوء العذاب؟
- بالنسبة لبشار الأسد فقد أثنيت عليه في البداية لأنني وجدت فيه سمات الحاكم الشاب الذي من الممكن أن يقود شعبه للنهضة ويعمل على تحرير الأرض المحتلة منذ عقود لمست فيه رغبة الشباب في أن يعمل ويحقق الطموحات التي عجز أبوه على أن يحققها وقد التف حوله شعبه في البداية وبعد سنوات اتضح أنه ليس سوى نسخة من أولئك الحكام الدمويين الفاسدين المتعطشين للدماء ومن المؤسف أن يكتب بنفسه تاريخه بين أعتى السفاحين الذين عرفتهم البشرية
وحسن نصر الله؟
- حسن نصر الله كسر إرادة إسرائيل وجعل سمعة جيشها الذي لا يقهر في التراب واحرز للبنانيين والعرب نصراً كبيراً بالرغم من تآمر البعض ضده وبالطبع ارفض بشدة ان يكون داعماً لبشار في الوقت الراهن لكنني مازلت مع مشروعه الداعم للمقاومة والذي اجبر تل ابيب على عمل ألف حساب قبل أن تفكر في أن تكرر حماقاتها القديمة بالعبور للأراضي اللبنانية.
أثنيت أيضاً على صدام حسين؟
- صدام كان يمثل إرادة المقاومة في وجه واشنطن لم يبع وطنه ولم يخن شعبه لقد عبرت عن حزني عليه ميتاً وتعرضه للمؤامرات من قبل من أحسن إليهم.
كما أثنيت على صفوت الشريف؟
- لم أثن عليه لكن أنصفته حينما كنت أتحدث مع يسري فودة عن عيوب صفوت الشريف فقلت للإنصاف أن من إنجازاته إنشاء القمر الصناعي المصري وأنا أول عانيت من صفوت فقد دخلت التليفزيون في عهده وخرجت في عهده أيضاً ومن المدهش أنني في الوقت الذي دخلت فيه التليفزيون كان في عصر مبارك لكنني لا أستطيع دخوله الآن ونحن في زمن الثورة.
لكنهم عرضوا عليك رئاسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون ورفضت؟
- طبعاً رفضت لأن عندي من الأسباب التي تجعلني أرفض وفي مقدمتها أن ذلك الجهاز متخم بالمشاكل فتعداد الموظفين 43 ألف موظف والقنوات كثيرة ومشاكلها لا تنتهي وديون الاتحاد 13 مليار جنيه لذا أدركت أن مهمة الإصلاح شبه مستحيلة في الوقت الراهن على الأقل خاصة مع وجود مطالب إنسانية للعديد من الموظفين قد لايمكن تلبيتها الآن.
ومن يقف وراء منعك من تقديم برنامج في التلفزيون المصري الآن؟
- بالطبع ليس القائمين على أمر التلفزيون ولكن الممسكون على مقاليد الأمور في البلد.
وما مصلحة المجلس العسكري في أن يلاحقك؟
- للأسف المجلس العسكري صدره ضيق بمن ينتقده وفي كثير من الأحيان يتعامل مع المصريين وكأنه لم يحدث جديد في حياتهم وكأننا مازلنا في عهد مبارك.
هل تقدمت بعرض لبرنامج في التلفزيون المصري وتم رفضه؟
- لم يحدث ذلك ولكني أقول لك إن مجرد العرض من قبل المسئولين أنفسهم لم يحدث بالرغم من أن المناخ اختلف ومن المفروض أنه لم يعد هناك أي خطوط حمراء.
لماذا تبدو عازفاً عن تقديم برامج في أي من الفضائيات المختلفة؟
- ينتابني شعور بأن زمن الكلام انتهى وأننا في مرحلة العمل من أجل تحقيق مطالب الثورة والتي تحتاج لجهد مضن لقد أقمنا العديد من (موالد الكلام) طيلة سنوات وبرغم أهميتها الشديدة فيما مضى خاصة حينما كنا نخوض حرباً ضروساً ضد واحد من أعتى الأنظمة العربية استبداداً وفساداً أعني بذلك نظام مبارك لكن في الوقت الراهن شهيتي للعمل التلفزيوني تراجعت إلى حد ما.
هل لذلك علاقة بالعثرات التي تعرضت لها الثورة؟
- الثورة تمر بمنعطف خطير خاصة بعد أن نجح الفريق أحمد شفيق في أن يخوض مرحلة الإعادة في الانتخابات الرئاسية وهو يهدد ويقوض الأهداف التي نادت بها الثورة وبالنسبة لتراجع شهيتي عن العمل فمرد ذلك كما قلت لك سببه لقناعتي بضرورة أن ننجز في المضمار السياسي كي نحقق الأهداف التي لأجلها استشهد الشباب.
إذا كان شفيق يمثل مصدر تهديد للثورة فلماذا لا تدعم محمد مرسي على الأقل هو من صناع الثورة واعتقل في الأيام الأولى لها؟
- مع شديد احترامي لمحمد مرسي إلا أنني أري فيمن يصوت له هروباً من شفيق كالذي يستجير من النار بالرمضاء، فكلا الرجلين يقفان حجر عثرة في وجه الدولة المدنية القائمة على مبادئ الحكم الديمقراطي الذي ننشده جميعاً شفيق سوف يستدعي كل خطايا النظام السابق ولن يألو جهداً في حماية الفاسدين لأنه ابن بار للنظام الذي أهلك الحرث والنسل وسرق أموال المصريين ونشر الرعب في بيوتهم ودفع بمصر لقاع التاريخ وذيل الأمم بعد أن كانت منارة البشرية.. إنني أقول لكل من يفكر في التصويت لشفيق اتق الله في البلد والثورة ودماء الشهداء هل تريد أن تعيد البلد لعصر القمع والاستبداد والفساد.
لماذا يلقى مرسي معارضة بين النخبة؟
- أنا عن نفسي لن أصوت لا لمرسي ولا لشفيق سأبطل صوتي لأنني أرى في مرسي بعض المخاوف الجديرة بالاعتبار وبعض المثقفين وأطياف مختلفة تبدي نفس المخاوف وأبرزها الخوف على قيم الدولة المدنية واستدعاء الحكم الديني الذي أراه ليس في صالح مصر ولا في صالح نهضتها.
لكن شفيق إذا جاء قد لا نستطيع زحزحته من مكانه وسيتناسل نظام مبارك مجدداً؟
- انتهى للأبد عصر الاستبداد مهما تآمر على مصر المتآمرون لن يكون بوسعهم إعادة الاستبداد مجدداً هذا زمن وانتهى، ومبارك ونظامه وخيانته باتوا في ذمة التاريخ.
ما الذي يخيفك من مرسي؟
- مرسي لن يسعى إلى تعضيد نفوذ الدولة المدنية إنما سوف يكرس لتعضيد نفوذ الإخوان والدولة الدينية حتى لو سعى لمحاربة الفساد لكن في نهاية الأمر برامج الإخوان لا تختلف كثيراً عن برامج الحزب الوطني المنحل.
أيهما من الممكن خلعه أولاً؟
- لا أعرف على وجه التحديد من منهما يسهل خلعه عن الآخر، ولكنني أراهما يستويان ولا أستطيع أن أخون من ينتخب شفيق، وقد قررت أن أعدل عن قرار منح صوتي لأي منهما لأنني أرفض تسليم البلاد لاستبداد عسكري أو استبداد ديني فمعنى مجىء شفيق أن نستنسخ نظام مبارك، ومعنى القبول بمرسي هو تسليم البلد كلها للإخوان تسليم مفتاح.
هل يساهم المجلس العسكري في تغليب شفيق على مرسي؟
- المجلس العسكري منذ فترة طويلة تعمد أن يدخل البلد في أزمات متعاقبة بغرض أن يدفع المصريين في نهاية الأمر للكفر بالثورة والترحم على زمن مبارك وهو بالطبع يريد أن يدفع المصريين في جولة الإعادة لانتخاب شفيق لأنه مرشحه المفضل الذي لن يسبب له أي نوع من المشاكل.
إذن مرسي هو الحل؟
- مرسي ليس حلاً ويحزنني أن أقول ذلك لأن الاستبداد باسم الدين لا يقل بأي حال من الأحوال عن الاستبداد باسم العسكر.
لكنه لن يبيعنا للعسكر كما سيفعل شفيق؟
- لكل منهما كوارثه ولكنني أرفض شفيق شكلاً وموضوعاً.
المقصود من الحكم تبرئة عصر مبارك
ما الذي يكشف عنه الحكم الصادر على مبارك ونجليه ووزير داخليته ومديري الأمن؟
- أعتقد أننا أفرطنا في التفاؤل لحد كبير، والحكم بالتأكيد مسيس هذا كلام معظم من علقوا عليه، وهو يحمل في طياته البراءة ليس فقط على مبارك والعادلي، ولكن وهو الذي لايقل خطورة يمنح البراءة لعصر مبارك ويمنحه صك البراءة بأنه خال من الفساد وأنه كان نظاماً وطنياً بامتياز على عكس الحقيقة التي نعرفها جميعاً والتي باتت يؤمن بها المصريون.
وبالنسبة لمساعدي العادلي؟
- هو أيضاً يمثل كارثة لأنه يحمل في معناه إشارة لجهاز الشرطة بأن يستأنف نشاطه السابق في القمع والتنكيل بالمعارضين وتعذيبهم وهو ما لن نسمح به مطلقاً. لقد كرس الحكم لحقيقة هي في الأساس من قبيل الأباطيل وفحواها أن ماقامت من أجله الثورة كان محض أكاذيب لا أساس له في الواقع، فبالنسبة لمبارك بات أقرب من البراءة عند النقض، وتلك مهزلة كما أن وزير داخليته قد يحصل على البراءة، وكأن من قتلوا في التحرير والعديد من الميادين والشوارع لم تقتلهم أجهزة الأمن بأوامر منه لجلاده حبيب العادلي.
لكن المستشار أحمد رفعت حكم وفقاً لما قدم له من أدلة مهلهلة؟
- بالطبع قام بالحكم بينما لم تقدم له الأدلة التي يحتاج لها، فلقد تواطأت أجهزة الدولة المختلفة سواء المخابراتية أو التابعة للطب الشرعي، وجهات أخرى من بينها التلفزيون والمتحف المصري بهدف إخفاء الحقائق عنه، ولكن كان أمام القاضي أحد مسارين عليه أن يخترق أحدهما الأول أن يعيد القضية للنيابة العامة لإجبارها على تقديم الأدلة، والمسار الثاني أن تقوم المحكمة بالتحقيق في القضية من البداية لكن سيادة رئيس المحكمة لم يفعل هذا ولا ذاك وحكم بالبراءة التي أسفرت عن حالة من الغضب المتزايد في صفوف المصريين وأعادت للميدان وهجه مجدداً.
هل يكشف ذلك التواطؤ المتعمد من قبل الأجهزة كافة عن تقديم الأدلة للمحكمة وجود صفقة قبيل مغادرة مبارك قصر العروبة لإبراء ساحته وساحة أسرته وأركان حكمه؟
- مما لا شك فيه ومن وحي ما نراه في المشهد الراهن أن صفقة من هذا النوع قد تكون أبرمت منذ زمن ولعل ما يكشف ذلك ما كشف عنه النقاب عن تلك الجملة التي رددها مبارك عند اقتراب طائرته من سجن طرة حيث ردد جملة (مش ده اللي كنا متفقين عليه) ولكن ذلك لن يحول بيننا وبين المضي قدماً في تطهير الأجهزة كافة من الفاسدين إن أول جملة انطلقت عقب النطق بالحكم هي (الشعب يريد تطهير القضاء) وعدد كبير من تيار الاستقلال ينادي بذلك منذ زمن.. إننا نتفهم بالطبع مشاعر المستشار الغرياني وأسرة القضاء ومجلس الدولة لكن عليهم في المقابل أن يتفهموا شكوك الجماهير والملاحظات التي أبداها رجال القانون حول الأحكام جديرة بالنظر إليها فهي محل اعتبار وينبغي النظر إليها.
لكن الرجل مسن ولا تسمح معظم دول العالم بالإعدام لمثل من هم في عمره؟
- ندرك ذلك بالفعل لكن المتابع لما يجري يستشعر أنه ليس بمريض لقد جاء صوته وهو يرد على القاضي قوياً ويكشف عن أن حالته بخير أما موضوع السرير المتحرك أقرب للمسرحية أكثر من كونه يكشف عن حالة مبارك الصحية.
لكن الأنباء المتواترة تفيد أن صحته في انهيار شديد؟
- لا نعلم حقيقة ما يجري قد يكون الأمر وهذا ما أميل إليه أنه محاولة لاستدرار تعاطف الجماهير بعد حالة الغضب الواسع التي خلفها حكم المحكمة أو من أجل التمهيد لنقله من سجن المزرعة.
الثوار لهم أخطاؤهم أيضاً؟
- طبعاً الثوار ليسوا منزهين بل لديهم أخطاؤهم ومن أهمها أنهم أحسنوا الظن بالمجلس العسكري وسلموه الثورة في البداية فكان ماكان.. وللأسف ليس الثوار فقط هم من أحسنوا الظن بالعسكري، ولكن جميعنا أحسنا الظن بالعسكر أما الخطأ الثاني الذي وقع فيه الثوار فهو افتقادهم للقيادة مما أسفر عن تفتت أصواتهم وبعض القوى الثورية كانت صنيعة المجلس العسكري نفسه من أجل إحداث فتنة بين الشباب فبعض الائتلافات كان نصيراً بالفعل للثورة وشعبها بينما البعض الآخر لم يكن كذلك ونرجو ألا يكون وراءها جهات أجنبية وبعض تلك القوى كانت زائفة ومن أبرز الأخطاء أيضاً أنهم خدعوا في عصام شرف فقد كان طعماً من المجلس العسكري، وعندي بعض المعلومات التي تشير إلى أن اسمه لم يطرح في الميدان وإنما تم وضعه بين قوائم المرشحين للوزارة وللحق فإنه لم يكن نصيراً للثورة بل كان ظلاً المجلس العسكري.. ومن أخطاء الثوار أيضاً أن بعض الثوار أصيب بداء التعالي على الناس وتفرغوا للحوارات التلفزيونية فكانوا يتنقلون من قناة لأخرى ومن استوديو لآخر.
وماذا عن الأخطاء الأخرى التي وقعت فيها القيادات الثورية؟
- بالطبع هناك أخطاء وقعت فيها تلك القيادات بدون قصد وذلك حينما عرضت مناصب وزارية على شخصيات وطنية مثل محمد غنيم ومحمد أبو الغار لكنهم رفضوا زهداً في المناصب وكان ذلك خطأ كبيراً لأنه كان بوسعهم إذا قبلوا أن يكونوا مناصرين للثورة.
أنت رفضت المنصب أيضاً؟
- رفضي جاء لنفس السبب، كنت أعتقد أن وجودي في الشارع بين الثوار أهم من حمل المناصب، فقد كانت مصر على مدار الحقبة الماضية في حالة تصحر سياسي، وكان من المهم أن يعود للشارع حيويته وهذا ما حدث بالفعل حينما أقبل المصريون على التعاطي مع الشأن العام لصالح وطنهم بعد أن حطموا جدار الخوف.
هناك من كفروا بالثورة بسبب الأزمات التي وقعت فيها البلد؟
- أي زلزال له توابع، وقد كان الزلزال الذي أحدثته الثورة عنيفاً وأي ثورة شهدها العالم جاءت بعدها توابع، لكن ليس بوسع أي أحد أن يقول بأن الوضع قبل الثورة كان أفضل بالعكس لقد حققنا أهدافاً لم نكن نحلم بها لقد استأصلنا سرطاناً كان ينخر في جسد مصر من سنوات بعيدة وعلينا أن نحتمل حتى نخرج من توابع الزلزال سالمين.
العسكري خدع الثوار بالمليونيات
البعض يرى أن كثرة المليونيات كان من أهم تلك الأخطاء؟
- المجلس العسكري اصطاد الثوار بتلك المليونيات، والكثير منها كان بالفعل بلا مبرر لكنني لست مع الرأي الذي يقول إنها السبب في هروب السياح لأن ما جعل السياح يتراجعون عن المجىء هو غياب الأمن ولا يحتاج المرء لدليل ليعرف أن الغياب الأمني تم بفعل فاعل بدليل أنه في أيام الانتخابات كانت لا تقع أي حوادث وكان المجلس العسكري يتعهد باستتباب الأمن، وكان يصدق في وعوده والسؤال هو لماذا لا يعمل على بقاء الوضع الأمني مستتباً طوال الوقت؟ من المسئول عن الدفع بالبلطجية بشكل شبه منظم للميدان وفي الطرق والشوارع خلال المرحلة الماضية هذا السؤال يجيب عنه المجلس العسكري والداخلية.
الفريق شفيق اتهم الإخوان بأنهم وراء قتل الثوار في الميدان؟
- هذا اتهام خطير، ولقد تقدم عدد من الرموز ببلاغ للنائب العام ضد شفيق بتهمة إخفاء معلومات مهمة عن حوادث العنف حينما كان رئيساً للوزراء فلماذا لم يتدخل ويكشف ما لديه من معلومات ويتحدث الآن، بالطبع، الأمر لا يخلو من دعاية انتخابية لشخصه من أجل أن يشوه الإخوان ومرشحهم وأعتقد أن الأخبار التي يروج لها شفيق كاذبة، ومن الممكن أن تسفر عن قلاقل للبلد وأطالب بأن يقدم للمحاكمة على ما يردده من أكاذيب.. وشفيق مكانه الطبيعي القفص وليس قصر العروبة.
هل أنت متشائم بسبب ما آلت إليه الأوضاع؟
- بالعكس أنا شديد التفاؤل فلن تعود مصر للوراء أبداً مهما سعى الفلول ومن يعاونهم في أن يعيدوا عقارب الساعة للوراء مصر تخلصت من الذين باعوها طيلة تلك الأعوام مقابل مصالحهم الخاصة، وينبغي أن نثق في أنفسنا فلقد صنعنا ثورة بفضل الله أدهشت العالم، لذا ليس علينا أن نيأس من أن المتاعب التي نواجهها بفعل فاعل سوف نتغلب عليها.
العلاقة بين مرسي والجيش لن تكون مثالية
هل كنت تأمل أن يدخل الإعادة وجوه أخرى؟
- كنت آمل أن يكون في الإعادة حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح لأن لديهما المؤشر الصحيح والبوصلة التي توجه البلد نحو المستقبل بدون إهدار مزيد من الوقت فيما لا يفيد.
وماذا عن الطريق الثالث الذي لا يريد مرسي أو شفيق؟
- أنا أعذر هؤلاء وأنا من بينهم فنحن ندرك حجم المشاكل التي ستواجهها مصر حال وصول أي منهما.
هناك من يردد بأن الانتخابات شهدت تزويراً؟
- مؤسسة كارتر التي راقبت الإنتخابات أشارات إلى أنها واجهت متاعب كثيرة لم يسبق لها أن واجهتها في أي انتخابات دعيت لها من قبل كما كشفت النقاب عن أن ثلث اللجان أغلقت قبل موعد انتهاء التصويت، وأن أعضاء المؤسسة تعرضوا للقيود عند المتابعة وعن نفسي فقد لمست خلال لجنتي الانتخابية العديد من الأخطاء واتفق معي في ذلك عدد من الناخبين الذين وجودوا أسماء بعضهم غير مدونة في اللجنة وأن أسماء الموتى لم تنق من الجداول وكان واضحاً أن هناك توجيها لصالح المرشح شفيق.
هل تعتقد أن مصر قد تشهد انقلاباً خلال المرحلة المقبلة؟
- يسأل عن ذلك اللواء عمر سليمان، وذلك لأنه صرح من قبل بأنه يتوقع حدوث انقلاب فليخرج لنا ما في جعبته من أسرار.
وماذا تتوقع حال فوز شفيق؟
- شفيق سيتعاون مع الجيش ضدنا هذا لا خلاف عليه حيث سيتفق مع المؤسسة العسكرية على عدد من الاتفاقات السيئة.
وماذا عن مرسي؟
- مرسي سيناطح الجيش والجيش سوف يناطحه وسيسعى لإرضاء التيارات التي منحته أصواتها لكنني على يقين بأنه لن ينجح أي مرشح في تغيير هوية مصر ولن تكون المرجعية الدينية هي الغالب في الصراع. ولابد للإخوان ومن يسيرون في ركابهم أن يدركوا أن نجاح مصر في العبور من مأزقها ليس مرهوناً بسن قوانين ذات صبغة دينية.
كيف تقيم حكم البرءاة الذي حصل عليه الشقيقان علاء وجمال؟
- لا أقبله وأشك أن وراءه مصالح.
والمجلس العسكري هل هو خائف من وصول مرشح يعاديه؟
- طبعاً المجلس العسكري لديه مخاوف ومصالح ومكتسبات يريد الحفاظ عليها وشفيق هو الأقدر على الحفاظ على تلك المصالح.
لماذا لا تأخذك الشفقة بمبارك بعدما آل إليه وضعه الصحي؟
- لا أشفق عليه لإدراكي بأنه ليس مريضاً كما أنه باع البلد وتسول من هنا وهناك ليس لصالح شعبه، ولكن لصالح العائلة والشلة التي تحيط بها أما نحن فلم نحصل سوى على الذل والعار بعد أن تردت صورتنا لهذا المستوى من الشقاء بين بلدان العالم كافة.
شفيق لن ينجح في إعادة مصر لزمن مبارك
لماذا يثق البعض في شفيق بأنه الأقدر على إدارة البلد في هذه المرحلة؟
- شفيق لو ذكي فلن يحاول إعادة عقارب الساعة للخلف، ولكني أعتقد أنه سيسعى لإعادتها بالتعاون مع الفلول الذين اختفوا عقب الثورة لكنهم عادوا لتنظيم صفوفهم بعد أن خرجوا من الشقوق.
وما رأيك فيمن يروجون له من أن الثورة كانت وبالاً على المصريين؟
- فليقولوا ماشاءوا عن الخسائر التي وقعت لكن الثورة أسدلت الستار عن فترة حالكة السواد من عمر مصر ولن نعود إليها مهما فعلوا وتآمروا.
هل الخليج يعاقبنا لأننا نريد الانطلاق نحو العالم المتحضر؟
- كانت علاقات مبارك بالملوك والرؤساء قوية للغاية، ولا ننكر ذلك ولكنه كان يستغل تلك العلاقات لمصالحه العائلية وبالفعل الإطاحة بمبارك أسفرت عن الإطاحة بمصالح الخليجيين، وكان من نتيجة ذلك أن حجبوا عنا الودائع التي كانت تستثمر وتعود بالنفع عليهم ولا أقول المنح لأنها كانت تذهب لمبارك. ومن المؤسف أن الأشقاء الذين يدركون حجم المأزق الذي تعيشه مصر لم يتحركوا للوقوف بجوارها وكان عليهم أن يساعدوا الشعب المصري الذي وقف بجوارهم طيلة العقود الماضية ولم يدخر جهداً في تنمية الخليج وتعليم أبنائه. لكن دعني أقول لهم لا نريد منكم (حسنة) لأن الحسنات كانت تذهب لمبارك فالشعب المصري كما عهد عنه في الأزمات قادر على مواجهة الصعاب مهما كانت قسوتها ولنا فيما سيتم توفيره من المليارات التي كان يسطوا عليها عز ومن معه فائضاً يغنينا عن ذل السؤال.
الفلول عادوا بالفعل بقوة خاصة في مجال الفضائيات والصحف الوليدة؟
- بالفعل مرفق الإعلام لابد من تطهيره، لأنه بات يقوم بدور مضلل ومعاد ضد الثورة ولا أقصد من ذلك أن تطلق يد الرقابة فهذا زمن انتهى ولن نسمح بالعودة إليه مطلقاً ولكن ما نحرص عليه هو ألا يسمح للإعلام القيام بدوره القديم الذي اشتهر به في زمن مبارك، كما يجب ألا يكون وسيلة لتضليل الناس وللانتقام من فصيل ضد آخر. ويجب أن يلحق قطار التطوير بالتلفزيون المصري والإذاعة بحيث يتم انتخاب الأعضاء من قبل الموظفين والإعلاميين أنفسهم ولابد من التصدي لمشاكل الصحف القومية ووقف نزيف الأموال والخسائر التي تتعرض لها والعمل على تطويرها لتكون قادرة على المنافسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.