اتخذت الأزمة السياسية في فنزويلا تحولاً جديداً دراماتيكياً مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعديد من دول أمريكا اللاتينية بالاعتراف بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد. أشعلت هذه القرارات التوترات في فنزويلا، وهو ما عززموقف منتقدي الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، الذي رد على ذلك بقطع العلاقات مع واشنطن. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تقرير لها، عن مراسلها الدبلوماسي جوناثان ماركوس، ومحرر الإنترنت في أمريكا اللاتينية فانيسا بوششلوتر، نظرتهم إلى ما يمكن أن يتغير سواء داخل أو خارج فنزويلا. يرى جوناثان ماركوس أن التصريحات الصادرة من الولاياتالمتحدة وكندا وعدد من دول أمريكا اللاتينية الأخرى، يمكن أن "تغير كل شيء أو لا شيء". وأوضح ماركوس أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يمتلك أذرع السلطة، القانون والنظام والجيش، وهي ببساطة قد تحدث موجة عنيفة من الاضطرابات المدنية والقمع، مرجحا أن تسوء الفوضى الاقتصادية في فنزويلا. ويقول بوششلوتر إنه من الصعب التنبؤ بمجريات الأمور في فنزويلا، نظراً للفجوة الكبيرة بين الحكومة و المعارضة، حيث أنها تتألف من فصائل لا تتوافق في كثير من الأحيان، ويمكن للفصيل الذي يتولى السلطة أن يتحول بسرعة. ما هي الخطوات الأخرى التي يمكن أن تتخذها الولاياتالمتحدة؟ ويضيف جوناثان ماركوس أن الإدارة الأمريكية تمتلك مجموعة من الأدوات ضد نظام مادورو، حيث يمكنها أن تزيد من العقوبات الاقتصادية، ويمكنها أيضاً أن تعزز تجميد الأصول المستهدفة ضد الأفراد أو الكيانات المرتبطة بحكومة مادورو. كما أن حكومة مادورو تدرك جيداً أن إجراءات قمع المدنيين سيتم مراقبتها وتوثيقها عن كثب، مع احتمال وجود شكل من أشكال التدخل القضائي الدولي مستقبلاً. وأكد ماركو أن العقوبات الاقتصادية تعد أسوأ الأدوات الأمريكية تجاه المجتمع الفنزويلي الفقير، حيث من المتوقع أن تزيد الأمور سوءًا بالنسبة للناس العاديين. التدخل العسكري يقول جوناثان ماركوس إنه وعلى الرغم من لهجة التهديد التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أنه يكره المخاطر بشكل ملحوظ من حيث التدخل العسكري، بعد قراره بالانسحاب العسكري من سوريا وتخفيض عدد القوات في أفغانستان. ويضيف ماركوس أنه من غير المرجح أن يرسل ترامب قوات المارينز إلى فنزويلا في الوقت الحالي، ومع ذلك، إذا انحدرت البلاد إلى فوضى تامة ، فقد تكون هناك دعوات من بعض الجهات للتدخل، مشيراً إلى أن هذا التدخل يتطلب دعماً دولياً كبيراً، خاصة من دول امريكا اللاتينية ، وربما مجلس الأمن ايضاً. ولفت إلى أنه من الصعب رؤية هذا السيناريو، في ظل إعلان روسيا دعمها للرئيس نيكولاس مادورو، إلى جانب معارضة الصين للتدخل في التقليدية لما تراه تدخلاً في شؤون الدول الفردية. وأشار ماركوس إلى أن هناك طرف في منتهى القوة، وهي القوات المسلحة الفنزويلية، ففي الاحتجاجات التي شهدتها البلاد الفترة الماضية، دعّم الجيش الرئيس نيكولاس مادورو. ونوّه ماركوس إلى أن ولاء الجيش هو الذي سيحدد مصير نظام مادورو، محذراً من حدوث انقسام بين قوات الجيش أو قوات الأمن على نطاق واسع، حيث سيسفر عن المزيد من العنف والدماء.